NYT: العالم متفكك ولم تعد الدبلوماسية الأمريكية قادرة على منع انهياره
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
أثبتت القوى الكبرى عجزها عن وقف الحرب والقتال المستمر على مدار ما يقرب من عام في الشرق الأوسط، أو حتى التأثير عليه بشكل كبير، وهو الفشل الذي يعكس عالما مضطربا من السلطة اللامركزية التي يبدو من المرجح أن تستمر.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن إدارة بايدن وصفت مرارا وتكرارا المفاوضات المتقطعة بين "إسرائيل" وحماس لإنهاء القتال في غزة، والتي دفعت بها الولايات المتحدة، بأنها على وشك تحقيق اختراق، لكنها فشلت.
وأضافت الصحيفة إن "المحاولة الحالية التي يقودها الغرب لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان ترقى إلى مستوى التسابق لتجنب الكارثة، تبدو فرص نجاحها غير مؤكدة إلى حد كبير بعد مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله منذ فترة طويلة، يوم الجمعة".
قال ريتشارد هاس، الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية: "هناك المزيد من القدرات في أيدي المزيد في عالم حيث تكون القوى الطاردة أقوى بكثير من القوى المركزية. إن الشرق الأوسط هو الحالة الأولية لدراسة هذا التفتت الخطير".
ويترك اغتيال نصر الله، زعيم حزب الله لأكثر من ثلاثة عقود والرجل الذي بنى المنظمة لتصبح واحدة من أقوى القوات المسلحة غير الحكومية في العالم، فراغا من المرجح أن يستغرق حزب الله وقتا طويلا لملئه.
واعتبرت الصحيفة أن الاغتيال ضربة قوية لإيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، وقد تؤدي حتى إلى زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الحرب الشاملة ستأتي إلى لبنان.
قال جيل كيبييل، الخبير الفرنسي البارز في شؤون الشرق الأوسط ومؤلف كتاب عن الاضطرابات العالمية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر: "كان نصر الله يمثل كل شيء بالنسبة لحزب الله، وكان حزب الله الذراع الأمامية لإيران. والآن أصبحت الجمهورية الإسلامية ضعيفة، وربما إلى درجة قاتلة، ويتساءل المرء من الذي يستطيع حتى إعطاء الأمر لحزب الله اليوم".
لسنوات عديدة، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة القادرة على ممارسة ضغوط بناءة على كل من إسرائيل والدول العربية، لقد هندست اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978 التي جلبت السلام بين إسرائيل ومصر، والسلام بين إسرائيل والأردن عام 1994. قبل أكثر من ثلاثة عقود بقليل، تصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، في حديقة البيت الأبيض باسم السلام، فقط ليتم تآكل الأمل الهش في ذلك العناق بشكل مطرد.
ولقد تغير العالم وأعداء "إسرائيل" الرئيسيون منذ ذلك الحين. إن قدرة أمريكا على التأثير على إيران، عدوها اللدود لعقود من الزمان، ووكلاء إيران مثل حزب الله، هامشية. تم تصنيف حماس وحزب الله كمنظمات إرهابية في واشنطن، وهما موجودان فعليا بعيدا عن متناول الدبلوماسية الأمريكية.
وتتمتع الولايات المتحدة بنفوذ دائم على "إسرائيل"، ولا سيما في شكل مساعدات عسكرية تضمنت حزمة بقيمة 15 مليار دولار وقعها هذا العام الرئيس بايدن. ولكن التحالف القوي مع إسرائيل الذي بني حول اعتبارات سياسية استراتيجية ومحلية، فضلا عن القيم المشتركة بين ديمقراطيتين، يعني أن واشنطن لن تهدد على الأرجح بخفض تدفق الأسلحة ــ ناهيك عن قطعها.
واعتبرت الصحيفة أن "الرد العسكري الإسرائيلي الساحق في غزة على مذبحة حماس التي ارتكبتها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ضد الإسرائيليين واحتجازها نحو 250 رهينة، أثار توبيخا خفيفا من بايدن. فقد وصف تصرفات إسرائيل بأنها مبالغ فيها، على سبيل المثال. ولكن الدعم الأميركي لحليفتها المحاصرة كان حازما مع ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة إلى عشرات الآلاف، وكثير منهم من المدنيين".
وقالت الصحيفة إن "الولايات المتحدة، في ظل أي رئاسة يمكن تصورها، ليست على استعداد للتخلي عن الدولة اليهودية التي أصبح وجودها موضع تساؤل متزايد على مدى العام الماضي، من الحرم الجامعي الأميركي إلى شوارع أوروبا ذاتها التي شرعت في إبادة الشعب اليهودي قبل أقل من قرن من الزمان".
وذكر هاس: "إذا تغيرت السياسة الأميركية تجاه إسرائيل على الإطلاق، فلن يكون ذلك إلا على الهامش"، على الرغم من التعاطف المتزايد، وخاصة بين الشباب الأميركيين، مع القضية الفلسطينية.
وكانت القوى الأخرى في الأساس متفرجة بينما انتشر سفك الدماء. فالصين، وهي مستورد رئيسي للنفط الإيراني وداعمة رئيسية لأي شيء قد يضعف النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي نشأ من أنقاض الحرب العالمية الثانية في عام 1945، ليس لديها مصلحة تذكر في ارتداء عباءة صانع السلام.
كما أن روسيا لديها ميل ضئيل إلى المساعدة، وخاصة عشية انتخابات الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر في الولايات المتحدة. إن روسيا، التي تعتمد على إيران في تكنولوجيا الدفاع والمسيّرات في حربها المستعصية في أوكرانيا، ليست أقل حماسة من الصين بشأن أي علامات على التراجع الأميركي أو أي فرصة لتورط أميركا في مستنقع الشرق الأوسط.
وبناء على سلوكه في الماضي، ربما يُنظَر إلى العودة المحتملة للرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في موسكو باعتبارها عودة زعيم من شأنه أن يثبت تسامحه مع الرئيس فلاديمير بوتن.
ومن بين القوى الإقليمية، لا يوجد أي منها قوي بما يكفي أو ملتزم بالقضية الفلسطينية لمواجهة إسرائيل عسكريا. وفي النهاية، تتوخى إيران الحذر لأنها تعلم أن تكلفة الحرب الشاملة قد تكون نهاية الجمهورية الإسلامية. وتخشى مصر تدفقا هائلا للاجئين الفلسطينيين. وتسعى السعودية إلى إقامة دولة فلسطينية ولكنها لن تضع حياة السعوديين على المحك من أجل هذه القضية.
أما بالنسبة لقطر، فقد "مولت حماس بمئات الملايين من الدولارات سنويا والتي ذهبت جزئيا إلى بناء متاهة من الأنفاق، بعضها يصل عمقها إلى 250 قدما، حيث تم احتجاز الرهائن الإسرائيليين"، على حد زعم الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أيضا أن ذلك "حظي بتواطؤ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي رأى في حماس وسيلة فعالة لتقويض السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وبالتالي تقويض أي فرصة للسلام".
واضافت "كانت كارثة السابع من أكتوبر أيضا تتويجا للتلاعب الساخر من قبل القادة العرب والإسرائيليين بالسعي الفلسطيني إلى إقامة دولة. بعد مرور عام، لا أحد يعرف كيف يصلح الوضع، لذا، في رحلتهم السنوية، يتجمع زعماء العالم لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أصيب مجلس الأمن بالشلل إلى حد كبير بسبب حق النقض الروسي على أي قرارات تتعلق بأوكرانيا وحق النقض الأمريكي على القرارات المتعلقة بإسرائيل".
وأكدت أن "القادة يستمعون إلى بايدن الذي يصور، مرة أخرى، عالما عند نقطة تحول بين الاستبداد الصاعد والديمقراطيات المضطربة، ويسمعون الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يندد بالعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني - وهي العبارة التي أثارت غضب إسرائيل - ردا على الأعمال الإرهابية البغيضة التي ارتكبتها حماس قبل عام تقريبا".
ولكن كلمات غوتيريش، مثل كلمات بايدن، تبدو وكأنها تتردد في الفراغ الاستراتيجي لنظام عالمي قائم على الاختيار، معلق بين زوال الهيمنة الغربية وصعود البدائل المتعثر لها. إن الوسائل للضغط على حماس وحزب الله وإسرائيل في وقت واحد - والدبلوماسية الفعالة تتطلب الضغط على الثلاثة - غير موجودة.
وقد حال هذا التفكك دون إعادة البناء دون اتخاذ إجراءات فعالة لوقف الحرب بين إسرائيل وغزة. ولا يوجد إجماع عالمي على الحاجة إلى السلام أو حتى وقف إطلاق النار. في الماضي، أدت الحرب في الشرق الأوسط إلى ارتفاع أسعار النفط وانهيار الأسواق، مما أجبر انتباه العالم. الآن، كما قال إيتامار رابينوفيتش، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، "الموقف هو، 'حسنا، فليكن'".
وفي غياب أي استجابة دولية متماسكة ومنسقة، لا يواجه نتنياهو ويحيى السنوار، زعيم حماس والعقل المدبر لهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أي عواقب في متابعة مسار مدمر، لا تزال نهايته غير واضحة ولكنه سيتضمن بالتأكيد خسارة المزيد من الأرواح.
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو تجنب "أي جهد أمريكي جاد لإحداث تطبيع العلاقات مع السعودية، ربما الدولة الأكثر أهمية في العالم العربي والإسلامي، لأن ثمنه سيكون بعض الالتزام الجاد بإقامة دولة فلسطينية، وهو الشيء الذي كرس حياته السياسية لمنعه".
وأضافت أن "اهتمام نتنياهو بإطالة أمد الحرب لتجنب التوبيخ الرسمي للفشل العسكري والاستخباراتي الذي أدى إلى هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر - وهي الكارثة التي توقفت المسؤولية عنها على مكتب رئيس الوزراء - يُعقّد أي جهود دبلوماسية. ولكن هل سينجح نتنياهو في تحقيق أهدافه؟ إن محاولته لتجنب مواجهة الاتهامات الشخصية بالاحتيال والفساد الموجهة إليه لا تزال مستمرة. فهو يلعب لعبة الانتظار، التي تتضمن الآن تقديم القليل أو لا شيء حتى الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر، عندما قد يتم انتخاب ترامب، الذي يعتبره حليفا قويا".
وبينت أن "الأسر الإسرائيلية التي ترسل أبناءها إلى الحرب لا تعرف مدى التزام قائدها الأعلى بإعادة هؤلاء الجنود الشباب إلى ديارهم سالمين من خلال اغتنام أي فرصة قابلة للتطبيق من أجل السلام. ويقول العديد من الإسرائيليين إن هذا من شأنه أن يقوض روح الأمة".
وقالت "أما بالنسبة للسنوار، فإن الرهائن الإسرائيليين الذين يحتجزهم يمنحونه نفوذا. إن لامبالاته الواضحة بالخسارة الهائلة في الأرواح الفلسطينية في غزة تمنحه نفوذا كبيرا على الرأي العام العالمي، الذي تحول تدريجيا ضد إسرائيل مع مقتل المزيد من الأطفال الفلسطينيين".
وختمت "باختصار، ليس لدى السنوار سبب يذكر لتغيير المسار. وفي ما أطلق عليه ستيفن هينتز، رئيس منظمة صندوق الإخوة روكفلر الخيرية، عصر الاضطرابات، فإن العالم لن يغير هذا المسار من أجله".
في مقال نشر مؤخرا كتب هينتز "من الواضح أن المؤسسات التي وجهت العلاقات الدولية وحل المشاكل العالمية منذ منتصف القرن العشرين لم تعد قادرة على معالجة مشاكل الألفية الجديدة. إنها غير ناجعة وغير فعّالة وغير منسجمة مع العصر، وفي بعض الحالات عفا عليها الزمن ببساطة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية بايدن إسرائيل الولايات المتحدة لبنان الفلسطينية لبنان إسرائيل فلسطين الولايات المتحدة بايدن المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من تشرین الأول الولایات المتحدة الشرق الأوسط بین إسرائیل حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: إسرائيل مكروهة اليوم أكثر من أي وقت مضى.. ما علاقة الإخوان؟
رغم ما تبذله دولة الاحتلال في الآونة الأخيرة من محاولات لتحسين صورتها في العالم، لكن القناعة السائدة في صفوفها أنها استيقظت متأخرة، بما يعني افتقادها لفرصة استعادتها.
ليلاخ سيغان الخبيرة الإعلامية والدعائية ذكرت أن "هناك علاقة وثيقة بين ما حصل في أمستردام قبل أيام بالدعاية الإسرائيلية الفاشلة التي حققت إخفاقات كارثية منذ 13 شهراً من العمل المستنزف، مما يعني أن فرص الاحتلال في إحداث تغيير في حرب الوعي التي يخوضها حول العالم ضئيلة جدا".
وأضافت في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أنه "بعد شهر واحد فقط من بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت شركات دعاية عالمية تتفاعل بشكل عدائي تجاه الاحتلال، وشهدت شبكات التواصل مشادات افتراضية حول عدم مشروعية ما يرتكبه الاحتلال ضد الفلسطينيين، ورغم الجهود الإسرائيلية لتسويق روايتها، لكن الآخرين رفضوا تقبلها وشراء بضاعتها، بل إن بعض الأوروبيين اعتبروا ما حدث للمشجعين الإسرائيليين في أمستردام، رداً طبيعيا على ما يرتكبونه من إبادة جماعية في غزة".
وأشارت إلى أن "العديد من الأوروبيين الذين يرفضون تبني الرواية الإسرائيلية ليسوا في الأساس معادين للسامية، أو يكرهون إسرائيل، لكن ما حصل لهم أنهم مروا بحالة من تغيير الوعي خلال عام الحرب الجارية، وقد تعرضوا لمعلومات كان لها صدى في نواحٍ عديدة، مقابل الاستجابة الإسرائيلية الضعيفة، هذا إذا كانت على الإطلاق، مما يستدعي من الجمهور الإسرائيلي أن يعرف أن إسرائيل مكروهة اليوم أكثر من أي وقت مضى، في ضوء ما يقوم به أعداؤها حول العالم من جهود دعائية للتشهير بها، لاسيما من الإخوان المسلمين وأعوانهم في قطر وإيران، ممن عملوا بجدّ لسنوات للتحضير لحملة التشهير التي شهدناها هذا العام".
وزعمت أن "أعداء الاحتلال المذكورين آنفاً أسسوا حركات طلابية نشطة في الجامعات العالمية، وطوّروا تعاون شبكة الجزيرة مع وسائل الإعلام الغربية، واستثمروا ميزانيات ضخمة في شبكات التواصل الاجتماعي، مقابل أن الحكومة الإسرائيلية لم تتحرك للتعامل مع هذه الموجة الدعائية المعادية منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وإذا تحركت، فمن الواضح أنها فشلت فشلا ذريعا، وخلاصة القول أن الحكومة لم تحمِ الإسرائيليين في سياق الحرب على الوعي، وإن استيقظت فقد جاءت صحوتها متأخرة.".
وشرحت قائلة أن "تولي غدعون ساعر منصبه الجديد وزيرا للخارجية كشف عن إخفاقات وقع فيها سلفاه السابقان: إيلي كوهين ويسرائيل كاتس، اللذان أصدرا خلال فترة ولايتهما القصيرة مجموعة متنوعة من التصريحات للصحافة المحلية، لكن الوزارة ذاتها لم تعقد أي إحاطات إعلامية في العامين الماضيين لمراسلي وسائل الإعلام الأجنبية، مع أن ميزانيتها تبلغ اليوم 28 مليون شيكل سنويا، (الدولار يساوي 3.7 شواكل)، فيما زعم ساعر أنه تلقى 545 مليون شيكل للوزارة في 2025، وسيتصرف وفق خطة منظمة وأهداف قابلة للقياس بهدف الترويج للاحتلال أمام العالم".
وتساءلت الكاتبة: "لماذا استغرق الأمر 13 شهرا من الحرب التي تدهورت فيها صورة إسرائيل حول العالم لأدنى مستوياتها، رغم وجود الكثير من الدول الداعمة لها في حربها، لكننا جميعا ندرك التيار الغامض للرأي العام السلبي، الذي لا يعرّض للخطر فقط شحنات الأسلحة المتوجهة إليها، بل يعرض للخطر أكثر من أي وقت مضى الإسرائيليين المسافرين للخارج، ولذلك تم تحذيرهم هذا الأسبوع من المشاركة في حفلات اكتمال القمر في تايلاند، مما يعني أنهم يواجهون اليوم ظواهر لم يواجهوها منذ عقود".
وأوضحت أن "أحد أشكال فشل دعاية الاحتلال يتمثل بشكاوى الإسرائيليين من المقاطعة الأكاديمية لهم في جامعات العالم التي تتجلى في الإقصاء من المؤتمرات ورفض نشر أبحاثهم الأكاديمية، وكشف العشرات من محرري موسعة ويكيبيديا وهم يعيدون كتابة تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بهدف تقويض شرعية الصهيونية".
وختمت بالقول إن "الأساس الذي تنطلق منه إخفاقات الدعاية الإسرائيلية هو تزايد الأدلة على أن الاحتلال دولة استعمارية وقحة لا تهتم بحياة الإنسان، مما يعني أن يدفع الإسرائيليون مزيدا من الأثمان في ساحة الوعي العالمي، والشيء الوحيد الواضح أن إسرائيل أظهرت أداءً عسكرياً في الميدان، لكنها هُزمت في معركة الوعي، لأن وزراء الحكومة مشغولون للغاية بمحاولة التأثير على وعي الجمهور الإسرائيلي، ولا يستطيعون توفير الوقت للتعامل مع التأثير على الرأي العام العالمي، وتراجع مكانة الاحتلال في العالم".