بوابة الوفد:
2024-09-30@20:22:28 GMT

حلفاء الظل

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

عندما نتحدث عن «البُعد الأخلاقي» لدى البشر، فإننا بالتأكيد نشير إلى معيارٍ متفردٍ، يجعل الإنسان إنسانًا، لكننا ربما نصطدم ـ في كل زمان ومكان ـ بـ«حلفاء الظل»، أو مَن يُسمون بـ«الطابور الخامس»، المتجردين من كل القيم، وكافة معاني الإنسانية والرحمة والوطنية والدين والأخلاق.
هؤلاء «الخونة» و«العملاء» المأجورون، يشتركون «خلف الخطوط» في مؤامرات تُحاك وتُدار من خارج حدود الأوطان، ويُشكلون سَنَدًا ودعمًا وقوة متحفزة، لدعم العدو، الذي يقوم بتكليفهم بمهام خسيسة، لا أقلها الوشاية على بعض المستهدَفين، خصوصًا إن كان المستهدَف «صيدًا ثمينًا»!
بالطبع، قد يوصف «الطابور الخامس» ـ في مفاهيمنا الحالية ـ بالخانعين، المرجفين، المحبِطين، التافهين، الجبناء الذين يقفون في منتصف الطريق، أو المثيرين للرعب والفزع، ويشيعون الفوضى وينشرون الشائعات، ليكونوا معول هدم في تماسك الجبهة الداخلية للأوطان.


على مدار ما يقارب ثمانية عقود، ينتهج «الكيان الصهيوني» سياسة الاغتيالات، التي لم تتوقف، منذ نشأة «الكيان اللقيط»، باعتبارها «استراتيجية ردع»، تستهدف قيادات دينية وسياسية وعسكرية وعلماء.. متجاوزة كل الحدود الأخلاقية والإنسانية.
خلال عام «طوفان الأقصى»، باتت سياسة الاغتيالات «الإسرائيلية» أكثر كثافة وتتابعًا وتمددًا، وباتت خريطة الاستهداف أوسع جغرافيًّا، لتلاحِق قادة المقاومة في كل مكان حول العالم، بدعم استخباراتي أمريكي ـ بريطاني، قذر!
ربما لم يُدرك «الصهاينة» بعد، أن الأمة لا تُهزم باستشهاد قادتها في المعارك، وإنما تُهزم بانكسار إرادتها على الاستمرار، لأن الشهادة مطلب الأحرار، وهي دليل إيمان بالقضية العادلة.. وذلك المنطق بالتأكيد لا يفهمه هؤلاء «اللقطاء».
كما أن خسارة قائد ـ مهما كان حجمه ـ في معركة غير عادلة، يزيد المقاومة طاقة إضافية، حيث لا قيمة لمقاومةٍ إن لم تُرْوَ بالتضحيات ودماء القادة والأبطال، ولذلك فهي دائمًا متجددة وقادرة على إنجاب عشرات القيادات الأكثر شراسة وصلابة.
للأسف، لم تكن المواقف العربية ـ رسميًّا وشعبيًّا ـ تتناسب مع فداحة جرائم اغتيال «حسن نصرالله»، ومن قبله «إسماعيل هنية»، وغيرهم من قوافل الشهداء في فلسطين ولبنان، وما تمثله سياسة الاغتيال القذرة من رسائل لإثبات هيمنة المحتل الغاصب وفرض إرادته.
إنه لشيء مخزٍ، ما تابعناه مؤخرًا، من مواقف متخاذلة لنُخَبٍ فكرية وثقافية وإعلامية «عربية»، وبعض «أدعياء الدين»، بتناولهم جرائم الاغتيال بالتَشَفِّي تارة، وبالشماتة والتشويه تارة أخرى، بل إن بعضهم بالغ في تكفير الشهداء، ونَعْتهم بتعبيراتٍ مُنْحَطَّة، لا تليق بقدسية الاستشهاد، في سبيل الله والوطن والأرض والعرض!
أخيرًا.. إن سياسة النَّفَس الطويل، والصبر الاستراتيجي، والعقلانية، ربما تُفيد مع دُوَلٍ تحترم قواعد الاشتباك وقوانين الحروب، والقيم الأخلاقية والإنسانية، لكنها تُعطي نتائج عكسية مع عدو مُنْحَطٍّ يدوس على جميع هذه القواعد، بأحذيته الملوثة بدماء القادة والأطفال والنساء والمُسِنِّين.
فصل الخطاب:
يقول «تشي جيفارا»: «الأقربون طعناتهم أخطر، لأنها تأتي من مسافات قصيرة»!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسن نصرالله زعيم حزب الله حماس غزة لبنان محمود زاهر سياسة الاغتيالات طوفان الأقصى قواعد الاشتباك الإبادة الجماعية السنة والشيعة استراتيجية الردع المقاومة الاسلامية سلاح المقاومة

إقرأ أيضاً:

مركز الملك سلمان يعزز شراكته مع البرنامج الإنمائي.. تقدير أممي للجهود الإغاثية والإنسانية السعودية

نيويورك – واس

التقى معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أمس، مدير عام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكيم شتاينر، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79 المنعقدة في مدينة نيويورك، وجرى خلال اللقاء بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والشراكة الإستراتيجية والعلاقة الوثيقة بين الجانبين، وسبل تعزيزها.

وأشاد أكيم شتاينر بالدور الإنساني الفاعل والمؤثر للمملكة على الصعيد الدولي، منوهًا بجهود مركز الملك سلمان للإغاثة في التخفيف من معاناة المحتاجين والمتضررين حول العالم.

كما التقى معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح فرجينيا غامبا، وجرى خلال اللقاء مناقشة مستجدات الأمور المتعلقة بالشؤون الإنسانية والإغاثية فيما يخص فئة الأطفال المتضررين في الصراعات المسلحة.
وأشادت فرجينيا غامبا بالجهود الإغاثية والإنسانية والتطوعية للمملكة؛ من خلال ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة في تخفيف معاناة المحتاجين والمتضررة في مختلف أنحاء العالم، منوهة بالعلاقة الإستراتيجية بين المركز ومنظمات الأمم المتحدة، واتفق الجانبان على التعاون في البرامج التي تُعنى بالأطفال المتأثرين بالصراعات والنزاعات.

من جهة ثانية، وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اتفاقية تعاون مشترك مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتمكين المرأة اليمنية في مشاريع الطاقة المتجددة في محافظتي حضرموت ولحج، بحضور معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أكيم شتاينر، تستفيد منها 21.375 امرأة، بقيمة مليونين و255 ألف دولار أمريكي، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 79 بمدينة نيويورك.

وقع الاتفاقية مديرة إدارة الشراكات والعلاقات الدولية بالمركز الدكتورة هناء عمر، والأمين العام المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية عبدالله الدردري.

وسيجري بموجب الاتفاقية إنشاء 375 مشروعًا صغيرًا لإنتاج وتسويق الأجهزة المنزلية، التي تعمل بالطاقة الشمسية؛ مثل الفوانيس والمواقد والأفران التقليدية (التنور)، فضلًا عن تقديم برامج التدريب المهني لـ 375 امرأة على استخدام الطاقة الشمسية والمهارات الحياتية والتجارية.
يأتي ذلك في إطار جهود المملكة العربية السعودية ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة لتمكين النساء في اليمن، وتوفير الأدوات التي تمكّنهن من إيجاد فرص مدرة للدخل، وتعزيز دور المرأة في المجتمع اليمني.

مقالات مشابهة

  • بعد مقتل هنية ونصر الله.. ما مصير حلفاء إيران بالمنطقة؟
  • قائد فيلق القدس الأسبق: لا يوجد أي منصب قيادي شاغر في حزب الله
  • قائج فيلق القدس الأسبق: لا يوجد أي منصب قيادي شاغر في حزب الله
  • مركز الملك سلمان يعزز شراكته مع البرنامج الإنمائي.. تقدير أممي للجهود الإغاثية والإنسانية السعودية
  • "الشعبية" تنعى شهداء مجازر العدوان الإسرائيلي على لبنان
  • نقطة تحول تاريخية!
  • الحرية المصري: أحلام الغزو الإسرائيلية تهدم جميع مقدرات السلام والإنسانية
  • الجبهة الشعبية تنعي قائد المقاومة وسيد الشهداء السيد نصرالله وثلة من القادة المقاومين
  • حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف يهاجمون اقتراح وقف إطلاق النار