أبطال الكيبورد: الحرب ليست نزهة
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
30 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: اصطف متصيدو الأزمات والباحثون عن الأكشن في صف واحد، يصرخون ويولولون: “أين إيران من الحرب؟” كأنما الحرب لعبة تدار بالأزرار، وكأن قرارها يتطلب فقط لمسة واحدة من أصابعهم على لوحات مفاتيحهم.
هؤلاء الذين يتدثرون بحالة من الفوضى الفكرية، ليس بينهم، لو دققت، خبراء استراتيجيون أو محللون عسكريون، بل مدونون يجلسون خلف الحواسيب، يلهثون وراء الأضواء، يكتبون وينتقدون ويتباكون على أوهام صنعوها بأنفسهم.
إنهم يصورون الحرب كأنها مشهد درامي يمكن ادارته من مقاعد المتفرجين.
الأكثر إثارة للدهشة هو اعتقاد هؤلاء الكثر أن إيران، إذا لم ترد، فهي متخاذلة أو متواطئة، بل هي في عداد المشاركين في المؤامرة، وكأنما غاب عنهم أن الحرب ليست مجرد قرار عابر، بل هي دمار شامل قد يُحرق الأخضر واليابس.
هذا المنطق غير السوي لم يأتِ اعتباطاً، بل هو نتيجة طبيعية لافرازات الحرب المضادة التي تؤثر على الأفراد دون أن يشعروا بها، فهُم ينقادون إليها وكأنهم قطيع من الخراف.
تجارب التاريخ تُفيد بأن كل قرارات الحروب المستعجلة كانت خاطئة، أدت إلى خسائر جسيمة.
التأني والدراسة هما الأساسان اللذان يُفرزان دخول الحرب من عدمه، وليس قرارات عواطف وارتجاليات تُبث عبر منصات الإعلام المدفوع الثمن.
إننا نعيش زمنًا يتطلب التفكير العميق، لا الانجراف وراء الأصوات الصاخبة.
وفي زمن الضياع، تبقى الحكمة وحدها القادرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
العراق يترقب مصير استثماراته مع إيران وسط مفاوضات نووية
27 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: يترقب العراق بقلق تطورات انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي (FATF)، حيث يتوقف حجم استثماراته طويلة الأمد على قرار طهران بشأن اتفاقيتي مكافحة تمويل الإرهاب (CFT) وباليرمو.
وأكد يحيى آل إسحاق، رئيس الغرفة التجارية المشتركة بين إيران والعراق، أن بغداد تنتظر وضوحًا في موقف إيران من “فاتف” لتحديد ما إذا كان الاستثمار سيكون بحرية أم بشروط مقيدة، مشيرًا إلى أن حجم الصادرات الإيرانية إلى العراق بلغ 12 مليار دولار خلال 14 عامًا، لكن الاستثمار المشترك يظل غائبًا.
وأوضح آل إسحاق أن خللاً يعتري ميزان التبادل التجاري مع العراق، حيث يقتصر التعاون على التصدير دون استثمارات مستدامة. وأضاف أن العراق يرى فرصًا في قطاعات مثل المنظفات والمواد الغذائية والمناطق الصناعية الحرة، لكنه يشترط إقرار “فاتف” لضمان استقرار التعاملات. وتوقع أن يعزز قرار إيران الإيجابي من جاذبية الاستثمار لدول مثل الهند وأعضاء “بريكس” ومنظمة شنغهاي، مما يعزز الاقتصاد الإيراني.
وأثارت المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن، التي استؤنفت في أبريل 2025 بوساطة عُمانية، تفاؤلاً حذرًا. وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تحقيق تقدم كبير نحو اتفاق نووي جديد يركز على رفع العقوبات وضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي، مع تفعيل آلية عقوبات أوتوماتيكية في حال الانتهاك. وأشار إلى أن الاتفاق المؤقت المقترح قد يمهد لمحادثات شاملة، رغم تحذيرات إسرائيل من تنازلات أمريكية.
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان انفتاح بلاده على استثمارات أمريكية، مع رفض أي محاولات لتغيير النظام، مشددًا على أولوية رفع العقوبات لتحسين الاقتصاد. وتوقع خبراء أن يؤدي رفع العقوبات إلى نمو اقتصادي بنسبة 3-7%، لكن تحديات مثل البطالة (14%) وتضخم وصل إلى 15% في 2015 قد تعيق التعافي السريع.
ويواجه قرار إيران بشأن “فاتف” انقسامًا داخليًا، حيث يؤيد حوالي 150 نائبًا الانضمام، بينما يعارض آخرون، مما يعكس تنوع الآراء في البرلمان ووسائل الإعلام.
وأعرب آل إسحاق عن ثقته في أن يتخذ مجمع تشخيص مصلحة النظام قرارًا يخدم المصلحة الوطنية، معززًا الثقة في الفريق المفاوض بقيادة المرشد الأعلى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts