أكدت وكالة الأنباء الإيرانية أن قائد الحرس الثوري في لبنان وأحد كبار قادة فيلق القدس، عباس نیلفروشان، قُتل برفقة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت يوم الجمعة الماضي.

من هو عباس نیلفروشان؟

وُصف عباس نیلفروشان من قبل وسائل الإعلام الإيرانية كأحد أهم منظري الحرب غير المتكافئة في المنطقة، حيث لعب دورًا بارزًا في تحليل التهديدات التي وُجهت ضد إيران، وقام بإقامة اتصالات فعالة مع جبهات المقاومة، وخاصة حزب الله اللبناني.

هذا بالإضافة إلى مشاركته في أحداث مختلفة وتوليه مناصب متعددة في مجال القيادة العسكرية، الأمر الذي منحه خبرات واسعة ومعرفة دقيقة بأساليب العدو.

دوره في الحرس الثوري الإيراني

انضم نیلفروشان إلى الحرس الثوري منذ البداية، حيث كان جزءًا من العمليات العسكرية. تولى قيادة كتيبة النجف الثامنة خلال فترة "الدفاع المقدس"، ثم انضم إلى وحدة عمليات النجف، وتولى فيما بعد مسؤولية العمليات البرية للحرس الثوري. في لحظة حساسة من تاريخ المنطقة، قاد العمليات البرية للحرس الثوري الإيراني عندما هاجمت القوات الأمريكية العراق وأفغانستان، ما وضع إيران تحت تهديد خطير.

الجانب الأكاديمي والشخصية الاستراتيجية

نیلفروشان لم يكن قائدًا عسكريًا فقط، بل كان يتمتع أيضًا بشخصية علمية، حيث حصل على درجة الدكتوراه وكان عضوًا في هيئة التدريس بجامعة الإمام الحسين في إيران. الجمع بين شخصيته العلمية وخبراته العسكرية جعله شخصية استراتيجية مؤثرة في الحرس الثوري الإيراني، مما جعل قراراته على مستوى القيادة العليا فعّالة للغاية.

تأسيس مقر "النبي الأكرم"

أسس نیلفروشان مقر "النبي الأكرم" بالتعاون مع الحرس الثوري، والذي تم استخدامه لاحقًا في عملية "الوعد الصادق" ضد الكيان الصهيوني. كانت هذه الخطوة تُعبّر عن رؤيته حول ضرورة وجود مركز قيادة وسيطرة للقوات المسلحة، خاصة الحرس الثوري، لتمكين القادة من اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت الفعلي.

تفاصيل مقتل حسن نصر الله

أعلن حزب الله اللبناني رسميًا استشهاد أمينه العام، حسن نصر الله، بعد أقل من 24 ساعة من عملية اغتياله التي نفذتها القوات الإسرائيلية. وذكرت القناة الـ12 العبرية أن نصر الله توفي نتيجة الاختناق بعد تسريب غاز في الموقع المستهدف، وذلك بسبب غياب التهوية المناسبة في المكان. أظهر مقطع فيديو نشره موقع "لبنان 24" لحظة انتشال جثمان نصر الله من موقع الغارة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: عباس نیلفروشان فيلق القدس الحرس الثوري الإيراني حزب الله حسن نصر الله الغارات الاسرائيلية الضاحية الجنوبية العمليات البرية الحرب غير المتكافئة المقاومة عملية الوعد الصادق ايران القيادة العسكرية الاستشهاد بيروت عباس نیلفروشان الحرس الثوری حسن نصر الله

إقرأ أيضاً:

كيف تصدّع الهلال الشيعي الإيراني مؤخراً؟

تناول الكاتب الصحافي التركي إنيس بيرنا كيليتش تفكك استراتيجية إيران القديمة في الشرق الأوسط، والتي تركز على ما يسمى "الهلال الشيعي"، ويشمل هذا المفهوم الجيوسياسي جهود إيران لممارسة نفوذها على العراق وسوريا ولبنان واليمن، من خلال تحالفات وقوات بالوكالة.

طهران تركز على كسب الوقت لإعادة تقييم وإعادة بناء استراتيجيتها



ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة - خاصة انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، وتفكيك إسرائيل لقيادة حزب الله - تركت استراتيجية إيران في حالة من الفوضى.
وسلط الكاتب الضوء، في مقاله بصحيفة "تركيا اليوم"، على التحديات الحرجة التي تواجه طهران، وهي تتنقل في مشهد إقليمي ودولي سريع التغير.


تحديات تواجه استراتيجية إيران


وقال الكاتب إن "الهلال الشيعي، الذي كان ذات يوم محور نفوذ هائل، واجه ضربات كبيرة. فقد انهارت الاستثمارات الإيرانية الواسعة النطاق في سوريا، بما في ذلك الدعم السياسي والمالي والعسكري للحفاظ على نظام بشار الأسد".

 

"Fractured?" hahaha, it is beyond demolished, decimated, obliterated, محروق نفسو

Can't read pass this stupid headline "The fractured crescent: What’s next for Iran’s ???????? strategy in Middle East?"https://t.co/ZRzsrNxvj8

— Saad Abedine (@SaadAbedine) January 12, 2025


وحرم هذا إيران من ممر حيوي إلى لبنان ووكيلها حزب الله. كما أدت العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله إلى إضعاف الجماعة بشكل أكبر، مما قلل من دورها باعتبارها الحليف الأكثر أهمية لإيران في المنطقة.
وأشار الكاتب إلى مأزق إيران بالقول إن سنوات من النفوذ ومليارات الدولارات من الموارد قد تم القضاء عليها في غضون أسابيع. وتطرح الديناميكيات الإقليمية الجديدة، إلى جانب الضغوط المتزايدة من إدارة ترامب القادمة، أسئلة وجودية لاستراتيجية إيران.


التفاوض أم المواجهة؟


وكانت حملة "الضغط الأقصى"، التي نفذتها إدارة ترامب في ولايته الأولى ضد إيران، بمنزلة تحول محوري في السياسة الأمريكية. فمع العقوبات الصارمة والإجراءات البارزة مثل اغتيال قاسم سليماني، أشارت واشنطن إلى استعدادها لمواجهة إيران دون خوف من الانتقام الكبير. ومع اقتراب ولاية ترامب الثانية، ناقشت كل من واشنطن وتل أبيب علانية الضربات العسكرية المحتملة على البنية التحتية النووية الإيرانية.

 

With Bashar's downfall and Hezbollah's setbacks, the options ahead for Iran will also shape the fate of the regime as Trump re-enters the stage@kilicnss @alibakeer @ismail_yasa @joehammoura https://t.co/pWQLm6ABQI

— Türkiye Today (@turkiyetodaycom) January 12, 2025


وبرغم كل ذلك، يبدو أن إيران تتبنى نهجاً حذراً. ويشير محللون مثل علي باكير إلى أن طهران تركز على كسب الوقت لإعادة تقييم وإعادة بناء استراتيجيتها. ومن خلال إبداء استعدادها للانخراط في صفقات معاملاتية، تهدف إيران إلى تهدئة التوترات، مع الاستعداد للتحولات المحتملة في القيادة الأمريكية. ومع ذلك، فإن التوافق المتزايد بين السياسات الأمريكية والأوروبية، إلى جانب التنفيذ الرئيس لعقوبات الأمم المتحدة، يمكن أن يحد بشكل كبير من خيارات إيران.


شبكات الوكلاء تحت ضغط


وتابع الكاتب: "تواجه شبكة الوكلاء الإيرانية، التي كانت ذات يوم مركزية لاستراتيجيتها الإقليمية، انتكاسات كبيرة، منوهاً إلى أن نفوذ إيران في لبنان قد تضاءل، مع إضعاف حزب الله بسبب عمليات إسرائيل والقيود اللوجستية".
وبحسب الباحث اللبناني جو حمورة، فإن قوة حزب الله ووجوده تأثرا بشدة، كما أن انسحابه السريع من سوريا بعد سقوط الأسد جعل تضحياته بلا جدوى. ويواجه حزب الله الآن معارضة داخلية متزايدة، حيث يعارض كثيرون في لبنان احتكاره للمقاومة وصنع القرار.


الصراعات في العراق واليمن


وبالمثل، تتعرض معاقل إيران المتبقية في العراق واليمن لضغوط. ففي العراق، تشير الجهود المتزايدة لإبعاد البلاد عن النفوذ الإيراني إلى تحول في الديناميكيات الإقليمية. وأشار الكاتب إلى شراكات العراق مع تركيا ودول الخليج بوصفها حواجز محتملة ضد نفوذ طهران. ومع ذلك، تظل الميليشيات المدعومة من إيران تشكل عقبة كبيرة أمام استقلال العراق.
ويمثل اليمن، حيث خدم الحوثيون لفترة طويلة كوكيل رئيس لإيران، تحدياً آخر. ويتعرض الحوثيون، برغم مرونتهم، لضغوط متزايدة من التحالف الذي تقوده السعودية. ويشير محللون مثل إسماعيل ياسا إلى أن الضغط المطول قد يؤدي إلى تآكل قدرة إيران على دعم عملياتها بالوكالة في اليمن، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار استراتيجية طهران الأوسع نطاقاً.



إعادة البناء أم الانسحاب؟


وبالنظر إلى المستقبل، يقول كيليتش إن قدرة إيران على إعادة ضبط استراتيجيتها الإقليمية ستعتمد على الصبر الاستراتيجي والمخاطر المحسوبة. وفي هذا الصدد، تواجه إيران تحديات هائلة: فالاضطرابات الاقتصادية، والعقوبات الدولية، والصراعات داخل شبكات وكلائها لا تترك مجالاً كبيراً للخطأ.
إنها صعوبة الخيار بين التفاوض والمواجهة. وفي حين قد تكسب الجهود المبذولة للانخراط في الدبلوماسية الوقت، فإن اعتماد طهران على وكلائها للحماية من المواجهة المباشرة أصبح غير قابل للاستمرار على نحو متزايد. والهلال المتصدع الذي كان يرمز ذات يوم إلى طموحات إيران الإقليمية أصبح الآن يخاطر بالتحول إلى عبء يهدد الاستقرار داخل الجمهورية الإسلاموية نفسها.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "إن انهيار الهلال الشيعي إلى جانب الضغوط الدولية المتزايدة يفرض على طهران تحديات كبيرة ستكون حاسمة في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط. سواء من خلال المفاوضات، أو التصعيد بالوكالة، أو الانكماش الاستراتيجي، فإن رد طهران سوف يحدد قدرتها على التعامل تحت الضغط الدبلوماسي والعقوبات".

مقالات مشابهة

  • نائب قائد الحرس الثوري الايراني: الصهاينة تلقوا هزيمة كبرى من اهالي غزة
  • الحرس الثوري يعتقل 15 إرهابيا جنوب ايران
  • الحرس الثوري يحذر من خرق إسرائيلي لاتفاق غزة
  • الحرس الثوري: وقف إطلاق النار في غزة هزيمة للصهاينة لا يمكن تعويضها
  • الحرس الثوري الإيراني: اتفاق غزة انتصار للفلسطينيين وهزيمة لـإسرائيل
  • الحرس الثوري الإيراني: المقاومة الفلسطينية انتصرت على كيان العدو وحلفاؤه
  • ‏الحرس الثوري الإيراني يصف وقف إطلاق النار في غزة بأنه "انتصار" للمقاومة الفلسطينية
  • أول تعليق من الحرس الثوري الإيراني على اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • ما الذي يُعطّل "صفقة غزة" بين حماس وإسرائيل؟.. عاجل
  • كيف تصدّع الهلال الشيعي الإيراني مؤخراً؟