مسيرة بدارفور تطالب برفع الحصار ومواجهات في الفاشر
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
الفاشر- شهد مخيم زمزم، الذي يبعد 15 كيلومترا عن مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان، اليوم الاثنين، مظاهرات من قِبل النازحين احتجاجا على الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المخيم منذ عدة أشهر.
وردد المتظاهرون هتافات تدعو إلى إنهاء الحصار وفتح المعابر المؤدية إلى المخيم، معربين عن استنكارهم الصمت الدولي تجاه هذه الأزمة.
كما ناشد المتظاهرون الدول الصديقة والمجتمع الدولي اتخاذ مواقف واضحة لحماية المدنيين، والسعي نحو تحقيق السلام في السودان.
ويؤوي مخيم زمزم نحو 100 ألف نازح ونازحة، يعيش أغلبهم واقعا اقتصاديا وإنسانيا قاسيا للغاية، وتتفاقم معاناتهم بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الدعم السريع، مما يزيد من صعوبة حياتهم اليومية.
كما يواجه المخيم خطر المجاعة، ونقصا حادا في المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى الحاجة الماسة إلى بعض المستلزمات الأساسية الأخرى.
وفي حديثه للجزيرة نت، طالب محمد داؤد شيلية، أحد قيادات المخيم ومنظمي المسيرة، بضرورة إنهاء قوات الدعم السريع حصارها المفروض على المخيم. وأوضح أن سكان المعسكر يعانون منذ فترة طويلة من نقص المساعدات الإنسانية، وكان وضعهم صعبا حتى قبل اندلاع الحرب.
ومع تصاعد النزاع، تفاقمت معاناة النازحين بسبب نقص الغذاء والدواء، وأشار المتحدث نفسه إلى أن قوات الدعم السريع تمنع دخول الإمدادات التموينية إلى المخيم، كما أن الطرق المؤدية إلى مخيم زمزم مغلقة. وأكد توقف منظمة أطباء بلا حدود عن إرسال الأدوية اللازمة، مما أدى إلى تفاقم معاناة الأطفال في المعسكر، الذين يعانون من سوء التغذية.
ولفت شيلية إلى عدم إيفاء قوات الدعم السريع بالالتزامات التي تم الاتفاق عليها في اتفاقية جنيف بشأن وصول المساعدات الإنسانية. وقال رغم وجود مراكز علاجية في المعسكر، فإن عدم توفر الأدوية ومنع دخول الشاحنات زاد من معاناة المدنيين.
ومن جهتها، قالت النازحة حواء سليمان، للجزيرة نت، إن الحصار أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وانعدام الأدوية. وأضافت "نضطر لشراء الأدوية بأسعار مرتفعة جدا، والكثير من العائلات لا تملك المال لشراء الطعام".
وتابعت حواء أن الأطفال يعانون بشكل خاص، والكثير منهم لا يحصلون على التغذية المناسبة، ما يؤثر سلبا على صحتهم ونموهم.
وأشارت إلى أن الكثير من العائلات تعتمد على المساعدات، لكن مع الحصار أصبح الحصول على هذه المساعدات حلما بعيدا.
ودعت حواء المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لمساعدة النازحين، وقالت "نحن بحاجة إلى الدعم والمساعدة. نحن عائلات فقدت كل شيء، ولا يمكننا الاستمرار في العيش بهذه الظروف القاسية".
انتصارات القوات المسلحة والقوة المشتركة في محورين بعد ان هاجمت مليشا عليها. في محور الفاشر تكبد العدو خسائر فادحة وترك ورائه أعداد من القتلي والغنائم وفي محور كلبس غرب دارفور الشباب لقنوه درسا آخر بالتأكيد لا ينسونه .
الرحمة والبركة للشهداء وعاجل الشفاء للجرحي في كل محاور البلد.
— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) September 30, 2024
اشتباك جديد
وأفاد شهود عيان للجزيرة نت بتجدد الاشتباكات اليوم الاثنين بين الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحة والمقاومة الشعبية ضد قوات الدعم السريع في الأحياء الجنوبية الشرقية من مدينة الفاشر.
وأشار الشهود إلى تبادل كثيف لإطلاق النار وسماع دوي الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ولم ترد أي معلومات حول وقوع ضحايا بين المدنيين خلال هذه الاشتباكات، خاصة مع الانقطاع التام لشبكة الاتصالات.
وقال المتحدث العسكري لحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي المقدم عبد المجيد بابكر إدريس خميس، للجزيرة نت، إن القوات المسلحة والقوات المشتركة حققت تقدما ملحوظا في مختلف محاور القتال بالبلاد.
وأوضح أن وجود المليشيات المسلحة في المناطق التي كانت تحت سيطرتها يقترب من نهايته، وتابع أن التقدم المحقق يعكس جهود القوات المسلحة وتضحيات الأفراد في مواجهة التحديات.
وأكد أن العملية العسكرية مستمرة، وهدفها هو إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، مشيرا إلى أن القوات في الميدان تتلقى الدعم اللازم من القيادة، مما يعزز قدرتها على تحقيق الأهداف، كما أكد أن تحسين إستراتيجيات القتال ساهم في تحقيق نتائج إيجابية على الأرض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع للجزیرة نت مخیم زمزم
إقرأ أيضاً:
هجوم لقوات الدعم السريع يحول مخيما للنازحين في السودان "ساحات موت"
الخرطوم - صمدت سارة في وجه المجاعة والحروب وسنوات النزوح في مخيم زمزم في إقليم دارفور بغرب السودان من دون أن تفكر بالفرار يوما، إلى أن أتى هجوم قوات الدعم السريع وحول ملجأها إلى "ساحات موت".
بدأت عمليات القصف وإطلاق النار الثلاثاء الماضي عندما هاجمت قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش منذ قرابة السنتين، مخيم النازحين هذا مضرمة النار في السوق الرئيسية، على ما أفاد شهود.
وتروي سارة لوكالة فرانس برس لدى وصولها إلى طويلة التي تبعد 60 كيلومتر غرب زمزم "كانت القنابل تقع في بعض البيوت والجثث كانت في الشارع. لم تكن ثمة وسيلة للبقاء".
وتضيف سارة التي كانت تدرُس الأدب قبل اندلاع الحرب في بلادها "في منتصف الليل قمنا مع الأولاد والجدات وبدأنا نمشي، والطريق كان طويلا".
والتقى صحافي في فرانس برس عائلات فرت في هذه المدينة الصغيرة التي يعاني سكانها الجوع، وتكاد لا تدخلها المساعدات الإنسانية ولا الصحافيون.
ومشت سارة وأفراد عائلتها على مدى ثلاثة أيام فيما الخوف يهيمن عليهم من الطائرات التي تحلق فوق رؤوسهم وعناصر قوات الدعم السريع الذين يلتقونهم.
وتقول الشابة البالغة 22 عاما التي فضلت استخدام اسم مستعار خشية من أي انتقام "ثمة ناس قبلنا تعرضّوا للنهب وثمة ناس تعرّضوا للضرب، وتوفي شاب".
ومخيم زمزم وهو الأكبر في دارفور ويضم نصف مليون إلى مليون شخص بحسب المصادر الإنسانية المختلفة، كان أول مكان تعلن فيه المجاعة في السودان في آب/أغسطس الماضي.
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
لكن الأسبوع الماضي اضطر سكان مخيم زمزم الذي أقيم في العام 2004، إلى مغادرته.
- "دماء" و"جثث" -
منذ أيار/مايو 2024، تحاصر قوات الدعم السريع الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور من دون أن تنجح في السيطرة على هذه المدينة الواقعة شمال زمزم.
وقد كثفت هجماتها على المدينة والبلدات المجاورة في الأسابيع الأخيرة ما اضطر آلاف العائلات إلى الفرار بحسب الأمم المتحدة.
وأظهرت صور ملتقطة بواسطة الأقمار الاصطناعية عاينتها وكالة فرانس برس الخميس أبنية وقد سويت بالأرض عند المدخل الشرقي للمخيم.
وقالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في بيان "إنها مجزرة جديدة تُضاف إلى تاريخ المعاناة الطويل للنازحين، حيث تحولت شوارع المعسكر إلى ساحات موت، وامتلأت بالدماء والأشلاء، فيما عاش الأطفال والنساء ساعات من الرعب والجوع والخذلان".
وأضاف البيان "النيران تلتهم البيوت، والصرخات تختلط بأزيز الرصاص، بينما يسقط العشرات بين قتيل وجريح".
واستمر الهجوم ما لا يقل عن ثلاثة أيام على ما أفاد شهود وكالة فرانس برس ما أسفر عن سقوط 19 قتيلا على الأقل على ما قال الأحد حاكم دارفور مني مناوي الذي تقاتل قواته إلى جانب الجيش قوات الدعم السريع.
وأعلنت الأمم المتحدة أن عاملين في المجال الإنساني على الأقل قتلا أيضا.
ويعتبر المستشفى الميداني الذي تديره منظمة "أطباء بلا حدود" الوحيد القادر على استقبال المصابين، لكن لا يمكنه توفير العلاج المناسب في غياب قسم للجراحة.
ويقول آدم عيسى الذي اضطر إلى مغادرة منزله بعدما اندلعت فيه النيران "بعض الناس تركناهم مصابين على الأرض".
وفرت العائلات مع ما تمكنت من حمله من معلقات لكن عند وصولها إلى طويلة لم يبق معها شيء.
وتروي مقبولة محمد لفرانس برس "عند خمسة حواجز، قام (عناصر الدعم السريع) بتثبيتنا وتفتيشنا، وقالوا إننا مؤيدون للجيش وأن رجالنا من العسكر".
تضيف السيدة البالغة 37 عاما وسبق لها أن نزحت مرات عدة "أخذونا هواتفنا والأموال ولم يبقوا لنا شيئا، أخذوا حتى بطانياتنا".
وتقول محمد التي فرّت من قرية شقرة، إن عناصر الدعم السريع حذّروا الناس من أنهم حتى "اذا ذهبتهم الى زمزم، اذا ذهبتهم الى الفاشر، سنلاحقككم".
- "تواطؤ" -
وفي بيان أصدرته الخميس، أكدت قوات الدعم السريع أنها نفّذت عمليات سريعة "لتحرير "النازحين" في زمزم، معللة ذلك بأن المخيم تحول "قاعدة عسكرية" لمجموعات مسلحة موالية للجيش.
وشددت قوات الدعم التي تتهمها الولايات المتحدة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور، بأنها لم تستهدف المدنيين على الإطلاق.
وبحسب الأمم المتحدة، كثفت قوات الدعم في الأسابيع الماضية هجماتها ضد هذه المدينة والقرى المحاذية لها، ما أرغم آلاف الأشخاص على الفرار.
وفي أيلول/سبتمبر، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن ما لا يقل عن 20 ألف شخص قتلوا منذ بداية الحرب في السودان، بينما تصل بعض التقديرات الى 150 ألف قتيل، بحسب ما أفاد المبعوث الأميركي توم بيرييلو في تصريحات سابقة.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن تصاعد أعمال العنف في زمزم والفاشر "يهدد مئات الآلاف من الأطفال".
وفي بيان أرسل الى فرانس برس، حذّرت "الإدارة العليا لمعسكر زمزم للنازحين"، وهي مجموعة مدنية تتولى إدارة المخيم، من أن قوات الدعم السريع تسعى الى "تصفية النازحين واستئصال وجودهم بالكامل".
وحذّرت من أن "ما يحدث الآن في دارفور ليس مجرد نزاع، بل إبادة جماعية موثقة تستوجب تحركا دوليا فوريا، وإلا فإن التاريخ سيحفظ هذا التواطؤ الدولي القبيح كوصمة عار في جبين العالم الحر".
من جهتها، شددت منظمة العفو الدولية على الحاجة الطارئة الى "ضغط دولي فعلي" على طرفي الحرب في السودان، خصوصا لجهة توسيع حظر الأسلحة ليشمل كامل السودان وليس فقط دارفور.
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين وقصف المنازل والأسواق والمستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
أدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
وتعهد "جيش تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد محمد أحمد النور، وهو جماعة مسلحة مستقلة عن الجيش وقوات الدعم السريع، حماية المدنيين في طويلة.
لكن ذلك ليس كافيا بالنسبة الى سارة التي تفتقد المأوى والغذاء والمال.
وتقول "تمكنا من الفرار بما كان علينا. بعدما وصلنا الى طويلة، ليست لدينا منازل ولا خدمات ولا قدرة لدينا بأن نمشي الى المستشفى. الجو برد وليس لدينا ما نغطي أنفسنا به".
Your browser does not support the video tag.