يرى محللان عسكريان أن العملية البرية المحتملة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان قد تكون وشيكة، غير أن توقيتها وطبيعتها يخضعان لعوامل ميدانية وإستراتيجية متعددة.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أن إسرائيل تستعد لاجتياح "وشيك" للبنان، وسط قلق أميركي من توسع نطاق الحرب، ودعوات بريطانية وفرنسية إلى عدم شن هجوم بري على لبنان.

وفي تحليل للمشهد العسكري، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن العملية قد تنطلق في غضون ساعات أو أيام، وهي مرهونة بالظروف الميدانية والموضوعية واستكمال التحضيرات اللازمة.

ويتوقع الدويري أن تتخذ العملية شكل مناورة متعددة الأبعاد، تشمل هجوما رئيسيا وآخر ثانويا، إضافة إلى هجوم مساند، في إطار ما يعرف بالعمليات العسكرية المشتركة.

ويفصّل الدويري سيناريو محتملا للعملية، حيث تبدأ بقتال في الجبهة الأمامية، مع احتمال تنفيذ عمليات إنزال في العمق وهجوم مساند في محور آخر.

هجوم ثانوي

ويرجح الدويري أن يكون الجهد الرئيسي والهجوم الأساسي في المنطقة الوسطى بين بنت جبيل وعيتا الشعب وحولا، مع إمكانية تعزيز الهجوم الثانوي من البحر، مصحوبا بعمليات إنزال وحملة جوية واسعة النطاق.

وفيما يتعلق بعمق العملية، يشير الدويري إلى وجود عوامل ضاغطة على جيش الاحتلال قد تدفعه لتوسيع نطاق العملية، فحتى لو بدأت العملية بعمق 5 كيلومترات، فإن العقيدة العسكرية الإسرائيلية تدعو إلى تعزيز النجاح وتطويره، مما قد يؤدي إلى توسيع العملية وصولا إلى نهر الليطاني في حال تحقيق نجاحات أولية.

ويلفت الدويري الانتباه إلى أهمية الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي يمتلكها حزب الله، والتي قد يصل مداها إلى ما يتجاوز 300 كيلومتر/ويعتقد أن إسرائيل تستهدف مناطق التكديس والمصانع والمستودعات المرتبطة بهذه الصواريخ، خاصة في مناطق شمال بعلبك وقرب الهرمل.

كما يشير الدويري إلى هدف العمل خلف خطوط العدو، وهو تحديث بنك المعلومات الاستخباراتية، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة والتغيرات المحتملة في الخطة الدفاعية لحزب الله.

من جانبه، يركز العميد إلياس حنا على الانتشار العملياتي لحزب الله، مشيرا إلى أهمية مناطق نصر وعزيز وبدر كمركز للتماس الأساسي، ويرى أن المعركة الحاسمة ستكون بين منطقتي نصر وعزيز، حيث يعتمد حزب الله على الدفاع الإستراتيجي لحماية منظومته الصاروخية.

عمق العملية

ويعتقد حنا أن جيش الاحتلال لن يقبل بالدخول في حرب وفق شروط حزب الله، مشددا على أن عمق العملية سيعتمد على رغبة إسرائيل في كسب الوقت والمساحة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المتزايدة كلما توغلت القوات.

ويرى حنا أن توغل القوات الإسرائيلية وبقاءها في الأراضي اللبنانية قد يحولها إلى أهداف سهلة، فضلا عن حاجتها إلى نشر عدد كبير من الوحدات للحفاظ على وجودها، كما يشير إلى أن هذا التوغل سيعيد الشرعية لحزب الله كحركة مقاومة ضد الاحتلال.

ويقارن حنا بين الوضع الحالي وحرب 2006، مشيرا إلى الاختلافات في الجهوزية والتحضيرات، ويستذكر معركة وادي الحجير، حيث تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة دون تحقيق أهدافها.

ويؤكد أن نجاح العملية الحالية سيعتمد بشكل كبير على مدى استعداد حزب الله وتحضيره لأرضية المعركة للقتال التراجعي والدفاع المرن.

كما يلفت حنا الانتباه إلى الاختلافات بين البيئة التي سيواجهها الجيش الإسرائيلي في لبنان مقارنة بما واجهه في قطاع غزة، مؤكدا على الطبيعة الجبلية للأرض اللبنانية وتأثيرها على سير العمليات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل يُلغى الدوري وكيف دعمت الأندية النازحين؟ الاتحاد اللبناني يوضح لـCNN بالعربية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توقفت منافسات كرة القدم، ضمن البطولات المحلية، في لبنان منذ 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، بسبب سوء الأوضاع الأمنية في البلاد نتيجة الصراع بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وأكد الأمين العام للاتحاد اللبناني لكرة القدم، جهاد الشحف، لـ CNN بالعربية، أن الاتحاد يعمل على عدم إلغاء الدوري اللبناني هذا الموسم 2025/2024 وإيجاد حلول لاستمراره.

كانت الأندية قد خاضت مباريات الجولة الأولى فقط من الدوري في الموسم الحالي، واعتلى نادي الأنصار صدارة جدول الترتيب برصيد 3 نقاط، بفارق الأهداف عن منافسيه، قبل أن يتم الإعلان عن إيقاف المسابقة.

قال الشحف: "الاتحاد يضع استمرارية الدوري كأولوية قصوى، حتّى في ظل الظروف الصعبة الحالية، يتم العمل على إيجاد حلول بديلة لضمان استمرار المسابقة، بما في ذلك تعديل النظام الفني إذا لزم الأمر".

وأضاف: "الآن، لا توجد أي نية لدى اللجنة التنفيذية لإلغاء الموسم، ومع ذلك، في حال استمرت الحرب لفترة طويلة ستتخذ اللجنة التنفيذية القرارات المناسبة لضمان استمرارية كرة القدم، مع الحفاظ على مصلحة الأندية واللاعبين، وضمان استمرارية المنافسة بأفضل طريقة ممكنة، بما يتماشى مع الوضع العام والاحتياجات الفنية واللوجستية".

في فترة التوقف الدولي الجارية، خاض منتخب لبنان مباراة ودّية مع منتخب تايلاند على أرض الأخير وانتهت بالتعادل السلبي، وتنتظره مباراة أخرى مع منتخب ميانمار.

قال جهاد الشحف عن الأجواء المحيطة بالمنتخب: "سعى الاتحاد بكلّ جهوده لتجميع لاعبي المنتخب الوطني الموجودين داخل لبنان، رغم الظروف الاستثنائية الّتي تمر بها البلاد، بما في ذلك التحديات المتعلقة بأوضاع عائلات اللاعبين والصعوبات المرتبطة بالسفر والحجوزات".

وتابع: "الهدف الأساسي هو ضمان مشاركة المنتخب الوطني في مبارياته الدولية، والحفاظ على استمرارية النشاط الرياضي للاعبين، حتّى في ظل توقف الدوري بسبب الأوضاع، كما يضع الاتحاد خططًا للاستعداد للتصفيات الآسيوية المقبلة في مارس/ آذار، إذ يحرص على استمرار الجاهزية والعمل بروح وطنية رغم التحديات، لأن ذلك يعد واجباً وطنياً علينا".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: مقتل 27 ضابطا وجنديا في شمال قطاع غزة منذ بدء العملية البرية بجباليا
  • إعلام عبري: مقتل 27 ضابطا وجنديا منذ بدء العملية البرية الأخيرة في جباليا شمال غزة
  • إعلام إسرائيلي: مقتل 27 ضابطا وجنديا في شمال قطاع غزة منذ بدء العملية البرية بجباليا
  • هل يُلغى الدوري وكيف دعمت الأندية النازحين؟ الاتحاد اللبناني يوضح لـCNN بالعربية
  • الجيش الإسرائيلي يتوغل إلى أعمق نقطة منذ بدء العمليات البرية في لبنان
  • الاحتلال الإسرائيلي: مقتل جندي في معارك بجنوب لبنان
  • من كفركلا بجنوب لبنان.. هاليفي يتوعّد حزب الله
  • الدويري: حزب الله يمارس تصعيدا نوعيا منضبطا وإسرائيل حققت خرقا في “طير حرفا”
  • الدويري: حزب الله يمارس تصعيدا نوعيا منضبطا وإسرائيل حققت خرقا في طير حرفا
  • انسحاب الجيش الإسرائيلي من بلدة شمع بجنوب لبنان بعد مواجهات عنيفة