عبدالله حسن الحُمران
بمقاييسِنا وبمعاييرِنا الأمرُ مترامي الأحزان، متعدِّدُ الوجع، استثنائيُّ الشماتة، نكادُ -لعِظَمِ هَولِه- نشعُرُ أنه لو صرخ الأحرارُ على امتداد الأرض كلهم في لحظة واحدة صرخةً يسمعُ بها مَن بين الخافقَينِ لما كفاهم ولما أُعطِيَ الموقف حقه، نشعر بالأسى والقهر للحد الذي يجعلنا نتمنى لو أننا مع الأمين، أَو أننا سبقناه.
لكن بالمقاييس والمعايير الإلهية أبى اللهُ أن يستقبِلَ سماحةَ العشق إلا كما استقبل جده، وكما استقبل خاتم أنبيائه قبله بالعُمر نفسه (فوق الستين)، والتوقيت نفسه (ربيع الأول) وفي يوم جمعة.
والله أعظمُ وأكرم وأعدل من أن يكسرَنا ويجبرَ أحفاد القردة المجرمين قَتَلَةِ الأنبياء، والله أسمى وأعظم من أن يفت أكبادنا ويُصلِحَ عملَ المفسدين، والله أعزُّ وأحكم من أن يترك الأحرارَ المجاهدين والسائرين إليه فريسةً لليُتم والشماتة، إنما أراد الله في ذروة تشبثنا بالأشخاص أن يوقظنا ويحييَ فينا الدرسَ الذي قدمه لخليله إبراهيم وحفيده يعقوب، ويحيي الدرسَ الذي قدمه لخاتم أنبيائه حينما انتزع منه عَمَّه الحمزة في ذروة احتياجه إليه ليقول لنا ولكل أُولئك الأصفياء: إبراهيم ويعقوب ومحمد (عليهم صلوات الله وسلامه) لا ترتبطوا في مسيرتِكم بالأشخاص، ولا تتركوا محبَّتَكم لهم تطغى على محبةِ الله ومعيتِه.
الأمورُ لا تأتي جُزافًا، والعظائم لا تأتي اعتباطًا (وكل شيء عنده بمقدار) والسنن جارية لا تتقاطع مع مسيرة الحياة، ولو قُدِّرَ لعظيمةٍ أن توقف مسيرة الحياة فلن نجد أعظم من مغادرة سيد الأولين والآخرين لهذه الحياة جديرة بذلك، ومع ذلك استمرت الحياة رغم ما اكتنفها من مآسٍ بعد مغادرته، لكنها استعصت وتماثلت للاستمرار.
وفي الحياة محطات من الأسى لفقد عظماء يظن معاصروها وقتذاك بل يتيقنون أنها خطُّ النهاية، لكن الحياة بعد كُـلّ محطة تنتفضُ وتتوثَّبُ للاستمرار:
فقدتِ الأُمَّــةُ رائدَها باستشهاد الإمام علي (ع) فهل توقفت الحياة أم صار الإمام إماما لكل الإنسانية؟
فقدتِ الأُمَّــةُ الحسين (ع) فهل توقفت الحياة أم سارت الأجيال بعده مردّدة: لبيك يا حسين؟
فقدتِ الأُمَّــةُ الإمامَ الخميني فهل توقفت الحياة أم اكتسحت جذوة الثورة الجغرافيا على امتداد الإقليم؟ وهل مات الخميني أم صار كابوسًا يقضُّ مضاجعَ المستكبرين؟
فقدتِ اليمنُ حسينَ العصر، فهل توقفت الحياة أم صارت اليمن منطلقًا لمشروع تنويري يزلزل عروشَ الطغاة والمستكبرين؟
واليوم يصحو السائرون إلى الله على فاجعة رحيلِ أبيهم، ولئن شئنا أن نكونَ دقيقي التوصيف فالحقيقة أن هذا الرحيل مطلَقًا ليس فاجعةً ولا مأساة ولا ثلمة في جسد المقاومة والجهاد.
نحن قلنا إن الأمور لا تأتي جزافًا ولا اعتباطًا، وأقدارُ الله حتمية، وحكمتُه ربما لا ندركها…
هل كان الله عاجزاً عن أن ينجيَ وليَّه من هذا الاستهداف؟ قطعًا لا، وتعالى الله عن ذلك علوًّا كَبيرًا.
فلماذا هذا التوقيت ونحن بمقاييسنا أحوجُ ما نكون إلى بقائه؟ ولو لم يكن إلا لأجلِ أن تنقسم المسؤولية على اثنين بدلًا من واحد لوحده!!
في الحقيقة نحن بحضرة:
أربعينَ عاماً من العمل في سبيل الله بلا كلل ولا ملل ولا سَأَمٍ ولا تَبَرُّمٍ ولا تنصل.
أربعين عاماً حربًا سجالًا مع الصهاينة بكل مكرهم وخبثهم وقبحهم.
أربعين عاماً من الدوران في فلك آل رسول الله “صلوات الله عليه وعليهم أجمعين” بكل أفجاعهم وأحزانهم.
أربعين عاماً من انتظار الشهادة والرفاق كُـلّ يوم يرتقون أمام ناظريه.
أربعين عاماً وهو يَرُصُّ لبنات الوَلَهِ والعشق في قلوب محبيه لبنةً لبنةً، بصدقه، بالتزامه، بحكمته، بشجاعته، بوفائه، بكل ما فيه.
أربعين عاماً من الانتصارات والتضحيات جعلته يجمعُ القلوب، ويأخُذُ بتلابيبها. حتى قلوب كارهيه وخصومه.
أربعين عاماً من الامتداد العلوي، فلم يغب من علي (ع) إلا جسدُه.
لا يليقُ بسجلٍّ كهذا متخمٍ بالمكرمات أن يُختَمَ إلا بالشهادة؛ إذ لم يعد هناك متسعٌ للمزيد ولا للبقاء، وليس من المروءة ولا من الوفاء أن نستكثرَ عليه أن يترجَّلَ عن جواده، وأن يُلقيَ عصا الترحال، وينامَ مطمئنًا أن وراءه إرثًا من الوعي ومن القادة والرجال ما سيجعلُ الصهاينة يلعنون الساعةَ التي استساغوا فيها فكرةَ التخلُّصِ منه.
فلينَمْ سماحة العشق قريرَ العين، ولنا في الله وفي أبي جبريل كُـلُّ العزاء والعوض.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أربعین عاما
إقرأ أيضاً:
أمطار وانخفاض حرارة وبرودة.. الأرصاد تكشف موعد ذروة فصل الشتاء 2025
كتب- محمد أبو بكر:
قالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، إن حالة الطقس خلال الساعات المقبلة تشهد نشاطًا للرياح الجنوبية الغربية وقد تكون مثيرة لبعض الرمال والأتربة في المنطقة الغربية والسواحل الشمالية الغربية وغرب البلاد، والمناطق المكشوفة في القاهرة الكبرى والوجه البحري وشمال الصعيد ومدن القناة.
ؤ خلال الفترة المقبلة
وأضافت "غانم"، في تصريحات لمصراوي، أن سرعات الرياح ستتراوح من 30 إلى 40 كيلو متر على ساعة، مما سيزيد الشعور بالبرودة وانخفاض درجات الحرارة، واضطرابًا في الملاحة البحرية على البحر المتوسط.
وأوضحت أن أجواء اليوم شتوية مائلة للبرودة خلال فترات الليل، شديدة البرودة في فترات الليل.
وأشارت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد انخفاضا تدريجيا في قيم درجات الحرارة، حيث ستتأثر البلاد بكتل هوائية قادمة من أوروبا ومنخفض جوي في طبقات الجو العليا، ومتوقع أن تكون العظمى على القاهرة الكبرى 17 درجة مئوية، بالإضافة إلى نشاط نسبي للرياح.
وتابعت: درجات الحرارة الصغرى خلال فترات الليل ستنخفض إلى 10 درجات مئوية، والمدن الجديدة 8 و9 درجات، ومحافظات شمال الصعيد 4 درجات، وستزيد البرودة في فترات الليل ويتكون الصقيع على المزروعات في شمال الصعيد ووسط سيناء والوادي الجديد.
وأكملت: حالة الطقس بدءًا من مساء الغد تشهد فرص أمطار على السواحل الشمالية الغربية، تكون متفاوتة الشدة على مناطق متفرقة.
ولفتت إلى أن ذروة فصل الشتاء ستكون خلال شهر يناير وفبراير.
اقرأ أيضا:
تفاصيل حالة الطقس حتى الإثنين: أمطار وصقيع ورياح على هذه الأماكن
الاستعلام عن استهلاك فاتورة الكهرباء لشهر ديسمبر 2024.. تعرف على الخطوات
هيئة الدواء تُصحح 3 شائعات بشأن لقاحات الأطفال.. وتوجه نصائح للأسر
حالة الطقس الطقس درجات الحرارة
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة تفاصيل حالة الطقس حتى الإثنين: أمطار وصقيع ورياح على هذه الأماكن أخبار الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس اليوم.. وتحذير بشأن رياح مثيرة للرمال أخبار حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء 25-12-2024 أخبار تفاصيل حالة الطقس غدًا.. برودة ورياح مثيرة للرمال واضطراب ملاحة (بيان أخبار أخبار مصر الصحة تنظم ورشة عمل لتكثيف الحملات الإعلامية للتوعية بالإيدز منذ 44 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر تفاصيل حالة الطقس حتى الإثنين: أمطار وصقيع ورياح على هذه الأماكن منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر مدبولي يترأس الاجتماع الأسبوعي للحكومة اليوم منذ 3 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر الاستعلام عن استهلاك فاتورة الكهرباء لشهر ديسمبر 2024.. تعرف على الخطوات منذ 4 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر اليوم.. الصحة تحتفل بالحالة "100" لزراعة الصمام الأورطي باستخدام تقنية منذ 5 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس اليوم.. وتحذير بشأن رياح مثيرة للرمال منذ 6 ساعات قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارأمطار وانخفاض حرارة وبرودة.. الأرصاد تكشف موعد ذروة فصل الشتاء 2025
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك كان على متنها 72 شخصًا.. شاهد لحظة سقوط طائرة ركاب أذربيجانية وانفجارها للإعلان كامل للإعلان كامل 21القاهرة - مصر
21 13 الرطوبة: 30% الرياح: جنوب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك