ناقش المنتدى الحواري "الرؤية المستقبلية لخدمات كبار السن" في سلطنة عمان نوعية الخدمات التي توفرها الجهات المعنية للمسنين وتطلعاتها لرفع جودة الحياة وأهمية تعزيز العمل المشترك ووضع رؤية مستقبلية متكاملة لتطوير الخدمات وتحسينها حيث يتوقع أن يصل عدد كبار السن العمانيين بحلول عام 2040م إلى أكثر من 376 ألف.

وافتتاح المنتدى الذي تنظمه وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في دائرة شؤون كبار السن تحت رعاية سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل الوزارة، وبحضور عدد من المختصين من الجهات الشريكة وذلك بقاعة روزنة بمسقط.

وهدف المنتدى إلى التعرّف على تطلعات كبار السن وتوقعاتهم من الخدمات المقدمة في المستقبل ورصد آلية تطبيقها، ومناقشة خدمات الرعاية والحماية المقدمة لكبار السن، وتحليل الوضع الحالي لهذه الفئة وتحديد تطلعاتهم ورؤيتهم المستقبلية للخدمات، وتحديد آلية الاستفادة من شبكات التواصل والدعم الاجتماعي لتحسين جودة حياتهم، إلى جانب تعزيز الشيخوخة النشطة لكبار السن وطرق إدماجهم في المجتمع.

واستهل المنتدى بكلمة السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية قالت فيها: أولت سلطنة عمان اهتمامًا بالغًا بالإنسان العماني، وتسعى جاهدة إلى رفده بكل ما يحتاجه في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، فهو خطط التنمية المتواصلة والركيزة الأساسية للبناء والتطوير، وهذا ما أكدت عليه وزارة التنمية الاجتماعية في استراتيجية العمل الاجتماعي، حيث اعتبرت الرعاية الاجتماعية عنصرًا أساسيًا من عناصر الحماية الاجتماعية التي تسهم في ضمان أمن وتماسك المجتمع، إذ توفر برامج الرعاية الاجتماعية الخدمات لتلبية احتياجات الفئات المحتاجة من ضمنها فئة كبار السن.

وأضافت: تعتمد الوزارة في تقديمها لخدمات كبار السن على دراسة تقييم احتياجاتهم ورغباتهم وفق نظام مستدام قائم على التمكين والإدماج وتنمية القدرات ومرتكزًا على حقوق الإنسان ورأس المال الاجتماعي والشراكة الفاعلة.

مذكرة تعاون

وخلال المنتدى تم توقيع مذكرة تعاون بين وزارة التنمية الاجتماعية وجمعية إحسان، لدعم الجمعية في مجال دراسة الحالات المحتاجة لخدمات الرعاية المنزلية من خلال توفير المعلومات والبيانات اللازمة، وتوفير النقل اللازم لزيارة الحالات من قبل موظفي الجمعية، ومتابعة الحالات المستفيدة من خدمات الرعاية المنزلية من قبل موظفي الوزارة في المحافظات، للتأكد من جودة الخدمات المقدمة، والتعاون مع الجمعية في الحالات ذات الظروف الاستثنائية الخاصة بتوفير متطلبات الرعاية والإدماج المجتمعي، وأن تقوم الجمعية بتبني بند تهيئة المنازل وبناء ملحق وفق ما توصي به دراسة الحالة المعدّة من قبل المختصين من وزارة التنمية الاجتماعية، وذلك وفقا للمعايير والضوابط التي تحددها الدائرة، وتوفير طاقم من ذوي الكفاءة والخبرة للقيام بأعمال تهيئة المنازل وبناء الملحق، وتوفير المواد اللازمة لأعمال التهيئة والبناء وفقاً للمواصفات المعتمدة.

جلسات حوارية

وشهد المنتدى عقد جلستين حواريتين: الأولى بعنوان "الشيخوخة النشطة" والثانية، "التطلعات والرؤى المستقبلية لخدمات كبار السن"

وفي الجلسة الأولى قدمت صفية بنت محمد العميرية مديرة دائرة شؤون كبار السن بوزارة التنمية الاجتماعية ورقة عمل بعنوان "تطلعات وزارة التنمية الاجتماعية لرفع جودة حياة كبار السن" أكدت فيها على دور الوزارة في تقييم الاحتياجات الحقيقية التي تواجه كبار السن في الجوانب الصحية، الاجتماعية، الاقتصادية.. وقالت العميرية: تعمل الحكومة على وضع خطة وطنية تطويرية حديثة لتطوير خدمات قطاع كبار السن، والمنتدى سيساهم في التعرف على الخدمات المقدمة لكبار السن وتقييمها للوصول إلى وضع خطط مستقبلية تساهم في تعزيز جودة حياة كبار السن والوصول بهم إلى مستوى الرفاهية

وأضافت: نتطلع إلى تنفيذ العديد من المبادرات ضمن الخطة الوطنية لتطوير قطاع كبار السن بدايتها كانت في توقيع المذكرة مع جمعية إحسان لإيجاد الدعم والمساندة من قبل مؤسسات المجتمع المدني مع وزارة التنمية الاجتماعية لتنفيذ مشروع الأسرة البديلة لكبار السن وهناك مبادرات أخرى بدأت في مراحلها التجريبية من مراكز الرعاية النهارية التي تقدم البرامج المتنوعة وتساهم بشكل كبير في الإدماج الاجتماعي لكبار السن، مشيرة إلى تسجيل ما يقارب 154 ألفا من كبار السن ولكن الوزارة لا تغطي كافة متطلبات كبار السن، فالوزارة تعمل على تقييم ودراسة الحالة الاجتماعية ومن خلاله يدرس الاحتياج والخدمات المساندة ويتضح حاجة الشخص إلى العديد من الخدمات الأخرى المساندة كتوفير البيئة المناسبة لاستخدام الأجهزة أو توفير مقدم رعاية مساند لكبير السن لذا لابد من التعاون والشراكة مع كافة القطاعات لدعم رعاية كبار السن.

ويتوقع أن يصل عدد كبار السن العمانيين بحلول عام 2040 م إلى أكثر من 376 ألف و716 شخصا وتوضح المؤشرات المستقبلية بأن ترتفع الزيادة في محافظة شمال الباطنة بنسبة 20% مسقط بنسبة 15.7% وأقلها بمحافظة الوسطى بنسبة 1.2%.

وتطرقت في ورقة العمل إلى التعريف المعتمد لكبير السن في سلطنة عمان حسب قانون الحماية الاجتماعية وهو كل من بلغ 60 عاما فأعلى، وأهمية رفع جودة حياتهم من حيث الصحة الجسدية والنفسية، والاستقلالية، والتفاعل الاجتماعي، والتحسين الاقتصادي، والمساهمة في المجتمع، واستعرضت الخدمات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية وتدعم جودة حياة كبار السن كوسائل الدعم مثل الأجهزة التعويضية والمعينات الطبية المختلفة، والتوجيه والإرشاد النفسي والاجتماعي، والأنشطة الاجتماعية والترفيهية، وكذلك تهيئة المنازل، والعمل على إدماجهم، وتعزيز دورهم ومكانتهم في المجتمع، إلى جانب تعزيز مبدأ الشراكة والعمل التكاملي بين كافة القطاعات،

كما أشارت العميرية في ورقتها إلى التعريف بـ" الأسرة البديلة" وهي خدمة يتلقاها كبير السن لإبقائه وسط المجتمع الذي يعيش فيه، وتسعى إلى إيجاد أسر بديلة للحالات التي يتعذّر رعايتهم من قبل أسرهم الفعلية أو عدم وجود أقرباء ملزمين برعايتهم حيث بلغ عدد الأسر البديلة لكبار السن المسجل بوزارة التنمية الاجتماعية حتى منتصف عام 2023م 96 أسرة.

الشيخوخة الصحية

واستعرضت مريم بنت محمد المحروقية المسؤولة الوطنية لخدمات العلاج الطبيعي بوزارة الصحة ورقة العمل الثانية حول "تأثير العلاج الطبيعي والنشاط البدني على الشيخوخة الصحية في سلطنة عمان" أكدت فيها على أهمية العلاج الطبيعي والنشاط البدني للشيخوخة الصحية، والاستمرارية في اتباع البرامج والخدمات المقدمة من وزارة الصحة لتعزيز الصحة والوقاية من الإصابات بين كبار السن من خلال تحسين الصحة العقلية، وزيادة القوة العضلية، وتحسين التوازن والتنسيق، والالتزام بالإجراءات المُوصّى بها لتعزيز استخدام العلاج الطبيعي والنشاط البدني بين كبار السن. وأوضحت المحروقية أن عدد المرضى الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق وراجعوا خدمات التأهيل في مرافق وزارة الصحة خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2024 كانت مرتفعة بمحافظات مسقط وجنوب الشرقية وظفار.

وطرحت فاطمة بنت محمد الراشدية مهندسة تخطيط مدن بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني في ورقتها "مدن صديقة لكبار السن" تعريف المدن الصديقة لكبار السن التي تهدف إلى تحسين الفرص من أجل تحقيق الصحة والمشاركة، وتعزيز نوعية الحياة مع تقدم العمر، ويسهل على جميع كبار السن بمختلف احتياجاتهم وقدراتهم للوصول إليها، وأهم ما يميز هذه المدن الشوارع والمباني الخالية من العوائق التي تشجع على تنقل واستقلال الأشخاص ذوي الإعاقة والشباب وكذلك كبار السن، والأحياء المجاورة والآمنة لكبار السن بسهولة الحركة بالخارج مع ضمان المشاركة في الأنشطة البدنية والاجتماعية والترفيهية، واحتياجات كبار السن في هذه المدن المتمثلة في توفير معايير آمنة للمشاة، وبيئة ممتعة ونظيفة، وأرض ومبانٍ مراعية للسن، وأماكن للاستراحة، والمساحات الخضراء، إلى جانب استعراض مدينة السلطان هيثم نموذجا للمدن الصديقة لكبار السن.

التطلعات المستقبلية

وناقشت الجلسة الحوارية الثانية موضوع التطلعات والرؤى حيث طرحت ورقة العمل الأولى بعنوان "نحو حياة كريمة لكبار السن" فقد تناول علي بن عبد الحسين شعبان رئيس مجلس إدارة شركة بريمر بوينت أهداف "رؤية عمان 2040" بأولوية الرفاه الاجتماعي، ومرتكزات الاستراتيجية الأساسية كالوقاية، وتطوير مفهوم الرعاية، والصحة النفسية والجسدية، والجوانب الترفيهية، بالإضافة إلى الدخل المادي، وبرامج الاستدامة المالية كالوقف الشرعي، والمسؤولية الاجتماعية، والادخار لما بعد التقاعد، والبرنامج التأميني لرعاية طويلة الأمد وغيرها من البرامج.

وذكر يوسف بن محمد العبري مدير الحماية الاجتماعية بصندوق الحماية الاجتماعية في ورقة عمل "مزايا كبار السن في صندوق الحماية الاجتماعية" منفعة كبار السن التي توفر دعما ماليا شهريا للأشخاص ممن بلغوا سن 60 عاما فأعلى في سلطنة عُمان، وهو يستهدف ضمان وجود حد أدنى من الحماية الاجتماعية النقدية لهذه الفئة التزاما بتعزيز الاستقرار لجميع المواطنين، وخاصة في فترة انخفاض قدرة الشخص على الكسب في عمر متقدم، وأوضح أن المسجلين في المنفعة بنسبة 55% إناث والذكور 45%. وأكثر المسجلين المستفيدين من المنفعة في محافظة مسقط بنسبة 21% تليها محافظة شمال الباطنة 20% و14% بمحافظة الداخلية، و12 % بمحافظة جنوب الباطنة وتفاوتت المحافظات الأخرى في النسبة.

تحديات وعوائق

واختتم المنتدى بورقة عمل بعنوان "نحو رؤية مستقبلية متكاملة لخدمات كبار السن" تحدث فيها الدكتور إدريس بن عبدالله آل جمعة مشرف برنامج رعاية المسنين والرعاية المجتمعية بوزارة الصحة مشيرا إلى التحديات في تقديم خدمات كبار السن والمتمثلة في التحديات الديموغرافية من زيادة نسبة كبار السن في المجتمع، والتغيرات في الهيكل الأسري، والاقتصادية بارتفاع تكاليف الرعاية المتزايدة، والصحية من الأمراض المزمنة والرعاية طويلة الأمد ونقص الكوادر الطبية المدربة، والنفسية والاجتماعية من نقص الوعي والعزلة الاجتماعية والوحدة، والقانونية والإدارية من الحاجة إلى سياسات وتشريعات محدثة والتنسيق بين الجهات، موضحا فرص تحسين خدمات كبار السن من خلال الرعاية الصحية الوقائية، والرعاية المنزلية والمجتمعية، ودور الأسرة والمجتمع، والتكنولوجيا والابتكار، والتعليم والابتكار، والتعاون والشراكات، بالإضافة إلى التخطيط والسياسات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة التنمیة الاجتماعیة الحمایة الاجتماعیة لخدمات کبار السن الخدمات المقدمة خدمات کبار السن العلاج الطبیعی کبار السن فی وزارة الصحة لکبار السن فی المجتمع سلطنة عمان فی سلطنة من خلال من قبل

إقرأ أيضاً:

الغرف العربية: ريادة الأعمال الاجتماعية في قلب التنمية المستدامة برؤية 2030

أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال كلمته في افتتاح القمة السعودية لريادة الأعمال الاجتماعية التي عُقدت في المدينة المنورة تحت رعاية وحضور الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، أن انعقاد القمة في هذا الموقع المقدس يضفي عليها طابعًا مميزًا، ويبرز حرص المملكة العربية السعودية على تعزيز القيم المجتمعية والتنمية الشاملة.

وأشار حنفي إلى أن القمة تمثل منصة حيوية تجمع الخبراء والمبتكرين والقادة من مختلف القطاعات، لتبادل الأفكار والرؤى حول دور ريادة الأعمال الاجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة. وأوضح أن هذه المبادرات أصبحت ضرورة ملحة لمعالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية، مشددًا على أن المملكة، من خلال رؤية 2030، وضعت ريادة الأعمال الاجتماعية في صلب تحولها الاقتصادي والاجتماعي، لتبني اقتصادًا مزدهرًا ومجتمعًا حيويًا.

وأضاف أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حققت خطوات كبيرة في تمكين الشباب والمرأة، باعتبارهم أساس التنمية المستقبلية. وأشاد بالإصلاحات التي أطلقتها المملكة لتعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل ودعم الشباب المبتكرين، معتبرًا ذلك نموذجًا يُحتذى به في العالم العربي.

ودعا إلى أهمية سن التشريعات الداعمة للقطاع الخاص، بهدف تعزيز دوره الاجتماعي وتحفيز ريادة الأعمال، مع التركيز على تطوير برامج التدريب وبناء القدرات لتحقيق التنمية المستدامة. كما أكد على أهمية التعاون الإقليمي والدولي لدعم الابتكار الاجتماعي وتبادل الخبرات وتطوير سياسات تعزز بيئة ريادة الأعمال في العالم العربي.

وأشار إلى أن ريادة الأعمال تلعب دورًا أساسيًا في مواجهة تحديات البطالة وزيادة معدلات النمو الاقتصادي، خصوصًا أن الشباب يمثلون أكثر من 60% من سكان العالم العربي. وأكد أن دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار الاجتماعي يسهم بشكل كبير في تحقيق هذا الهدف.

وختم الدكتور خالد حنفي بالتأكيد على دور اتحاد الغرف العربية في دعم ريادة الأعمال، معربًا عن تقديره لجهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال، ومثنيًا على الجهات المنظمة للقمة التي جمعت نخبة من المبدعين والخبراء لتعزيز العمل المشترك نحو مستقبل أكثر استدامة وإشراقًا.

مقالات مشابهة

  • تحذير لكبار السن من تناول المسكنات | ما السبب ؟
  • وزارة الأوقاف توقع إتفاقيات لخدمات الحجاج اليمنيين
  • 21 ألف زيارة منزلية لـ «كبار السن وذوي الهمم» بالشرقية
  • التضامن: كامل الدعم لمبادرات العلوم والتكنولوجيا لتطوير مؤسسات الرعاية الاجتماعية
  • الغرف العربية: ريادة الأعمال الاجتماعية في قلب التنمية المستدامة برؤية 2030
  • زيت الزيتون: مفتاح صحة القلب لكبار السن وفقًا لخبيرة التغذية يلينا سولوماتينا
  • احذر| المنازل الباردة تثير هذه المشاكل لدى كبار السن
  • من الروبوتات إلى الحيوانات الأليفة.. الذكاء الاصطناعي يجعل الحياة أسهل لكبار السن
  • دراسة: 3 أكواب يوميا من الشاي الأخضر تقلل تلف الدماغ لدى كبار السن
  • تعرّف على حرارة الغرفة المثالية لكبار السن