عقد المجلس الأعلى للجامعات اجتماعه الدوري، برئاسة الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الإثنين، بحضور، محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، والدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس وأعضاء المجلس، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

قدم المجلس التهنئة للدكتور شريف صالح لتعيينه رئيسًا لجامعة بورسعيد متمنيًا له دوام التوفيق والسداد، كما قدم المجلس الشكر لكل من الدكتور أيمن إبراهيم رئيس جامعة بورسعيد السابق، والدكتورة راوية رزق القائم بأعمال رئيس الجامعة السابق على جهودهما المتميزة التي بذلاها خلال الفترة الماضية، مُتمنين لهما دوام التوفيق والنجاح، والدكتور محفوظ عبد الستار القائم بأعمال رئيس جامعة الغردقة، والدكتور أيمن فريد لتكليفه بالقيام بأعمال رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، والدكتور رجب محمود أحمد لتعيينه مستشارًا قانونيًا للمجلس الأعلى للجامعات.

وأكد الدكتور أيمن عاشور ضرورة تنفيذ الجامعات خطط الأنشطة الطلابية المختلفة، الرياضية، والفنية، والثقافية، والاجتماعية، ودعم الطلاب أصحاب المواهب، مشيرًا إلى أن الأنشطة الطلابية تعد من أهم أُسس المنظومة التعليمية، التي تستهدف تقوية ودعم روح الفريق، وتوطيد الروابط الإنسانية، وتوثيقها بين الطلاب، ومن أهم السُبل لاندماج الطلاب في المجتمع.

ووجه الوزير باستمرار الدور الفاعل للجامعات في تنفيذ المبادرة الرئاسية للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان» من خلال خطط تنفيذية وبرامج زمنية ومؤشرات أداء.

وأكد الوزير أهمية استمرار الجامعات في دعم واكتشاف الطلاب الموهوبين والنوابغ والمُبتكرين، وتقديم كافة أوجه الدعم اللازم لهم، وتلقي أفكارهم البحثية والابتكارية، والعمل على تطويرها، بما يُسهم في تحويل أفكارهم المُبتكرة إلى منتجات قابلة للتسويق بصورة تنافسية، والمساعدة في خلق فرص تسويقية لهم.

ووجه الوزير بتكثيف تنفيذ الندوات التوعوية والتثقيفية للطلاب حول التحديات المختلفة، وتعزيز الانتماء لديهم، وتكثيف الحملات التوعوية للطلاب، لمُواجهة المفاهيم والأفكار التي تتنافى مع المُعتقدات الدينية السمحة والموروثات الثقافية والمُجتمعية الأصيلة للشعب المصري.

كما وجه الوزير بتكثيف تنظيم زيارات ميدانية للمشروعات القومية التي يتم تنفيذها، لكي يتعرف الطلاب على حجم المشروعات التي يتم تنفيذها بمختلف القطاعات بجميع أنحاء الجمهورية.

ووجه الوزير أيضًا بأهمية تفعيل دور التحالفات الإقليمية التي تم توقيعها بين الجامعات والمؤسسات الإنتاجية والصناعية، وتنفيذ خطة التحالفات الإقليمية لدعم البحث العلمي للصناعة والاقتصاد الوطني، ومواجهة التحديات التي تواجه الأقاليم الجغرافية المختلفة على مستوى الجمهورية، ودعم تحويل المؤسسات التعليمية إلى مؤسسات ابتكارية تُسهم في جذب الكوادر العلمية المُتميزة، وذلك تنفيذًا للمبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، التي تحظى بدعم ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وتماشيًا مع تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.

كما وجه الوزير باستمرار اهتمام الجامعات بالمشاركة المُجتمعية بالتعاون مع مبادرة "حياة كريمة" من خلال إطلاق القوافل الطبية، والبيطرية، والزراعية، وتنظيم الندوات التثقيفية والفعاليات، والأنشطة المختلفة، والعمل على بناء القدرات، وبذل مزيد من الجهود في كافة المجالات الصحية، والبيئية، والبيطرية، والاجتماعية.

وأكد الوزير أهمية زيادة جهود الجامعات في ملف محو الأمية بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، تفعيلًا لدور الجامعات في خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

وقدم الوزير الشكر لرؤساء الجامعات ونوابهم، لدورهم الفاعل في تيسير إجراءات التنسيق الإلكتروني للجامعات الحكومية بالمراحل المختلفة، من خلال فتح معامل الحاسب الآلي أمام الطلاب، وتقديم الدعم الفني اللازم لهم أثناء اختيار رغباتهم، فضلًا عن المتابعة الدورية لأداء الطلاب لاختبارات القدرات بمختلف الكليات.

وأشاد الوزير بظهور عدد كبير من العلماء المصريين في قائمة جامعة ستانفورد لأعلى 2% من العلماء الأكثر استشهادًا على مستوى العالم، وذلك في مختلف التخصصات، مُقدمًا التهنئة لهم لتفوقهم ونبوغهم العلمي. ووجه الوزير بضرورة استمرار الجامعات في تقديم الدعم للباحثين لزيادة النشر العلمي في المجلات العلمية المرموقة، للارتقاء بتصنيف الجامعات المصرية في كُبرى التصنيفات العالمية.

واستعرض محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني جهود وزارة التربية والتعليم في مواجهة كثافة الفصول الدراسية، والتغلب على مشكلة عجز المدرسين بالمدارس، وأشار الوزير إلى ارتفاع نسب حضور الطلاب بمختلف المدارس على مستوى الجمهورية، مؤكدًا تحقيق الانضباط بكافة المدارس على مستوى الجمهورية.

واستمع المجلس إلى تقرير حول أبرز أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال شهر سبتمبر، وجاء في مُقدمتها تشريف الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، حفل تخرج الدفعة الأولى من طلاب الجامعات الأهلية 2024 (الملك سلمان الدولية، العلمين الدولية، الجلالة)، بحضور لفيف من السادة الوزراء ورؤساء الجامعات والشخصيات العامة، وذلك بالمتحف المصري الكبير.

وأشار التقرير إلى افتتاح الدكتور مصطفى مدبولي مقر جامعة باديا بمدينة السادس من أكتوبر.

و أوضح التقرير اجتماع الدكتور مصطفى مدبولي، لاستعراض مخطط تطوير مستشفيات جامعة القاهرة "قصر العيني"، ويتضمن المشروع زيادة المساحة الفعلية بعد التطوير إلى نحو 280 ألف متر مربع، مع استهداف زيادة عدد المرضى المعالجين سنويًا، والذي يبلغ حاليًا أكثر من 2 مليون مريض، كما تمت الإشارة إلى وجود مشروع طموح لتطوير مستشفيات جامعة "عين شمس".

وشارك الدكتور أيمن عاشور في مؤتمر "أسبوع التعلم الرقمي 2024" بباريس، لاستعرض التجربة الرائدة لبنك المعرفة المصري التي ساهمت في إتاحة الوصول المجاني إلى الخدمات التعليمية للطلاب والمعلمين والباحثين، بالإضافة إلى زيارة أكبر مركز عالمي للشركات الناشئة بفرنسا (Station F)، لتعزيز منظومة الابتكار وتسهيل نمو الشركات الناشئة في مصر، فضلًا عن عقد لقاء مع رئيس مجلس إدارة مؤسسة Open Classrooms للتعلم الإلكتروني، لبحث سُبل الاستفادة من خبرات المؤسسة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتسويق والمُقررات الإلكترونية.

وشهد رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، مراسم الافتتاح الرسمي لمقر الجامعة الألمانية الدولية "GIU" بالعاصمة الإدارية الجديدة، كما تم توقيع بروتوكولًا للتعاون المُشترك بين الدولتين في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والتطور التكنولوجي.

كما شهد الدكتور أيمن عاشور توقيع عقود مع عدد من جهات التأهيل والتصنيف البريطانية، وتشمل الكلية الملكية البريطانية للجراحين، وجمعية المحاسبين القانونيين، والمعهد المُعتمد لتكنولوجيا الهندسة المعمارية، لفتح مقرات لها في مصر، بهدف توفير برامج تدريبية مُعتمدة لتوفير المهارات اللازمة لخريجي الجامعات المصرية، وتطوير مناهج الجامعات المصرية، فضلًا عن التعاون في تدريب مُحاضرين مُعتمدين، وتوفير الاستشارات للجامعات المصرية في مجال تطوير المناهج وتنفيذ عدة برامج مشتركة في التعليم المستمر والدراسات العليا مع الجامعات المصرية.

وافتتح الدكتور أيمن عاشور ورشة عمل لإطلاق الدفعة الثانية لبرنامج رواد وعلماء مصر، كما شهد الوزير حفل استقبال الدفعات الجديدة بعدد من برامج المنح المُقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم الاحتفال بخريجي برنامج "رواد وعلماء" وبرنامج مراكز التميز للزراعة والمياه وبرنامج المنح المُنبثق من مبادرة مصر - الولايات المتحدة الأمريكية وبرنامج المنح الجامعية

وشهد الوزير توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية وشركة أسترازينكا مصر للصناعات الدوائية، لدعم وتطوير قدرات أطباء وصيادلة الأورام بالجامعات المصرية، وتطوير أساليب التواصل والتشخيص فيما بينهم، وكذلك ضمان تطبيق البرتوكولات العلاجية وفق التوصيات العالمية بعلاج الأورام، ونشرها بين الأطباء والصيادلة، وذلك من خلال التعاون بين الجانبين لعقد النسخة الثانية من البرنامج العلمي التنافسي Oncolympics الذي يُقام بمشاركة العديد من أقسام الأورام بالمستشفيات الجامعية.

ووقع الوزير بروتوكولًا للتعاون بين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية ومؤسسة بنك مصر، بهدف قيام بنك مصر بدعم خمسة مستشفيات جامعية: (مستشفى بنها الجامعي، والزقازيق الجامعي، ومستشفيات جامعات المنصورة، وأسيوط، والمنوفية)، لتوفير احتياجات المستشفيات الجامعية الخمس من الأجهزة الطبية، بما يُسهم في تطوير ورفع كفاءة مستوى الخدمة الطبية والعلاجية المُقدمة للمواطنين.

وشَهد الدكتور أيمن عاشور مراسم توقيع مُذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، وشركة العاصمة الإدارية للتنمية العُمرانية، بهدف تقديم 100 منحة دراسية كاملة بفروع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية لخريجي الثانوية العامة المتفوقين من أبناء محافظات الصعيد من المدارس الحكومية، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية باستكمال مُبادرة "100 حلم للمستقبل.. التعليم بالعاصمة الإدارية".

كما استقبل الوزير وفدًا من مؤسسة التايمز البريطانية لبحث تصنيفات الجامعات المصرية، وعقد الوزير اجتماعًا مع وفد منظمة العمل الدولية لبحث سُبل تعزيز التعاون المشترك.

وفي إطار متابعة استعدادات الجامعات لبدء العام الدراسي الجديد (2024/2025)، تفقد الدكتور أيمن عاشور جامعة حلوان الحكومية وجامعة حلوان الأهلية، في اليوم الأول للدراسة، لمتابعة انتظام سير العملية التعليمية، وتواجد أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بالحرم الجامعي منذ اليوم الأول للدراسة.

وأشار التقرير إلى عقد العديد اللقاءات والاجتماعات مع السفراء والمسئولين الأجانب، لبحث آليات تعزيز التعاون العلمي والبحثي المُشترك.

وشهد المجلس توقيع بروتوكول تعاون بين جامعة السويس وجامعة العريش، للتعاون في تطوير المناهج والخطط الدراسية، وتطوير قدرات أعضاء هيئه التدريس، وتقييم جودة البرامج وتطويرها، وتشجيع تبادل الخبرات بين أعضاء هيئة التدريس بالجامعتين للقيام بالتدريس والبحث العلمي، والتعاون في تنظيم المؤتمرات وورش العمل والتعاون في المجالات الأخرى التي تُعزز البحث العلمي ومجال التعليم والتدريب للطلاب في المجالات المختلفة.

وصرح الدكتور عادل عبد الغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن المجلس وافق على تعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات، بشأن شروط الحصول على درجة الماجستير في كليات الحاسبات والمعلومات بالجامعات المصرية، على أن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الشأن.

وأضاف المُتحدث الرسمي أن المجلس وافق على بدء الدراسة لمرحلة البكالوريوس بكلية العلوم جامعة مدينة السادات بداية من العام الدراسي 2024/2025.

كما وافق المجلس على بدء الدراسة لمرحلة البكالوريوس بكلية طب وجراحة الفم والأسنان جامعة سوهاج بداية من العام الدراسي 2024/2025.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: العاصمة الإدارية الجديدة المجلس الأعلى للجامعات وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور وزير التربية والتعليم أمين المجلس الأعلى للجامعات الدكتور محمد عبد اللطيف التعلیم العالی والبحث العلمی الدکتور أیمن عاشور بالعاصمة الإداریة الجامعات المصریة الدکتور مصطفى الجامعات فی ووجه الوزیر على مستوى تنفیذ ا من خلال

إقرأ أيضاً:

مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)

فبراير 20, 2025آخر تحديث: فبراير 20, 2025

محمد الربيعي

بروفسور متمرس ومستشار علمي، جامعة دبلن

في قلب ولاية كاليفورنيا المشمسة، حيث تتراقص اضواء التكنولوجيا وتتلاقى عقول المبتكرين، تقبع جامعة ستانفورد، شامخة كمنارة للعلم والمعرفة. ليست مجرد جامعة، بل هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى صرح عظيم، يضيء دروب الاجيال.

منذ سنوات خلت، تشكلت لدي قناعة راسخة بجودة جامعة ستانفورد، وذلك من خلال علاقات علمية بحثية مشتركة في مجال زراعة الخلايا. فقد لمست عن كثب تفاني علماء الجامعة وتميزهم، وشهدت انجازات علمية عظيمة تحققت بفضل هذا التعاون المثمر.

ولعل ما يزيد اعجابي بهذه الجامعة هو شعار قسم الهندسة الحيوية (الرابط المشترك بيننا) والذي يجسد رؤيتها الطموحة: “بينما نستخدم الهندسة كفرشاة، وعلم الاحياء كقماش رسم، تسعى الهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد ليس فقط الى الفهم بل ايضا الى الابداع”. انه شعار ينم عن شغف اعضاء القسم بالابتكار وتطوير المعرفة، ويؤكد التزامهم بتجاوز حدود المالوف.

البداية: قصة حب ملهمة

تعود جذور هذه الجامعة العريقة الى قصة حب حزينة، ولكنها ملهمة. ففي عام 1885، فقد حاكم ولاية كاليفورنيا، ليلاند ستانفورد، وزوجته جين ابنهما الوحيد، ليلاند جونيور. وبدلا من الاستسلام للحزن، قررا تحويل محنتهما الى منحة، وانشا جامعة تحمل اسم ابنهما، لتكون منارة للعلم والمعرفة، ومصنعا للقادة والمبتكرين.

ستانفورد اليوم: صرح شامخ للابداع

تقف جامعة ستانفورد اليوم شامخة كواحدة من اعرق الجامعات العالمية، ومنارة ساطعة للابداع والابتكار. فهي تحتضن بين جدرانها نخبة من الاساتذة والباحثين المتميزين الذين يساهمون بشكل فعال في اثراء المعرفة الانسانية ودفع عجلة التقدم الى الامام. ولا يقتصر دور ستانفورد على تخريج العلماء والمهندسين المهرة، بل تسعى جاهدة ايضا الى تنمية مهارات ريادة الاعمال لدى طلابها، لتخريج قادة قادرين على احداث تغيير ايجابي في العالم.

ويعود الفضل في هذا التميز لعدة عوامل، لعل من ابرزها تبنيها لمفهوم الحريات الاكاديمية. وكما اجاب رئيس الجامعة على سؤال لماذا اصبحت ستانفورد جامعة من الطراز العالمي في غضون فترة قصيرة نسبيا من وجودها اجاب لان: “ستانفورد تكتنز الحرية الاكاديمية وتعتبرها روح الجامعة”. هذه الحرية الاكاديمية التي تمنح للاساتذة والباحثين والطلاب، هي التي تشجع على البحث العلمي والتفكير النقدي والتعبير عن الاراء بحرية، مما يخلق بيئة محفزة للابداع والابتكار.

من بين افذاذ ستانفورد، نذكر:

ويليام شوكلي: الفيزيائي العبقري الذي اخترع الترانزستور، تلك القطعة الصغيرة التي احدثت ثورة في عالم الالكترونيات، وجعلت الاجهزة الذكية التي نستخدمها اليوم ممكنة.

جون فون نيومان: عالم الرياضيات الفذ الذي قدم اسهامات جليلة في علوم الحاسوب، والفيزياء، والاقتصاد. لقد وضع الاسس النظرية للحوسبة الحديثة، وكان له دور كبير في تطوير القنبلة الذرية.

سالي رايد: لم تكن ستانفورد مجرد جامعة للرجال، بل كانت حاضنة للمواهب النسائية ايضا. من بين خريجاتها المتميزات، سالي رايد، اول امراة امريكية تصعد الى الفضاء، لتثبت للعالم ان المراة قادرة على تحقيق المستحيل.

سيرجي برين ولاري بيج: هذان الشابان الطموحان، التقيا في ستانفورد، ليؤسسا معا شركة كوكل، التي اصبحت محرك البحث الاكثر استخداما في العالم، وغيرت الطريقة التي نجمع بها المعلومات ونتفاعل مع العالم.

هؤلاء وغيرهم الكثير، هم نتاج عقول تفتحت في رحاب ستانفورد، وتشربت من علمها ومعرفتها، ليصبحوا قادة ومبتكرين، غيروا وجه العالم. انهم شهادة حية على ان ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي منارة للعلم والمعرفة، ومصنع للاحلام.

وادي السيلكون: قصة نجاح مشتركة

تعتبر ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيلكون، الذي اصبح مركزا عالميا للتكنولوجيا والابتكار. فقد ساهمت الجامعة في تخريج العديد من رواد الاعمال الذين اسسوا شركات تكنولوجية عملاقة، غيرت وجه العالم. كما انشات ستانفورد حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لدعم الطلاب والباحثين وتحويل افكارهم الى واقع ملموس.

ولكن، كيف اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في هذا النجاح؟

الامر لا يتعلق فقط بتخريج رواد الاعمال، بل يتعدى ذلك الى عوامل اخرى، منها:

تشجيع الابتكار وريادة الاعمال: لم تكتف ستانفورد بتدريس العلوم والتكنولوجيا، بل عملت ايضا على غرس ثقافة الابتكار وريادة الاعمال في نفوس طلابها. وشجعتهم على تحويل افكارهم الى مشاريع واقعية، وقدمت لهم الدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق ذلك.

توفير بيئة محفزة: لم تقتصر ستانفورد على توفير المعرفة النظرية، بل انشات ايضا بيئة محفزة للابتكار وريادة الاعمال. وشجعت على التواصل والتفاعل بين الطلاب والباحثين واعضاء هيئة التدريس، وتبادل الافكار والخبرات.

انشاء حاضنات الاعمال ومراكز الابحاث: لم تكتف ستانفورد بتخريج رواد الاعمال، بل انشات ايضا حاضنات اعمال ومراكز ابحاث، لتوفير الدعم المادي والمعنوي للطلاب والباحثين، ومساعدتهم على تحويل افكارهم الى شركات ناشئة ناجحة.

جذب الاستثمارات: لم تكتف ستانفورد بتوفير الدعم للطلاب والباحثين، بل عملت ايضا على جذب الاستثمارات الى وادي السيليكون، من خلال بناء علاقات قوية مع الشركات والمستثمرين، وعرض الافكار والمشاريع المبتكرة عليهم.

وبفضل هذه العوامل وغيرها، اصبحت ستانفورد شريكا اساسيا في نجاح وادي السيليكون، وساهمت في تحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ومن الامثلة على ذلك:

شركة غوغل: التي تاسست على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما سيرجي برين ولاري بيج.

شركة ياهو: التي تاسست ايضا على يد اثنين من طلاب ستانفورد، وهما ديفيد فيلو وجيري يانغ.

شركة هيوليت-باكارد: التي تاسست على يد اثنين من خريجي ستانفورد، وهما ويليام هيوليت وديفيد باكارد.

هذه الشركات وغيرها الكثير، هي دليل على الدور الكبير الذي لعبته ستانفورد في نجاح وادي السيليكون، وتحويله الى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار.

ستانفورد: اكثر من مجرد جامعة

ستانفورد ليست مجرد جامعة، بل هي مجتمع حيوي، يجمع بين الطلاب من جميع انحاء العالم، ليتبادلوا الافكار والخبرات، ويبنوا مستقبلا مشرقا لانفسهم ولوطنهم. كما انها مركز للبحث العلمي، حيث تجرى ابحاث رائدة في مختلف المجالات، تساهم في حل المشكلات العالمية، وتحسين حياة الناس.

الخلاصة: ستانفورد، قصة نجاح مستمرة

باختصار، جامعة ستانفورد هي قصة نجاح ملهمة، بدات بحلم، وتحولت الى واقع ملموس. انها صرح شامخ للعلم والمعرفة، ومصنع للقادة والمبتكرين، ومركز للابداع والابتكار. وستظل ستانفورد تلهم الاجيال القادمة، وتساهم في بناء مستقبل مشرق للانسانية جمعاء.

 

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي: صندوق رعاية المبتكرين يدعم المشروعات التي تحقق التنمية المستدامة
  • وزير التعليم العالي يبحث سبل تعزيز التعاون مع وفد جامعة إسكس البريطانية
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم (الحلقة 5)
  • «المنفي» يلتقي «اللجنة الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي»
  • وزير التعليم العالي يؤكد علي الدور الحيوي الذي تلعبه جامعة المنوفية في مجال التعليم والبحث العلمي
  • وزير التعليم العالي يشهد حفل إطلاق مبادرة «مراكز مهارات القرن الـ21 »
  • «الأعلى للجامعات» يطلق مبادرات مُبتكرة لدعم الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي|تفاصيل
  • وزير التعليم العالي يشيد بدور الجامعات الخاصة في تقديم تعليم متميز
  • وزير التعليم العالي يرأس اجتماع مجلس الجامعات الخاصة بجامعة الريادة في السادات
  • «الأعلى للجامعات»: إعداد مقترح لتوحيد مسميات لجان أخلاقيات البحث العلمي