لديك قرار مهم؟ عليك النوم أولا ثم قرر بعد الاستيقاظ
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ديوك في الولايات المتحدة أن تأخير الحكم على الأشياء إلى ما بعد الاستيقاظ من النوم يساعدنا في تجنب الوقوع في فخ الحكم على الأشياء من الانطباع الأول.
بدأ فريق البحث الذي نُشر في الثالث سبتمبر/أيلول الحالي في مجلة علم النفس التجريبي بسؤال قديم: هل من الأفضل الحكم بحماسة بعد أخذ انطباع أولي جيد، أم تأجيل الحكم؟
أي صندوق ستبيع؟للإجابة على هذا السؤال، قام الباحثون بدراسة تضمنت بيع مرآب خيالي.
معظم الأشياء التي وضعت داخل كل صندوق لم تكن ذات قيمة كبيرة، مثل ساعة منبه قديمة أو نبات مزروع. ولكن كان هناك بعض الأشياء المختلفة مثل مصباح جميل أو دمية دب كانت ذات قيمة أكبر.
حصل المشاركون على نقود حقيقية بناء على الصناديق التي اختاروا بيعها، مما دفعهم إلى محاولة معرفة أي الصناديق كانت الأكثر قيمة.
الحكمة التقليدية تقول إن الناس يسهل إغواؤهم بالانطباعات الأولى، وهناك أدلة علمية قوية على أن الأحكام السريعة الأولية يصعب تغييرها، حتى لو تبين أنها غير دقيقة فماذا كشفت هذه التجربة العلمية؟
فخ الانطباع الأول
لم يعرف المشاركون أن إجمالي قيمة العناصر العشرين في كل صندوق كانت هي نفسها لكل الصناديق. كانت الفروق فقط في ترتيب الأشياء الأقل أهمية مقابل الأشياء "الثمينة".
في بعض الصناديق، كانت كل الأشياء الثمينة في الأعلى، لذا عندما قام المشاركون بفتح الصناديق رأوا هذه العناصر أولا. في صناديق أخرى، كانت العناصر القيمة مجمعة في الوسط أو في الأسفل، وفي بعض الصناديق كانت مختلطة.
بعد فتح الصناديق، طلب الباحثون من المشاركين تقدير قيمة كل صندوق واختيار الصندوق المفضل لديهم. قام بعض المشاركين بالحكم فورا، بينما انتظر الآخرون إلى اليوم التالي لاتخاذ قرارهم.
ظهر النمط سريعا: عندما اضطر المشاركون إلى اتخاذ قرار فوري، كانوا يميلون إلى تذكر وتقييم الصناديق بناء على الأشياء الأولى التي رأوها.
وقالت المؤلفة الرئيسية ألي سينكلير، التي أجرت البحث كجزء من دراستها لنيل درجة الدكتوراه في مختبر الدكتورة أليسون أدكوك، أستاذة الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ديوك -وفقا لموقع يوريك أليرت-: "وجدنا أن الناس يتأثرون بشدة بالانطباعات الأولى".
في كل مرة تقريبا، اختار المشاركون الصناديق التي تحتوي على الأشياء القيمة في الأعلى. عندما رأوا هذه "الكنوز" أولا قبل الأشياء الرخيصة، كانوا أكثر عرضة لاختيار هذا الصندوق مقارنة بما إذا كانوا قد رأوا الأشياء الرخيصة أولا.
ولم يكن المشاركون يفضلون الصناديق التي أعطت انطباعا مبهرا فقط، بل كانوا أيضا يميلون إلى المبالغة في تقدير قيمتها، حيث خمنوا أنها كانت تستحق 10% أكثر مما كانت عليه في الواقع.
التحيز الأولي
هذا مثال على ظاهرة نفسية تُعرف باسم التحيز الأولي، وفقا لسينكلير، التي تعمل الآن باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة بنسلفانيا.
عندما يتعلق الأمر بتشكيل رأي عام عن شيء ما، يبدو أننا نتأثر بشكل مفرط بالمعلومات الأولى التي تظهر لنا، حتى عندما تظهر حقائق جديدة.
في حالة تجربة بيع المرآب، منع هذا التحيز المشاركين من مقارنة الصناديق بطريقة عقلانية، وأدى حتى إلى اعتقادهم بأن بعض الصناديق كانت أكثر قيمة مما هي عليه في الواقع. في الوقت نفسه، وعلى نحو مثير للسخرية، كانوا أقل قدرة على تذكر تفاصيل دقيقة عندما سُئلوا عن الأشياء الثمينة الموجودة في صناديقهم المفضلة.
تأثير النومومع ذلك، كان المشاركون الذين لم يُطلب منهم اتخاذ قرار إلا في اليوم التالي أقل عرضة للوقوع في هذه الفخاخ.
وقالت سينكلير: "اتخذوا قرارات أكثر عقلانية، وفضلوا بالتساوي الصناديق التي تحتوي على مجموعات من العناصر القيمة في البداية أو الوسط أو النهاية".
المشاركون الذين "ناموا على الأمر" لم يعودوا يفضلون الصناديق التي قدمت انطباعا جيدا أول مرة بشكل ساحق. كانت الصناديق التي حفظت أفضل العناصر للنهاية متساوية في الوزن في حساباتهم الذهنية.
وقالت أدكوك: "قد يكون الحكم على الانطباعات الأولى أمرا جيدا للخيارات اللحظية". فإذا كنت تشاهد المشهد الافتتاحي لفيلم أو تتصفح الصفحات الأولى من كتاب، يمكن أن تساعدك الأحكام السريعة بناء على هذه الانطباعات الأولية في اتخاذ قرار بشأن المضي قدما قبل أن تستثمر الكثير من الوقت والجهد.
لكن عندما يتعلق الأمر بالمواقف ذات الأهمية طويلة المدى، مثل العودة إلى مطعم، أو التوظيف أو العلاقات الاجتماعية فإن سينكلير تقول: "هناك حكمة في فكرة ‘النوم على الأمر’ قبل اتخاذ قرار".
وأضافت أدكوك: "هذه نظرة أولية مثيرة حول كيفية تلخيص أدمغتنا لتجربة ممتعة، عندما تنتهي التجربة، يقوم الدماغ بترتيبها جميعا في الذاكرة لمساعدتنا على اتخاذ قرارات أفضل، وهذه الحيلة تحدث خلال الليل."
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الصنادیق التی على الأشیاء اتخاذ قرار
إقرأ أيضاً:
سلام عليك يا غزة…!
#سلام_عليك_يا_غزة…!
د. #مفضي_المومني.
2025/1/15
على بعد ساعات من الاتفاقية لوقف العدوان… وما يتبعها… فرضت المقاومة شروطها ولو بالحد المقبول ضمن معطيات عدم التكافؤ.. والتخاذل والنفاق العالمي والاقليمي وسقطت ورقة التوت لتكشف عري وانحطاط القوى الصهيوامريكية والاستعمارية الغربية… وبذات الوقت هوان امتنا وخذلانها… حد الخيانة من البعض.. وبعيداً عن كل التوقعات… وجهابذة التأويل والتحليل فهذا اول الدروس التي اكدتها نتائج العدوان.
في الصفحة التالية… دُمرت غزة… ودمرت بنيتها التحتية… واستشهد الآلاف من ابناء غزة وفلسطين… دمروا كل شيء… ولم يستطيعوا تدمير روح الانسان المقاوم المتشبث بوطنه ولا روح المقاومة… ففي معارك التحرير وعبر التاريخ دفعت الشعوب الملايين من ابنائها لتحقق النصر والاستقلال والتحرير والكرامة… ولم يسجل التاريخ البقاء لأي من قوى الهيمنة والتسلط… والمعركة مستمرة ما دام هنالك امهات يلدن مقاومين وما دامت روح النضال تورث في الجينات.. وكل المقاومين ولدوا بعد النكبة… والايام دول… فالمشروع الاستعماري الغاشم انهك امتنا… ولا مجال إلا للنهوض وتحقيق الذات ولو طال الزمن… وأظن انه قريب بعد درس غزه..!. ولو شكك المتخاذلون وكلاء الاستعمار.
غزة سجلت في تاريخها عناوين كبيرة في سفر المقاومة ودحر الغزاة… وها هي تسجل اليوم قدرتها على عدم تحقيق اهداف المحتل وتابعيه وداعميه التي اعلنوها منذ بداية العدوان… نصر مضمخ بالدم والتدمير… ومعروف أن عدم تحقيق القوي الغاشم لأهدافه نصر للطرف الأضعف… فليس هنالك معارك وطن دون تضحيات..!
لغزة واهل غزة… الصابرين المرابطين… القابضين على الألم والوجع والخوف والجوع والمعاناة والفقد… والقابضين على زناد المقاومة والبقاء… علمتمونا كل الدروس بوجعكم… فلعلنا ننهض ولعلنا نتعض… ولعلنا نكون مثلما انتم…!
يا غزة المجد اعيرينا بعضا من كبريائك… ولمسة من عنفوانك… ومسحة من صبرك… ففي فلسفة النصر والشعوب والاحتلال… انت حرة… ونحن نحن ما زلنا محتلين بفعل فاعل مرة وبفعل ذاتي مرة اخرى… بعقولنا وبمستقبلنا وحياتنا… فقد عملوا علينا بكل أدواتهم القذرة… حتى لبسنا ثوب الهوان… ولكن هيهات هيهات… فالشعوب تنام ولا تموت هذا قدر الله وسردية التاريخ.
ستعود غزة… كما كانت… وسيبنى ما دمر… وسنترحم على كل الشهداء… فلم يقتلوا الروح فيكم… ولكنهم بعثوا فينا روحاً تكاد تنطلق… وتصحو من غفوتها.
فشلوا في تركيعكم… ولو نجحوا في بحور من الدم والخراب… وهذه جولة وفي المدى جولات… ولكم أنكم غيرتم وجه العالم والاقليم… ولو على حساب جراحكم… أملنا أن تنهض الأمة ونخرج من ولاية الشياطين المستعمرة…ووكلائهم من ابناء جلدتنا… وأن نثق بأن الله ناصرٌ عباده المؤمنين ولو بعد حين..
حمى الله غزة وفلسطين وحمى الله الاردن.