بسبب الفوضى في لبنان بعد الغارات الإسرائيلية، يبحث عمال أجانب مقيمون في لبنان، من بينهم سودانيون، وإثيوبيون، وسريلانكيون، وبنغال، عن ملجأ آمن بعيداً عن أماكن الإيواء المخصّصة للبنانيين حصراً، ويجد العديد منهم ضالّتهم في ملجأ يُشرف عليه رهبان يسوعيّون.

وفي دير هادئ للرهبنة اليسوعيّة في شرق بيروت، يتردّد بكاء أطفال، فيما تتحلق نساء بوجوه واجمة حول طاولة متحدثات بصوت خافت.

وفي باحة الدير الخارجية، ينتظر البعض بهدوء توزيع الطعام، على وقع هدير طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي لا تكاد تفارق سماء بيروت.
ويتوافد هؤلاء الباحثون عن الأمان يومياً من جنوب لبنان، ومن البقاع في الشرق، ومن الضاحية الجنوبية لبيروت التي أنهكها القصف الجوي الإسرائيلي في الأيام الماضية.

سبب نجاح العمليات الإسرائيلية في لبنان... حقائق عن الوحدة "8200"

لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/qcjlLbfjwq pic.twitter.com/SmdMg5GkrY

— 24.ae | فيديو (@24Media_Video) September 30, 2024

ويقول الراهب اليسوعي مايكل بيترو، إن الكنيسة التي كانت تستقبل عادة العمال الأجانب، تحولت بين ليلة وضحاها إلى ملجأ.
ويضيف هذا الراهب الأمريكي المسؤول في الهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين "بدأ الأمر مع عائلة وصلت إلى هنا وسألت إذا كان يمكن أن تبقى هنا، قلنا لهم نعم، وفي صباح اليوم الموالي جاء ثلاثون، ثم تبعهم خمسون آخرون".
وحاول الرهبان المتطوّعون التواصل مع مراكز إيواء لتحويل هؤلاء إليها، دون جدوى.ويقول مايكل: "بعض الأماكن كانت مكتظة أصلاً، والبعض الآخر لا يقبل سوى لبنانيين". ولهذا استقبل الدير 52 نازحاً.

مع حركة النزوح الكبيرة، اضطر الكثيرون من سكان مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية للعاصمة، للإقامة في مدارس أو فنادق أو مراكز إيواء، ومنهم من لم يجد لعائلته سوى الحدائق والأرصفة والساحات العامة، في مناطق يعتبرونها أكثر أمناً. 
وتقول ضياء الحاج شاهين، وهي متطوعة لبنانية: "المهاجرون أيضاً في حاجة للمساعدة، لا أحد ينظر إليهم، يُعاملون على أنهم من الدرجة الثالثة، والبعض منهم بلا جوازات سفر أصلاً"، إذ كثيراً ما يمنع أصحاب العمل العمال الأجانب من الاحتفاظ بها.
وقبل أيام، وصلت إلى دير الرهبان اليسوعيين، السريلانكية كوميري بارارا، 48 عاماً، برفقة ابنها 12 عاماً، هاربة من مدينة صيدا في جنوب لبنان. وتعيش كوميري منذ 20 عاماً في لبنان، حيث تزوجت فلسطينياً وأنجبت منه قبل أن ينفصلا. وهي عاملة منزلية على غرار معظم مواطناتها في لبنان.
وتقول كوميري: "لم يهتم بي أحد"، إذ غادر أصحاب البيت الذي تعمل فيه وفقدت الاتصال معهم.

24 يرصد هموم الهاربين من جحيم الحرب على كورنيش #بيروت #لبنان https://t.co/XE4xgRvtWU pic.twitter.com/FRTFPtH8ph

— 24.ae | منوعات (@24Entertain) September 27, 2024 أما مالاني سومالتا، عاملة منزلية من سريلانكا أيضاً، ففرت من الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، والتي تتعرض يومياً لقصف إسرائيلي، إضافة لإنذارات من الجيش الإسرائيلي بين الحين والآخر لإخلاء أحياء كاملة من سكانها في مهلة وجيزة.
وتقول مالاني، 46 عاماً، وهي تبكي: "تركنا كل شيء وراءنا وجئنا إلى هنا". وقد أقفل المطعم الذي تعمل فيه.
وحسب المنظمة الدولية للهجرة، يعيش في لبنان أكثر من 160 ألف عامل أجنبي، تشكل النساء 65 % منهم. ويُعتقد أن العدد في الحقيقة أكبر من ذلك، إذ أن كثيرين يقيمون في لبنان بشكل غير قانوني.

وصلت سوزان بايمبا من سيراليون إلى لبنان منذ عامين لتعمل في منزل في جوار مدينة صيدا. وبعد الغارات الإسرائيلية هربت مع عدد من مواطنيها إلى بيروت، حيث افترشت الأرض في الشوارع قبل أن تستقر في دير اليسوعيين.
وحاولت سوزان التواصل مع سيراليونيين يقيمون في منازل، لكن أصحاب هذه المنازل "طردونا قائلين لا نريد متاعب!".
وتقول هذه العاملة،37 عاماً "لا نريد الآن سوى أن نعود لبلدنا، تعبنا".
عمد المسؤولون عن الدير إلى وضع النساء والأطفال في الطابق الأول، والرجال في الطابق الثاني. وتقول ملكة جمعة، وهي سودانية لاجئة في الدير عاشت أهوال الفرار من دارفور في 2014 ثم فرت منذ أيام من قرية أرنون في جنوب لبنان في رحلة مرهقة محفوفة بالمخاطر: "أنا لم أفهم لم اندلعت الحرب في السودان، والآن لم أفهم لم اندلعت الحرب هنا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان إسرائيل وحزب الله لبنان إسرائيل فی لبنان

إقرأ أيضاً:

المجازر الإسرائيلية مستمرة.. ووقف إطلاق النار يقترب في قطاع غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، أن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع ارتفعت إلى 45,028 شهيدًَا و106,962 إصابة منذ بدء العدوان.

وأفاد التقرير اليومي للوزارة، بأن القوات الإسرائيلية ارتكبت سبع مجازر جديدة ضد العائلات خلال الساعات الـ24 الماضية، ما أسفر عن وصول 52 قتيلاً و203 إصابات إلى المستشفيات، بينما لا تزال فرق الإسعاف عاجزة عن انتشال العديد من الضحايا من تحت الأنقاض أو الطرقات بسبب استمرار القصف.

نداء لعائلات الضحايا والمفقودين

أهابت الوزارة بذوي القتلى والمفقودين إلى تسجيل بياناتهم عبر منصات وزارة الصحة لاستكمال توثيق جميع الضحايا والمفقودين.

وفي تطور خطير، أعلن مدير عام الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل 350 من الكوادر الطبية منذ 7 أكتوبر 2023، بينما استُشهد ثلاثة من المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية.

النساء والأطفال يدفعون الثمن الأكبر

وفقًا لتقرير سابق للأمم المتحدة، شكلت النساء والأطفال نحو 70% من شهداء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في الفترة بين نوفمبر 2023 وأبريل 2024، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع المحاصر.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، يُحذر المسؤولون من تفاقم الأوضاع الإنسانية، خصوصًا مع تدمير البنية التحتية الطبية وإغلاق الطرق، مما يعيق تقديم الإسعافات وإجلاء الجرحى والضحايا.

كشف مسؤول رفيع في حركة حماس، في تصريحات لصحيفة الشرق السعودية، اليوم الاثنين، أن التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بات أقرب من أي وقت مضى.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: "نحن أقرب من أي وقت مضى لتحقيق صفقة تبادل أسرى ووقف لإطلاق النار، شريطة ألا يعترض نتنياهو الاتفاق."

وأشار إلى أن حماس وفصائل أخرى في غزة قدّمت موقفًا "مرنًا وتدريجيًا للغاية"، يتضمن إنهاء الحرب بشكل تدريجي، وانسحاب القوات الإسرائيلية وفق جدول زمني متفق عليه بضمانات دولية لـ"وقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني".

وشدد المسؤول على تمسك حماس بمطالبها المتمثلة في إنهاء الحرب، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وعودة النازحين، وإبرام صفقة "مشرفة" لتبادل الأسرى.

ونوّه بأن الوسطاء نصحوا بعدم الكشف عن تفاصيل الاتفاق لتجنب إعطاء نتنياهو ذريعة للتراجع عن الالتزام به.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء اليوناني زار دار مطرانية بيروت للروم الأرثوذكس
  • شرف الدين: الغرب يريد ضمان مصالح إسرائيل لإبرام أي اتفاقيات مع بيروت
  • المجازر الإسرائيلية مستمرة.. ووقف إطلاق النار يقترب في قطاع غزة
  • إلى 45028 قتيلاً..ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة
  • رئيس وزراء اليونان وموفد قطري في بيروت ..ميقاتي: لاستقرار المؤسسات الدستورية بدءا بانتخاب الرئيس
  • خبير عسكري: الحرب الإسرائيلية ستمتد إلى إيران والعراق واليمن
  • عبود يطلق الزينة الميلادية في وسط بيروت بحضور شقير ودرويش والشماس
  • تقرير: خروقات إسرائيل تطال كل لبنان وهذا ما تخشاه بيروت
  • حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة
  • جاد شويري يكشف سر ارتدائه حذاء مكتوب عليه خدني على بيروت