جامعة التقنية بمسندم.. إضافة نوعية للتعليم العالي ورافد لسوق العمل
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
يعد تطوير التعليم الجامعي من أولويات التنمية البشرية والاستثمار المستقبلي في سلطنة عمان حيث يؤهل الكوادر الوطنية بالمهارات الأساسية اللازمة لسوق العمل. ومن منطلق الاهتمام السامي بهذا القطاع، جاء إنشاء فرعٍ جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمحافظة مسندم في إطار المشروعات التنموية الرامية إلى تحقيق رؤية عمان 2040 وإيجاد بيئة علمية راسخة في كل المراحل التعليمية لإعداد كوادر وطنية وتأهيلها بجودة وكفاءة تتلاءم مع احتياجات سوق العمل وتزويده بالتخصصات العلمية والمعرفية المختلفة من خلال توفير العديد من البرامج الدراسية النوعية في مجالات الاقتصاد وإدارة الأعمال وتقنية المعلومات والتربية والهندسة لمرحلة البكالوريوس والدراسات العليا.
وقال سعادة أحمد بن علي بن أحمد الشحي ممثل ولاية خصب في عضوية مجلس الشورى إن توقيع اتفاقية التمويل الموقعة مع الصدوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسندم يعد ترجمة فعلية للتوجيهات السامية التي رأت أهمية أن يحظى أبناء محافظة مسندم بتعليم تقني متطور إيمانا من جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ بدور الشباب في بناء الوطن والمساهمة في تحقيق أهداف الرؤية المستقبلية والحفاظ على المكتسبات.
ومن جانبه قال، الدكتور أحمد بن سعيد الشحري مساعد رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمحافظة مسندم إن توقيع اتفاقية تمويل المرحلة الأولى من مشروع إنشاء فرع الجامعة في محافظة مسندم يُعد خطوة هامة نحو تحقيق التنمية الاقتصادية ودعم التنمية الشاملة، وهذا المشروع يعكس التزام الحكومة بتنفيذ أهداف رؤية عُمان 2040 التي تهدف إلى تطوير التعليم العالي وإعداد الكوادر الوطنية المؤهلة لسوق العمل.
وأضاف الشحري: سيكون لفرع الجامعة في مسندم دورٌ محوري في تنمية قدرات الشباب العماني من خلال طرح برامج دراسية نوعية وفريدة من نوعها في مجالات الاقتصاد وإدارة الأعمال وتقنية المعلومات والهندسة والتكنولوجيا والدراسات التربوية والتي تهدف إلى بناء جيل متمكن من العلوم التطبيقية الحديثة ومهارات المستقبل وقادر على المشاركة الفعالة في تنمية الاقتصاد الوطني والتنمية الشاملة المستدامة كما سيساهم هذا المشروع بشكل فعّال في تعزيز التعليم التقني والتطبيقي في محافظة مسندم وسيعود بالنفع على المجتمع المحلي والاقتصاد الوطني بشكل عام .
نقلة نوعية
ويقول الدكتور يوسف بن عبدالله الشحي مدير إدارة التربية والتعليم بولاية دبا: سعداء بتوقيع اتفاقية تمويل المرحلة الأولى من مشروع انشاء فرع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمحافظة مسندم، حيث إن إنشاء فرع الجامعة يعد نقلة نوعية ولمسة حضارية ومظهرا من مظاهر التقدم في محافظة مسندم ومؤشرا على المضي قدما في تحقيق رؤية عمان ٢٠٤٠ وهو علامة على التطور الحضاري الذي تشهده محافظة مسندم في مختلف قطاعات التنمية ذات البعد الاقتصادي والعلمي والسياحي والاجتماعي و جزء من استراتيجية التنمية الشاملة والعمرانية لتطوير محافظة مسندم، وأبارك للإدارة والأكاديميين وطلبة الجامعة هذا الانجاز.
مكانة جغرافية
ويقول الدكتور راشد بن محمد الشحي مدير دائرة الكاتب بالعدل بولاية دبا: انشاء فرع جامعة التقنية في محافظة مسندم يؤكد على أهمية المكانة الجغرافية و الاقتصادية و السياحية لمحافظة مسندم كونها مطلة على مضيق هرمز بوابة التجارة العالمية، وهذه المشروعات تعبر عن مدى سعي صناع القرار في دعم المشروعات التنموية و الاقتصادية و الاجتماعية في المحافظة باعتبار هذه المشاريع من اهم الركائز الاساسية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف الدكتور راشد الشحي أن بناء الجامعة يعد جزءا من استراتيجية التنمية الشاملة لتطوير محافظة مسندم الرامية في مختلف أبعادها و تحقيق رؤية عمان 2040 هذه الرؤية التي من أهدافها التنمية العمرانية الحديثة و تأهيل وتطوير الموارد البشرية التي تعد الدعامة الاساسية لنماء وتقدم الوطن و ذلك من خلال ما سيقدمه الصرح الجامعي العلمي في هذه المحافظة من برامج تعليمية وتدريبية نوعية و دراسات اكاديمية تعزز الوحدة الوطنية العمانية بمبادئها و قيمها النبيلة و بما يخدم سوق العمل و رفده بالكوادر المتخصصة علميا و عمليا تلبي متطلبات خطط التنمية، بالإضافة إلى تحقيق الأهداف المنشودة لتنمية المجتمع من خلال ما ستقدمه من بحوث علمية في العديد من مجالات المعرفة والابتكار ، بجانب ما تمت الإشارة اليه من تأهيل الموارد البشرية و بناء و نماء مؤسسات المجتمع المدني و رفاهية افراده و تطوير قيمه و تعزيز فكره و ثقافته الوطنية، وسيكون مشروع هذه الجامعة أيقونة علمية للعهد المبارك الميمون بإسهاماتها الفاعلة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
تعاون مشترك
وقالت الدكتورة خديجة بنت سليمان الشحية رئيسة لجنة شؤون الصحفيات بجمعية الصحفيين العمانية: ممتنون لإنشاء فرع جامعة التقنية بمحافظة مسندم فهو الحدث التعليمي المهم الذي يجسد الاهتمام السامي بقطاع التعليم واهتمامه الكبير في توفير تعليم جامعي لأبناء المحافظة، وقد تم توقيع اتفاقية لتمويل إنشاء مبنى متكامل بجودة وكفاءة تتواءم مع المرحلة القادمة لتنمية قدرات الكوادر الوطنية وتأهيلهم بأفضل الممكنات التي يحتاجها سوق العمل وأيضا للحصول على فرص مميزة من خلال الإعداد المتقدم للخريجين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: جامعة التقنیة والعلوم التطبیقیة التنمیة الشاملة فی محافظة مسندم بمحافظة مسندم إنشاء فرع من خلال
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: مخطط تصميم البرامج الدراسية بالجامعات يربط المناهج بسوق العمل
أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن أركان مخطط تصميم البرامج الدراسية التي يتبناها الإطار المرجعي الاسترشادي للتعليم العالي، تتضمن 10 محاور رئيسية، تعمل على تلبية احتياجات سوق العمل من خلال تطوير مهارات متخصصة، وزيادة فرص التوظيف وتعزيز القدرة التنافسية للخريجين، في مقدمتها النظام القائم على "الوحدة الأكاديمية"(block based)، وفيه يمكن تناول المقرر الواحد من خلال تنوع وتكامل طرق التعليم والتعلم بما يضمن تفاعل الطلاب، وبما يتماشى مع فكر الجيل الرابع للجامعات، لتعزيز اندماج الطلاب وتفاعلهم ليس فقط في حيز الحرم الجامعي، بل يمتد ليشمل المستوى المحلي، وأيضًا العلاقات الإقليمية والدولية.
وقال الوزير إن محور التكامل بين الجانب الأكاديمي وسوق العمل والمجتمع، يعزز العلاقة بين قطاع الأعمال واحتياجات المجتمع والتعليم الجامعي؛ لتحقيق الأهداف التعليمية وتوفير فرص ناجحة للطلاب، كما يتيح هذا التفاعل تحديث المناهج وتوجيه الطلاب نحو مجالات العمل الملحة، وتوفير تجارب عملية تطبيقية لما سيقابله الطالب بعد التخرج؛ ما يعزز فهم الطلاب لاحتياجات قطاع الأعمال ويعزز استعدادهم للتوظيف، ويساهم في تطوير مهارات الاتصال والعمل الجماعي.
وفيما يخص محور ربط البرامج والمقررات الدراسية بأهداف التنمية المستدامة، أكد عاشور أن ربط البرامج الجامعية بأهداف التنمية المستدامة يعزز تحقيق الاستدامة عبر تعزيز الوعي وتطوير مهارات الطلاب، كما يساهم في تشجيع التفكير النقدي والمسئولية الاجتماعية، مع تعزيز الابتكار والبحث في مجالات تسهم في التنمية المستدامة.
وأضاف عاشور أن محور تصميم البرامج الدراسية في شكل مراحل متكاملة يعتمد على معايير واضحة تضمن تكامل المراحل التعليمية وتتابعها، حيث تُقسم إلى مستويات مترابطة تُبنى تدريجيًا وفق نموذج من (6) مراحل، ولا يُنتقل من مرحلة لأخرى إلا بعد إتمام السابقة بنجاح، وبشروط تضعها المؤسسة التعليمية، كما تُحدد لكل مرحلة مقررات ومتطلبات نجاح، ويمكن تعديل المعايير حسب طبيعة البرنامج ولوائح المؤسسة.
كما أشار الوزير إلى محور مقرر البحث العلمي، الذي يهدف إلى تعليم الطلاب كيفية إعداد بحث علمي في المرحلة الدراسية المتقدمة، وتبني فكرة فلسفة "التعلم مدى الحياة"، وتطوير مهارات البحث، وتعزيز التفكير النقدي، وتنمية الاستقلالية والتخضير للحياة المهنية، وتعزيز مساهمة الطلاب في المعرفة.
من جانبه، أشار الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، إلى محور "التخصصات الفرعية (Minors) "، وهو الركن السادس من أركان مخطط تصميم البرامج الدراسية والذي يشير إلى مجالات أكاديمية يمكن للطالب دراستها بجانب تخصصه الرئيسي ويطلق عليها فرعية، من خلال عدد محدد من الساعات الدراسية، موضحًا أن الجامعات تحدد شروط الالتحاق بها وفق لوائحها الأكاديمية، لافتًا إلى أن هذا الخيار يتيح للطلاب توسيع معارفهم في مجالات خارج نطاق تخصصهم الرئيسي؛ بما يعزز من فرصهم الأكاديمية والمهنية.
وحول محور اعتماد التدريب العملي كجزء تكاملي عند بناء البرامج الدراسية، أكد الدكتور مصطفى رفعت، دمج التدريب العملي في المقررات الجامعية، من خلال تصميم برامج تعليمية تشمل فترات تدريب عملي، بالتعاون المباشر مع قطاع الأعمال، مما يتيح للطلاب فرصة للممارسة المهنية قبل التخرج، ومن ثم تحسين تحصيلهم الأكاديمي.
وأوضح أن تنوع التدريب ما بين تدريب داخلي يتم من خلال مراكز ووحدات المؤسسة التعليمية ذاتها، وخارجي، حيث يتم من خلال جهات محلية حكومية أو قطاع خاص، أو دولية وفقا لشراكات وبروتوكولات تعاون تسير وفقًا للمهارات ومخرجات التعلم المطلوبة في البرنامج الدراسي.
كما أشار أمين المجلس الأعلى للجامعات، إلى محور الاهتمام بإتاحة مقررات “الموضوعات المختارة ”Selected Topics Courses"، ضمن الخطط الدراسية بهدف تمكين الطلاب من استكشاف قضايا معاصرة واتجاهات ناشئة لا تغطى عادة في المقررات الأساسية، وهو ما تتبناه جامعات الجيل الرابع، بما يسمح بتخصيص رحلة تعلم فردية تتماشى مع أهداف الطالب المهنية أو الأكاديمية.
وذكر أن المحور الخاص بلائحة البرامج الدراسية يتضمن خطة دراسية مرنة ومحددة، موضحًا أن البرامج الأكاديمية تعتمد على خطط دراسية تجمع بين الثبات والمرونة، حيث تشمل مقررات أساسية تُطرح بشكل ثابت، وأخرى اختيارية تُتاح بحسب الإمكانات والموارد المتوفرة.
ولفت إلى أن محور برامج تحويل المسار الأكاديمي يهدف بشكل عام إلى تسهيل الانتقالات المهنية، وتقليص فجوات المهارات، ودعم التعلم مدى الحياة، من خلال توفير فرص تعليمية جديدة تُعزز التطور المهني والتنافسية في سوق العمل.