انطلقت اليوم أعمال المؤتمر والمعرض الدولي للجمعية الأمريكية لجيولوجيا البترول (AAPG) بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، ويناقش المؤتمر على مدى 3 أيام أحدث التطورات والابتكارات في مجال علوم الجيولوجيا التي تسهم في تعزيز الإنتاج والاستكشاف.

رعى افتتاح المؤتمر الذي جاء بعنوان "دور علوم الجيولوجيا في تشكيل مستقبل الطاقة" صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس، وبحضور معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، وشارك في المؤتمر نحو 1000 مشارك و140 شركة يمثلون 60 دولة.

وأعلنت وزارة الطاقة والمعادن خلال المؤتمر عن إطلاق حزمة جديدة من مناطق الامتياز للنفط والغاز موزعة بين المناطق البحرية والبرية، ومن بينها "منطقة امتياز رقم 18" التي تقع في جنوب بحر عُمان، وتغطي مساحة تُقدّر بنحو 21,140 كيلومترًا مربعًا، مما يجعلها واحدة من أكبر مناطق الامتياز البحرية في سلطنة عُمان.

وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي، وزير الطاقة والمعادن، في كلمته بالمؤتمر: "إن هذا المؤتمر يُمثل منصة عالمية مهمة لتبادل المعرفة والخبرات في مجال الجيولوجيا واستكشاف النفط والغاز، وهو مجال يحمل أهمية كبيرة في دعم اقتصادات الدول وتوفير الطاقة للعالم"، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان تتميز بتنوع جيولوجي فريد من نوعه، حيث تنتشر مكامن النفط والغاز في بيئات متنوعة تشمل المناطق الصحراوية الشاسعة في الداخل والمناطق البحرية الممتدة على طول سواحلنا، وهذا التنوع الجيولوجي يوفر لنا فرصًا كبيرة لاستكشاف وتطوير موارد الطاقة التي تُشكل أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد الوطني.

لافتًا إلى الدور الكبير الذي يلعبه الجيولوجيون في المجال من خلال الاكتشاف عن مكامن الثروات الطبيعية مما يضعون الأسس العلمية لاستغلالها باستخدام أحدث الأدوات والتقنيات الجيولوجية، حيث يمكنهم تقديم رؤى دقيقة ومعلومات تفصيلية عن التكوينات الصخرية والمكامن الهيدروكربونية، وبدورهم هذا يسهم في اتخاذ القرارات الصائبة حول عمليات الحفر والاستكشاف، وأضاف: إن التكنولوجيا هي جزء لا يتجزأ من عمليات استكشاف النفط والغاز، إذ أصبحت التقنيات الحديثة مثل النمذجة الجيولوجية والاستخلاص المعزز للنفط تسهم بشكل كبير في تحسين كفاءة الاستكشاف وزيادة العوائد وتقليل المخاطر، وهذه الابتكارات تمكن من الاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية حتى في أصعب البيئات وأعقد الظروف.

وأشار إلى أن المؤتمر سيكون فرصة ممتازة لتعزيز التعاون بين الشركات والباحثين والخبراء في قطاع النفط والغاز، وسيسهم في تطوير استراتيجيات جديدة تدعم استدامة قطاع الطاقة وتلبية احتياجات الأجيال القادمة.

من جهته، كشف سعادة محسن بن حمد الحضرمي، وكيل وزارة الطاقة والمعادن، عن إضافة الوزارة نهجًا جديدًا في الاستثمار بقطاع النفط والغاز، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن الجهود المتواصلة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز الشراكة مع المشغل الوطني "أوكيو للاستكشاف والإنتاج". ويهدف النهج الجديد إلى تطوير واستغلال موارد الطاقة في السلطنة بكفاءة وابتكار.

وأوضح سعادته، أن الحزمة الجديدة تتضمن عدة مناطق امتياز، موزعة بين المناطق البحرية والبرية، ومن بينها "منطقة امتياز 18" التي أُعلن عن طرحها خلال المؤتمر، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة تضم موارد هيدروكربونية غير مستغلة بالكامل، مما يوفر فرصًا كبيرة للاستكشاف والتطوير في كل من الموارد التقليدية وغير التقليدية.

وأكد سعادته، أن هذا النهج الجديد يعزز من فرص الاستثمار ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة في قطاع الطاقة، بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية لسلطنة عُمان. وأشار سعادته إلى أن الإجراءات الجديدة تشمل تطبيق نظام تعاقدي يعتمد على رسوم الامتياز (الإتاوة)، إلى جانب السماح بإقامة مشاريع متكاملة لاستغلال الغاز، مما يعزز من جاذبية هذه المناطق. للاستثمارات.

وأضاف أن "أوكيو لاستكشاف وإنتاج النفط" لها أحقية المساهمة بنسبة 10% في المصاريف الاستكشافية، مع إمكانية رفع المساهمة إلى 30% في حال التحول إلى التطوير التجاري.

وأكد سعادته أن هذه الحزمة تعكس الجهود التي تبذلها الوزارة لتعزيز الشراكات الاستثمارية الدولية، بما يحقق الاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية، ويعزز من قدرة سلطنة عمان على تحقيق التنمية المستدامة.

وأضاف: إن سلطنة عمان تظل وجهة استثمارية جاذبة بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية متطورة، وقوة عاملة مؤهلة، وخدمات نفطية عالمية المستوى، بالإضافة إلى المعرفة الجيولوجية الشاملة التي توفرها شركة "أوكيو للاستكشاف والإنتاج"، كما أن هذه الحزمة تمثل خطوة مهمة نحو دفع عجلة التنمية المستدامة في قطاع الطاقة، ودعم الاقتصاد الوطني بما يتماشى مع "رؤية عمان 2040".

من جهته قال الدكتور صلاح بن حفيظ الذهب، مدير عام الاستثمار: إن منطقة الامتياز المعلنة تُعد من المناطق الواعدة، حيث أظهرت المسوحات الجيوفيزيائية ثلاثية الأبعاد مؤشرات جيدة فيها، وأضاف أن الحكومة تقدم محفزات لجذب المستثمرين.

- السماح بنظام التعاقد القائم على نظام الإتاوة، بوجود الشريك الاستراتيجي من أوكيو إي بي لهذه الحزمة، كما تمنح المستثمر المشاركة في عمليات الاستكشاف والتطوير، وإمكانية تصنيع الغاز عند الحاجة لإقامة مشاريع متكاملة مع توفير بنك وسيط لتسهيل عملية الطرح.

- يتطرق المؤتمر خلال انعقاده إلى عدد من الجلسات النقاشية وورش العمل العالمية، التي تتيح للمشاركين التعرف على أحدث الابتكارات في علوم الجيولوجيا، سيقدم المؤتمر برامج مخصصة للشباب والطلاب، تتيح لهم فرصًا للتواصل والتوجيه المهني وتطوير مساراتهم الوظيفية من خلال التفاعل المباشر مع خبراء الجيولوجيا.

- سيسهم المؤتمر الدولي في إبراز الثراء الجيولوجي الفريد لسلطنة عُمان وخططها الطموحة للإنتاج والاستكشاف، حيث يتضمن برنامجًا فنيًا شاملًا يستعرض أحدث التطورات والابتكارات في مجال علوم الجيولوجيا، وتقدم شركة تنمية نفط عُمان خلال المؤتمر عددًا من الجلسات النقاشية التي يتناولها القادة والمختصون بالشركة حول مواضيع رئيسة لمستقبل الطاقة.

كما ستستعرض مساهماتها في النمو المستدام. من خلال أنشطة الاستكشاف والتطوير، بما يتماشى مع رؤيتها لبناء مستقبل مستدام ومنخفض الكربون من خلال تقنيات مثل المسح الزلزالي المتقدم والاستخلاص المعزز للنفط.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الطاقة والمعادن علوم الجیولوجیا المناطق البحریة النفط والغاز من خلال أن هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

الفيتامينات والمعادن وصحة الصائم

التغذية المتوازنة خلال شهر رمضان تُعتبر من الركائز الأساسية للحفاظ على صحة الجسم وتزويده بالعناصر الغذائية اللازمة، خاصة الفيتامينات والمعادن التي تُسهم بشكل كبير في تعزيز المناعة وتحسين وظائف الجسم المختلفة. ومع التغيرات التي تطرأ على نمط الحياة خلال هذا الشهر الفضيل، مثل تغير أوقات الوجبات وقلّة النشاط البدني أحيانًا، قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في الحفاظ على توازن العناصر الغذائية. لذا، سنتناول في هذا المقال كيفية الحفاظ على مستويات الفيتامينات والمعادن خلال رمضان، مع تقديم نصائح عملية لتحقيق نظام غذائي متوازن.

تُعد الفيتامينات والمعادن من العناصر الغذائية الدقيقة التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة، إلا أنها تلعب أدوارًا حيوية في العديد من العمليات الحيوية. فهي تُسهم في تعزيز جهاز المناعة، وإنتاج الطاقة، والحفاظ على صحة العظام، ودعم الجهاز العصبي. ومع تغير مواعيد الوجبات خلال شهر رمضان، قد يقلّ تناول بعض هذه العناصر الغذائية المهمة بسبب عدم التنويع في الأطعمة أو الاعتماد على أطباق غير متوازنة. لذلك، من الضروري التركيز على مصادرها الغذائية لتجنب أي نقص قد يؤثر سلبًا على الصحة العامة.

يحتاج الجسم خلال شهر رمضان إلى مجموعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية للحفاظ على الصحة والطاقة. يُعد فيتامين C ضروريًا لتعزيز المناعة وحماية الجسم من الأمراض، ويمكن الحصول عليه من مصادر طبيعية مثل البرتقال، الليمون، الفراولة، الفلفل الأحمر، والكيوي، ويفضل تناوله طازجًا أو على شكل عصائر طبيعية غير محلاة أثناء الإفطار أو السحور لضمان امتصاصه بشكل جيد. أما فيتامين D، فهو مهم لصحة العظام والمناعة، ومع قلة التعرض لأشعة الشمس خلال الصيام، يمكن تعويضه بتناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، بالإضافة إلى الحليب المدعم والبيض، كما يُنصح بالتعرض لأشعة الشمس لفترة قصيرة بعد الفجر أو قبل الغروب لتعزيز إنتاجه في الجسم. وبالنسبة للحديد، فهو ضروري لنقل الأكسجين في الدم، ويؤدي نقصه إلى الشعور بالتعب والضعف، لذا يُفضل تناول مصادره مثل اللحوم الحمراء، السبانخ، الخضروات الورقية، البقوليات، والمكسرات، مع الحرص على استهلاك فيتامين C لتعزيز امتصاصه. كذلك، يُعد البوتاسيوم عنصرًا أساسيًا للحفاظ على توازن السوائل في الجسم ومنع الجفاف، ويمكن الحصول عليه من الموز، البطاطا، التمر، والزبادي، مما يساعد في تقليل الشعور بالعطش. وأخيرًا، المغنيسيوم ضروري لصحة العضلات والأعصاب، ويساعد في تقليل التعب والإرهاق، ومن مصادره المكسرات كالجوز واللوز، الشوكولاتة الداكنة، البذور مثل بذور اليقطين والكتان، والحبوب الكاملة كالشوفان، ما يجعله عنصرًا مهمًا يجب إدراجه ضمن وجبتي الإفطار والسحور لضمان تحسين الطاقة والوظائف العصبية خلال الصيام.

للحفاظ على الفيتامينات والمعادن خلال شهر رمضان، يُنصح باتباع عدة نصائح غذائية لضمان حصول الجسم على العناصر الضرورية.

أولا، يجب تنويع الوجبات ليشمل الإفطار والسحور أطعمة من جميع المجموعات الغذائية، مثل الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، البروتينات، ومنتجات الألبان. التركيز على الخضروات والفواكه يُعد أمرًا أساسيًا، ويمكن إضافتها إلى السلطات أو الشوربات. كما يُفضل تناول الحبوب الكاملة كالشوفان والأرز البني في السحور لتمد الجسم بالطاقة لفترة أطول، إلى جانب البروتينات عالية الجودة مثل اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والبقوليات.

منتجات الألبان مثل الحليب واللبن تُعد مصادر غنية بالكالسيوم ويمكن تناولها في الإفطار والسحور. بالإضافة إلى ذلك، يجب الاهتمام بشرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتعزيز امتصاص العناصر الغذائية، وتجنب المشروبات الغازية والعصائر المحلاة. يُنصح أيضًا بالحد من تناول الحلويات الرمضانية واستبدالها بالفواكه الطازجة أو المجففة مثل التمر. كما يجب الانتباه إلى طرق الطهي، حيث يُفضل استخدام الشوي أو الطهي بالبخار بدلًا من القلي للحفاظ على الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء. إضافة المكسرات والبذور مثل اللوز وبذور الكتان إلى الوجبات. أخيرًا، في حال وجود نقص في بعض العناصر الغذائية، يُفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لتحديد الحاجة إلى مكملات غذائية بعد إجراء الفحوصات اللازمة، مع الحرص على الحصول على العناصر الغذائية من المصادر الطبيعية قدر الإمكان.

باختصار، الحفاظ على الفيتامينات والمعادن في رمضان يتطلب وعيًا باختيار الأطعمة وتنويعها، مع الاهتمام بطرق الطهي الصحية. من خلال اتباع نظام غذائي متوازن يشمل جميع المجموعات الغذائية، يمكنك ضمان حصول جسمك على العناصر الضرورية التي تدعم صحتك خلال الشهر الكريم، مع تذكر أن الاعتدال هو المفتاح، حيث أن الإفراط في تناول الطعام حتى لو كان صحيًا قد يُعطي نتائج عكسية.

مقالات مشابهة

  • الأرصاد: طقس مستقر نسبياً وتذبذب في درجات الحرارة على أغلب المناطق
  • بالأرقام.. مؤسسة النفط تكشف كميات «الطاقة المستهلكة» خلال أسبوع
  • الأردن يعلن فتح معبر حدودي مع سوريا على مدار 24 ساعة
  • وزير الطاقة التركي يبحث في بغداد التعاون بمجالي النفط والغاز
  • مجاهد نصار: مصر تواصل نجاحها في قطاع الطاقة بفضل توجيهات الرئيس
  • الكهرباء والغاز.. نتائج مباحثات الخارجية العراقية ووزير الطاقة التركي
  • حزب المؤتمر: اكتشافات حقل الفيوم 5 تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة
  • الفيتامينات والمعادن وصحة الصائم
  • دفع العمل لاستكشافات حقول النفط.. توجيهات رئاسية جديدة للحكومة
  • ترامب يجتمع بشركات النفط الأمريكية وسط الحرب التجارية