متى وكيف سينفذ الاحتلال عمليته البرية بجنوب لبنان؟ الدويري وحنا يجيبان
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
يرى محللان عسكريان أن العملية البرية المحتملة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان قد تكون وشيكة، غير أن توقيتها وطبيعتها يخضعان لعوامل ميدانية وإستراتيجية متعددة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أن إسرائيل تستعد لاجتياح "وشيك" للبنان، وسط قلق أميركي من توسع نطاق الحرب، ودعوات بريطانية وفرنسية إلى عدم شن هجوم بري على لبنان.
وفي تحليل للمشهد العسكري، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن العملية قد تنطلق في غضون ساعات أو أيام، وهي مرهونة بالظروف الميدانية والموضوعية واستكمال التحضيرات اللازمة.
ويتوقع الدويري أن تتخذ العملية شكل مناورة متعددة الأبعاد، تشمل هجوما رئيسيا وآخر ثانويا، إضافة إلى هجوم مساند، في إطار ما يعرف بالعمليات العسكرية المشتركة.
ويفصّل الدويري سيناريو محتملا للعملية، حيث تبدأ بقتال في الجبهة الأمامية، مع احتمال تنفيذ عمليات إنزال في العمق وهجوم مساند في محور آخر.
هجوم ثانويويرجح الدويري أن يكون الجهد الرئيسي والهجوم الأساسي في المنطقة الوسطى بين بنت جبيل وعيتا الشعب وحولا، مع إمكانية تعزيز الهجوم الثانوي من البحر، مصحوبا بعمليات إنزال وحملة جوية واسعة النطاق.
وفيما يتعلق بعمق العملية، يشير الدويري إلى وجود عوامل ضاغطة على جيش الاحتلال قد تدفعه لتوسيع نطاق العملية، فحتى لو بدأت العملية بعمق 5 كيلومترات، فإن العقيدة العسكرية الإسرائيلية تدعو إلى تعزيز النجاح وتطويره، مما قد يؤدي إلى توسيع العملية وصولا إلى نهر الليطاني في حال تحقيق نجاحات أولية.
ويلفت الدويري الانتباه إلى أهمية الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي يمتلكها حزب الله، والتي قد يصل مداها إلى ما يتجاوز 300 كيلومتر/ويعتقد أن إسرائيل تستهدف مناطق التكديس والمصانع والمستودعات المرتبطة بهذه الصواريخ، خاصة في مناطق شمال بعلبك وقرب الهرمل.
كما يشير الدويري إلى هدف العمل خلف خطوط العدو، وهو تحديث بنك المعلومات الاستخباراتية، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة والتغيرات المحتملة في الخطة الدفاعية لحزب الله.
من جانبه، يركز العميد إلياس حنا على الانتشار العملياتي لحزب الله، مشيرا إلى أهمية مناطق نصر وعزيز وبدر كمركز للتماس الأساسي، ويرى أن المعركة الحاسمة ستكون بين منطقتي نصر وعزيز، حيث يعتمد حزب الله على الدفاع الإستراتيجي لحماية منظومته الصاروخية.
عمق العمليةويعتقد حنا أن جيش الاحتلال لن يقبل بالدخول في حرب وفق شروط حزب الله، مشددا على أن عمق العملية سيعتمد على رغبة إسرائيل في كسب الوقت والمساحة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المتزايدة كلما توغلت القوات.
ويرى حنا أن توغل القوات الإسرائيلية وبقاءها في الأراضي اللبنانية قد يحولها إلى أهداف سهلة، فضلا عن حاجتها إلى نشر عدد كبير من الوحدات للحفاظ على وجودها، كما يشير إلى أن هذا التوغل سيعيد الشرعية لحزب الله كحركة مقاومة ضد الاحتلال.
ويقارن حنا بين الوضع الحالي وحرب 2006، مشيرا إلى الاختلافات في الجهوزية والتحضيرات، ويستذكر معركة وادي الحجير، حيث تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة دون تحقيق أهدافها.
ويؤكد أن نجاح العملية الحالية سيعتمد بشكل كبير على مدى استعداد حزب الله وتحضيره لأرضية المعركة للقتال التراجعي والدفاع المرن.
كما يلفت حنا الانتباه إلى الاختلافات بين البيئة التي سيواجهها الجيش الإسرائيلي في لبنان مقارنة بما واجهه في قطاع غزة، مؤكدا على الطبيعة الجبلية للأرض اللبنانية وتأثيرها على سير العمليات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله
إقرأ أيضاً:
الدويري: المقاومة لن تتخلى عن جنين رغم محدودية إمكانياتها
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن العملية التي بدأتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين شمال الضفة الغربية أمس الثلاثاء تتسم بعدم التناسب من حيث القوة المستخدمة والكثافة النارية وأنواع الأسلحة.
وأضاف -في تحليل للجزيرة- إن العملية الجديدة هي استنساخ لعملية سابقة نفذها الاحتلال في 2023، وكانت أوسع نطاقا وأكبر من حيث القوات التي شاركت فيها.
وتوقع الدويري أن تخرج قوات الاحتلال من المخيم في نهاية الأمر كما حدث قبل عامين، لكن بعد تدمير البنية التحتية المدنية بشكل شبه كامل.
إمكانيات محدودة
وعن الطرق التي يمكن للمقاومة الاعتماد عليها في المواجهة، قال الدويري إنها محدودة وتنحصر في البنادق الخفيفة والعبوات المحلية الصنع، مشيرا إلى قلة أعداد المنضوين تحت لواء المقاومة في جنين.
ومع ذلك، استبعد الخبير العسكري تخلي المقاومة عن المخيم. ولم يستبعد أن توسع إسرائيل العملية "لكنها ستضطر لخوض حرب شوارع وبيوت".
ولفت إلى أن سلوك الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب ورفعه عقوبات كانت مفروضة على بعض المستوطنين، يعكس تقبله لسلوك إسرائيلي أكثر عنفا في الضفة الغربية عموما.
ورغم القوة الكبيرة والمتنوعة المشاركة في العملية التي تضم لواء كوماندوز ووحدة "إيغوز" النخبوية وطائرات الأباتشي، فإن طبيعة المخيم تساعد المقاومين على التخفي وتوظيف الحشوات المتفجرة لكن بصورة محدودة، كما يقول الدويري.
إعلانوبدأت قوات الاحتلال عملية موسعة في مخيم جنين أطلقت عليها اسم "الجدار الحديدي"، وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنها "مهمة للقضاء على الإرهاب في جنين".
وأضاف نتنياهو -عبر حسابه في منصة إكس- إن العملية "تمثل خطوة جديدة لتحقيق الهدف المعلن سابقا والمتمثل في تعزيز الأمن بالضفة الغربية".
وأسفرت العملية عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة أكثر من 35 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.