زيارة تغضب الصين.. نائب رئيسة تايوان يتوقف بالولايات المتحدة في طريقه لباراغواي
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
يتوجه وليام لاي نائب رئيسة تايوان إلى الولايات المتحدة اليوم السبت في زيارة شديدة الحساسية أدانتها الصين وأثارت مخاوف مسؤولين تايوانيين من أن تؤدي إلى مزيد من النشاط العسكري الصيني حول الجزيرة.
ولاي هو المرشح الأول لمنصب رئيس تايوان في انتخابات يناير/كانون الثاني المقبل، وسيتوقف بالولايات المتحدة في طريقه إلى باراغواي، لحضور أداء رئيسها اليمين الدستورية، وأيضا في طريق عودته.
وتقول تايبيه وواشنطن إن مثل هذه الزيارات روتينية، وليس هناك سبب يدعو الصين لاتخاذ إجراءات "استفزازية"، لكن بكين ردت بغضب على ما تعدّها علامة أخرى على دعم الولايات المتحدة لتايوان التي تعتبرها أرضا صينية.
ويقول مسؤولون تايوانيون إن الصين سوف تستخدم توقف لاي في الولايات المتحدة ذريعة لبدء تدريبات عسكرية الأسبوع المقبل مماثلة لتلك التي أجرتها في أبريل/نيسان الماضي بالقرب من تايوان، لترهيب الناخبين قبل انتخابات العام المقبل كي تجعلهم "يهابون الحرب".
وتضمنت المناورات في أبريل/نيسان الماضي تدريبات على ممارسة الحصار، في رد غاضب على اجتماع بين رئيسة تايوان تساي إنغ ون خلال توقفها في لوس أنجلوس مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي.
تفاصيل الزيارة
ولم يذكر لاي زيارته إلى الولايات المتحدة إلا بشكل وجيز، إذ اكتفى بالقول خلال حديثه مع الصحفيين في المطار الدولي الرئيسي في تايوان إنه ذاهب إلى نيويورك.
وقال إنه لن ينتهز زيارة باراغواي لتوطيد العلاقات مع ذلك البلد فحسب، بل لإجراء محادثات مع دول أخرى ولقاء وفود من شركاء من ذوي العقلية المشابهة، لكنه لم يفصح عن هؤلاء الشركاء.
وأضاف أن هذا "سيدع المجتمع الدولي يتفهم أن تايوان بلد ملتزم بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وتشارك مشاركة فعالة في الشؤون الدولية".
وذكر المسؤول التايواني أن ذلك سيجعل العالم يعرف أيضا "جهودنا المتنوعة للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي".
والعام الماضي توجه لاي إلى هندوراس لحضور التنصيب الرئاسي أيضا، وأجرى حوارا قصيرا أثناء وجوده هناك مع كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي.
وتكنّ بكين كراهية بشكل خاص تجاه لاي الذي وصف نفسه في السابق بأنه "طرف عامل من أجل استقلال تايوان"، ومع ذلك قال مرارا خلال حملته الانتخابية إنه لا يسعى إلى تغيير الوضع الراهن.
وسيتوجه لاي أولا إلى نيويورك، وكتب بالإنجليزية على منصة إكس (تويتر سابقا) أنه "متحمس للقاء الأصدقاء الأميركيين خلال التوقف" وللذهاب إلى باراغواي، وهي واحدة من 13 دولة فقط تحتفظ بعلاقات رسمية مع تايبيه.
وردّت لورا روزنبرغر رئيسة المعهد الأميركي في تايوان -وهو منظمة غير ربحية معنية بالعلاقات غير الرسمية مع تايوان مقرها فرجينيا وتديرها الحكومة الأميركية- عبر منصة إكس أيضا قائلة إن المعهد يتطلع إلى الترحيب بلاي "عند التوقف خلال الرحلة إلى باراغواي".
ولم تقدم تايبيه ولا واشنطن أي تفاصيل دقيقة عن جدول أعمال لاي في الولايات المتحدة، وتهدف كلتاهما إلى إبقاء ذلك الجزء طي الكتمان، بحسب مسؤولين مطلعين على أمر الزيارة.
ومن المتوقع أن يعود لاي من باراغواي إلى تايوان عبر سان فرانسيسكو يوم الجمعة المقبل بحسب الجدول الرسمي للزيارة المنشور اليوم السبت، والذي لم يذكر زيارة الولايات المتحدة.
وفي يوليو/تموز الماضي أعلنت واشنطن تقديم مساعدات عسكرية لتايوان تصل قيمتها إلى 345 مليون دولار، وكان الكونغرس اعتمد في ميزانية عام 2023 ما يصل إلى مليار دولار من مساعدات الأسلحة لتايوان بموجب سلطة السحب الرئاسي، وهي آلية تتيح للحكومة تقديم المساعدة العسكرية الطارئة لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها في وقت الأزمات.
وتعد بكين تايوان -التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة- مقاطعة لم تتمكن بعد من ضمها إلى أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، وتقول الصين إنها تفضل إعادة ضم تايوان سلميا، لكنها لا تستبعد أيضا استخدام القوة لتحقيق ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
أهداف وتحديات زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة| تحليل إخباري
يستعد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة الولايات المتحدة وسط تعقيدات سياسية داخلية ودولية، حيث تتصدر مسألة التطبيع مع الدول العربية أجندة المحادثات بين تل أبيب وواشنطن.
وفقًا لكبار المسئولين في إسرائيل، فإن المحادثات مع مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، كشفت أن التطبيع مع دول عربية، وخاصة السعودية، يمثل أولوية قصوى للإدارة الأمريكية.
ورغم أن نتنياهو يبدي رغبة في التقدم بهذا الملف، إلا أنه يواجه معضلة في كيفية تحقيق ذلك دون إغضاب شركائه السياسيين في الائتلاف الحكومي.
في إطار مساعي الحفاظ على استقرار حكومته، يسعى نتنياهو إلى تضمين حزمة سياسية تُرضي اليمين المتطرف، خاصة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
ومن بين الأفكار المطروحة، استغلال فرص التطبيع للحصول على دعم أمريكي لفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، على غرار ما ورد في "صفقة القرن"، مما قد يشكل حافزًا لسموتريتش للبقاء في الائتلاف وضمان استمرارية الحكومة خلال عملية التطبيع.
على صعيد آخر، وفيما يتعلق بالمرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حماس، تحاول إسرائيل تجنب أي إعلان رسمي عن إنهاء الحرب. بدلاً من ذلك، تسعى إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد يُمكّنها من الاستمرار في عمليات تبادل الأسرى، لكن بطريقة تحفظ لها خيار استئناف القتال في المستقبل إذا استدعت الحاجة.
تعكس هذه التطورات طبيعة التحديات التي تواجهها حكومة نتنياهو بين ضغوط الداخل الإسرائيلي ومتطلبات تحقيق مكاسب دبلوماسية على الصعيد الدولي، في وقت تظل فيه الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة شديدة التعقيد.