بوابة الوفد:
2025-01-05@05:21:37 GMT

حلفاء الظل

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

عندما نتحدث عن «البُعد الأخلاقي» لدى البشر، فإننا بالتأكيد نشير إلى معيارٍ متفردٍ، يجعل الإنسان إنسانًا، لكننا ربما نصطدم ـ في كل زمان ومكان ـ بـ«حلفاء الظل»، أو مَن يُسمون بـ«الطابور الخامس»، المتجردين من كل القيم، وكافة معاني الإنسانية والرحمة والوطنية والدين والأخلاق.
هؤلاء «الخونة» و«العملاء» المأجورون، يشتركون «خلف الخطوط» في مؤامرات تُحاك وتُدار من خارج حدود الأوطان، ويُشكلون سَنَدًا ودعمًا وقوة متحفزة، لدعم العدو، الذي يقوم بتكليفهم بمهام خسيسة، لا أقلها الوشاية على بعض المستهدَفين، خصوصًا إن كان المستهدَف «صيدًا ثمينًا»!
بالطبع، قد يوصف «الطابور الخامس» ـ في مفاهيمنا الحالية ـ بالخانعين، المرجفين، المحبِطين، التافهين، الجبناء الذين يقفون في منتصف الطريق، أو المثيرين للرعب والفزع، ويشيعون الفوضى وينشرون الشائعات، ليكونوا معول هدم في تماسك الجبهة الداخلية للأوطان.


على مدار ما يقارب ثمانية عقود، ينتهج «الكيان الصهيوني» سياسة الاغتيالات، التي لم تتوقف، منذ نشأة «الكيان اللقيط»، باعتبارها «استراتيجية ردع»، تستهدف قيادات دينية وسياسية وعسكرية وعلماء.. متجاوزة كل الحدود الأخلاقية والإنسانية.
خلال عام «طوفان الأقصى»، باتت سياسة الاغتيالات «الإسرائيلية» أكثر كثافة وتتابعًا وتمددًا، وباتت خريطة الاستهداف أوسع جغرافيًّا، لتلاحِق قادة المقاومة في كل مكان حول العالم، بدعم استخباراتي أمريكي ـ بريطاني، قذر!
ربما لم يُدرك «الصهاينة» بعد، أن الأمة لا تُهزم باستشهاد قادتها في المعارك، وإنما تُهزم بانكسار إرادتها على الاستمرار، لأن الشهادة مطلب الأحرار، وهي دليل إيمان بالقضية العادلة.. وذلك المنطق بالتأكيد لا يفهمه هؤلاء «اللقطاء».
كما أن خسارة قائد ـ مهما كان حجمه ـ في معركة غير عادلة، يزيد المقاومة طاقة إضافية، حيث لا قيمة لمقاومةٍ إن لم تُرْوَ بالتضحيات ودماء القادة والأبطال، ولذلك فهي دائمًا متجددة وقادرة على إنجاب عشرات القيادات الأكثر شراسة وصلابة.
للأسف، لم تكن المواقف العربية ـ رسميًّا وشعبيًّا ـ تتناسب مع فداحة جرائم اغتيال «حسن نصرالله»، ومن قبله «إسماعيل هنية»، وغيرهم من قوافل الشهداء في فلسطين ولبنان، وما تمثله سياسة الاغتيال القذرة من رسائل لإثبات هيمنة المحتل الغاصب وفرض إرادته.
إنه لشيء مخزٍ، ما تابعناه مؤخرًا، من مواقف متخاذلة لنُخَبٍ فكرية وثقافية وإعلامية «عربية»، وبعض «أدعياء الدين»، بتناولهم جرائم الاغتيال بالتَشَفِّي تارة، وبالشماتة والتشويه تارة أخرى، بل إن بعضهم بالغ في تكفير الشهداء، ونَعْتهم بتعبيراتٍ مُنْحَطَّة، لا تليق بقدسية الاستشهاد، في سبيل الله والوطن والأرض والعرض!
أخيرًا.. إن سياسة النَّفَس الطويل، والصبر الاستراتيجي، والعقلانية، ربما تُفيد مع دُوَلٍ تحترم قواعد الاشتباك وقوانين الحروب، والقيم الأخلاقية والإنسانية، لكنها تُعطي نتائج عكسية مع عدو مُنْحَطٍّ يدوس على جميع هذه القواعد، بأحذيته الملوثة بدماء القادة والأطفال والنساء والمُسِنِّين.
فصل الخطاب:
يقول «تشي جيفارا»: «الأقربون طعناتهم أخطر، لأنها تأتي من مسافات قصيرة»!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حسن نصرالله زعيم حزب الله حماس غزة لبنان محمود زاهر سياسة الاغتيالات طوفان الأقصى قواعد الاشتباك الإبادة الجماعية السنة والشيعة استراتيجية الردع المقاومة الاسلامية سلاح المقاومة

إقرأ أيضاً:

بوفون يفاجئ الجميع: ربما أشارك في كأس العالم للأندية

يتطلع جيانلويجي بوفون، أسطورة حراسة المرمى الإيطالية وأيقونة يوفنتوس، إلى المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد الذي يضم 32 فريقاً.

ويمتاز بوفون بمسيرة احترافية تمتد على مدى 28 عاماً شارك خلالها في أكثر من 1000 مباراة، وتوج بكأس العالم عام 2006 مع إيطاليا، بالإضافة إلى العديد من الألقاب مع يوفنتوس وجوائز فردية، تشمل جائزة (ذا بيست) كأفضل حارس مرمى في العام 2017.
وفي حديثه للموقع الرسمي لـ"فيفا"، قال بوفون: "ستكون بطولة جديدة، تدفع الأندية ولاعبيها لتقديم أفضل ما لديهم". وعندما سُئل عن إمكانية مشاركته في البطولة، مازح قائلاً إنه قد يحدث ذلك.

وسيمثل يوفنتوس وباريس سان جيرمان ضمن الأندية المشاركة، بالإضافة إلى إنتر ميلان ونابولي، واعتبر بوفون أن رغبة الأندية الإيطالية في الفوز ستكون كبيرة.
وتقام البطولة في الولايات المتحدة من 14 يونيو (جزيران) حتى 13 يوليو (تموز) 2025، ومن المتوقع أن تكون مباريات مثيرة في 12 ملعباً مستضيفاً، مما يعكس تطور ثقافة كرة القدم في أمريكا.

مقالات مشابهة

  • بلينكن: إدارة بايدن ورثت أزمة اقتصادية ربما تكون الأسوأ منذ الكساد الكبير
  • مكّن السوريين من العيش لسنوات.. عربي21 ترصد ملامح اقتصاد الظل في سوريا
  • بالفيديو: عشرات الشهداء والإصابات – جرائم إسرائيلية جديدة اليوم السبت
  • مع اقتراب دخول ترامب البيت الأبيض..ترقب حذر بين حلفاء وأعداء أمريكا من العقوبات المتوقعة
  • “حماس”: دماء العاروري وإخوانه القادة ستبقى نبراساً للمقاومة حتى تحرير فلسطين
  • “على بلاطة”
  • بوفون يفاجئ الجميع: ربما أشارك في كأس العالم للأندية
  • التحولات السورية ترسم خارطة العلاقات بين حلفاء إيران في الداخل العراقي
  • "محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية" تدعم جهود فض المنازعات الإيجارية
  • “نيويورك تايمز” تكشف بالأدلة جرائم حرب ترتكبها “الدعم السريع” وتحدد اسماء القادة المسؤولين عنها