الجوع والأمراض وجرائم النهب تحاصر اللاجئين السودانيين في شرق تشاد
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
منتدي الإعلام السوداني ؛ الغرفة المشتركة
اعداد وتحرير : سوان تربيون
أدري 30 سبتمبر 2024 ــ يعيش آلاف السودانيين في شرق تشاد، في ظل معاناة مستمرة جراء الجوع والأمراض وجرائم النهب في مخيمات اللجوء التي تأويهم.
وتعمل النساء، خاصة الأرامل ومن يعولن عائلتهن، في مهن شاقة مقابل أجر زهيد لا يكفي احتياجاتهن نظرًا لضعف الاستجابة الإنسانية مع استمرار تدفق مزيدًا من الفارين من السودان بسبب الجوع.
وتنتشر في مخيمات لجوء السودانيين بشرق تشاد أمراض الملاريا والتهابات العيون والإسهالات المائية والطفح الجلدي، علاوة على سوء التغذية.
وقال الطبيب في مخيم تريجن مبارك عز الدين لـ "سودان تربيون"، السبت، إن "هذه الاوبئة والأمراض الفتاكة تمثل أكبر تحدي للاجئين السودانيين ويترافق ذلك مع الندرة الكبيرة في الأدوية".
وأفاد بوجود مراكز صحية تدعمها منظمة أطباء بلا حدود وأخرى تعتمد على الهبات والتبرعات من قبل الخيرين، لكن كثير من اللاجئين غير قادرين على توفير العلاج للارتفاع الكبير في أسعار الأدوية وعدم توفرها في المراكز الصحية.
وكشف عن وفاة أكثر من أربع لاجئين خلال شهري يونيو ويوليو 2024، بسبب الملاريا بعد أن عجز ذويهم من توفير العلاج لهم.
صرخة امرأة
وأطلقت اللاجئة في مخيم أدري شرقي تشاد، فاطمة أبكر عثمان، نداء استغاثة للمجتمع الدولي بضرورة الإسراع للتدخل لانقاذ حياة آلاف اللاجئين السودانيين، من خطر المجاعة التي تحدق بهم نتيجة لضعف المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية.
ولم تجد فاطمة أبكر، وهي أرملة قتل زوجها أثناء أعمال العنف الدامية التي شهدتها مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور خلال يونيو من العام 2023، غير العمل في مهنة صناعة الطوب بأجر زهيد بالكاد يكفي لشراء وجبة واحدة.
وقالت فاطمة لـ"سودان تربيون": "لابد لي من أن أعمل حتى أطعم أطفالي بعد أن قتل والدهم برصاص الدعم السريع في حي الزهور بالجنينة، أنا اتلقى مساعدات من قبل المنظمات ولكنها لا تكفي لمدة يومين وهي عبارة عن ذرة رفعية بمقدار ملوتين وكمية قليلة من الزيت والعدس".
وأضافت: "أعمل مع أحد تجار منطقة أدري في صناعة الطوب، وهي مهنة شاقة بالنسبة للنساء ولكنني مجبرة على ذلك".
وأشارت إلى أن عددا من كبار السن ممن فقدوا ذويهم ولا يقوون على العمل لتوفير قوت يومهم، توفوا بسبب الجوع لقلة المساعدات الإنسانية.
وأجبر النزاع الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، الذي سرعان ما تحول إلى قتال قبلي عنيف بين القبائل العربية المسنودة من قبل قوات الدعم السريع وقبيلة المساليت ذات الأصول الأفريقية قرابة 800 ألف شخص على الفرار إلى الأراضي التشادية.
وارتكبت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها انتهاكات فظيعة ضد الفارين، في الطريق من مناطق غرب دارفور إلى شرق تشاد.
وأقامت تشاد عددًا من المخيمات في المناطق الحدودية، وهي معسكرات: "أدري، فرشنا، ظابوط، علاشة، قتقر، بريجن، تريجن، قوز بيضة، حجر حديد، ابو تنقية"، فيما يعيش آخرون في مدن أبشة وأمجرس فضلا عن العاصمة انجمينا.
وتعاني هذه المعسكرات من الاكتظاظ الشديد وقلة الخدمات المقدمة من قبل المنظمات الدولية والحكومة التشادية، الأمر الذي أدى إلى ظهور حالات سوء تغذية وسط الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات فضلا عن كبار السن وأصحاب الاعاقات الدائمة بفعل الحرب.
كثرة اليتامى والارامل
ويعج معسكر منطقة أدري، الذي جرى تأسيسه عقب الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور، بأعداد كبيرة من الأطفال اليتامى الذين فقدوا ذويهم جراء تلك الأحداث.
وقال الناشط المهتم بقضايا اللاجئين في معسكرات شرق تشاد، يحيي أحمد سبيل، إن الإحصائية التقريبية لعدد الأطفال اليتامى في معسكر أدري يفوق الـ 500 طفل، كما أن بالمعسكر أكثر من 300 أرملة فقدن ازواجهن في حملات التطهير العرقي في مدينة الجنينة.
وأوضح بأن شريحة الأرامل واليتامى هم أكثر الفئات معاناة داخل المخيم حيث يعاني عدد كبير منهم من سوء التغذية الناجمة من انعدام الغذاء.
وأفاد بأن هذا الوضع قاد القصر إلى امتهان مهن هامشية كحمل الأمتعة في الأسواق والمزارع وبأجور زهيدة تساعدهم في توفير وجبات غذائية لهم، حاثا المنظمات الدولية الناشطة في العمل الإنساني بسرعة التدخل لإنقاذ الأطفال بتوفير إحتياجاتهم اليومية من غذاء وكساء وتوفير فرص التعليم لهم.
وكشف عن وجود عدد من الأشخاص، فقدوا عقلهم نتيجة للصدمات النفسية بفعل ما شاهدوه من أهوال وجرائم يندى لها الجبين إرتكبتها مليشيات القبائل العربية وقوات الدعم السريع ضد سكان الجنينة، قال بأنهم في حوجة إلى جلسات دعم نفسي وأضاف "أصحاب الأمراض النفسية لم يجد ذويهم أي مستشفيات لعلاجهم فاضطروا إلى تقييدهم بالسلاسل الحديدية".
تقليص حصص الغذاء
وفاقم معاناة اللاجئين السودانيين خلال الشهرين الماضيات، قيام برنامج الغذاء العالمي تقليل حصة الفرد إلى أقل من النصف وفقًا للناشط في العمل الطوعي محمد أبكر.
وقال أبكر لـ "سودان تربيون" إنه رغم إلتزام برنامج الغذاء العالمي في تقديم مساعدات شهرية لمخيمات ابشة، إلا أن الحصة لا تسوى شيئًا بالنسبة للاسرة لأكمال الشهر علاوة على نقص المواد الغذائية المكملة للوجبات.
وكشف عن فرار آلاف اللاجئين، كانوا يقيمون في مخيم فرشنا، بسبب قلة المساعدات الإنسانية للمتأثرين إلى أماكن أخرى يتوفر فيها الطعام والعلاج.
وأفاد بأنه برغم جهود بعض المنظمات، إلا أن حجم الأزمة يمكن يكون أكبر مما يتصوره وهم كذلك لهم ميزانياتهم، ولكن مع تدفق الكم الهائل من اللاجئين إذا لم يتم تداركها من المجتمع الدولى بالطبع ستحدث كارثة إنسانية.
وكشف عن وجود جرائم منظمة تقوم بها بعض العصابات المسلحة في شرق تشاد تستهدف معسكرات اللاجئين، حيث تهاجم هذه الجماعات بين الحين والآخر المعسكرات وتركب جرائم القتل والنهب.
جدل حول الدعم الإماراتي
وأثارت زيارة وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية لانا نسيبة إلى مخيم في شرق تشاد، عاصفة من الجدل، حيث رفض اللاجئين أي مساعدات من أبو ظبي التي اتهموها بتمويل قوات الدعم السريع.
وتقول الإمارات إنها أقامت مستشفى ميداني في مدينة أبشي التشادية، لتوفير الخدمات الصحية للاجئين السودانيين، لكنه تحيط به الشكوك باعتباره مركزًا لعلاج جرحى الدعم السريع ومنصة لتوفير الدعم لها.
وقال الناشط الحقوق عبد الرحمن أرباب، لـ "سودان تربيون"، إن المستشفى المقام داخل مدينة أبشي رئاسة إقليم وادي "لم يستطيع أي لاجئ تلقي العلاج فيه".
وأشار إلى أن هناك إجراءات أمنية مشددة حول المستشفى، حيث لا يسمح لأي فرد بالاقتراب، نظرًا لأنه مخصص لعلاج مصابي عناصر الدعم السريع اللذين يسعفون من الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وباقي مناطق الإقليم.
وتدور معارك شرسة في الفاشر بين الجيش وقوات الدعم السريع وحلفاءهما في الفاشر منذ 10 مايو المنصرم، قبل أن تشدد وتيرتها خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال أرباب إن موقع المستشفى الإماراتي في أبشي لا يتواجد فيه لاجئين كثر، حيث أن أغلب اللاجئين السودانيين في أدري والمناطق المحيطة بها.
وأفاد بأن المستشفى رفض استقبال جرحى مدنيين أُصيبوا خلال هجوم الدعم السريع وحلفاءه على الجنينة، كما أنه لم يعالج لاجئين مصابين بأمراض مزمنة وآخرين يعانون من سوء التغذية.
وأكد على أن اللاجئين رفضوا زيارة لانا نسيبة وأي مساعدات تقدمها الإمارات، حتى "لو ماتو جوعًا"، مشددًا على أن المساعدة الوحيدة التي يمكن أن تقدمها أبو ظبي هي وقف إمدادها بالأسلحة لقوات الدعم السريع.
وأبدى أرباب خشيته من وجود خطة تجبر اللاجئين على العودة إلى الجنينة ومناطق غرب دارفور التي فروا منها، للقبول بالأمر الواقع أي سيطرة الدعم السريع على الولاية.
ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
#ساندوا_السودان
#Standwithsudan
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: اللاجئین السودانیین مدینة الجنینة سودان تربیون الدعم السریع فی شرق تشاد غرب دارفور فی مخیم وکشف عن من قبل
إقرأ أيضاً:
ناشطون: 42 قتيلا برصاص الدعم السريع في قرية وسط السودان
السودان – أعلن ناشطون سودانيون، امس الأربعاء، عن مقتل 42 شخصا رميا بالرصاص على أيدي قوات الدعم السريع بقرية ود عشيب بولاية الجزيرة وسط البلاد.
جاء ذلك في بيان لـ”مؤتمر الجزيرة” (كيان مدني يضم ناشطين)، وسط اتهامات محلية ودولية للدعم السريع بـ”ارتكاب انتهاكات وجرائم قتل جماعية” بحق المدنيين بالولاية، دون تعليق من تلك القوات حتى الساعة 18:25 تغ.
وتجددت الاشتباكات بين “الدعم السريع” والجيش السوداني بولاية الجزيرة في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على خلفية انشقاق القيادي بقوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه إلى الجيش.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، سيطرت “الدعم السريع” بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها “ود مدني” مركز الولاية.
وتسيطر “الدعم السريع” حاليا على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
وقال “مؤتمر الجزيرة”: “ارتفع عداد الشهداء الذين سقطوا على أيدي الدعم السريع بقرية ود عشيب شرق الجزيرة إلى 69 شهيدا”.
وأضاف: “قتلت الدعم السريع، مساء الثلاثاء وصباح اليوم الأربعاء 42 رميا بالرصاص، بينما توفى 27 آخرون جراء الحصار وانعدام العلاج”.
وأشار إلى أن أفرادا من تلك القوات “هاجموا القرية الخميس الماضي ونهبوا وروعوا السكان وفرضوا عليهم حصارا محكما”.
وأمس الثلاثاء، أعلن ناشطون سودانيون، عن وفاة 25 شخصا جراء انتشار أوبئة ونقص الأدوية والغذاء في “ود عشيب” التي تحاصرها الدعم السريع.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 13 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
الأناضول