تلغراف: تحرك الجيش يهز الأرض تحت أقدام سكان الخرطوم
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية إن دوي أصوات القنابل والقصف الجوي المفاجئ، الذي تردد أصداؤه في ظلام الخرطوم الدامس، كان نذيرا بهجوم للجيش السوداني عبر نهر النيل لاستعادة العاصمة من قبضة قوات الدعم السريع.
وشن الجيش هجومه عبر جسرين من أم درمان، المدينة التوأم للخرطوم، في أكبر عملية من نوعها حتى الآن ضد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، وفق الصحيفة.
وتحدث أحد السكان يدعى طارق علي لصحيفة تلغراف عبر الهاتف قائلا "كان دوي القنابل شديدا حتى أنني شعرت كما لو أن الأرض تهتز".
وأضاف "لم ننم وكنا نسمع أصوات صواريخ عالية وقصف وقنابل منذ حوالي الساعة الثانية من صباح يوم الخميس".
حيث قتل الجنرال غوردونووقع الهجوم عبر جسر الفتيحاب في قلب المدينة التاريخي عند ملتقى النيل الأزرق والنيل الأبيض. ولفتت الصحيفة إلى أن هذا هو المكان نفسه الذي اجتاح فيه جيش الإمام محمد أحمد المهدي الجنرال البريطاني تشارلز غوردون وقتله قبل 139 عاما بعد حصار دام 10 أشهر.
وقال مواطن آخر يدعى محمد أحمد "كان الجميع مرعوبين ولم تكن هناك طريقة للخروج من منزلك، إلا إذا كنت ترغب بالمشاركة في القتال. رأينا قوات الدعم السريع تتحرك وتركض".
وتابع "لم يتوقع أحد هذا الهجوم. كان الجيش السوداني في موقف دفاعي، ولكن فجأة أصبحت قوات الدعم السريع تدافع عن المنازل وتحولها إلى نقاط عسكرية حصينة، وتطرد المواطنين بالقوة وتنهبها".
مشاهد النيران
ورسمت الصحيفة مشاهد من الخرطوم، حيث قالت إن النيران اشتعلت في برج بترودار وفندق هيلتون بالمدينة، فيما حاولت قوات الدعم السريع وقف تقدم الجيش عبر حي المقرن باتجاه منطقة السوق العربي.
وفي يوم السبت، استرد الجيش جسر الحلفايا على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال، مما أنهى فعليا حصار قاعدة عسكرية هناك، قبل أن يتقدم جنوبا.
وأشارت تلغراف في تقريرها إلى أن التقديرات تفيد بأن 150 ألف شخص لقوا حتفهم في الحرب حتى الآن، وفر أكثر من 10 ملايين من منازلهم، وبات الملايين على شفا المجاعة، حيث يمنع كل طرف من الأطراف المتحاربة دخول قوافل المساعدات إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة خصمه.
وأردفت بالقول إن الاقتصاد والرعاية الصحية في السودان انهارت إلى حد كبير، وقفزت أسعار المواد الغذائية أضعافا مضاعفة.
وضع الناس لا يُصدقوقال محمد أحمد "وضع الناس في الخرطوم لا يصدق. لا نملك أنا وعائلتي أي دخل يمكننا الاعتماد عليه في معيشتنا، بل نعوِّل على أقاربنا في الخارج لإرسال الأموال، وعلى المواد الغذائية التي تتبرع بها لنا الجمعيات الخيرية".
وزاد أن من بقوا في منازلهم ليس لديهم مكان يذهبون إليه ولا يريدون أيضا ترك ممتلكاتهم لتنهبها قوات الدعم السريع.
وأعرب الرئيس التنفيذي لوكالة الإغاثة الإسلامية العالمية وسيم أحمد عن اعتقاده أن هذه الحرب ستترك ندوبا كثيرة على المجتمع السوداني وعقول الناس ومما سيعانون منه، وأن التعافي منها سيستغرق عقودا من الزمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن سيطرته على وسط مدينة بحري شمال الخرطوم
أعلن الجيش السوداني، الأربعاء، سيطرته على وسط مدينة بحري شمال الخرطوم، بما في ذلك جسر المك نمر الرابط بين العاصمة وبحري للمرة الأولى منذ 21 شهرا، وقال الجيش في بيان إن قواته سيطرت على وسط بحري وجسر المك نمر، وإنها تتقدم في عدة محاور.
وأضاف أن ذلك جاء "بعد دحر مليشيا الدعم السريع، وتكبيدها خسائر كبيرة، فيما تستمر مطاردة الفلول الهاربة".
وبث الجيش السوداني مقاطع فيديو لقواته وهي تتواجد داخل رئاسة شرطة المدينة، كما تداول ناشطون على وسائل التواصل مقاطع فيديو لقوات من الجيش وهي على جسر المك نمر من ناحية مدينة بحري.
وفي أحد المقاطع المتداولة، قال قائد ميداني في الجيش (لم يظهر اسمه أو رتبته): "الآن وسط بحري تحت سيطرة الجيش السوداني، وخالية من التمرد (قوات الدعم السريع)" .
وأضاف: "تمت السيطرة على أحياء جنوبي بحري، وعلى وسط المدينة".
وبذلك يحكم الجيش قبضته على بحري، ما عدا شرقها الذي يضم أحياء منها كافوري والعزبة ونبتة ودردوق، والتي لا تزال خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، بحسب مراسل الأناضول.
وحتى الساعة 15:45 (ت.غ)، لم يصدر تعليق من قوات الدعم السريع بهذا الخصوص، إلا أنها أعلنت عن وصول تعزيزات عسكرية إلى منطقة شرق النيل (شرق بحري).
والثلاثاء، استعاد الجيش السيطرة على مجمع أبراج البشير ومعسكر سلاح المظلات الذي كانت تستخدمه قوات الدعم السريع قاعدة طبية، بحسب بيان للجيش السوداني.
والجمعة، أعلن الجيش فك الحصار عن مقر "سلاح الإشارة" بمدينة بحري، والتقاء قواته بمدينتي أم درمان وبحري بالقوات المرابطة بالقيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، للمرة الأولى منذ 21 شهرا.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
الأناضول