حزب الله بعد أمينه العام الثالث
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
30 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: علي المؤمن
ابتداء؛ ينبغي معرفة الموقع الاجتماعي لحزب الله في لبنان؛ للتوصل إلى طبيعة تأثير الوقائع والأحداث عليه، صغيرة كانت أو مصيرية، كما حدث في العام 2006، وكما يحدث الآن.
باختصار شديد؛ حزب الله ليس حزباً سياسياً أو كتلة انتخابية أو تنظيماً تابعاً لشخصية (رمز) أو مليشيا مسلحة؛ إنما هي جماعة اجتماعية دينية سياسية، أي أنها إفراز طبيعي للاجتماع الديني الشيعي اللبناني، وهكذا جماعات لصيقة بالمجتمع الديني الغالب وثقافته وبنيته الإنسانية؛ لا تنهار بانهيار قيادتها او انهيار أحد أجهزتها؛ لأن الترميم فيها يكون تلقائياً.
أما على مستوى المتغيرات التفصيلية داخل الحزب؛ فأوجزها بما يلي:
1- إن الذي يقود حزب الله الآن هو الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام، والذي أصبح أميناً عاماً بالوكالة ورئيساً للمجلس الجهادي (العسكري) بعد استشهاد السيد نصر الله مباشرة، وسيبقى في منصبيه هذين لحين انتخاب أمين عام جديد. ولا تزال 75% من أجهزة الأمانة العامة تعمل بشكل طبيعي، وباتت تحت الإشراف المباشر للشيخ نعيم قاسم.
2- أصبح السيد هاشم صفي الدين نائباً للأمين العام بالوكالة ونائباً لرئيس المجلس الجهادي، مع احتفاظه بمنصبه الأصلي رئيساً للمجلس التنفيذي للحزب، وهو المرشح لمنصب لأمين العام الجديد (الرابع).
3- لا يزال رئيس المجلس السياسي للحزب السيد إبراهيم أمين السيد، وكل أعضاء المجلس، كما هم لم يتغيروا، وكذا أجهزته لا تزال تعمل بانسيابية؛ فالجسد السياسي في الحزب لم يتأثر خلال الحرب بنسبة 100%.
4- لا يزال السيد هاشم صفي الدين يترأس المجلس التنفيذي، كما لا يزال أعضاء المجلس في مواقعهم دون تأثر وتغيير، باستثناء الشيخ نبيل قاووق، نائب رئيس المجلس، الذي استشهد أمس. كما لا تزال أجهزة المجلس التنفيذي تعمل بشكل طبيعي.
5- إن الجسد الجهادي للحزب هو الوحيد الذي تأثر تأثراً مباشراً، ولكن ينحصر التأثر بقياداته الرأسية فقط، أما التشكيلات العسكرية؛ فلا تزال كما هي؛ بعديدها وعدتها؛ فالقوات البرية وقوات الرضوان (الخاصة) لا تزال كما هي بنسبة 90%، فيما لا تزال القوة الصاروخية سليمة بنسبة 80%. والأهم من ذلك؛ فقد تم ملئ 70% من الشواغر التي حدثت في المجلس الجهادي (القيادة العسكرية)، بعد تعيين أعضاء جدد فيه من الخط الثاني، وهم قادة ميدانيون ذوو خبرة عالية في العمل العسكري. وتأتي السرعة في ملء الشواغر، لأن الحزب سبق أن وضع لكل عضو من أعضاء المجلس الجهادي بديلين أول وثاتي.
6- لم يتأثر الجسد التنظيمي للحزب؛ بل لا يزال مترابطاً ومنسجماً وفاعلاً، باستثناء إلغاء بعض اجتماعاته الداخلية في مناطق القتال والقصف في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية.
7- لجان الحزب الرأسية الأخرى؛ كالهيئة الشرعية برئاسة الشيخ محمد يزبك والكتلة البرلمانية والوزارية برئاسة محمد رعد، وكذا مجلس الشورى؛ تعمل بشكل طبيعي، وهي لم تتأثر، لا في أعضائها ولا أعمالها، باستثناء رئاسة مجلس الشورى المتمثلة بالأمين العام الثالث الشهيد، وقد أخذ مكانه في رئاسة المجلس بالوكالة أيضاً الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام بالوكالة حالياً.
وكخلاصة للوضع الداخلي في حزب الله؛ فإن ما معدله 90% من الجسد السياسي والبرلماني والحكومي، والجسد المدني (التنفيذي والتنظيمي)، والأمانة العامة؛ لا يزال كما هو دون أن يتأثر، في حين أن التأثر في الجسد العسكري؛ يقتصر على المجلس الجهادي (القيادة العسكرية) وليس كل الجسد العسكري، والذي لا يزال يحتفظ بعدته وعديده بنسبة 80%.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: حزب الله لا تزال لا یزال
إقرأ أيضاً:
حزب الله يعلن رسميا مقتل أمينه العام حسن نصر الله
أكد حزب الله اللبناني مقتل الأمين العام حسن نصر الله، بعد ساعات من بيان الجيش الإسرائيلي بمقتله.
وجاء ذلك في بيان رسمي للجماعة، قال فيه: "لقد التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عاما، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفًا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992 حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006 وسائر معارك الشرف والفداء، وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان رسمي، السبت، عن مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، والقيادي في حزب الله، علي كركي.