حزب سياسي تأسس عام 2024 في النمسا، يهدف إلى رفع مستوى الوعي بالقضية الفلسطينية والضغط من أجل وقف الأعمال العدائية الإسرائيلية، وخاصة في قطاع غزة، مع التركيز على حقوق الإنسان والعدالة، اتخذ الحزب من عبارة "ارفع صوتك ضد الإبادة الجماعية" شعارا له.

نشأة حزب "قائمة غزة"

بدأت خطوات تشكيل الحزب مع اقتراب موعد الانتخابات النمساوية في مايو/أيار 2024، بهدف زيادة الوعي العام بالإبادة الجماعية في قطاع غزة.

تشكل الحزب على يد مؤيدين للفلسطينيين في النمسا، يُعارضون عدوان إسرائيل على القطاع بعد معركة طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة.

يركز برنامج الحزب على هدف رئيسي هو إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ويطالب "بوقف فوري للدعم العسكري والاقتصادي والسياسي الذي تقدمه النمسا والاتحاد الأوروبي لإسرائيل".

وتقول عالمة الاجتماع "إيرينا فانا" إن الحزب نشأ بفكرة اتخاذ الانتخابات وسيلة لجذب انتباه الرأي العام إلى القضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على تواطؤ الأحزاب السياسية الأخرى في الإبادة الجماعية التي تحدث هناك.

وأكدت أنه تم توحيد مجموعات متنوعة لتحقيق هدف الحزب، وجُمعت التوقيعات في العاصمة فيينا وأجزاء أخرى من البلاد لتقديمها إلى اللجنة الانتخابية.

حاز الحزب على دعم كاف يؤهله لخوض الانتخابات العامة في النمسا، في 29 سبتمبر/أيلول 2024.

أوضحت فانا أن كلمة "قائمة" في اسم الحزب تعني "قائمة انتخابية"، التي تضم أسماء كثيرة لناشطين مناهضين للحرب.

قائمة الترشيح

نجح المؤسسون في تسجيل الحزب رسميا عبر مشاركته في الانتخابات العامة، كما حققوا أكثر من 3000 تفويض. وقدموا قائمة رسمية بـ24 مرشحا ومرشحة متوزعين على عموم المحافظات النمساوية، ومتنوعي الأصول بين نمساويين وأتراك وبوسنيين وعرب وأفارقة، يدينون بديانات مختلفة: الإسلام والمسيحية واليهودية، ومنهم لادينيون.

قدم مؤسسو الحزب قائمة بـ24 مرشحا متوزعين على عموم المحافظات النمساوية ومتنوعي الأصول والديانات (الأناضول) أهداف حزب قائمة غزة

يسعى الحزب إلى زيادة الوعي العام بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، مؤكداً على ضرورة تعزيز القيم الإنسانية والعدالة.

ويهدف إلى تسليط الضوء على القضية الفلسطينية، مُطلقًا شعار "صوّت ضد الإبادة الجماعية"، في محاولة لمواجهة الأحزاب التي التزمت الصمت إزاء الحرب الإسرائيلية على غزة، والضغط من أجل وقف الأنشطة العسكرية الإسرائيلية، مع التركيز على حقوق الإنسان والعدالة.

أبرز الشخصيات التي ترشحت على قائمة حزب غزة فيلي لانغثالر: وهو مؤسس الحزب وأحد قادته الرئيسيين. المؤرخ والكاتب فرانز سولكلر: أحد مؤسسي حزب الخضر النمساوي، لكنه انضم إلى حزب قائمة غزة بعد اختلافه مع حزبه بشأن القضية الفلسطينية. أستريد فاغنر: وهي محامية نمساوية اشتهرت بدفاعها عن القضايا الجنائية المعقدة والشائكة والمثيرة للجدل، وعرفت بمواقفها السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وانتقاداتها للسياسات الإسرائيلية​. داليا ساريغ فيلنر: ناشطة نمساوية يهودية عرفت بمواقفها المناهضة للصهيونية والداعمة للقضية الفلسطينية، والتي تمثلت بتنظيم مظاهرات في النمسا تهدف لإيصال صوت القضية الفلسطينية وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، خاصة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. سالي عطية: وهي ناشطة ومدرسة من أصول مصرية. أومر باتور: وهو مرشح من أصل تركي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القضیة الفلسطینیة فی قطاع غزة فی النمسا حزب قائمة قائمة غزة

إقرأ أيضاً:

MEE: حزب الله تلقى ضربة مؤلمة لكنه قادر على إعادة تنظيم نفسه بعد نصر الله

تسببت عملية الاغتيال الإسرائيلية لحسن نصر الله بضربة موجعة لحزب الله، إلا أنه نظرا لطبيعة هيكله اللامركزي وعقيدته، لا يزال الحزب يملك القدرة على إعادة بناء نفسه، بحسب ما أفاد مصدر مقرب من الحزب لموقع "ميدل إيست آي".

وأضاف المصدر، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية التي استهدفت قيادة حزب الله وكبار قادته خلال الأسابيع القليلة الماضية، والهجمات اللوجستية على شبكة اتصالاته المؤمنة، قد أضعفت بشكل كبير القدرات العسكرية والأمنية للحزب.

وأوضح أن إحدى نقاط قوة حزب الله تكمن في هيكله اللامركزي، الذي على الرغم من الوزن الثقيل لقادته البارزين، إلا أنه لا يرتبط بقائد واحد فقط.


وقال المصدر: “لا تزال هرمية حزب الله قائمة، والمؤسسة قائمة، والقيادات المختلفة في المناطق اللبنانية المختلفة لا تزال قائمة. لذلك يمكن إعادة بناء الحزب من خلال بنيته التحتية البشرية والعسكرية الثابتة”.

وأضاف: "المرحلة التالية لحزب الله هي إعادة هيكلة وتنظيم الحزب مع الأجيال الثانية والثالثة من الأعضاء الذين لم يتم اغتيالهم على يد الإسرائيليين"، موضحا أن "الجيل الأول تمكن من تدريب وإعداد أجيال شابة وطموحة قادرة على تحمل المسؤولية في المستقبل".

ومع ذلك، بين المصدر أن هذه المهمة لن تكون سهلة أو سريعة بالنسبة لحزب الله بعد تكبده خسائر فادحة، كان أشدها تأثيرًا فقدان زعيمه المؤثر، الذي قُتل في موجة من الضربات العنيفة على جنوب بيروت مساء الجمعة.

وأضاف أن "المقاومة قادرة على استعادة ما فقدته، ولكنها بحاجة إلى وقت للتعافي وإعادة تنظيم صفوفها. وفاة نصر الله تشكل إحدى أشد الضربات المؤلمة للحزب وبيئته"، مشيرا إلى أنه "لم يفقد الحزب قيادته فحسب، بل إن معظم قاعدته الداعمة مشردة حاليًا ومنازلهم مدمرة".

وجاء اغتيال نصر الله بعد أسبوعين من الهجمات المستهدفة التي لا هوادة فيها والتي ضربت قلب حزب الله، فمنذ 17 أيلول/ سبتمبر؛ ضربت إسرائيل شبكة اتصالات حزب الله ونفذت سلسلة سريعة من الضربات التي قتلت أعضاء بارزين في قوة النخبة في الرضوان ومجلس القيادة، الذين بنوا مع نصر الله الأساس الحالي للحزب.

وتقول سنام وكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة "تشاتام هاوس": إن "إسرائيل كانت تراقب حزب الله ونصر الله وتجمع المعلومات الاستخباراتية منذ حرب 2006، ما أتاح لها استهداف العديد من قيادات الصف الأول في سلسلة القيادة بالحزب، ولهذا السبب، تُعتبر هذه لحظة وجودية بالنسبة للحزب".

وأفاد المصدر أن حزب الله تاريخيّا كان يستبدل قادته بسرعة، مشيرًا إلى أن "هاشم صفي الدين، ابن عم نصر الله والذي يعتمر عمامة سوداء دلالة على نسبه من النبي محمد، قد جرى إعداده لفترة طويلة ليخلف نصر الله".

وقال المصدر: "على مر السنين، وضع نصر الله صفي الدين على المسار الذي يؤهله لتولي زمام القيادة. ولكن هذا الأمر لا يزال غير واضح، حيث كان اسم صفي الدين متداولًا بين من قُتلوا في ضربة يوم الجمعة".

وأضاف أن قيادة الحزب ستضطر للبحث عن "بديل آخر بالتوافق مع إيران في حال ثبوت مقتل صفي الدين".

قوة موحِّدة
يتفق المحللون على أن نصر الله، الزعيم الشعبي وأحد أقوى الشخصيات في المنطقة، سيكون من الصعب استبداله، بينما أكد أن نصر الله كان "شخصية استثنائية وخطيباً موهوباً، واستطاع أن يجذب قاعدته الشعبية بسحره، وفي الوقت نفسه يرهب خصومه بخطاباته النارية".

وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، قاد نصر الله حزب الله ليصبح قوة إقليمية، ما أكسبه العديد من الأعداء في المنطقة.

وكانت قيادة نصر الله ترتكز بشكل كبير على الصراع مع إسرائيل. ففي ظل قيادته، أجبر حزب الله الجيش الإسرائيلي على إنهاء احتلاله الذي دام 18 عامًا لجنوب لبنان والانسحاب في عام 2000.

وفي عام 2006، أعلن نصر الله “النصر” على إسرائيل بعد خوض حزب الله حربًا استمرت شهرًا وانتهت بفشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه، مما أكسب الحزب وقائده الاحترام والإعجاب في جميع أنحاء المنطقة.

وقالت سنام وكيل: “نصر الله جسد في حياته، وخسارته، وخطاباته، الكثير مما يمثله الحزب”.


وأشار مهند حاج علي، نائب مدير الأبحاث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إلى أن قوة نصر الله كقائد كانت تكمن في قدرته على توحيد الأجزاء المختلفة من حزب الله، وهو الأمر الذي سيستمر حتى بعد وفاته، لكن سيكون ذلك تحديًا لمن يخلفه.

وقالت سنام وكيل: “لا أعتقد أن التعافي سيكون سريعًا لحزب الله. فبعد تعيينهم خليفةً لنصر الله، سيحتاج الأخير إلى وقت لحشد الأعضاء وتوحيدهم. وبعدها سيتعين علينا معرفة ما إذا كان بالإمكان إعادة تحفيز الروح المعنوية”.

وتضيف: “التحدي يكمن في أن ثلاث طبقات من قيادة حزب الله أُزيلت في الوقت ذاته، مما يثير الشكوك حول سلسلة القيادة. وبالتالي، قد يكون من يتولى القيادة غير معروف ولم يخضع للاختبار، مما سيجلب معه العديد من حالات عدم اليقين الجديدة”.

“قادر على إعادة التنظيم”
وبحسب المحللين، لا يزال حزب الله خصمًا قويًا لإسرائيل بسبب ترسانته الواسعة من الصواريخ الثقيلة غير الموجهة، والصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للطائرات والدبابات والسفن.

وبينما تنتظر إسرائيل وتستعد للرد على مقتل نصر الله، لم تتوقف ضربات حزب الله على إسرائيل منذ مقتله، مما يدل على قدرته على مواصلة الهجمات رغم تكبده خسائر فادحة.

وقال الحاج علي: “هذا أمر مهم لأن هدف إسرائيل هو وقف هذه الهجمات من جنوب لبنان”.

وأضاف: “سيستمر هذا الجزء من حزب الله في العمل، وإذا ما قرر الإسرائيليون السيطرة على جزء من جنوب لبنان، فإن ذلك سيؤثر على مسار الأحداث”.

وأكد الحاج على أن حزب الله لا يزال يحتفظ بسيطرته على صفوفه وقاعدته الكبيرة من المؤيدين الذين يؤمنون بقضيته وأيديولوجيته.

وبين قائلًا: “إنهم قادرون على إعادة تنظيم صفوفهم لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي أو أي شيء قادم. ورغم التأثر بفقد نصر الله والقيادة العليا للحزب، إلا أن ذلك يعتمد على الخطوة الإسرائيلية التالية”.

مقالات مشابهة

  • MEE: حزب الله تلقى ضربة مؤلمة لكنه قادر على إعادة تنظيم نفسه بعد نصر الله
  • سلطنة عمان تؤكد للعالم ضرورة وضع حد للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل
  • لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.. اليمين المتطرف يتصدر الانتخابات بالنمسا
  • فوز غير متوقع: حزب يميني متطرف يتصدر الانتخابات في النمسا للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية
  • أبو الغالي يقاضي المنصوري طامحا إلى إبطال قرار تجميد عضويته في القيادة الجماعية
  • محلل سياسي: قد لا نرى حزب الله بعد نصر الله مثلما كان من قبل
  • الانتخابات النمساوية.. حزب غزة يطرق أبواب الناخبين
  • باحث سياسي يوضح الضربات التي لحقت بحزب الله على يد جيش الاحتلال
  • وزيرة السياحة: تنظيم المؤتمر السنوي لـ “مجموعة TUI” بالمغرب اعتراف بالمؤهلات السياحية التي تزخر بها المملكة