«كلباء للمسرحيات القصيرة» يواصل عروضه الإبداعية
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
تواصلت فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرحيات القصيرة، الذي تنظمه دائرة الثقافة، حيث شهد المركز الثقافي في كلباء لقاء حوارياً مفتوحاً مع شخصية المهرجان، الفنان يوسف الكعبي، فضلاً عن عرض ثلاث مسرحيات.
قدم للحوار وأداره الفنان الدكتور علي الشالوبي، الذي استعرض جانباً من مسيرة الكعبي في إدارة فرقة «مسرح خورفكان»، وقال إنه أسهم في زيادة وتطوير ما تنتجه الفرقة من عروض، واستقطب لها الطاقات المسرحية المحلية المتميزة، لتساعد في الارتقاء بالمستوى الفني في أعمال الفرقة.
وذكر الشالوبي مجموعة من الأعمال المسرحية التي تقاسمها الكعبي معه ومع آخرين في المنطقة الشرقية، مشيراً إلى أن الكعبي نجح في ترسيخ اسمه ممثلاً كوميدياً بارزاً، وعرف بالتزامه بالمواقيت، وحرصه على تطوير إمكاناته.
وتوجه الكعبي، في بداية حديثه، بخالص الشكر والامتنان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة راعي المسرح والمسرحيين، مثمناً جهود دائرة الثقافة ومبادراتها لإثراء الساحة المسرحية وتطويرها بالأنشطة المبتكرة والملهمة، وأعرب عن سعادته باختياره شخصية هذه الدورة من المهرجان، وحكى عن بداياته المسرحية.
وقال إن حسه الكوميدي يعود إلى تأثره بوالده «رحمه الله»، الذي كان يُعرف بشخصيته الفكاهية، مشيراً إلى أنه نشأ وترعرع في مدينة خورفكان.
وفي برنامج العروض، شهد الجمهور مسرحية «صباح الخير» المقتبسة من مسرحية «صباح مشمس» للأخوين ألفاريز كونتيرو، من إخراج جاسم التميمي، وشارك في بطولتها أحمد بكر، ومحمد البلوشي، وإيناس عزت، وملاك بختاوي. لقطة من مسرحية «صباح الخير» أخبار ذات صلة قدوس يدعم صفوف كلباء بـ«الخبرة الإنجليزية» افتتاح «مهرجان المسرحيات القصيرة» في كلباء
وأشادت الندوة النقدية، التي تلت العرض، بتوظيف المخرج للمكعبات في رسم بيئة العرض، والكيمياء بين الممثلين. وقال المخرج الأردني عمر الضمور، إن «العمل يأخذنا في رحلة إلى المستقبل، عبر لقاء غاضب بين رجل وامرأة».
وجاء العرض الثاني بعنوان «الوجه الآخر» عن مسرحية «عش الزوجية» للكاتب الإنجليزي سيدريك ماونت، وأخرجته مريم الزرعوني، وشاركت في تمثيله مهرة محمد حبيب، وجورج عفيصة، ومريم الفهد، وجودي سامح، وعبد الوهاب الحوسني، وأبو الحمد تهامي، ومحمد نور، ويدور العرض حول زوجين أرادا عيش حياة فوق إمكاناتهما، فتراكمت عليهما الديون، ثم انهار بيتهما.
وتحدثت في الندوة النقدية للعرض الممثلة المصرية ساندرا سامح، التي شكرت جهد فريق العرض، وثمّنت الرسالة التي تضمنها العرض، وامتدحت البساطة والتلقائية في أداء الممثلة مهرة.
جاء العرض الثالث بعنوان «أغنية الوداع» نص أنطون تشيخوف، وإخراج طلال قمبر البلوشي، وشارك في تمثيله محمد أنور، وخالد فهد، وخولة عبد السلام، ومنصور ناصر، ومحمد حسن، وإسحاق يوسف، ويوسف صيادي، ومحمد شامييه، وأحمد صديق، ومحمد صلاح.
وتحدث في ندوته النقدية المخرج الأردني عمر العنزي، الذي أعرب عن تأثره وإعجابه بالصياغة الإخراجية والأداء التمثيلي، وتصميم الإضاءة، مشيراً إلى أنه سبق له أن قدم العمل نفسه الذي يحكي عن ممثل مسرحي صار كهلاً وهو يستعيد أيام مجده الآفل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان المسرحيات القصيرة المركز الثقافي كلباء من مسرحیة
إقرأ أيضاً:
الفائزة بـ"سرد الذهب" ضياء الكعبي: أفتخر بجائزة لها صيت عالمي وسمعة أكاديمية
أكدت الباحثة البحرينية الفائزة بجائزة سرد الذهب أستاذة السرديات والنقد الأدبي بجامعة البحرين، الدكتورة ضياء عبدالله الكعبي، أن فوزها بالمركز الأول في جائزة سرد الذهب التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، عن فرع السرود الشعبيّة، يمنحها شعورًا بالفخر الكبير، لأنها جائزة ذات صيت عالمي وسمعة أكاديمية رصينة.
الكعبي: لا نزال في المشهد النقدي العربي بمرحلة تلقٍ للأطروحات الفكرية والنقدية الغربية
وصرحت في حوار لـ24: أن الكتاب الفائز (الحكايات الشعبية البحرينية، ألف حكاية وحكاية) هو مشروع وطني للحفاظ على تأصيل الهوية والمواطنة البحرينية وتعزيز قيم الانتماء الوطني، مضيفة أن الناقد الاستثنائي سيفرض مشروعه النقدي مهما كانت أصوله أو مرجعياته النقدية، وأننا لا نزال في المشهد النقدي العربي في مرحلة تلقٍ للأطروحات الفكرية والنقدية الغربية.
وتالياً نص الحوار:
_ماذا يمثل لك الفوز بالمركز الأول ضمن فروع السرود الشعبية، في جائزة سرد الذهب التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية؟
يمثل لي الفوز بالمركز الأول في جائزة سرد الذهب العالميّة عن فرع السرود الشعبيّة شعورًا بالفخر الكبير لأنها جائزة ذات صيت عالمي وسمعة أكاديمية رصينة وصادرة عن دولة الإمارات العربيّة المتحدة الشقيقة، وصادرة عن مركز أبوظبي للغة العربية، وتصدر هذه الجائزة بفروعها المتنوعة عن منظومة المبادرات المتكاملة التي يديرها مركز أبوظبي للغة العربيّة لتعزيز حضور اللغة العربيّة وثقافتها وآدابها، وتمكين استدامتها بوصفها أبرز مكونات الهوية الثقافيّة، وتهدف الجائزة إلى تكريم رواة السِّير والآداب والسرود الشعبية محليًا وعالميًا، ودعم إثراء فنون السَّرد القصصي بأسلوب يُبرز القيم والعادات والتراث المحلي، ويسلِّط الضوء على فنون الحكاية الشعبية والسردية الإماراتيّة، والإنتاجات المُلهمة في هذا المجال، وشكري للقائمين على هذه الجائزة الملهمة: رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، محمد خليفة المبارك، ورئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم ، على جهودهم الرصينة في تأسيس هذه الجائزة الاستثنائيّة التي تُعنى بكافة فنون السَّرد العربيّ بما في ذلك السرود الشعبيّة، وتضمن استدامة السرود العربية وتداولها لدى الأجيال الجديدة والمستقبلية.
_ الكتاب الفائز "الحكايات الشعبية البحرينية: ألف حكاية وحكاية" مادة حكايات غزيرة تقدم للمرة الأولى، ما أهم الأمور التي تضيفها تلك الحكايات للقراء؟
الكتاب الفائز (الحكايات الشعبية البحرينية، ألف حكاية وحكاية) في فرع السرود الشعبية هو مشروع وطني للحفاظ على تأصيل الهوية والمواطنة البحرينية وتعزيز قيم الانتماء الوطني التي هي أبرز ركائز المشروع الإصلاحي لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ويقوم الكتاب على جمع وتدوين جماعي قام به 100 طالب وطالبة من طلبة مقرر (الأدب الشعبي عربي 441) ببكالوريوس اللغة العربية وآدابها بجامعة البحرين ضمن مشروع موجَّه بإشراف الدكتورة ضياء عبدالله الكعبي، وعلى مدى دفعات، من (2007_2017)؛ أيّ على مدى 10 سنوات، وهو أول مسح ميداني للحكايات الشعبيّة البحرينيّة من مختلف مدن البحرين وقراها، وأكبر مجموع حكائي شعبي في الوطن العربي يُنجز حتى الآن (5 مجلدات في حوالي 2500 صفحة من القطع الكبير)، وتم النشر بالشراكة بين جامعة البحرين والثقافة الشعبية للدراسات والبحوث والنشر والمنظمة الدولية للفن الشعبي IOV)) برئاسة علي عبدالله خليفة ونشر المؤسسة العربية للطباعة والنشر، وتكمن أهمية هذا المشروع في فرادته فلأول مرة على مستوى العالم العربي يشتغل 100 طالب وطالبة في عملية التدوين الميداني الخاص بالحكايات الشعبية البحرينية بلهجاتها المحكية، وليس بتحويلها إلى اللغة العربية الفصحى، ومن خلال اتباع شرائط التوثيق العلمي المنهجي في عمليات التدوين، كما يشتمل هذا المجموع الحكائي الضخم على عدة مرويات للحكاية الشعبية الواحدة على اختلاف روايات الرواة المحليين مما يتيح مجالاً كبيرًا للباحثين للاشتغال في مجال التأويل الثقافي وتحليل الخطاب والتحليل المقارن، ويحافظ هذا المجموع الحكائي على الثقافة الشعبية البحرينية بوصفها هوية وطنية في المقام الأول والحفظ على الذاكرة الشعبية السردية البحرينية قبل اندثارها، ويشير كذلك إلى حجم التأثير العميق لها، الأمر الذي يمكن استثماره في تحويل الحكايات الشعبية البحرينية إلى "صناعة ثقافيّة" مندرجة في سياق اقتصاد المعرفة، وتشتمل هذه الموسوعة الحكائية الشعبية الضخمة على عدد كبير من الحكايات الشعبية البحرينية ذات المرجعيات السردية المتباينة من السير الشعبية العربية وألف ليلة وليلة والتراث السردي العربي الكلاسيكي إلى الحكايات الخرافية والأساطير وحكايات الأمثال والأغاني وغيرها من ألوان الثقافة الشعبية.
_ الإصدار كان نتيجة جهد بحثي أكاديمي في مجال العمل الميداني، كيف وجدت أداء الطلبة أثناء انخراطهم بهذه التجربة التي ربطت بين عدة أجيال، وفئات عمرية متباينة، وإلى أي مدى نحن بحاجة في مجتمعاتنا لمثل هذه التجارب المدهشة؟
طلبتي كانوا شغوفين جدًا بإجراء الجمع الميداني بعد أن أخضعتهم لعدة ورش تدريبية ثم طلبت منهم أن يشتغلوا على المسح الميداني، وعدد كبير منهم كان يأتيني بعد انتهاء الفصل الدراسي ويطلب أن يستمر في المشروع، وتجربة الجمع الميداني بالنسبة للطلبة كانت تجربة مغايرة ومدهشة لأنهم أجروا بحثا خارج إطار الصف الدراسي وبالتالي لمسوا عن قرب الأجيال العمرية الأكبر سنًا والأكثر تجربة، وكانوا فخورين جدًا بإنجاز هذا العمل لأنهم دونوا جزءًا من ذاكرة الوطن، ودومًا كنت أكرر على مسامعهم هذه الجملة: مع كل راوٍ يموت تندثر مكتبة كاملة من السرد الشفاهي، ويجب أن نسابق الزمن وننقذ ما تبقى من السرد الشفاهي العتيق، ونحن نحتاج في مجتمعاتنا لمثل هذه التجارب المدهشة التي ستساعدنا على تحقيق السلام في العالم ونشر التسامح الثقافي من خلال إرث السرديات الشعبية التي هي سرديات عابرة للحدود والأمكنة والأزمنة والقارات وعالمية التداول وفيها من المتشابهات الكثير والكثير.
_استوقفتني درجة امتياز مع مرتبة الشرف، التي تكررت 3 مرات في سيرتك الذاتية، والتي توجت مسيرتك الدراسية الجامعية، البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، ما سر التميز والتفوق لدى الدكتورة ضياء الكعبي؟
حصلت على التفوق بامتياز مع مرتبة الشرف 4 مرات" في مرحلة الثانوية العامة وفي البكالوريوس وفي الماجستير والدكتوراه وكرمت في عيد العلم 4 مرات، نشأت في عائلة مثقفة جدا تعشق العلم وتقدسه فوالدي كان حائزًا على درجة الماجستير في إدارة المستشفيات من جامعة لندن بالمملكة المتحدة، وكان مثقفًا يتقن اللغة الإنجليزية بطلاقة ويقرأ بها مؤلفات عدة بما فيها الروايات الكلاسيكية بالعربية والإنجليزية، وكانت مكتبته الضخمة هي حدود العالم عندي، ووالدتي كانت تشجعني أنا وإخوتي على التفوق الدراسي وتوفر لنا كافة سبل الراحة كي نتفرغ فقط للدراسة، ومن شدة شغفي بالعلم وبالمدرسة طلبت من والدتي وأنا لا أزال في سن الرابعة من عمري تسجيلي في المدرسة الابتدائية، إن هذه النشأة هي التي جعلتني أعشق التفوق والتميز في كل شي أصنعه وأقوم به.
_ كيف تجدين حركة النقد الأدبي العربي المعاصر، وإلى أي مدى تفوق المغرب العربي على المشرق العربي في هذا الجانب؟
لا أؤمن بالمركزيات الثقافية في مجال الثقافة والأدب والنقد وأن هناك مراكز وأطراف سواء في المغرب أو في المشرق العربي، أنا أؤمن بأن الناقد الاستثنائي سيفرض مشروعه النقدي مهما كانت أصوله أو مرجعياته النقدية، لا نزال في المشهد النقدي العربي في مرحلة تلقٍ للأطروحات الفكرية والنقدية الغربية أو في مرحلة النقد ما بعد الكولونيالي، وبالتالي ما يوجد لدينا هو فقط تطبيقات نقدية لم تتحول إلى نظريات نقدية عالمية مؤثرة وفاعلة في تشكيل المشهد النقدي العالمي.
_ما مشروعك الأدبي أو البحثي القادم؟
أشتغل حاليًا على كتاب موضوعه السرديات الثقافية العربية الكلاسيكية من خلال الجمع بين السرديات الكلاسيكية والمقاربات النقدية الحديثة، وبالتوازي أشتغل على إنجاز دراسة نقدية تحليلية عن الحكايات الشعبية العربية وهي دراسة ضخمة بعض الشيء ولكنها جديدة في مجالها.