حزب الله يكشف استراتيجيته المستقبلية ويؤكد جهوزيته للمواجهة
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
الجديد برس|
كشف حزب الله اللبناني، يوم الاثنين، عن استراتيجيته الداخلية والخارجية للمرحلة المقبلة، مؤكدًا قدرته على تجاوز تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير الذي أدى إلى استشهاد أمينه العام السيد حسن نصر الله.
وأكد نعيم قاسم، نائب أمين عام الحزب، في تصريح متلفز، أن الحزب جاهز لأي مواجهة برية مع الاحتلال الإسرائيلي، مجددًا التزامه بنصرة غزة والدفاع عن لبنان.
وشدد قاسم على أن اغتيال القيادات العليا لم يؤثر على الخطط العسكرية للحزب، موضحًا أن العمليات ما زالت مستمرة بنفس الوتيرة، وأن الحزب نفذ هجمات استهدفت مواقع للاحتلال على بعد 150 كيلومتر، دون أن تتأثر قدراته الصاروخية جراء العدوان.
هذه التصريحات تأتي في أعقاب تقارير إعلامية تتحدث عن ترتيبات الحزب لتشييع أمينه العام حسن نصر الله، الذي استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لـبيروت.
وتشير تصريحات قاسم إلى أن حزب الله قد نجح في امتصاص صدمة الاغتيالات، وأنه يواصل استعداداته للمواجهة مع الاحتلال، مما ينسف المزاعم الإسرائيلية حول إضعاف الحزب ويؤكد استمرار قدراته القتالية في المرحلة المقبلة.
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
واشنطن تنقذ لبنان بالقوة
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في الحقيقة، فوَّت اللبنانيون، خلال 20 عاماً، فرصتين كبيرتين للإنقاذ:
1- خروج القوات السورية من لبنان في العام 2005 ، من دون "ضربة كف"بدعم أميركي. وقد تمّ إحباط هذه الفرصة النادرة، ولم تنجح القوى اللبنانية في تأسيس حياة سياسية طبيعية
وسلطة مستقلة بعد خروج السوريين، إذ نجح "حزب الله" في تعويض الخسارة السورية والإمساك بالقرار مباشرة في السنوات التالية، فيما ضعفت منظومة خصومه وتفككت.
2- انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 التي تمكّن "الحزب" أيضاً من إحباطها، معتبراً أنّها أساساً من تدبير الأميركيين وحلفائهم بهدف إضعافه وانتزاع حضوره من داخل السلطة.
على مدى عقدين، تبادل الأميركيون وحلفاؤهم رمي المسؤوليات عن الفشل في مواجهة "حزب الله" في لبنان. بل إنّ قوى 14 آذار و "التغيير " استاءت من أنّواشنطن أبرمت في العام 2022 صفقة ترسيم الحدود بحراً بالتفاهم مع "حزب الله" دون سواه، وكانت تحاول إبرام صفقة مماثلة معه في البرّ لولا انفجار الحرب في غزة، خريف 2023 . وأما موفدها عاموس هوكشتاين فبقي يتوسط بين "الحزب" وإسرائيل أشهراً ويغريه بالتسهيلات لوقف "حرب المساندة"، ولكن عبثاً. في المقابل، تعتبر الولايات المتحدة أنّها كأي دولة أخرى مضطرة إلى التعاطي مع الأمر الواقع لإنجاز التوافقات الإقليمية، وأنّ مفاوضة "الحزب" لا بدّ منها لأنّه هو صاحب القرار الحقيقي في بيروت، ومن دون رضاه لا تجرؤالحكومة على اتخاذ أي قرار. هذه الحلقة المفرغة التي بقيت تدور فيها واشنطنوحلفاؤها الغربيون والعرب ومعهم خصوم "حزب الله" انكسرت في الأسابيع الأخيرة نتيجة الحرب الطاحنة في لبنان والتطورات الانقلابية في سوريا. وللمرّة الأولى منذ تأسيسه في العام 1982، يبدو "حزب الله" معزولاً عن أي دعم خارجي ومحاصراً، فيما قدراته العسكرية الباقية موضوعة تحت المراقبة، في جنوب الليطاني كما في شماله.
عملياً، تبدّلت اليوم طبيعة "حزب الله". فهو لم يعد نفسه الذي كان في 2005 و 2019، وباتت قدرته على استخدام السلاح محدودة جداً، فيما المحور الذي يدعمه من دمشق إلى طهران تلاشى تقريباً. وهذا الواقع سيسمح بإحداث تغيير لم يكن ممكناً، لا قبل 20 عاماً ولا قبلها ب 20 عاماً. وهو ما سيستغله الأميركيون في الأسابيع والأشهر المقبلة، لتكون "الثالثة ثابتة"، فينجحون في 2025 بعدما فشلوا في 2005 و 2019 .