إلّا شريان الحياة!
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
بعد ما كان الإنسان العُماني يعتمد على الأفلاج والوديان والآبار، كمصادر للحصول على المياه، ونتيجةً لشح الأمطار وقلة المخزون المائي، أصبحت عُمان- وبعض الدول المتاخمة للبحر- تعتمد على مياه البحر بعد تحليتها؛ ليقوم المستفيد منها بتحليتها أيضًا لديه في المنزل بأجهزة خاصة لتصفية المياه، ولهذا كثرت وتعددت شركات تعبئة مياه الشرب باختلاف مسمياتها، وأصبح تزويد المياه يصل للمنازل عبر تلكم الشركات؛ بل أصبحت المحال تبيعها بأحجام مختلفة وبثمن زهيد، وهنا تبرز علامة استفهام كبيرة.
والى أمد قريب كان الإنسان بفطرته يتعامل بحسن النية حول مصدر شركات المياه، مع ثقته العمياء بما تقوم به الجهات الرقابية من متابعة لمصادرها ومكوناتها، ولكن مؤخرا ظهر ما لم يكن في الحسبان، حينما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي وثائق رسمية تتحدث عن عدم مطابقة منتجات إحدى شركات المياه للمواصفة القياسية الخليجية المختصة بمياه الشرب المعبأة؛ وذلك لارتفاع نسبة البرومات. ولمن لا يعلم فإن مادة البرومات هي مادة كيميائية تتكون عند مُعالجة مياه الشرب بالكلور أو الأوزون، وهي قد تكون ضارة بالصحة إذا زادت عن الحد المسموح به، وارتفاعها قد يُسبب مخاطر صحية من الممكن أن تؤدي للإصابة بأمراض صحية غاية في الخطورة؛ بل إن هناك وثائق انتشرت عن سحبٍ لمنتجات مياه شرب معبأة لإحدى الشركات، والتي أُنتجت لتواريخ معنية نتيجة تلوثها، وقد تم إتلافها بعد سحبها من الأسواق.
إننا هنا وعبر هذا المقال، ندُق ناقوس الخطر، لارتباط القضية بصحة الإنسان، ومنه ينعكس على المجتمع، لذا من الضروري تشديد الرقابة على مصانع المياه، لما في ذلك من ضرورة، نتيجةً لاعتماد جميع أفراد المجتمع على هذه المياه في الحياة اليومية، فالماء حاضر في المنزل وفى المناسبات، وهنا نسأل: هل هذه المياه التي نشربها بالفعل صحية ومطابقة للمواصفات والمقاييس؟! وليس ذلك فحسب؛ بل وهل عبوات المياه التي تُعبأ بها مصنوعة من مواد صالحة للاستهلاك وغير ضارة ومطابقة للمواصفات والمقاييس؟! وهل يُسمح من الأساس لشركات تعبئة المياه أن تحصل على تصريح لتعبئة المياه من شركة أخرى؟! وهل تتوافر مختبرات بتلك الشركات للفحص الدوري للمياه قبل البيع؟ وهل هناك مراقبة دورية للعاملين في تلك الشركات بها من الجهات الرقابية ذات العلاقة أم أن الرقابة تتحرك بعد كل شكوى؟!
أعتقد أن الأمر يستلزم إعداد مواصفة قياسية عُمانية خاصة بمختلف مراحل إنتاج المياه، لا سيما فيما يتعلق بعمليات نقل المياه، كما هو الحال في مجال نقل الوقود وأسطوانات غاز الطبخ؛ إذ إن مكان وطريقة التخزين تؤدي دورًا فاعلًا وأساسيًا في مدى صلاحية المُنتج، وهنا نتحدث عن المياه، سواء في مراحل ما قبل الإنتاج أو قبل وصول المنتج للمستهلك.
وهناك الكثير من الدول التي تفرض شروطًا وإجراءات صارمة على مصانع المياه، ابتداءً من فحص جودة المياه قبل الإنتاج، وصولًا إلى التأكد من المواد المُستخدمة في تصنيع العبوات (القنانيّ)، وطريقة نقلها للمستهلك؛ وذلك حافظًا على صحة أفراد المجتمع، إذ إن سلامة وصحة المجتمع يجب أن تتصدر الأولويات، لضمان أن يكون المجتمع مزدهرًا وصحيًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية: رصف شارع نادي البلدية لفتح شريان مروري جديد يربط بين محب والسلام
تابع اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، معدلات تنفيذ أعمال رصف شارع نادي البلدية، الذي يُعد محورًا مروريًا جديدًا يربط بين شارع محب وشارع السلام، ليكون بديلًا موازيًا لشارع الجلاء، مما يساهم في تخفيف الضغط المروري عن المنطقة وتحقيق سيولة في حركة المركبات والمشاة.
وجاء ذلك في إطار الخطة الشاملة لتطوير البنية التحتية ورفع كفاءة الطرق بالمحافظة،
وخلال متابعته للمشروع، أوضح المحافظ أنه تم الانتهاء من طبقة الأساس للشارع، وجاري حاليًا تنفيذ أعمال الدكة الخرسانية أسفل البلدورات وتركيبها تمهيدًا لبدء أعمال الرصف، والتي ستتم على طول 450 مترًا وعرض 12 مترًا، لتوفير محور مروري هام يسهم في تحسين حركة المرور وتيسير التنقل بين المناطق المختلفة.
وأكد اللواء أشرف الجندي أن المشروع يُعد جزءًا من الجهود المستمرة لتحسين شبكة الطرق في المحافظة، حيث يتم تنفيذ أعمال الرصف وفقًا لأعلى المعايير الفنية لضمان الجودة والاستدامة، مؤكدًا على أهمية الالتزام بالجدول الزمني المحدد لإنجاز المشروع في أقرب وقت ممكن، لتفادي أي تأثير سلبي على الحركة المرورية.
الجندي :شارع نادي البلدية يعد من المحاور الحيويةوأضاف الجندي أن شارع نادي البلدية يعد من المحاور الحيوية التي ستساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط على شارع الجلاء، ويوفر بديلًا فعالًا يسهل حركة التنقل، مؤكداً أن أعمال التطوير تأتي في إطار استراتيجية المحافظة لتحديث شبكة الطرق، بما يسهم في تحسين السيولة المرورية وتوفير طرق آمنة للمواطنين.
ووجه محافظ الغربية الأجهزة التنفيذية بمتابعة الأعمال ميدانيًا، والتأكد من تنفيذها وفق المواصفات القياسية، مع مواصلة العمل بكفاءة عالية لتنفيذ مشروعات التطوير والرصف، باعتبار أن تحسين جودة الطرق جزء أساسي من تحسين جودة الحياة للمواطنين.