كيف يسهم النوم الكافي في تقليل مخاطر أمراض القلب؟
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
النوم هو أحد العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على الصحة العامة، فهو لا يقتصر على الراحة البدنية فقط بل يلعب دوراً حيوياً في العمليات البيولوجية المختلفة. ومع تزايد التوتر وضغوط الحياة، يتعرض الكثير من الناس لمشاكل في النوم، سواء من حيث الكمية أو الجودة. قد تكون لهذه المشاكل تأثيرات خطيرة على الصحة، وخاصة على صحة القلب، وخلال السطور التالية نقدم لك العلاقة بين النوم وصحة القلب، وكيف يمكن أن تؤدي قلة النوم أو اضطرابه إلى مشاكل قلبية خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين التاجية.
قلة النوم تؤدي إلى تأثيرات سلبية مباشرة على صحة القلب والأوعية الدموية. أشارت الدراسات إلى أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات يومياً يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بمقدار الضعف مقارنةً بالأشخاص الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم. ويرجع ذلك إلى أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة إنتاج هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يزيد من ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بصورة غير منتظمة.
اضطراب النوم وارتفاع ضغط الدم
النوم المتقطع أو غير الكافي يمكن أن يؤدي إلى عدم استقرار ضغط الدم، وهو أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب. عند عدم الحصول على نوم جيد، يبقى ضغط الدم مرتفعاً لفترات أطول من المعتاد، ما يضع عبئاً إضافياً على الأوعية الدموية ويزيد من خطر الإصابة بجلطات أو نوبات قلبية.
التأثير على معدل ضربات القلب
النوم الجيد يساعد في تنظيم معدل ضربات القلب. الأفراد الذين يعانون من اضطرابات النوم، مثل توقف التنفس أثناء النوم، يكونون أكثر عرضة لاضطرابات في نبضات القلب مثل الرجفان الأذيني، والذي يزيد من خطر حدوث سكتات قلبية.
كيفية تحسين جودة النوم للحفاظ على صحة القلب
1. الالتزام بجدول نوم منتظم
النوم في أوقات محددة يساعد الجسم على تنظيم ساعته البيولوجية.
2. ممارسة الرياضة بانتظام
يمكن للنشاط البدني تحسين جودة النوم وتقليل مستويات التوتر.
3. تجنب الكافيين قبل النوم
الكافيين قد يؤثر سلباً على قدرة الجسم على الاسترخاء.
4. خلق بيئة نوم مريحة
التأكد من أن غرفة النوم هادئة، مظلمة، ودرجة حرارتها مناسبة يسهم في تحسين جودة النوم.
النوم الجيد ليس مجرد رفاهية بل هو ضرورة للحفاظ على صحة القلب. قلة النوم أو اضطرابه يمكن أن تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة. من هنا تأتي أهمية الانتباه إلى جودة وكميات النوم والالتزام بالعادات الصحية التي تحمي القلب من التعرض للمشاكل الصحية على المدى الطويل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النوم النوم وصحة القلب على صحة القلب قلة النوم ضغط الدم
إقرأ أيضاً:
هل تجلب الفيدرالية الازدهار لسوريا أم تؤدي إلى انهيارها؟
قال موقع "جيوبوليتيكال مونيتور" إن تفكيك السلطة المركزية في دمشق لن يسهم في ازدهار البلاد، بل قد يؤدي إلى انهيارها مسلطا الضوء على الدعوات إلى تحويل سوريا إلى دولة فيدرالية بعد سقوط حكم الأسد.
وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي 21"، إن التحول الذي شهدته سوريا كان استثنائيًا بكل المقاييس. ففي الأشهر التي تلت إسقاط الثوار لحكومة الأسد، رُفعت العديد من العقوبات المفروضة على اقتصادها، وتصدرت الحكومة الجديدة والرئيس أحمد الشرع عناوين الصحف عالميا، لكن الدعوات إلى فدرلة البلاد لا تزال تلقى صدى واسعًا.
ويرى أن الحجج المؤيدة لفدرلة سوريا قوية بالنظر إلى تاريخ الدكتاتورية والطائفية في البلاد، إلى جانب الحرب الأهلية التي مزقت المجتمع وأوقعت مناطق واسعة من سوريا تحت سيطرة مليشيات محلية، لا يزال الكثير منها يشكك في الحكومة الجديدة.
وتخوض الحكومة منذ فترة مفاوضات مع ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية بهدف الوصول إلى اتفاق نهائي لدمج الفصائل الكردية، لكن الأمور لم تتضح بعد.
ويضيف الموقع أن خيار الفدرلة يكتسب زخمًا في الغرب، مدفوعا بما تروجه وسائل الإعلام الإسرائيلية ومراكز أبحاث بارزة في واشنطن، ويُنظر إليها كحل وحيد لحماية الأقليات وتجنب "دوامة لا نهائية من الصراع".
لكن المقارنات مع النظام الفدرالي الأمريكي غير منطقية -وفقا للموقع- لأن الظروف مختلفة في الشرق الأوسط، ما يجعل فدرلة سوريا حلًا قصير النظر بالنسبة للتحديات التي تواجهها البلاد.
تقييد الحكومة
أوضح الموقع أن الفيدرالية قد تعني تقييد الحكومة في دمشق، مما قد يجعلها عاجزة عن كبح جماح الجهات التي تريد تمزيق البلاد، حيث لا تزال هناك شبكة معقدة من المليشيات التي تجوب سوريا، وهي لا تقل ضررًا عن أي بيروقراطية في دمشق.
ويرى أن نجاح الحكومة السورية في تجنب هذا السيناريو يتطلب التركيز على توفير الأمن والخدمات وضمان المساءلة وتطوير الاقتصاد.
وفي وقت تحتاج فيه البلاد إلى إعادة ربط مكونات المجتمع الذي مزقته الحرب، لا تستطيع سوريا تحمل حكومة عاجزة أمام المليشيات والفساد والقوى الأجنبية.
والأدلة على ذلك واضحة حسب الموقع ، إذ لا توجد تقريبًا دول لا مركزية في الشرق الأوسط، وقد أظهرت التجارب في العراق ولبنان أن التسويات التي تفرض تقاسم السلطة بين المكونات العرقية ليست وصفة للسلام أو النمو.
مساوئ الفدرلة
وأكد الموقع أن العنف في سوريا لن ينتهي بتحولها إلى فيدرالية، بل سيتحول مرتكبوه إلى عصابات منظمة، وهي سمة من سمات الدول الفيدرالية.
ففي العراق يضيف الموقع لم تنجح الحكومة الفيدرالية في بغداد في تمكين المجالس المحلية والمجتمع المدني، بل سمحت لشبكة معقدة من المليشيات باستخدام العنف لممارسة السياسة، والسيطرة على الخصوم، وقمع النشاط السياسي.
ويرى أن السيناريو لن يختلف في سوريا، حيث تُظهر التقارير أن العصابات والمليشيات ما تزال تمارس سلطتها خارج نطاق القانون، حتى في المدن التي تقع تحت سيطرة الحكومة مثل حمص وحماة، ومن المتوقع في ظل استمرار هذا الوضع أن تظهر فصائل منافسة لحماية الضحايا.
ويوضح أن بعض المليشيات في سوريا تفرض الضرائب والرسوم، وتستغل قطاعات مثل النفط والزراعة والمخدرات والآثار لتمويل عملياتها، وكل هذه القطاعات يجب أن تكون خاصة لسلطة الدولة من أجل أن تبني اقتصادا قويا.
كما أن ترسيخ الفدرلة وتمزيق البلاد في هذه المرحلة الانتقالية سيُبقي خطر التدخل الأجنبي قائمًا وفقا للموقع، حيث أن الكثير من المليشيات مرتبطة بالخارج، ما يعني احتمال أن تندلع حرب أهلية جديدة خدمة لأجندات خارجية.
أفضل الحلول
ويخلص الموقع إلى أن الفيدرالية ليست حلًا لإعادة إعمار سوريا، فهي لن تعزز العلاقات بين الأقليات، ولن تحفز النمو، ولن تعيد بناء اقتصاد البلاد أو بنيتها التحتية، ولن توفر الرعاية الصحية، ولن تعالج الفساد، بل ستزيد الوضع سوءًا.
ويختم بأن الغرب مطالب بأن يعمل مع الحكومة السورية الجديدة إذا أراد أن يرى دولة موحدة ومزدهرة، لا أن يعرقلها، ويبدأ ذلك بحث الحكومة على اتخاذ خطوات ملموسة لإدماج الأقليات، لأن أفضل أمل لسوريا الآن يكمن في حكومة قوية ومركزية.