عقد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، اجتماعًا موسعًا مع شركة مايكروسوفت العالمية، لبحث سبل التعاون المشترك في مجالات التحول الرقمي وتكامل قواعد البيانات، بهدف تحسين جودة الخدمات الحكومية وتعزيز الاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات، يأتي ذلك في إطار جهود الحكومة المصرية لدعم مشروعات التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية التكنولوجية في مختلف القطاعات.

وشارك في الاجتماع من جانب شركة مايكروسوفت  ميرنا عارف، مدير عام الشركة في مصر،  ومحمد قاسم، مدير القطاع الحكومي، وأحمد عطية، المدير التنفيذي للقطاع الحكومي، ومن جانب وزارة التموين، حضر اللواء وليد ابو المجد نائب وزير التموين والتجارة الداخلية، وحسام الجارحي، نائب رئيس هيئة السلع التموينية، الدكتور عمرو مدكور، مستشار الوزير لنظم المعلومات والتحول الرقمي، وأحمد كمال، معاون الوزير والمتحدث الرسمي للوزارة.

 

استعرض الجانبان خلال الاجتماع مجالات التعاون الحالية بين وزارة التموين والشركة القابضة للصناعات الغذائية وشركة مايكروسوفت، والتي تشمل ميكنة دورة العمل في المجمعات الاستهلاكية ومخازن الجملة، بهدف رفع كفاءة الأداء وتحقيق الشفافية في إدارة الموارد،وادارة مراقبة المخزون، كما ناقش الاجتماع إمكانية تطوير التعاون في مشروعات جديدة لتحسين كفاءة العمل الحكومي وتعزيز تكامل قواعد البيانات، بما يساهم في تحقيق التحول الرقمي الشامل.

 

وتناول الاجتماع أيضًا التنسيق بين وزارة التموين ومايكروسوفت لتبني أساليب متطورة لمراقبة الأسواق وتتبع حركة السلع الغذائية، بما يضمن توافرها بالأسعار المناسبة وحماية المستهلك من أي ممارسات احتكارية،وتم الاتفاق على أهمية تطبيق حلول تكنولوجية مبتكرة لضمان مراقبة أفضل للأسواق وتحقيق الانضباط في تداول السلع.

 

وفي ختام الاجتماع، أكد الدكتور شريف فاروق على أهمية التعاون مع الشركات العالمية مثل مايكروسوفت لدعم رؤية الدولة المصرية في التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن هذه الشراكات تسهم في رفع كفاءة الخدمات الحكومية وتقديمها بشكل أسرع وأكثر دقة للمواطنين.

 

من جانبه، أشاد وفد مايكروسوفت بالجهود التي تبذلها وزارة التموين في تطوير الخدمات واستخدام أحدث التقنيات لدعم عمليات التحول الرقمي في مصر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أجتماعا موسعا الاجتماع الاستثمار الاستهلاكية التحول الرقمي التعاون التحول الرقمي الشامل التجارة الداخلية البنية التحتية التموين والتجارة الداخلية التكنولوجية الدكتور شريف فاروق وزير التموين الدكتور شريف فاروق وزير التموين والتجارة الداخلية التحول الرقمی وزارة التموین

إقرأ أيضاً:

التحول الرقمي.. إما أن تواكب أو تتلاشى!

 

 

د. ذياب بن سالم العبري

يشهد العالم تحولات رقمية متسارعة، أعادت تشكيل ملامح الاقتصاد وأساليب الإدارة، وأصبحت التكنولوجيا محورًا رئيسيًا في تعزيز الإنتاجية وتحسين الخدمات. لم تعد المؤسسات العُمانية بمنأى عن هذا التطور، بل أصبح التحول الرقمي ضرورة استراتيجية، وليس مجرد خيار، لمواكبة التغيرات وتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية "عُمان 2040" التي تسعى إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار والتقنيات الحديثة.

التحول الرقمي لا يقتصر على إدخال التكنولوجيا، بل هو تحول شامل في طريقة التفكير والإدارة واتخاذ القرارات. إنه رحلة تتطلب قيادة واعية تمتلك المرونة والقدرة على توظيف البيانات في صناعة القرار، لضمان تحقيق الأهداف المنشودة وتعزيز الكفاءة التشغيلية. كما إن مفهوم "التحول الرقمي اليومي" أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا؛ حيث تؤثر التكنولوجيا على كل جانب من جوانب الأعمال والخدمات، من المعاملات المصرفية إلى التجارة الإلكترونية والرعاية الصحية، مما يفرض على المؤسسات تبني استراتيجيات جديدة لمواكبة التغيرات المتسارعة.

لضمان نجاح هذا التحول، لا بُد أن تكون الرؤية واضحة بحيث تتكامل المبادرات الرقمية مع الأهداف التنموية للسلطنة، وتسهم في بناء اقتصاد رقمي متقدم. وهذا يتطلب قدرة عالية على التكيف مع التقنيات الحديثة، وإعادة تعريف طرق العمل، والتفاعل مع العملاء بوسائل أكثر سرعة وكفاءة. وعلى سبيل المثال، أصبح العملاء في القطاع المصرفي يفضلون التعاملات الرقمية بدلًا من زيارة الفروع التقليدية؛ مما دفع البنوك إلى تطوير تطبيقات مبتكرة تسهل عمليات التحويل المالي والاستشارات الذكية. وفي قطاع التجارة، أصبحت المنصات الإلكترونية أساسًا لنجاح المؤسسات؛ حيث توفر للزبائن تجربة تسوق أكثر سهولة وأمانًا.

لكن نجاح التحول الرقمي لا يرتبط فقط بتبني التكنولوجيا؛ بل يتطلب تحولًا ثقافيًا داخل المؤسسات؛ حيث ينبغي تشجيع الموظفين على التكيف مع الأدوات الرقمية الجديدة، وتعزيز بيئة الابتكار والتجربة المستمرة. فالمؤسسات التي لا تستثمر في تطوير مهارات كوادرها ستجد نفسها متأخرة في سباق التنافسية، مما يستلزم تكثيف التدريب والتأهيل لضمان الجاهزية لاستخدام التقنيات الحديثة بكفاءة.

إلى جانب ذلك، أصبحت القرارات المستندة إلى البيانات عاملًا حاسمًا في نجاح المؤسسات، حيث تتيح التحليلات الرقمية تحسين التخطيط الاستراتيجي، وفهم اتجاهات السوق، والتعرف على احتياجات العملاء بدقة أكبر. كما أن التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة أصبح ضرورة لكسر الحواجز الإدارية وتحقيق تكامل رقمي يسهم في تحسين جودة الخدمات وزيادة الإنتاجية. فعلى سبيل المثال، يمكن ربط أنظمة الصحة الإلكترونية بالمستشفيات والمراكز الصحية لتوفير خدمات طبية أكثر دقة وفاعلية، تعتمد على الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر وتحليل البيانات الصحية.

ورغم هذه الفرص، فإن التحديات لا تزال قائمة، وأبرزها مقاومة التغيير. ولا يزال البعض يفضل الطرق التقليدية في العمل، مما يستدعي تكثيف البرامج التوعوية والتدريبية لإبراز فوائد التحول الرقمي، وتعزيز تقبل المجتمع لهذه التغيرات. كما أن بعض المؤسسات تعتمد على أنظمة قديمة تعيق الرقمنة؛ مما يتطلب وضع خطط تحديث تدريجية لضمان الانتقال السلس دون التأثير على استمرارية العمل. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص الكفاءات المتخصصة في التقنيات الحديثة يمثل تحديًا آخر، مما يستوجب الاستثمار في التعليم والتدريب المهني لضمان استدامة الكفاءات الرقمية في مختلف القطاعات. ولا يمكن إغفال أهمية الأمن السيبراني؛ حيث يجب وضع استراتيجيات متكاملة لحماية البيانات وضمان الامتثال للمعايير الأمنية المحلية والدولية.

ولضمان نجاح القادة في قيادة التحول الرقمي، لا بُد من تعزيز ثقافة الابتكار، والقدرة على التكيف مع التطورات المتسارعة، وتمكين الكفاءات الوطنية. كما إن تحسين تجربة المواطن أصبح ضرورة مُلحَّة؛ حيث توفر الحلول الرقمية فرصًا هائلة لتطوير الخدمات الحكومية وجعلها أكثر كفاءة وذكاء. على سبيل المثال، يمكن للجهات الحكومية الاستفادة من تقنيات الهوية الرقمية والتوقيع الإلكتروني لتقديم خدمات أسرع وأكثر أمانًا، مما يسهم في تقليل الإجراءات الورقية ورفع كفاءة الأداء.

إنَّ مستقبل سلطنة عُمان يعتمد بشكل أساسي على قدرة مؤسساتها وقياداتها على تبني التحول الرقمي كعنصر جوهري في استراتيجياتها؛ فالتحول الرقمي ليس مجرد تحديث للأنظمة؛ بل هو نقلة نوعية في طريقة التفكير والإدارة، وهو اليوم مسألة بقاء واستمرار، وليس مجرد تحسين وتطوير. فإمَّا أن نواكب هذا التغيير ونسابق الزمن، أو نجد أنفسنا متأخرين في عالم يتجه بسرعة نحو المستقبل الرقمي.

مقالات مشابهة

  • وزير العدل يبحث مع نائبة المبعوث الأممي لسوريا مجالات التعاون لتطوير القضاء
  • جامعة أسيوط تستقبل وفدًا من وزارة المالية لمتابعة تطوير النظام المالي والتحول الرقمي
  • وزير التموين: رصيد القمح يكفى حتى 3.4 شهر.. والسكر لأكثر من 14 شهرًا
  • محافظ حمص يبحث مع وفد أممي التعاون في مجالات الاستجابة الإنسانية والتعافي المبكر
  • وزير الطاقة يبحث مع ممثل منظمة اليونيسف في سوريا التعاون المشترك في ‏مجالات الطاقة والدعم الإنساني
  • التحول الرقمي.. إما أن تواكب أو تتلاشى!
  • وزير الطاقة والسفيرة الكندية يبحثان فرص التعاون
  • وزير الصحة يبحث مع الصحة العالمية مستجدات المبادرة العالمية لسرطان الأطفال
  • وزير الصحة يبحث مع وفد منظمة الصحة العالمية مستجدات المبادرة العالمية لسرطان الأطفال
  • وزير العدل يبحث مع رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر‏ مجالات التعاون في ‏الشؤون الإنسانية