غالانت يلمّح لاجتياح وشيك في لبنان.. وواشنطن تقدّر بأنه "محدود"
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
ألمح وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الاثنين، إلى أن الجيش يعتزم تنفيذ اجتياح بري وشيط لجنوب لبنان، ضمن المواجهة المستمرة مع حزب الله.
وأجرى غالانت، الاثنين، جولة بالقرب من الحدود الشمالية (لبنان)، حيث التقى بمقاتلي اللواء 188 ولواء غولاني، وفق موقع "واينت" الإخباري العبري.
وقال للجنود، وبينهم جنود من سلاح المدرعات: "القضاء على (الأمين العام لحزب الله حسن) نصر الله خطوة مهمة للغاية، لكنها ليست كل شيء".
والجمعة اغتال الطيران الحربي الإسرائيلي نصر الله وقادة آخرين في الحزب، خلال غارة استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
سنستخدم كل الإمكانيات
وأضاف غالانت: "سنستخدم كل الإمكانيات التي لدينا، وإذا لم يفهم أحد على الجانب الآخر ما تعنيه القدرات، فهي كل القدرات، وأنتم جزء منها".
وتابع: "أقول هنا للجنود الاحتياط والنظاميين: كل ما يجب القيام به سيتم، وهدفنا هو إعادة سكان الشمال (أكثر من 100 ألف نازح) إلى منازلهم".
غالانت استطرد: "مستعدون لبذل كل جهد ممكن (...) وسنقوم بتفعيل كل ما هو ضروري، قواتكم والقوات الأخرى، من الجو والبحر والأرض".
من جانبه، قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل يمكن أن تشن توغلًا بريًا وشيكًا في جنوب لبنان، على أن يكون محدودًا مقارنة بما كان مخططًا له في الأصل عقب المناقشات بين البلدين في نهاية الأسبوع الماضي.
"ومن شأن التوغل البري المحدود أن يستهدف البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود مع إسرائيل، ونفذت القوات الخاصة الإسرائيلية بالفعل عمليات صغيرة داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة كجزء من الاستعدادات لهجوم بري إسرائيلي محتمل"، وفقًا لمسؤولين أمريكيين ومصدرين مطلعين على الأمر.
وبعد العمليات في القرى اللبنانية على طول الحدود المعروفة باسم الخط الأزرق، من المتوقع أن تتراجع القوات الإسرائيلية، بحسب ما أوردته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وقال المسؤول الأمريكي إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن النية القيام بعملية تشبه تلك التي استمرت 34 يومًا في لبنان في عام 2006، بل إنها نسخة مخففة بشكل كبير مما كان مخططًا له سابقًا.
لكن المصدر حذّر من أن المسؤولين الأمريكيين قلقون من أن ما يمكن أن يبدأ كهجوم محدود قد ينتقل إلى عملية أكبر على المدى الطويل، وقال المسؤول الأمريكي إن هذه المخاوف تجري مناقشتها مع الجانب الإسرائيلي.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري تشن إسرائيل "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع الحزب قبل نحو عام، ما أسفر حتى عصر الاثنين ما لا يقل عن 962 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و2778 جريحا.
فيما يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء المدن المحتلة ومستوطنات الشمال، إثر إطلاق كثيف من "حزب الله" لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.
ومنذ أيام تتواتر تحليلات إعلامية إسرائيلية عن أن الجيش يستكمل استعداداته لتنفيذ اجتياح بري، في انتظار موافقة من الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.
والأحد، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية أن عدد النازحين جراء الضربات الإسرائيلية قد يكون وصل إلى "مليون شخص"، معتبرا أن عملية النزوح ربما هي "الأكبر" في البلاد.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين.
وللقبول بوقف إطلاق نار، اشترط وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس، في رسائل أرسلها إلى نظرائه في 25 دولة، تحريك "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني ونزع سلاحه، حسب هيئة البث العبرية (رسمية) الاثنين.
ولاحقا، أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، في كلمة متلفزة الاثنين، أن الحزب مستمر في عمليات "المقاومة" ضد إسرائيل؛ لإسناد قطاع غزة والدفاع عن لبنان، وذاك رغم اغتيال نصر الله.
فرنسا تحث على الامتناعي عن أي اجتياح
وفي غضون ذلك، حث وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، الاثنين، إسرائيل على الامتناع عن أي "اجتياح بري" في لبنان، وسط تواصل تصعيد عنيف من تل أبيب على مناطق عديدة في البلد العربي.
وفي مؤتمر صحفي من مقر السفارة الفرنسية بالعاصمة بيروت، قال بارو: "مستعدون للمساعدة قي تطبيق القرار 1701 (بشأن وقف الأعمال القتالية جنوب لبنان) وسنعزز دعمنا للجيش اللبناني".
وحث الوزير الفرنسي في حديثه إسرائيل "على الامتناع عن أي اجتياح بري في لبنان وعلى وقف إطلاق النار".
الوزير الفرنسي دعا في مؤتمره الصحفي جميع الأطراف إلى "انتهاز الفرصة الآن للقبول بمقترح وقف إطلاق النار الذي لا يزال مطروحا على الطاولة، ولا يزال هناك أمل، لكن لم يبق إلا القليل من الوقت".
وشدد على أن "المسؤولين اللبنانيين يدعمون المبادرة الفرنسية- الأمريكية"، وقال: "نحن نتواصل يوميا مع السلطات الإسرائيلية، وندعوها إلى اعتماد هذه المبادرة والامتناع عن اجتياح بري".
وفجر الخميس، دعا بيان مشترك صدر عن 12 دولة ومنظمة، بينها الولايات المتحدة وفرنسا، إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، لإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية.
وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على لبنان، أضاف بارو: "ثمة حلول دبلوماسية في لبنان رغم الضربات الإسرائيلية المكثفة التي تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت".
والأحد، بدأ بارو زيارة للبنان لم يُعلن عن مدتها ولا برنامجها، التقى خلالها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: لبنان اسرائيل حزب الله حسن نصر الله الكيان الصهيوني اجتیاح بری فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
نعيم قاسم: إسرائيل خرقت الاتفاق 3 آلاف مرة وتهدف لتغيير القواعد
قال الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم -اليوم الإثنين- إن الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس يفتقد لأي مبرر حتى ولو كان وهميا، وهو عبارة عن اعتداء سياسي يهدف لتغيير القواعد والضغط على لبنان.
وأضاف قاسم أن ما يميز هذا الاعتداء على الضاحية أنه حصل بإذن من الولايات المتحدة، مطالبا الدولة اللبنانية بالتحرك الدبلوماسي واستدعاء سفراء الدول الكبرى ورفع شكاوى إلى مجلس الأمن.
وقال أيضا -في كلمة بثّت على قناة المنار التابعة لحزب الله- إن الاعتداء الإسرائيلي الجديد، يأتي "لتثبيت قواعد معينة، يعتقدون أنهم من خلالها يستطيعون الضغط على لبنان وعلى مقاومته، وأن يحققوا الأهداف التي يريدون".
ورأى قاسم أن "الدولة مسؤولة عن المتابعة بالضغط على الدولتين الراعيتين للاتفاق (أميركا وفرنسا) وكذلك على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقوات الطوارئ الدولية" لوقف الغارات الإسرائيلية على لبنان.
الضغط الناعم
وأضاف أمين الحزب اللبناني أن على الدولة أن تضغط، مؤكدا أن "الضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن ناعم وبسيط، لا يرقى إلى أكثر من بعض التحركات وبعض التصريحات. وهذا أمر غير مقبول" مشددا في الوقت ذاته على أن حزبه التزم تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بينما خرقته إسرائيل أكثر من 3 آلاف مرة.
إعلانوطالب قاسم الدولة اللبنانية بأن "تتحرك بشكل أكبر وبشكل يومي وبشكل متفاعل" مضيفا "استدعوا سفراء الدول الخمس الكبرى، ارفعوا شكاوى إلى مجلس الأمن، استدعوا السفيرة الأميركية دائما لأنها لا تعمل بشكل صحيح وتنحاز لإسرائيل ولا تقوم بدورها في الرعاية".
وجاءت تصريحات قاسم غداة غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، في ثالث ضربة على المنطقة منذ سريان وقف إطلاق النار، طلب على إثرها لبنان الطرفين الضامنين للاتفاق (الولايات المتحدة وفرنسا) بإجبار إسرائيل على وقف هجماتها.
ومن جانبها، قالت إسرائيل إن الموقع الذي استهدفته أمس هو مخزن أسلحة لحزب الله يحوي "صواريخ دقيقة".
غارات إسرائيلية مستمرة
من ناحية أخرى، أفاد الجيش الاسرائيلي اليوم بأنه قصف أكثر من 50 هدفا في لبنان خلال الشهر الماضي، رغم إعلان وقف لإطلاق النار بينه وبين حزب الله في نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.
وقال جيش الاحتلال -في بيان- إنه نفذ هذه الضربات "إثر انتهاكات لوقف إطلاق النار والتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، شكلت تهديدا لدولة إسرائيل ومواطنيها".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد تبادل للقصف بين إسرائيل وحزب الله استمر نحو عام وتحوّل إلى مواجهة مفتوحة في سبتمبر/أيلول 2024.
ولكن إسرائيل واصلت شنّ ضربات على لبنان وأبقت على وجود عسكري في مناطق حدودية، مشددة على أنها لن تتيح لحزب الله إعادة بناء قدراته.