بوابة الوفد:
2024-12-03@19:10:42 GMT

حلفاء الظل

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

عندما نتحدث عن «البُعد الأخلاقي» لدى البشر، فإننا بالتأكيد نشير إلى معيارٍ متفردٍ، يجعل الإنسان إنسانًا، لكننا ربما نصطدم ـ في كل زمان ومكان ـ بـ«حلفاء الظل»، أو مَن يُسمون بـ«الطابور الخامس»، المتجردين من كل القيم، وكافة معاني الإنسانية والرحمة والوطنية والدين والأخلاق.
هؤلاء «الخونة» و«العملاء» المأجورون، يشتركون «خلف الخطوط» في مؤامرات تُحاك وتُدار من خارج حدود الأوطان، ويُشكلون سَنَدًا ودعمًا وقوة متحفزة، لدعم العدو، الذي يقوم بتكليفهم بمهام خسيسة، لا أقلها الوشاية على بعض المستهدَفين، خصوصًا إن كان المستهدَف «صيدًا ثمينًا»!
بالطبع، قد يوصف «الطابور الخامس» ـ في مفاهيمنا الحالية ـ بالخانعين، المرجفين، المحبِطين، التافهين، الجبناء الذين يقفون في منتصف الطريق، أو المثيرين للرعب والفزع، ويشيعون الفوضى وينشرون الشائعات، ليكونوا معول هدم في تماسك الجبهة الداخلية للأوطان.


على مدار ما يقارب ثمانية عقود، ينتهج «الكيان الصهيوني» سياسة الاغتيالات، التي لم تتوقف، منذ نشأة «الكيان اللقيط»، باعتبارها «استراتيجية ردع»، تستهدف قيادات دينية وسياسية وعسكرية وعلماء.. متجاوزة كل الحدود الأخلاقية والإنسانية.
خلال عام «طوفان الأقصى»، باتت سياسة الاغتيالات «الإسرائيلية» أكثر كثافة وتتابعًا وتمددًا، وباتت خريطة الاستهداف أوسع جغرافيًّا، لتلاحِق قادة المقاومة في كل مكان حول العالم، بدعم استخباراتي أمريكي ـ بريطاني، قذر!
ربما لم يُدرك «الصهاينة» بعد، أن الأمة لا تُهزم باستشهاد قادتها في المعارك، وإنما تُهزم بانكسار إرادتها على الاستمرار، لأن الشهادة مطلب الأحرار، وهي دليل إيمان بالقضية العادلة.. وذلك المنطق بالتأكيد لا يفهمه هؤلاء «اللقطاء».
كما أن خسارة قائد ـ مهما كان حجمه ـ في معركة غير عادلة، يزيد المقاومة طاقة إضافية، حيث لا قيمة لمقاومةٍ إن لم تُرْوَ بالتضحيات ودماء القادة والأبطال، ولذلك فهي دائمًا متجددة وقادرة على إنجاب عشرات القيادات الأكثر شراسة وصلابة.
للأسف، لم تكن المواقف العربية ـ رسميًّا وشعبيًّا ـ تتناسب مع فداحة جرائم اغتيال «حسن نصرالله»، ومن قبله «إسماعيل هنية»، وغيرهم من قوافل الشهداء في فلسطين ولبنان، وما تمثله سياسة الاغتيال القذرة من رسائل لإثبات هيمنة المحتل الغاصب وفرض إرادته.
إنه لشيء مخزٍ، ما تابعناه مؤخرًا، من مواقف متخاذلة لنُخَبٍ فكرية وثقافية وإعلامية «عربية»، وبعض «أدعياء الدين»، بتناولهم جرائم الاغتيال بالتَشَفِّي تارة، وبالشماتة والتشويه تارة أخرى، بل إن بعضهم بالغ في تكفير الشهداء، ونَعْتهم بتعبيراتٍ مُنْحَطَّة، لا تليق بقدسية الاستشهاد، في سبيل الله والوطن والأرض والعرض!
أخيرًا.. إن سياسة النَّفَس الطويل، والصبر الاستراتيجي، والعقلانية، ربما تُفيد مع دُوَلٍ تحترم قواعد الاشتباك وقوانين الحروب، والقيم الأخلاقية والإنسانية، لكنها تُعطي نتائج عكسية مع عدو مُنْحَطٍّ يدوس على جميع هذه القواعد، بأحذيته الملوثة بدماء القادة والأطفال والنساء والمُسِنِّين.
فصل الخطاب:
يقول «تشي جيفارا»: «الأقربون طعناتهم أخطر، لأنها تأتي من مسافات قصيرة»!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسن نصرالله زعيم حزب الله حماس غزة لبنان محمود زاهر سياسة الاغتيالات طوفان الأقصى قواعد الاشتباك الإبادة الجماعية السنة والشيعة استراتيجية الردع المقاومة الاسلامية سلاح المقاومة

إقرأ أيضاً:

وطن الإنجازات والإنسانية.. الإمارات تحتفل بعيد الاتحاد الـ 53

تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة مظاهر احتفالية بيوم الاتحاد الـ 53، مجسدة الفرحة ومشاعر الافتخار والاعتزاز بالمكتسبات الوطنية والإنجازات التي حققتها الدولة في جميع المجالات، وجعلت منها وطنا يحتذى بنهضته الحضارية وقيمه الإنسانية.

واتشحت مباني الدوائر الرسمية والطرقات والميادين العامة ومراكز التسوق بعلم دولة الإمارات، وبمختلف أنواع الزينة التي تعبر عن المناسبة الوطنية الغالية.
وكانت لجنة تنظيم الاحتفال الرسمي لعيد الاتحاد الـ53، قد أعلنت توفير عدة مواقع في مختلف إمارات الدولة لبث الاحتفال الرسمي المنتظر مباشرةً في الثاني من ديسمبر (كانون الأول).

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: المعارضة السورية ضربت عندما ضعف حلفاء الأسد وتشتت انتباههم
  • تقرير: الاحتلال يخرق القوانين الدولية والإنسانية في حربه على غزة
  • وطن الإنجازات والإنسانية.. الإمارات تحتفل بعيد الاتحاد الـ 53
  • قادة القمة الخليجية يطالبون بوقف جرائم الحرب في غزة
  • “إعلان الكويت” : قادة دول مجلس التعاون يطالبون بوقف جرائم الحرب في غزة وتهجير السكان وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية
  • “إعلان الكويت” : قادة دول مجلس التعاون يطالبون بوقف جرائم الحرب في غزة
  • “إعلان الكويت”: قادة دول مجلس التعاون يطالبون بوقف جرائم الحرب في غزة وانهاء الاحتلال للاراضي الفلسطينية
  • قادة مجلس التعاون يطالبون بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي في غزة
  • إعلان الكويت: قادة دول مجلس التعاون يطالبون في قمتهم ال 45 بوقف جرائم الحرب في غزة وانهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية
  • حماس: جرائم الاحتلال المتصاعدة سترد وبالا عليها