أفادت صحيفة “تلغراف” البريطانية بأن دوي أصوات القنابل والقصف الجوي المفاجئ، الذي تردد أصداؤه في ظلام الخرطوم الدامس، كان نذيرا بهجوم للجيش السوداني عبر نهر النيل لاستعادة العاصمة من قبضة قوات الدعم السريع.

 

وشن الجيش هجومه عبر جسرين من أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم، في أكبر عملية من نوعها حتى الآن ضد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، وفق الصحيفة.

 

وتحدث أحد السكان يدعى طارق علي لصحيفة تلغراف عبر الهاتف قائلا “كان دوي القنابل شديدا حتى أنني شعرت كما لو أن الأرض تهتز”.

 

وأضاف “لم ننم وكنا نسمع أصوات صواريخ عالية وقصف وقنابل منذ حوالي الساعة الثانية من صباح يوم الخميس”.

 

حيث قتل الجنرال غوردون

ووقع الهجوم عبر جسر الفتيحاب في قلب المدينة التاريخي عند ملتقى النيل الأزرق والنيل الأبيض. ولفتت الصحيفة إلى أن هذا هو المكان نفسه الذي اجتاح فيه جيش الإمام محمد أحمد المهدي الجنرال البريطاني تشارلز غوردون وقتله قبل 139 عاما بعد حصار دام 10 أشهر.

 

وقال مواطن آخر يدعى محمد أحمد “كان الجميع مرعوبين ولم تكن هناك طريقة للخروج من منزلك، إلا إذا كنت ترغب بالمشاركة في القتال. رأينا قوات الدعم السريع تتحرك وتركض”.

 

وتابع “لم يتوقع أحد هذا الهجوم. كان الجيش السوداني في موقف دفاعي، ولكن فجأة أصبحت قوات الدعم السريع تدافع عن المنازل وتحولها إلى نقاط عسكرية حصينة، وتطرد المواطنين بالقوة وتنهبها”.

 

مشاهد النيران

ورسمت الصحيفة مشاهد من الخرطوم، حيث قالت إن النيران اشتعلت في برج بترودار وفندق هيلتون بالمدينة، فيما حاولت قوات الدعم السريع وقف تقدم الجيش عبر حي المقرن باتجاه منطقة السوق العربي.

 

وفي يوم السبت، استرد الجيش جسر الحلفايا على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال، مما أنهى فعليا حصار قاعدة عسكرية هناك، قبل أن يتقدم جنوبا.

 

وأشارت تلغراف في تقريرها إلى أن التقديرات تفيد بأن 150 ألف شخص لقوا حتفهم في الحرب حتى الآن، وفر أكثر من 10 ملايين من منازلهم، وبات الملايين على شفا المجاعة، حيث يمنع كل طرف من الأطراف المتحاربة دخول قوافل المساعدات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة خصمه.

 

وأردفت بالقول إن الاقتصاد والرعاية الصحية في السودان انهارت إلى حد كبير، وقفزت أسعار المواد الغذائية أضعافا مضاعفة.

 

وضع الناس لا يُصدق

وقال محمد أحمد “وضع الناس في الخرطوم لا يصدق. لا نملك أنا وعائلتي أي دخل يمكننا الاعتماد عليه في معيشتنا، بل نعوِّل على أقاربنا في الخارج لإرسال الأموال، وعلى المواد الغذائية التي تتبرع بها لنا الجمعيات الخيرية”.

 

وزاد أن من بقوا في منازلهم ليس لديهم مكان يذهبون إليه ولا يريدون أيضا ترك ممتلكاتهم لتنهبها قوات الدعم السريع.

 

وأعرب الرئيس التنفيذي لوكالة الإغاثة الإسلامية العالمية وسيم أحمد عن اعتقاده أن هذه الحرب ستترك ندوبا كثيرة على المجتمع السوداني وعقول الناس ومما سيعانون منه، وأن التعافي منها سيستغرق عقودا من الزمن.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هجوم الجيش السوداني النيل الخرطوم أصوات القنابل القصف الجوي قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

القوة المشتركة تكشف تفاصيل عملية عسكرية والسيطرة على قواعد عسكرية ودك مطار حربي لقوات الدعم السريع وأسلحة دخلت الى الخرطوم قبل الحرب وتتحدث عن الإتحاد الأوروبي

الفاشر متابعات تاق برس- كشفت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح التي تقاتل بجانب الجيش السوداني تفاصيل عملية عسكرية بمنطقة وادي هور وتحرير قاعدة الزرق العسكرية ” ها مي” من قبضة الدعم السريع ومطارها الحربي.

 

وأعلنت في بيان تلقاه “تاق برس” تدمير أكثر من 122 آلية عسكرية، والسيطرة علي عدد كبير من الآليات سليمة ومتنوعة بالتسليح و الانتاج، بالإضافة إلى السيطرة على خمس قواعد عسكرية، بما فيها مطارين عسكريين. ويجري الآن فحص وحصر بقية المكاسب الإستراتيجية على مستوي القواعد والمطارات.

ينشر تاق

‏القوات المشتركة بيان عن ملحمة هامي :

القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح

بيان عسكري :

جماهير شعبنا الأبي…

لقد تمكنت قواتكم الباسلة من حركات الكفاح المسلح والقوات المسلحة السودانية، ومستنفري المقاومة الشعبية في محور الصحراء، من تحقيق نصر إستراتيجي كبير بتحرير منطقة وادي هور بالكامل وختاماً بتحرير قاعدة الزرق (هاء مي) العسكرية ومطارها الحربي.

 

لقد تم دك حصون مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها الإقليميين والدوليين، وتطهير هذه المناطق الإستراتيجية من وجودهم بشكل كامل.

بدأت الملاحم البطولية في عملية عسكرية صباح أمس الموافق 21 ديسمبر 2024 بتحرير قاعدة بئر مرقي، بما فيها المطار العسكري، ثم السيطرة على قواعد بئر شلة، ودونكي مجور، وبئر جبريل، ودونكي وخائم، وصولاً إلى القاعدة الكبرى الزرق (هاء مي) العسكرية. و هربت بقايا المليشيا جنوباً تاركة خلفها ما لا يقل عن 700 مرتزق من مليشيا الدعم السريع بين قتيل وجريح، وتم أسر عدد كبير منهم. كما تم تدمير أكثر من 122 آلية عسكرية، والسيطرة علي عدد كبير من الآليات سليمة ومتنوعة بالتسليح و الانتاج، بالإضافة إلى السيطرة على خمس قواعد عسكرية، بما فيها مطارين عسكريين. ويجري الآن فحص وحصر بقية المكاسب الإستراتيجية على مستوي القواعد والمطارات.

السودانيون والسودانيات…

ظلت هذه القواعد العسكرية تمثل شرياناً لتهريب الأسلحة والمرتزقة من الدول المجاورة إلى داخل السودان، كما كانت تستخدم لتأمين الوقود والأسلحة المهربة لدعم مليشيا الدعم السريع. هذه المناطق شكلت نقطة إنطلاق لعمليات بربرية ضد الأبرياء في جنوب الفاشر، معسكر زمزم، قري الجزيرة، ودار زغاوة و لقد مكنت هذه القواعد المليشيا من إرتكاب جرائم إبادة جماعية وتشريد الملايين، لكن هذا النصر اليوم يُعد ضربة قاصمة لتحركاتهم، ولم يعد لهذه المليشيا أي وجود في قواعدها التاريخية بمنطقة وادي هور.

جماهير شعبنا الأبي…

منذ تأسيس مليشيا الدعم السريع في عام 2013، طالبت قيادات آل دقلو بالإستيلاء علي أراضٍ واسعة تخص السكان الأصليين في منطقة الزرق ووادي هور لتأسيس مستوطنة خاصة بهم. في عام 2017، وبدعم من نظام المؤتمر الوطني، تم تهجير أكثر من 140 ألف من سكان المنطقة قسرياً، وبناء مستوطنة خاصة بعوائل قادة مليشيا الدعم السريع علي أراضيهم، وتعيين جمعة دقلو عمدة على المنطقة غصباً عن إرادة أهلها.
كما إستغلت المليشيا الموقع الإستراتيجي لمنطقة الزرق قرب مثلث الحدود السودانية-الليبية-التشادية، لبناء أكبر قاعدة عسكرية في الصحراء الكبرى. ومن هناك، إبتزت الإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بملف الهجرة غير الشرعية، وحصلت على دعم مالي وإقتصادي. كما أصبحت مستوطنة الزرق وقاعدتها العسكرية معقلاً رئيسياً لمليشيا الجنجويد وقلعة قيادات آل دقلو. يكفي أن قائد المليشيا نفسه قام بأول تصريح له بتهديد الشعب السوداني وإختطاف الدولة من نفس القاعدة كما أن جميع الحشود العسكرية و الأسلحة التي تم نقلها للعاصمة في الشهور التي سبقت محاولة إنقلاب 15 أبريل الفاشلة كانت مصدرها قاعدة الزرق العسكرية.

السودانيون والسودانيات…

نؤكد لكم أن قواتكم المشتركة والجيش السوداني وشباب المقاومة الشعبية مستمرون في معركتهم لتحرير كافة الأراضي السودانية من مليشيا الدعم السريع ومرتزقتها. هذا النصر النوعي هو رسالة بأن السودان سيبقى حراً ومستقلاً، وأن إرادة شعبه وحماته البواسل لن تُكسر.
و نقول لأهلنا في دارفور بما في ذلك ضحايا الجرائم الوحشية الأخيرة في أبوزريقة و الفاشر و معسكر زمزم و قري الجزيرة و مدنها الخضراء و أهل كردفان الكبرى و الخرطوم، صبراً جميلاً و قريبا ستنتهي قواتكم المشتركة و الجيش السوداني من بلطجة مليشيا آل دقلو الإرهابية.

رسالة إلى المجتمع الدولي:

ندعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية بدعم الشعب السوداني ضد مليشيا الدعم السريع، وندعو إلى إدانة جرائم هذه المليشيا التي ترقى إلى الإبادة الجماعية. كما نطالب بالضغط على دولة الإمارات العربية المتحدة لوقف أي دعم مالي أو لوجستي لهذه المليشيا التي ما زالت ترتكب أبشع الجرائم بحق الإنسانية.

وختاماً…

إننا نعاهد شعبنا على مواصلة النضال حتى تحقيق النصر الكامل، وإستعادة السيادة الوطنية، ورفع راية السودان خفاقة في كل الأرجاء.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والخزي والعار للمرتزقة والعملاء.

المقدم/ أحمد حسين مصطفي
الناطق الرسمي بإسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح

الفاشر
22 ديسمبر 2024

الدعم السريع الفاشرالزرقالقوة المشتركة

مقالات مشابهة

  • القوة المشتركة تكشف تفاصيل عملية عسكرية والسيطرة على قواعد عسكرية ودك مطار حربي لقوات الدعم السريع وأسلحة دخلت الى الخرطوم قبل الحرب وتتحدث عن الإتحاد الأوروبي
  • وزير سوداني يحذر من ارتفاع منسوب النيل بشكل كارثي بسبب غلق أحد السدود
  • الجيش السوداني يعلن السيطرة على قاعدة عسكرية مهمة بدارفور
  • الفاشر – طويلة .. مواطنون يروون معاناتهم جراء تعرضهم لاعتداءات من قبل قوات الدعم السريع
  • أطباء بلا حدود: قوات الدعم السريع هاجمت مستشفى بالعاصمة السودانية
  • تقرير يكشف شبكة تضليل مقرها تركيا و سوريا تُناصر الجيش السوداني وتهاجم قوى مدنية
  • قوات الدعم السريع تعتزم التعاون مع حكومة جديدة وتثير مخاوف بتقسيم السودان
  • “الدعم السريع” تنفي تقرير منظمة دولية وتطالب بسحبه والاعتذار 
  • مدفعية الجيش السوداني تقصف وسط الخرطوم بحري من قاعدة وادي سيدنا في أم درمان
  • السودان.. مقتل عدد من أعضاء ميليـشيا الدعم السريع وتدمير 7 مركبات قتالية شمال الخرطوم