كيف كانت أشهر نصر الله الأخيرة؟
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
إن اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر (أيلول) يشكل بداية حقبة جديدة في الصراع بين إسرائيل وإيران، ووكلائها في لبنان وخارجه، وفق تقرير أيكان إرديمير وكارول نورييل في موقع "ناشيونال إنترست".
ففي الأسبوع الذي سبق الضربة الإسرائيلية لمقر حزب الله في بيروت، ضربت القوات الإسرائيلية أكثر من 1600 هدف في لبنان.Israel Strikes Lebanon Again After Killing Hezbollah Leader https://t.co/9J9TO8oYh6 pic.twitter.com/AH3uso0pBY
— Camila Gómez Marín (@CamilaGmezMa) September 29, 2024 والمفتاح لفهم هذه التطورات يكمن في العلاقة بين حزب الله وحماس في النظام الإيراني، كما يتبين من دعم حزب الله النشط والمعلن لحماس في حربها مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).#Nasrallah's incendiary statements since 10/7, echoing the Iranian regime's hateful worldview and exposing the #Hamas-#Hezbollah nexus, provide key insights into the dynamics of the escalation in #Lebanon, @CaroleNl & I argue in our @TheNatlInterest piece:https://t.co/qKCr8oOyoz
— Aykan Erdemir (@aykan_erdemir) September 30, 2024 وفي أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، انضم حزب الله إلى وكلاء النظام الإيراني الآخرين في الشرق الأوسط، بما في ذلك أولئك الموجودون في العراق واليمن، لاستهداف إسرائيل بمجموعة من الهجمات المتصاعدة بالطائرات بدون طيار والصواريخ.وهذا ليس بالأمر غير المتوقع، لأن السبب الأساسي لوجود حزب الله هو تدمير إسرائيل. ففي "رسالة مفتوحة إلى المضطهدين في العالم" التي أصدرها حزب الله عام 1985، يؤكد الحزب أن "نضاله ضد إسرائيل المغتصبة ينبع من فهم عقائدي وتاريخي".
كما يرفض الحزب "كل محاولات الوساطة بين [حزب الله] وإسرائيل"، بل ويرى أن "الأطراف الوسيطة معتدية"، ويؤكد الحزب أن "مواجهتنا مع [إسرائيل] لن تنتهي إلا عندما تُمحى تماماً عن وجه الأرض". الردع الإسرائيلي وفق التقرير، لقد تم كبح جماح تصرفات حزب الله من خلال الردع الإسرائيلي والأميركي، مما دفع أحد كبار مسؤولي حماس إلى التصريح بأن حماس، على الرغم من تقديرها لهجمات حزب الله التي تستهدف إسرائيل، فإنها "تحتاج إلى المزيد" من المجموعة.
ومع ذلك، فإن العلاقة بين حماس وحزب الله، والتي تشكل محور مخططات النظام الإيراني للمنطقة، تتجلى بوضوح في التصريحات التحريضية التي أدلى بها كبار قادة حزب الله والحملة المصاحبة التي تضمنت حوالي 8000 هجوم صاروخي من لبنان.
في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أي بعد أقل من شهر واحد من هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ألقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أول خطاب عام له بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، حيث أشاد بعملية حماس، ووصفها ـ "عملية جهادية عظيمة، عظيمة،7 أكتوبر (تشرين الأول)"،
مضيفًا "كانت هذه العملية العظيمة والمباركة والواسعة النطاق، عملاً بطولياً وشجاعاً ومبتكراً ومنفذاً جيداً وعظيماً ويستحق كل الثناء".
وتابع نصر الله مشيداً بإيراني لدعمها لما يسمى "محور المقاومة"، شبكة وكلاء النظام الإيراني، بما في ذلك حزب الله، الذين اصطفوا ضد إسرائيل وأقسموا على تدميرها، قائلاً : "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ الإمام الخميني [...] حتى اليوم تحت قيادة الإمام خامنئي [...] تتبنى وتدعم وتدعم علناً حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والمنطقة ".
وبعد أيام قليلة، في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، قدم نصر الله 7 أكتوبر (تشرين الأول) باعتباره نقطة انطلاق للهجمات المستمرة على إسرائيل من وكلاء إيران. وقال نصر الله: "نحن في معركة تجميع الإنجازات والنقاط، معركة وقت".
واستشهد بنزوح المدنيين الإسرائيليين باعتباره نجاحاً لقصف حزب الله، وقال: "[هؤلاء] المهاجرون داخل المجتمع الإسرائيلي [...] يخلقون الفوضى، الخسائر الاقتصادية، سواء المباشرة أو غير المباشرة، على هذا الكيان [...] ستزيد في نهاية المطاف من الضغوط على العدو وسيصبح الوقت أضيق". استهداف شمال إسرائيل ومنذ تلك الخطابات، أطلق حزب الله آلاف الصواريخ على شمال إسرائيل، ما أدى إلى نزوح عشرات آلاف المدنيين الإسرائيليين من منازلهم.
وأصبحت هجمات حزب الله الصاروخية والقذائفية تجربة شبه يومية، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الإسرائيليين، فضلاً عن أضرار جسيمة للعديد من المدن والقرى والبلدات في شمال إسرائيل.
وكان أحد أعنف الهجمات التي شنها حزب الله في 27 يوليو (تموز) 2024، عندما سقط صاروخ أطلقته المجموعة الإرهابية على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس الدرزية، ما أدى إلى مقتل اثني عشر طفلاً .
وبعد ثلاثة أيام، قُتل فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، في غارة جوية إسرائيلية على ضاحية حارة حريك في بيروت.
وفي اليوم التالي، قُتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أثناء زيارته لطهران لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان . تهديد ووعيد ورداً على ذلك، رفع حزب الله لهجته بالتنسيق مع النظام الإيراني ووكلائه الإقليميين، متوعداً برد غير مسبوق على إسرائيل بسبب هاتين العمليتين الاغتياليتين، قائلًا: "هذه معركة مفتوحة على كل الجبهات ودخلت مرحلة جديدة"، مضيفاً "إنهم [أي إسرائيل] لا يعرفون الآن من أين سيأتي الرد - من شمال فلسطين، من شرق فلسطين، من جنوب فلسطين، هل سيأتي هذا الرد منفصلًا أم متزامنًا؟ إسرائيل لا تعرف إلى أين تتجه".
وفي الأيام التي تلت ذلك، أشادت حماس بحزب الله في رسائل أكدت فيها "تضامن المجموعة ووحدتها" مع حزب الله ودعت إلى إعادة فتح "أبواب خيبر"، في إشارة إلى مذبحة وطرد اليهود من شبه الجزيرة العربية، في القرن السابع الميلادي.
وبلغ هذا التهديد ذروته ف ي25 أغسطس (آب) عندما وجهت إسرائيل ضربة استباقية ضد أهداف لحزب الله في جنوب لبنان رداً على ما وصفته بـ"التهديدات الوشيكة" للمدنيين الإسرائيليين.
واستهدفت العملية مواقع متعددة، بما فيها مستودعات الأسلحة، وقاذفات الصواريخ، والمباني التي يستخدمها عناصر حزب الله.ومن الجدير بالذكر أن العديد من هذه الأسلحة كان مخزناً داخل مناطق سكنية في وادي البقاع في لبنان، وهو ما يدل على أن حزب الله، مثل حماس، يخزن ويطلق الصواريخ من بين السكان المدنيين، وفق التقرير.
وصرح نصر الله مراراً وتكراراً أنه يرى أن دور حزب الله هو مساعدة حماس باعتبارها عضواً زميلاً في "محور المقاومة"، وإحباط محاولات إسرائيل لتحرير الرهائن الإسرائيليين، وتأمين حدود إسرائيل، بالاستفادة من تجربتها السابقة في حرب لبنان في 2006.
اندلع الصراع الذي دام قرابة شهرين في 12 يوليو (تموز) 2006، عندما شن حزب الله هجوماً عبر الحدود، أسفر عن مقتل وجرح وخطف جنود إسرائيليين.
على سبيل المثال، في خطابه في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قال نصر الله: "حسنًا، ماذا حدث في لبنان عام 2006؟ […] بعد عملية أسر الجنديين، حددوا هدف الحرب للقضاء على حزب الله، وسحق حزب الله. […] ولكن في النهاية، […] اضطر العدو إلى التوقف والتراجع عن أهدافه".
وهذا يردد صدى رد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على حرب لبنان في 2006 والأعمال العدائية التي بدأها حزب الله والتي أشعلت شرارتها.
فبعد أيام من وقف إطلاق النار في 2006، أشاد خامنئي بحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله على الحرب المدمرة التي بدأوها، قائلاً: "لقد فرضتم تفوقكم العسكري على الكيان الصهيوني وسخرتم من الأسطورة القائلة إن الجيش الصهيوني لا يقهر".
وكما توضح هذه التصريحات، فإن عداء حزب الله لإسرائيل لا ينبغي أن يُنظر إليه فقط في ضوء أشهر من الهجمات والخطابات المتصاعدة، ولكن أيضاً في ضوء عقود كان فيها القناة الأساسية لهجمات إيران على الدولة اليهودية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله النظام الإیرانی تشرین الأول حزب الله فی نصر الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
عن حزب الله.. هذا ما كشفه جنديّ بريطاني دخل لبنان مع جيش إسرائيل!
كشفت صحيفة "تايمز" أن بريطانيين يقاتلون إلى جانب الجيش الإسرائيلي في حربه ضد حزب الله في لبنان.وذكرت أن جندي احتياط بريطاني الجنسية سجل مذكراته وما التقطته كاميرا الفيديو الخاصة به، خلال 8 أيام عاشها في صراع بين الحياة والموت أثناء قتاله مع الجيش الإسرائيلي في لبنان.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الجندي زعم في مذكراته التي كتبها، بعد قضاء إجازته التي استمرت 3 أيام مع زوجته وابنه البالغ 15 شهرا، إن معظم مقاتلي حزب الله الذين واجههم خضعوا للتدريب في إيران، واكتسبوا خبرة قتالية في سوريا، ووصفهم بأنهم "الأفضل على الإطلاق". يمتهنون حرفا مختلفة واكتفت "تايمز" بذكر "يوسي" وهو الاسم الأول لجندي المظلات البريطاني الذي انتقل إلى إسرائيل في سن 18 عاما من لندن، وقالت إن الوحدة الملحق بها تضم جنودا يحترفون مزيجا من المهن، من بينهم طالب وبستاني ومحام. أما هو فيعمل في أوقات السلم بمجال التجارة الإلكترونية.
وكان يوسي من ضمن القوات التي غزت لبنان في 20 تشرين الأول. ووفقا لتايمز، فقد صدرت الأوامر إلى لواءين -يضم الواحد منها ما يصل إلى ألفي جندي- باجتياح إحدى البلدات القريبة من الحدود، والبحث عن مداخل الأنفاق ومستودعات الأسلحة المخبأة تحت حظائر الدجاج، أو المدفونة في بساتين الزيتون أو المدسوسة في أساسات المباني.
ومنذ غزو لبنان، فقدت إسرائيل 37 جنديا، معظمهم من قوات الاحتياط، وعزت "تايمز" السبب في هلاكهم إلى ترسانة حزب الله من الطائرات المسيرة والصواريخ.
ويبدو أن قوة الرضوان، التي تعد وحدة النخبة بحزب الله، لا تزال قادرة على شن "حرب عصابات" على أرض هي أدرى بشعابها،، لكن "تايمز" تشير إلى أن إسرائيل زعمت أنها قضت على 80% من صواريخ هذه القوة وقتلت قائدها في غارة على بلدة عيترون جنوبي لبنان. نقانق وتونة وقالت تايمز في تقريرها إن يوسي عاش -طيلة الأيام الثمانية التي قضاها جنوب لبنان- على أكل النقانق وسمك التونة، ولم ينم أكثر من 3 ساعات في الليلة، وكان يرتدي درعا واقيا طوال الوقت، وكان لا يترك قدميه مكشوفتين ولو للحظة.
ونقلت عنه القول إنهم داهموا ما يقرب من 100 عقار بحثاً عن الأسلحة والأنفاق، زاعماً أن واحداً من كل 5 عقارات كان يضم بعضا من القدرات العسكرية، بدءا من البنادق الرشاشة وبنادق الكلاشينكوف وانتهاء بقاذفات الصواريخ ومداخل الأنفاق.
وروى يوسي أنه بينما كان يتأهب لدخول أحد المباني بعد تطهير المبنى الأول، قررت وحدته التحقق من وجود أفخاخ، وقال إنهم أطلقوا طائرة مسيرة عبر النافذة واكتشفوا أن المبنى كله مفخخ بالمتفجرات، مضيفاً "لا أستطيع أن أصف كم أنا محظوظ لبقائي على قيد الحياة".
وأوردت أن يوسي عاد مرة أخرى إلى لبنان بعد إجازة امتدت 3 أيام خصص جزءا منها لكتابة مذكراته عن الحرب. (الجزيرة نت)