المؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم يؤكد أهمية بلورة مخرجاته البحثية على الواقع العملي
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
الثورة نت|
أدان البيان الختامي للمؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم واستنكر بشدة العملية الإجرامية التي نفذها العدو الصهيوني في لبنان وأدت إلى استشهاد سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله.
وجدد المشاركون في المؤتمر في بيانهم الختامي العهد لله ولدماء الشهداء بالمضي على درب الجهاد المقدس حتى يسقط العدو الصهيوني في عواقب جرائمه البشعة.
ودعا البيان المجتمع الإنساني في العالم إلى القيام بواجبه في إيقاف الجرائم البشعة للعدو الصهيوني في اليمن وفلسطين ولبنان، والاستجابة لنداءات السيد القائد التي يخاطب فيها المسلمين خصوصا والمجتمع الإنساني خصوصا.
كما دعا الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى الوقوف ضد أنظمة الخيانة التي تساند العدو الصهيوني حتى لا يسقطوا مع فراعنة العصر في عار التطبيع والعمالة والوقوع تحت طائلة الغضب الإلهي التي تضرب الظالمين والساكتين.
وتضمنت توصيات المؤتمر أهمية تأييد ومساندة القيادة ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي فيما تضمنته خطاباته وتوجيهاته ومواقفه الحكيمة في دعم محور الجهاد والمقاومة وبذل النفس والمال وتفعيل الخيارات العسكرية.
وأوصى المؤتمر بإقرار مخرجات المؤتمر الدولي الأول للرسول الأعظم الذي عقد العام الماضي، واستلهام القدوة من إمام المجاهدين محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي ظل يجاهد حتى آخر أيامه، ولم يهدأ له بال حتى أخرج اليهود من جزيرة العرب.
وأكد على أهمية تشجيع الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم في جهودها في رعاية وتنظيم المؤتمرات العلمية البحثية ودعمها لتقوم بتوجيه البحوث العلمية لمواكبة المستجدات وحل المشكلات ومواجهة التحديات واستثمار الطاقات الأكاديمية البحثية المؤهلة لخدمة البلاد بالأساليب البحثية المثلى.
وأشار إلى أهمية عقد ورشة لصياغة خطة عملية لتنفيذ توصيات محاور المؤتمر الدولي الثاني على الواقع العملي بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وأوصى برسم خارطة بحثية سليمة مستمدة من الواقع، وتأسيس مراكز بحوث ذات لوائح مقتبسة من الثقافة القرآنية تصب مشاريعها العلمية في الواقع العملي وتترافق بالمسار العملي للشعب اليمني في المعركة الجهادية المستمرة في توجيه حركته العملية نحو التنمية في شتى مجالات الحياة.
وأكدت توصيات المحور الثقافي والاجتماعي للمؤتمر على أهمية استلهام الدروس العملية من السيرة النبوية، والاهتمام بدور المسجد في توعية الناس وإرشادهم، ونبذ النعرات الطائفية التي يروج لها الأعداء، ونشر مبدأ التآخي الذي جسده الرسول بين المهاجرين والأنصار، وتصحيح السيرة النبوية التي تعرضت للتحريف، وصياغة السيرة في المناهج الدراسية من خلال القرآن الكريم وأعلام الهدى.
وأشارت إلى أهمية بناء جيش واع يصنع الانتصارات وفق التربية النبوية، ومواجهة التضليل الثقافي الذي يقوم به اليهود والمنافقون، وإشهار النهايات المأساوية لزعماء النفاق العربي للعظة والعبرة، وترجمة الأبحاث النوعية إلى عدة لغات ونشرها وتوزيعها عبر الجامعات العالمية والمراكز البحثية، وإدارة العمل الجهادي في محور المقاومة وفق رؤية ثقافية مركزية، ونشر الثقافة القرآنية لتعزيز الروح والوعي الجهادي لدى الأجيال الصاعدة، بالعودة إلى المنهج النبوي وتفعيل التدريب والتأهيل الثقافي بما يحافظ على الهوية الإيمانية.
وشددت على أهمية مواجهة الحرب الناعمة بوسائل تنفيذية عملية فعالة، والتمسك العملي بالثقلين (القرآن الكريم والعترة الطاهرة) للنجاة من الضلال وتحقيق الغلبة في ميدان المعركة ضد أعداء الله.
وتضمن توصيات المحور السياسي والإداري ضرورة معالجة أسباب الممارسات الإدارية المغلوطة في الواقع المعاصر، وتعزيز وترسيخ التواضع لدى المسؤولين وتذكيرهم بأن تواضعهم جسر يربط بين قلوب الناس، ويدعو إلى الوحدة والتلاحم، وأن يكونوا في خدمة شعبهم لا في خدمة مناصبهم.
وأكدت على ضرورة إنشاء برامج تدريبية تستند إلى مبادئ النظام الإداري النبوي لتعزيز مهارات القادة والموظفين في المؤسسات، والقيام بدراسات مقارنة بين الأنظمة الإدارية المعاصرة والنظام الإداري النبوي لاستكشاف أوجه التشابه والاختلاف ودراسة كيفية تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال السياسات الإدارية المعاصرة المستلهمة من النظام النبوي، وتنظيم ورش عمل وندوات لمناقشة تطبيقات النظام الإداري النبوي في السياقات المعاصرة.
وأشارت إلى أهمية تعيين القيادات الإدارية بناء على خبراتهم ومؤهلاتهم العلمية وفق معايير دقيقة تضمن الكفاءة والفاعلية والنزاهة في إدارة مؤسسات الأمة.. مؤكدة على أهمية تعزيز الدور اليمني وحماية مضيق باب المندب والتوعية بأهميته بما في ذلك تعزيز التعاون بين قوى محور الجهاد والمقاومة وتوحيد الجهود لدعم فلسطين.
وأكدت توصيات المحور السياسي والإداري أيضا ضرورة ضبط العلاقة في التعامل مع أهل الكتاب وفق منطلقات قرآنية، وحسن اختيار القادة ممن يحملون صفات قوة العقيدة والولاء لله ولرسوله والمؤمنين، ووضع معايير قرآنية في الدستور لاختيار المسؤولين مثل التقوى والرحمة والزهد ودراسة نموذج السلطة في المدينة المنورة في عهد الرسول وتطبيقه في بناء الدولة اليمنية الحديثة، والاستفادة من مبادئ الإدارة الفاعلة للإمام علي في بناء الدولة.
ولفتت إلى ضرورة اقتداء القادة الإداريين بالنبي الكريم في الشجاعة واتخاذ القرار والقدرة على الإدارة بكل عملياتها من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة، والتخلص من نمطية التفكير الغربي في قيادة الشعوب وإدارة شؤون الدولة والأخذ بمقومات القيادة وضوابط ومعايير اختيارها المستوحاة والمستنبطة من القرآن الكريم والسيرة النبوية، والتسليم لقرارات أعلام الهدى في مختلف مجالات الحياة.
ونصت توصيات المحور الاقتصادي على أهمية العمل بقواعد الاقتصاد الإسلامي المقاوم التي تحكم الأنشطة الاقتصادية للدولة ومعالجة مشكلات المجتمع الاقتصادية وفق القوانين الاسلامية ومبادئ التكافل والتراحم والالتفاف حول القيادة والمشروع القرآني، والحث على الانفاق في سبيل الله والأعمال الخيرة، ودعوة الدول الإسلامية إلى الوحدة والتضامن وإيجاد فرص للتعاون وكسر الحصار العلمي والتكنولوجي المفروض على الدول الإسلامية، والعمل على تحديث ومواكبة الاقتصاد الاسلامي وزيادة البحث العلمي فيه.
وأكدت على وضع خطة استراتيجية للتوسع في زراعة المحاصيل المستهدفة من الذرة الرفيعة ومحصول السمسم والقطن والدخن، وتشجيع الدراسات البحثية الزراعية والاقتصادية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاقتصادي لليمن، ونشر الوعي لدى المزارعين للاهتمام بالزراعة ودورها في الناتج المحلي الاجمالي.
وأشارت إلى ضرورة التكامل بين القطاعات الصناعية والزراعية والمالية والتجارية والنفطية والاستخراجية وغيرها، والتي من شأنها ترشيد الانفاق وتعزيز الانتاج المحلي من خلال اتباع سياسات مالية ونقدية سليمة تعزز الممارسات الاسلامية وتسهل الاستثمارات وتمنح اعفاءات ضريبية لحث الناس على تشغيل الأموال، وافتتاح المشاريع التي تؤثر إيجابا على دخل الفرد وزيادة الناتج المحلي والقومي للبلد.
وشددت على إنشاء هيئة متخصصة بمجال التنمية الاقتصادية تعمل وفقا للثقافة الإيمانية الإسلامية الاقتصادية المنبثقة من المنهج القرآني والهدي النبوي، والتخلص من الديون الخارجية للبنك الدولي، والتخلص من الاعتماد على مساعدات المنظمات الدولية، وضرورة الاستثمار في جميع مجالات التنمية، ومقاومة الحرب الاقتصادية وتشجيع المجتمع على الصمود في وجه المخاطر والتحديات، وإدراك حجم الاستهداف الممنهج للاقتصاد اليمني والعمل على التصدي له.
وحثت التوصيات على تفعيل الرقابة على الأسواق والمستثمرين للاطمئنان على الالتزام بضوابط الاستثمار الشرعية وتحقيق أهدافها، ورفع الوعي المجتمعي بالعودة إلى المنهج النبوي من خلال عقد الدورات الثقافية مع مختلف شرائح المجتمع وتضمينها قيم الأخوة والتراحم والتكافل وتفعيل دور رجال الأعمال في التكافل من خلال مساعدة الفقراء واليتامى وأسر الشهداء وغيرهم من المحتاجين.
وأكدت توصيات هذا المحور أيضا أهمية المقاطعة الاقتصادية من خلال استراتيجية شاملة تستفيد من التجارب التاريخية والمعاصرة في فرض المقاطعة ومواجهة الحصار، تقوم على مبادئ الدين والاخلاق وتطوير الأساليب المناسبة للتعامل مع التحديات الاقتصادية والسياسية، وضرورة مراجعة وإصلاح القوانين المالية والإدارية والاقتصادية بما يضمن تحقيق التكامل بين توجه الدولة والممارسات العملية على الواقع.
ولفتت إلى ضرورة تدريب وتطوير القادة في مجال الاقتصاد وإدارة الأزمات وتشجيع الاستثمار في البنية التحتية والتعليم لخلق فرص اقتصادية، وتعزيز ونشر القيم الاقتصادية الإسلامية وخصائص النظام الاقتصادي في العصر النبوي، وتوجيه برامج الدراسات العليا والمراكز البحثية لطرق موضوعات الاقتصاد الإسلامي وتهيئة باحثين في هذا المجال.
وأكدت التوصيات في المحور المهني والحرفي على ضرورة تبني مبادئ التنمية المهنية المستمدة من العصر النبوي، وتعزيز القيم الاسلامية في الحياة المهنية، وأهمية استخدام العمل المهني كسلاح لمواجهة مشكلتي الفقر والبطالة، ودعم المراكز المهنية وفتح تخصصات تغطي احتياجات السوق المحلية، وتوفير التمويل للمشاريع الابتكارية، ودعم البحث العلمي في هذا المجال.
ولفتت إلى أهمية تفعيل الشباب في مسار مهني يمثل حماية لسلوكياتهم وإنشاء مراكز ومعاهد مهنية في الأماكن ذات التوجه المهني، وإنشاء معاهد ومراكز للتعليم المهني وإلحاقها بالتعليم الثانوي أو الجامعي، والاهتمام بالحرف والمهن اليدوية وتنميتها وتوظيفها في البناء الاقتصادي.
وفي المحور الإعلامي أوصى المشاركون بتشكيل لجنة مختصة بالتراث الإعلامي النبوي لنشره في المجتمع، وأن تتولى مؤسسات الدولة تهيئة المتطلبات المنهجية والأكاديمية وإعداد كوادرها وفق رؤية الإعلام النبوي، والتقيد بالضوابط النبوية في النقل الصادق للخبر والدفاع عن ثوابت الأمة ضد أشكال الغزو الغربي.
وشددت على توجيه الباحثين والدارسين للتنقيب في أساليب ووسائل منهج الإعلام النبوي لمعالجة مثالب ومساوئ الإعلام الحديث، وإنشاء مراكز دراسات وأبحاث وقنوات لنشر ذلك، إلى جانب إنشاء مراكز إعلامية لمواجهة الشائعات.
وتضمنت توصيات المحور الأمني والعسكري التربية الأخلاقية بالمؤسسة العسكرية عن طريق تنظيم دورات تدريبية مستمرة تركز على الأخلاق والقيم العسكرية تشمل دراسات السيرة النبوية ودروس الشهيد القائد ومحاضرات وخطب السيد القائد وتنظيم ورش تعنى بإعداد القادة على أسس القيم الأخلاقية.
وأكدت ضرورة اهتمام الباحثين ببناء القيم والأخلاق الإيمانية في كل الجوانب العسكرية والتعليمية، وتعزيز روح الجهاد باعتباره من أبرز سبل الوقاية من تجنيد العملاء والجواسيس، إضافة إلى التأسي برسول الله في بناء جهاز أمني استخباراتي قوي يحمي أمن الدولة من الداخل والخارج بكل الوسائل المشروعة، والسعي لتطوير الأداء الإعلامي العسكري لرفع معنويات الجيش والأخذ بوسائل التكنولوجيا والتطور في المجالات العسكرية والأمنية.
وتمثلت توصيات المحور التربوي في ضرورة أن يكون تعليم القرآن الكريم من منطلق كونه يمثل جوانب المهمة الرسالية للنبي الأعظم بكل تفاصيلها وأحداثها، وأخذ العبر منها في كل مجالات الحياة، وإعادة تقييم وبناء طريقة تعليم القرآن في الجامعات والكليات والمدارس العلمية وحلقات التحفيظ، والانتقال إلى منهجية الاهتداء والتفاعل العملي، وتحديث الفلسفة التربوية للجمهورية اليمنية وتطويرها وفقا للثقافة القرآنية، وتحديث أهداف التعليم بحيث يتم تقدير القضية الفلسطينية والجهاد في سبيل الله ضد العدو الصهيوأمريكي من منطلق إيماني وفريضة دينية واجبة، وتنظيم حملات توعية حول التربية الأسرية ودورها في بناء الدولة الحديثة وتعزيز القيم الأخلاقية بالمؤسسات التعليمية ووضع منظومة قيمية يتم على أساسها تصميم المناهج.
وأوضح البيان الختامي أن انعقاد المؤتمر الثاني للرسول الأعظم يأتي ضمن احتفالات الشعب اليمني بذكرى المولد النبوي بهدف تجديد الولاء والانتماء العملي وثقافة الاتباع الكفيلة بضمان التأييد الإلهي في المعركة المقدسة في فلسطين ولبنان ويمن الإيمان، وتأكيدا على الاستمرار في مواجهة العدو الصهيوني بالأسلحة المتطورة والمواقف الجهادية حتى يتحقق وعد الله بزوال الجبابرة الظالمين.
وأشار إلى أن الإطار المرجعي للمؤتمر الدولي الثاني تضمن الأهداف والمدخلات والعمليات التي تضمنتها المحاور البحثية وموضوعاتها ومشتملاتها الرئيسة التي خاض غمارها الباحثون تحت إشراف الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم بلجانها الإشرافية والعلمية والتحضيرية والتي آتت ثمارها من خلال نجاح المؤتمر الدولي الثاني والمخرجات البحثية التي بلورت إلى خطط عملية بحثية يمكن تطبيقها في الواقع العملي.
وأفاد البيان بأن عدد أبحاث المؤتمر المقبولة بلغت 107 أبحاث، منها ستة أبحاث خارجية من “جمهورية مالي – والجمهورية الإسلامية الموريتانية – والجمهورية الجزائرية – والجمهورية العراقية – والمملكة الأردنية – وفلسطين” حيث توزعت الأبحاث على محاور المؤتمر السبعة بنحو 27 بحثا في المحور الثقافي والاجتماعي، و31 بحثا في المحور السياسي والإداري، و16 بحثا في المحور الاقتصادي، و12 بحثا في المحور التربوي والعلمي، و9 أبحاث في المحور الإعلامي، وخمسة في المحور المهني والحرفي، وسبعة في المحور الأمني والعسكري.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المؤتمر الدولي الثاني للرسول الأعظم صنعاء السیرة النبویة العدو الصهیونی المؤتمر الدولی الدولی الثانی القرآن الکریم الواقع العملی للرسول الأعظم توصیات المحور على أهمیة إلى أهمیة من خلال فی بناء
إقرأ أيضاً:
وفد النواب الأمريكي يؤكد أهمية دور مصر في إدخال المساعدات لغزة
أكد وفد مجلس النواب الأمريكي، الذي يزور مصر بقيادة النائب داريل عيسى، نائب رئيس لجنة الشئون الخارجية بالمجلس، الأهمية البالغة لدور مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي في تحقيق الاستقرار والسلام المنشود بالمنطقة، وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط مع أعضاء وفد مجلس النواب الأمريكي الذي يقوده النائب داريل عيسى ويضم كلا من النواب شيلا ماكورميك (فلوريدا)، وتشاك ادواردز (نورث كارولينا)، وجو ويلسون (نورث كارولينا) وجيم كوستا (كاليفورنيا) وجيمس بايرد (إنديانا).
وقال النائب داريل عيسى إن تشكيل الوفد، خلال زيارته لمصر، جاء ليعكس الطيف السياسي عبر تمثيل كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري من ولايات مختلفة .
وشدد على أن الوفد جاء إلى مصر بفكرة واحدة هي أن "مصر أقوى شريك للولايات المتحدة في المنطقة"، مؤكدا أن مصر قدمت دعمًا هائلًا في هذا الوقت العصيب.
وأكد رئيس وفد مجلس النواب الأمريكي أنه من العدل القول إن مصر قامت - خلال الأشهر الـ15 الماضية من الحرب - بعمل مذهل في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، رغم صعوبة ذلك في ظل الحرب.
وأضاف أنه مع وقف إطلاق النار الآن، فإن التوقعات هي أن نعمل سوياً - الولايات المتحدة ومصر وكذلك إسرائيل ودول أخرى - لزيادة حجم المساعدات، لأنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار، فإننا نعتقد أن المعابر والمساعدات يمكن زيادتها ويجب حدوث ذلك.
وقال إنه تم التأكيد خلال لقاءاتنا بكبار المسئولين المصريين على أنه لا يمكن الاستمرار في تحمل وجود السلطة الفلسطينية في جزء من الأراضي الفلسطينية، بينما تسيطر حماس على جزء آخر..موضحا أنه يجب أن تكون هناك قيادة واحدة، ويجب أن تحظى بدعم الشعب.
وأشار إلى أن جانبا كبيرا من مناقشات الوفد تركزت على هذا الأمر، ولكن هناك أيضًا جوانب فنية معقدة، لأن إعادة بناء غزة التي يسكنها أكثر من مليوني شخص في فترة زمنية قصيرة أمر غير مسبوق، لكنه ضروري.
ولفت إلى أن هناك مليون شخص بلا مأوى تمامًا، ومليون ونصف آخرين يمكن إعادة بناء منازلهم في وقت أقصر.. قائلا إن هذه هي التفاصيل الفنية، ونعلم أننا يمكننا توفير التمويل والتفويض، لكن الأمر سيتطلب خطة تفصيلية، وسيأتي الكثير بشأنها من شركائنا في المنطقة بالخليج وبقيادة مصر بالطبع.
وحول إمكانية اتخاذ مجلس النواب الأمريكي مبادرة لدعم جهود تسوية الصراع على المدى الطويل بدلًا من مجرد وقف إطلاق نار مؤقت، قال النائب داريل عيسى إننا ناقشنا هذه المسألة فمن غير الممكن أن يستمر الوضع هكذا في دورة من التدمير وإعادة البناء إلى ما لا نهاية، لذلك نحن متفقون جميعًا على أن هذا النمط يجب أن ينتهي، واستطرد قائلا إننا في الكونجرس لا نقود الأمور، وليس ذلك دورنا أو عملنا، بل نحن هنا للحصول على المعلومات والاستعداد.
وأوضح أن حكومة مصر والشعب الفلسطيني والدول الأخرى في الخليج ورئيسنا ووزارة خارجيتنا هم من يتولون زمام المبادرة.
وأضاف أنه وفيما يخص تفاصيل الخطط، فسوف نوفر التفويض والأموال بطرق عديدة، ولكننا نحترم حقيقة أن لدينا وزير خارجية يقوم حالياً بزيارة إلى المنطقة، والإدارة الأمريكية منخرطة، ولكننا سنطلب منهم العمل مع حلفائنا في المنطقة لتطوير خطة واحدة ثم مطالبتنا بالجزء الخاص بنا من التفويض.
وقال إننا لا نعرف ما هو هذا الرقم الذي سيكون مطلوبا في هذا الصدد، ولكن في الماضي، كانت الولايات المتحدة مستعدة دائماً لتقديم المزيد من المساعدات للفلسطينيين أكثر من أي دولة أخرى، وأتوقع أن نكون سخيين بنفس القدر مع الآخرين في توفير ما هو مطلوب.
وأكد النائب داريل عيسى، خلال تصريحاته بحضور أعضاء مجلس النواب الأمريكي، أنه يجب تبني استراتيجية جديدة تحقق الأمل وإمكانية السلام والالتزام بها، وهذا جزء كبير من الدور النشط الذي تلعبه مصر التي ظلت شريكة في السلام منذ السبعينيات .
من جانبه، عقب النائب جيم كوستا بقوله إن أحد أهم الأمور التي نناقشها هو ضمان عدم تكرار نفس أخطاء التاريخ التي حدثت..مشيرا إلى التطلع لما سيعرضه الرئيس عبد الفتاح السيسي والعمل مع الرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية على خطة لإنجاح هذا الأمر.
وأضاف أن الوفد سيزور إسرائيل اليوم لإجراء محادثات مع المسئولين هناك، لافتا إلى أن ما حدث في 7 أكتوبر كان مروعا ولكن ما حدث لشعب غزة كان مروعًا أيضًا، معتبراً أننا الآن أمام فرصة تاريخية.
بدوره، استعرض النائب جو ويلسون الرئيس السابق للجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس النواب الأمريكي رؤيته للتطورات في المنطقة سواء ما يخص سوريا أو لبنان أو إيران، موضحا في هذا الصدد أهمية النقاشات التي دارت في مؤتمر ميونيخ للأمن والذي شارك فيه قبل قدومه للقاهرة.
وحول أهمية حل الدولتين لإنهاء الصراع، قال النائب داريل عيسى إن غزة لا يمكن أن تظل في فراغ قيادة، ونحن بحق بحاجة إلى النظر في الإصلاحات في السلطة الفلسطينية ومن سيقود غزة كتكنوقراط..مشيرا إلى أن الوفد سيتحدث في ذلك الأمر عندما يزور إسرائيل والأردن.
وأوضح أننا نحتاج إلى إيجاد تفاهم واضح لأن حل الدولة الواحدة غير مقبول بالنسبة لإسرائيل، وحل الدولتين لن يكون موجودًا حتى ترتبط غزة والضفة الغربية، لذا فإن هذا الأمر سيكون أحد النقاشات الجارية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشار إلى أن الجدوى الاقتصادية للضفة الغربية تعتمد على الوصول إلى البحر، كما أن الجدوى الاقتصادية لقطاع غزة تعتمد على التجارة والإنتاج اللذين من المأمول أن يشملا إسرائيل في يوم من الأيام..ولكن وعلى المدى القصير، لابد أن يشملا بقية الأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن هذه واحدة من الأمور التي نريد أن نناقشها في هذا الوقت العصيب، وليس فقط إصلاح وإعادة بناء المنازل..قائلا إننا نريد أن نعالج الأسباب التي أدت إلى ذلك وهذا يعني أنه يتعين علينا أن نفعل شيئاً أكبر، وقال إن الرئيس الأمريكي الراحل أيزنهاور معروف عنه مقولة: "إذا نظرت إلى مشكلة تبدو لك صعبة الحل، فربما أنت لم تنظر إلى المشكلة برمتها".
وأوضح عيسى في هذا الاطار أن المشكلة برمتها في غزة تتمثل في الافتقار إلى الأمل والفرص للشعب الفلسطيني، ولذلك فنحن بحاجة إلى وضع خطة وجدول زمني يمكن أن يؤمن به هؤلاء الناس، وقال إن الشعب الفلسطيني يريد أن يعيش في سلام والشعب الإسرائيلي كذلك يريد أن يعيش في سلام..ويتعين علينا أن نمنحهم الطريق نحو ذلك.
وأكد في هذا الإطار أننا ولذلك وعندما ننظر إلى مصر باعتبارها الدولة الأكثر أهمية، بسبب موقعها واستعدادها للقيادة، فإنهم ينظرون إلينا لتقديم المزيد من الدعم، وفتح الباب أمام الدول الأخرى وتشجيعها على المشاركة، إلى جانب استعدادنا للعطاء، وقال إننا كوفد مجلس النواب في زيارتنا للمنطقة على استعداد للمشاركة طالما لدينا حلفاؤنا وخطة يمكننا أن نؤمن بها.
كان وفد النواب الأمريكي قد عقد، خلال الزيارة إلى القاهرة، لقاءات مع وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي وعدد من كبار المسئولين.