البوابة نيوز:
2025-01-19@20:34:18 GMT

حزب الله على مفترق طرق

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى خضم التصعيد العسكرى الذى يشهده لبنان، تتضارب التقارير حول مصير الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبينما أعلن الجيش الإسرائيلى عبر متحدثه أفيخاى أدرعى عن مقتل نصرالله، فإن مصادر مقربة من حزب الله نفت هذا الادعاء، مؤكدة أن نصرالله وقياديين آخرين ما زالوا على قيد الحياة.


وبعد مقتل نصرالله، يدخل الحزب مرحلة حرجة ومفصلية فى تاريخه، فمنذ تأسيسه، كان نصرالله القائد المحورى الذى قاد الحزب فى معاركه السياسية والعسكرية، مما يثير التساؤلات حول قدرة الحزب على التماسك واستمرار نهجه فى ظل غياب هذا القائد.
فى ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة والضغوط الإسرائيلية المتزايدة، يبدو أن حزب الله يواجه مستقبلًا غامضًا، حيث سيتعين عليه إعادة ترتيب أوراقه واختيار قيادة جديدة قادرة على مواجهة المتغيرات والتحديات المحيطة به.
تأتى هذه الضربات فى إطار حملة عسكرية واستخباراتية مكثفة تشنها إسرائيل ضد حزب الله، مع تركيز متزايد على تحجيم قدراته العسكرية فى المنطقة.
فى تصريح رسمى للجيش الإسرائيلي، قال المتحدث أفيخاى أدرعى إن القوات الجوية الإسرائيلية نفذت غارة دقيقة استهدفت مقرًا تحت الأرض تابعًا لحزب الله فى الضاحية الجنوبية لبيروت؛ مضيفًا أن الغارة أسفرت عن مقتل نصرالله إلى جانب عدد من القادة البارزين مثل على كركي، قائد جبهة الجنوب فى الحزب.
وأضاف أدرعى أن هذه الضربة تأتى نتيجة سنوات من التخطيط والاستخبارات، وأن نصرالله كان مسئولًا عن مقتل العديد من المدنيين الإسرائيليين خلال عقود من المواجهات.
فى المقابل؛ نفى حزب الله هذه الادعاءات تمامًا عبر مكتبه الإعلامي، مؤكدًا أن التقارير المتداولة حول مقتل نصرالله لا صحة لها.
ووفقًا لما نقلته وكالة «رويترز»، قال مصدر مقرب من الحزب إن نصرالله ما زال على قيد الحياة، وكذلك القيادى هاشم صفى الدين.
كما أوضح المصدر أن الاتصال بنصرالله قد فُقد مؤقتًا فى مساء الجمعة، مما أثار الشكوك حول مصيره.
تزامنت هذه الضربات مع تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلى الجنرال هرتسى هاليفي، الذى تعهد بـ«الوصول إلى كل من يهدد المدنيين الإسرائيليين».
وأكد هاليفى أن الجيش الإسرائيلى لم يستخدم بعد كل الوسائل المتاحة له فى الصراع مع حزب الله، مما يشير إلى إمكانية تصعيد العمليات العسكرية فى الفترة المقبلة.
وفى تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، أشارت إلى أنه قبل عام، منيت إسرائيل بأسوأ فشل استخباراتى لها على الإطلاق عندما شنّت حماس هجومًا مفاجئًا فى ٧ أكتوبر.
لكن اليوم، أدّت موجة من الضربات ضد حزب الله إلى عودة جواسيس إسرائيل، الذين طالما تم التباهى بهم إلى الصدارة، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
وبحسب الصحيفة، يعكس هذا التحول كيف استثمرت إسرائيل وقتها ومواردها على مدى العقدين الماضيين.
فمنذ خوض حرب مع حزب الله فى لبنان فى عام ٢٠٠٦، استعدت إسرائيل بدقة لصراع كبير آخر مع الحزب المسلح، وربما مع إيران الداعمة له.
وعلى النقيض من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن حماس كانت تُعدّ تهديدًا أقل قوة بكثير بالنسبة لإسرائيل.
وحتى قبل وقت قصير من التوغل فى ٧ أكتوبر من قطاع غزة، كان كبار المسئولين يرفضون علامات الهجوم الوشيك.
وفى سبتمبر الماضي، وصف الجيش الإسرائيلى غزة بثقة بأنها فى حالة من عدم الاستقرار المستقر، وخلصت تقييمات الاستخبارات إلى أن حماس حوّلت تركيزها إلى إذكاء العنف فى الضفة الغربية وأرادت الحد من خطر الانتقام الإسرائيلى المباشر.
وفق الصحيفة، قالت الباحثة البارزة فى معهد دراسات الأمن القومى فى تل أبيب والخبيرة فى الميليشيات اللبنانية كارميت فالينسي، كان معظم تركيزنا على الاستعداد للمواجهة مع حزب الله، لقد أهملنا إلى حد ما الساحة الجنوبية والوضع المتطور مع حماس فى غزة.
ووفقًا للصحيفة، تركت سلسلة من الهجمات الإسرائيلية فى لبنان على مدى الأسبوعين الماضيين حزب الله فى حالة من الترنح، مصدومًا بقدرات إسرائيل على اختراق المجموعة.
ولا يزال يكافح لإغلاق الفجوات التى بدأت بعد انفجار آلاف أجهزة البيجر واللاسلكى التابعة لـحزب الله فى وقت واحد تقريبًا فى أيام متتالية الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل ٣٧ وإصابة نحو ٣٠٠٠.
وظل أمن حزب الله مخترقًا حتى بعد تفجيرات البيجر، حيث قتلت غارة جوية إسرائيلية أخرى فى جنوب بيروت، الثلاثاء، قائد الصواريخ الأعلى لـحزب الله.
وجاءت هذه العمليات بعد شهرين تقريبًا من إظهار إسرائيل قدرتها على اختراق حزب الله بقتل القائد الأعلى فؤاد شكر، الذى أفلت من الولايات المتحدة لمدة ٤ عقود.
ووفق الصحيفة، فإن الحملة المكثفة التى شنّتها أجهزة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية والموساد ووحدات الاستخبارات العسكرية أدت إلى تدمير قيادة حزب الله وتدهور ترسانته من الأسلحة.
وأعقب ذلك سلاح الجو الإسرائيلى بحملة قصف ضربت أكثر من ٢٠٠٠ هدف، الأسبوع الحالي.
وقال المدير السابق فى مجلس الأمن القومى الإسرائيلي، أفنر غولوف، للصحيفة إن نجاح إسرائيل ضد حزب الله مقارنة بفشلها فى ما يتعلق بـحماس حدث بسبب أن أجهزة الأمن فى إسرائيل أفضل فى الهجوم من الدفاع.
وبحسب الصحيفة، راقبت إسرائيل بناء ترسانة حزب الله منذ أن وقّع الجانبان على هدنة فى عام ٢٠٠٦ بعد حرب استمرت شهرًا.
وفى ذلك الوقت، كان كثير من أفراد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يشعرون بخيبة أمل إزاء أداء الجيش فى الحرب، حيث فشل فى إلحاق أضرار كبيرة بـحزب الله، الذى بدأ فى إعادة بناء موقعه فى الجنوب.
وذكرت الصحيفة أن الجيش سعى إلى فهم حزب الله بشكل أفضل وتقليص الدعم العسكرى والمالى الإيرانى للجماعة، بما فى ذلك من خلال حملة من الغارات الجوية فى سوريا، التى أصبحت تُعرف باسم الحرب بين الحروب.
لكن فى غزة، وعلى النقيض من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تبنى استراتيجية احتواء حماس فى السنوات الأخيرة، معتقدًا أن الجماعة الفلسطينية تركز على حكم غزة، وليست مهتمة بحرب مع إسرائيل.
وخاض الجانبان سلسلة من الصراعات القصيرة فى أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة فى عام ٢٠٠٧، وبدا أن زعيم الحركة يحيى السنوار كان أكثر اهتمامًا بتحسين الظروف الاقتصادية للشعب الفلسطيني.
ووفقًا للصحيفة، كانت هناك علامات على أن حماس تخطط لهجوم، بما فى ذلك التدريبات العسكرية التى أنبأت بالطرق التى اقتحمت بها إسرائيل فى ٧ أكتوبر، لكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قلّلت من أهمية التدريبات باعتبارها تهديدًا لجمهور حماس المحلي.
وقال عوزى شايا، وهو مسئول استخباراتى إسرائيلى سابق، للصحيفة، إن جمع المعلومات من مصادر بشرية ربما كانت لتحذر من هجوم أصبح أكثر صعوبة بعد انسحاب إسرائيل من جانب واحد من قطاع غزة فى عام ٢٠٠٥ وتسليمه للسيطرة الفلسطينية.
وأضاف أن القدرة على جمع معلومات استخباراتية بشرية فى غزة فى منطقة كثيفة وصغيرة للغاية، حيث يعرف الجميع بعضهم البعض، وحين يظهر شخص غريب، يتم كشفه على الفور، بينما الوصول إلى الأشخاص فى لبنان أو خارج لبنان المرتبطين بـحزب الله أسهل.
لكن الصحيفة رأت أن إنجازات الاستخبارات لا تذهب إلى أبعد من ذلك. وفى نهاية المطاف، فإن نجاح إسرائيل ضد أى من المجموعتين سوف يتحدد فى ساحة المعركة. ففى الحدود الضيقة لقطاع غزة، هزم الجيش الإسرائيلى حماس وأحدث دمارًا هائلًا فى المشهد الحضري. ولكن لا أحد يعرف عما إذا كان سينجح فى مواجهة حزب الله فى تلال لبنان.
وقالت فالينسي: هناك خطر يتمثل فى أن النجاحات التى حقّقتها إسرائيل مؤخرًا قد تجعلها تشعر بثقة مفرطة فى نفسها. وأضافت أن غزو لبنان قد يمنح حزب الله الفرصة لإظهار تفوقه العسكرى على الأرض.
وختمت بقولها: لقد رأينا مدى التحدى والصعوبة التى ينطوى عليها القضاء على منظمة معقدة مثل حماس، أما حزب الله فهو قصة مختلفة.
مع تصاعد التوتر فى المنطقة، تبقى التساؤلات حول مصير حسن نصرالله قائمة، وسط حالة من الشد والجذب بين حزب الله وإسرائيل.
وبينما تدّعى إسرائيل تحقيق انتصارات استخباراتية حاسمة، يبقى حزب الله مصممًا على الصمود ومواصلة المقاومة.
فى نهاية المطاف، ستكون الأيام المقبلة حاسمة فى تحديد طبيعة المواجهة المستقبلية بين الطرفين، خاصة فى ظل التحذيرات من انزلاق المنطقة إلى صراع إقليمى واسع النطاق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التصعيد العسكري لبنان بيروت نصرالله رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي حزب الله في لبنان الجیش الإسرائیلى مقتل نصرالله حزب الله فى عن مقتل ووفق ا إلى أن فى عام

إقرأ أيضاً:

فشل غير مسبوق لـ«إسرائيل».. و«انتصار ساحق» لـ«حماس»

أقر مسؤولون ومحللون بفشل الاحتلال الإسرائيلى فى تحقيق أهدافه من حرب الإبادة التى استمرت أكثر من 470 يوماً، حيث استمرت المقاومة حتى اللحظات الأخيرة، وظهر مقاومو كتائب القسام بين أبناء شعبهم، مع بدء تنفيذ الاتفاق.

بعد 15 شهراً على حرب الإبادة الجماعية التى شنها الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، أقر رئيس مجلس «الأمن القومى» الإسرائيلى السابق، غيورا آيلاند، بأن «حماس انتصرت»، بالتوازى مع تنظيم تظاهرات رافضة لتنفيذ وقف إطلاق النار.

وأبدى معلق الشئون العربية فى قناة «i24News» الإسرائيلية، تسفى يحزقلى، امتعاضه من مظاهر الفرح لدى أهالى قطاع غزة وظهور مقاومى حماس، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، صباح أمس.

وفى مقابلة مع موقع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أكد يحزقلى أن هذه المشاهد هى «أصعب ما يمكن ما رؤيته، وهى تتعارض تماماً مع أهداف الحرب وما تريد إسرائيل الوصول إليه فى غزة، متسائلاً: «ما الذى فعلناه خلال سنة و3 أشهر؟».

وتابع المعلق الإسرائيلى قائلاً: «لقد دمرنا العديد من المنازل، وضحينا بأفضل أبنائنا، وفى النهاية، وصلنا إلى الصيغ نفسها.. حماس سعيدة، والمساعدات تدخل، وقوات النخبة يعودون».

ووجه يحزقلى انتقاداً شديداً لنتائج الحرب التى استمرت نحو 15 شهراً فى غزة، معتبراً أن الواقع الحالى «يؤكد شيئاً واحداً»، مفاده أن «15 شهراً من القتال فشلت فى تغيير معادلات الحرب فى القطاع».

كما أقر رئيس مجلس «الأمن القومى» الإسرائيلى سابقاً، غيورا آيلاند، بأن الحرب «انتهت بفشل مدو لإسرائيل، وأن حماس انتصرت».

بدورها، أكدت «القناة 12» الإسرائيلية أن «جيش» الاحتلال لم يحقق أياً من الأهداف الأساسية التى أعلنها لحربه على قطاع غزة، وبينها تدمير حماس، بحيث «لا تزال الحركة واقفة على قدميها الآن».

وأضافت: «صحيح أن حماس تلقت ضربات قاسية جداً، لكنها ما زالت تقاتل. وفى الواقع، فإنها تسيطر على الوضع فى القطاع، وتدير الأمور فيه». 

وأعلن وزير «الأمن القومي» للاحتلال الإسرائيلى، إيتمار بن غفير، استقالته من حكومة بنيامين نتنياهو احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، والذى وصفه بـ«المشين».

وبتلك الاستقالة ينسحب أيضاً أعضاء حزب بن غفير، «عوتسما يهوديت»، من الائتلاف، إذ قدموا إلى رئيس الائتلاف كتب استقالاتهم من مناصبهم فى اللجان المختلفة، وفق ما ذكر موقع «واينت» الإسرائيلى.

وعقب استقالة بن غفير وحزبه، يصبح الائتلاف الحكومى الذى يضم 63 عضواً بالـ«كنيست» (بالإضافة إلى ألموج كوهين من حزب بن غفير)، بحسب ما أوضح «واينت».

ودخل أمس اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال حيز التنفيذ، وسط انتقادات داخلية إسرائيلية.

وأكدت القناة الـ«12» الإسرائيلية أنه بعد 15 شهراً من الحرب، فإن «حماس تقف على قدميها»، وفى السياق اعتبر رئيس الموساد السابق، تامير باردو، أن «إسرائيل سترحل من غزة وستبقى حماس».

بالتوازى مع ذلك، وبعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، شهدت «تل أبيب» تظاهر للمستوطنين ضد صفقة تبادل الأسرى، حيث حصلت مواجهات مع الشرطة، التى استخدمت المياه ذات الرائحة الكريهة من أجل تفريق المحتجين، على «طريق بيجن».

من جانب آخر، أكد قائد قوة القدس فى حرس الثورة الإسلامية فى إيران، إسماعيل قاآنى، أن الاتفاق «يكشف الخزى والعار والخسارة الأكبر للاحتلال الإسرائيلي»، بعد أن «أجبر الأخير على قبول وقف إطلاق النار فى قطاع غزة».

وأشار قاآنى، فى تصريحات أدلى بها أمس، إلى أن الاحتلال، وبعد 15 شهراً من ارتكابه الجرائم فى غزة، «اضطر إلى القبول بشروط المقاومة، وهى نفسها التى طرحتها المقاومة فى جولات التفاوض السابقة».

كما لفت إلى أن المفاوضات التى جرت خلال الأشهر الأخيرة «لا تختلف عن تلك التى أفشلها الاحتلال، فى أواسط عام 2024، ولم يحصل فيها على أى امتياز».

مقالات مشابهة

  • فشل غير مسبوق لـ«إسرائيل».. و«انتصار ساحق» لـ«حماس»
  • بالفيديو.. ابنة «نصر الله» تحسم الجدل حول بقاء والدها على قيد الحياة
  • جرينلاند على مفترق طرق بعد تصريحات ترامب.. هل تتجه نحو الاستقلال عن الدنمارك؟
  • جيش الاحتلال الإسرائيلى: انتشال جثة جندى كان محتجزا بغزة منذ 2014
  • هذا آخر ما كشفته إبنة نصرالله عن والدها.. شاهدوا الفيديو
  • "المنظمة العربية": إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضي الفلسطينية استحقاق يفرضه القانون
  • الاستعدادات لتشييع السيد نصرالله اكتملت
  • حلقة النار ضدّ إسرائيل وأساسها لبنان.. هل انتهى دورها؟
  • الصراع «التركى - الإسرائيلى» فى سوريا!
  • تعرف على الخسائر الفادحة للجيش الإسرائيلى بعد 467 يوما من الحرب في غزة