موقع 24:
2024-09-30@15:26:52 GMT

رزان المبارك تدعو إلى تكامل إجراءات مواجهة تغير المناخ

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

رزان المبارك تدعو إلى تكامل إجراءات مواجهة تغير المناخ

شاركت رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ ضمن فريق رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، في عدة فعاليات مناخية مهمة خلال أسبوع المناخ في مدينة نيويورك الأسبوع الماضي.

وفي إطار دورها كرائدة للأمم المتحدة للمناخ في مؤتمر الأطراف COP28، تدعم رزان المبارك اتخاذ إجراءات مناخية طموحة في الاقتصاد الحقيقي بالتوازي مع العمل المشترك متعدد الأطراف، وتركز أولوياتها الرئيسة على تعزيز الترابط بين المناخ والطبيعة، وتسريع وتيرة تدفق التمويل وتوفيره لدعم حماية الطبيعة والشعوب الأصلية، وضمان إشراك الفئات المهمشة وهذه الشعوب في الدبلوماسية المناخية، وإعلاء أصواتها في عملية صنع القرارات المناخية ضمن منظومة عمل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

تمويل مشاريع الطبيعة

وفي 23 سبتمبر (أيلول) الجاري قدمت رزان المبارك تقريراً بعنوان "توسيع نطاق تمويل مشروعات حماية الطبيعة في الوقت الحاضر: الفرص المتاحة للمستثمرين في البرازيل وخارجها"، يوضح جدوى الاستثمارات في الحلول القائمة على الطبيعة؛ حيث يذكر التقرير أن البرازيل هي أكبر سوق حاليًا للاستثمارات والفرص القائمة على الطبيعة بقيمة تبلغ نحو 21 مليار دولارأمريكي، وأكثر من على مستوى العالم.
وأكدت رزان المبارك أن من أبرز نتائج COP28 التركيز على أهمية الحلول القائمة على الطبيعة بصفتها إحدى الوسائل اللازمة لتحقيق الحياد المناخي، مشيرة إلى دعوة معظم الدول في العام الماضي في دبي إلى وقف إزالة الغابات ووضع 160 حكومة خارطة طريق لإدماج حماية الطبيعة والأنظمة الغذائية في جهود معالجة تغير المناخ، مع التشديد على ضرورة توفير التمويل اللازم لذلك من القطاعَين الحكومي والخاص.
ولفتت إلى ضرورة توسيع نطاق تمويل المشروعات المرتبطة بالطبيعة، بمضاعفة الاستثمار في الحلول القائمة على الطبيعة لمواجهة تغير المناخ بحلول عام 2030 وزيادته ثلاث مرات بحلول عام 2050، مؤكدة أهمية زيادة حصة تمويل الاستثمارات في مشروعات حماية الطبيعة للدول النامية.

تحالف لدعم الحياد المناخي

وبالشراكة مع الدكتور عفيف سيف اليافعي، الرئيس التنفيذي لشركة "ترانسكو" التابعة لشركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، ترأست رزان المبارك في 24 سبتمبر اجتماعًا مع ممثلين عن عدد من الشركات العالمية الرائدة في قطاع المرافق العامة المنضمة إلى تحالف شركات المرافق لدعم الحياد المناخي "UNEZA" الذي تم إطلاقه خلال COP28 تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ومكتب رواد الأمم المتحدة للمناخ.
ويطمح أعضاء التحالف إلى زيادة استثماراتهم في الطاقة المتجددة بمقدار 2.6 مرة بحلول عام 2030، وأعلن أعضاؤه الـ 39 في نيويورك عن نيتهم المشتركة لاستثمار أكثر من 116 مليار دولار سنويًا في توليد الطاقة النظيفة وتطوير البنية التحتية لشبكات الكهرباء على مستوى العالم في السنوات القادمة.
وتعليقاً على ذلك، قالت رزان المبارك "مع تقدمنا نحو تحقيق أهداف الحياد المناخي، يبرهن تحالف شركات المرافق لدعم الحياد المناخي على أهمية تضافر الجهود لإنجاز مستهدفات 2030 من الحلول المناخية، وتنفيذ بنود اتفاق الإمارات التاريخي المتعلقة بزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول 2030، وتعكس هذه الالتزامات التي تم الإعلان عنها حجم وطموح مساعينا المشتركة".

انضمام الإمارات للجنة المحيطات

وفي اليوم التالي، حضرت رزان المبارك اجتماع قادة اللجنة العليا لاقتصاد المحيطات المستدام "لجنة المحيطات"، حيث أعلنت رسميًا قرار دولة الإمارات بالانضمام إلى المبادرة، وقالت إن لجنة المحيطات هي مبادرة عالمية فريدة من نوعها، تعمل على حشد القيادة السياسية وتعزيز العمل المشترك بين العديد من الأطراف المعنية نحو تحقيق اقتصاد مستدام للمحيطات، ويتطلب تحقيقها نجاحاً ملموساً تنسيق الجهود في كافة الأطر الرئيسة العالمية مثلهدف حماية ما لا يقل عن 30% من الموائل البرية والبحرية بحلول عام 2030 الذي حدده الإطار العالمي للتنوع البيولوجي، وأهداف التنمية المستدامة، وهدف 1.5 درجة مئوية الذي حدده اتفاق باريس.
وأضافت أن هذا التعاون سيفتح آفاقًا لتحقيق مصالح مشتركة مهمة للتنوع البيولوجي، والمرونة المناخية، والازدهار الاقتصادي على المدى البعيد.

تمويل أسرع وأدق

وفي 26 سبتمبر (أيلول)، شاركت رزان المبارك في استضافة في جلسة نقاشية بعنوان "من COP28 إلى COP30.. ضمان استفادة الشعوب الأصلية من التمويل المناخي"، في مقر البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بالتعاون مع نيجار أرباداراي، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف COP29.
وضمت الفعالية المغلقة أبرز الحكومات المانحة وعدداً من ممثلي مؤسسات التمويل ومجتمعات الشعوب الأصلية لمناقشة آليات تقديم التمويل بشكل أسرع وأكثر دقة.
وجاءت أهمية الفعالية نظراً إلى أن التمويل البالغة قيمته 1.7 مليار دولار المخصص لهذا المجال والذي تعهدت به الدول في مؤتمر COP26 في غلاسكو تنتهي مدته بحلول مؤتمر COP30.
وأكدت رزان المبارك ضرورة تعزيز وصول التمويل المناخي إلى الشعوب الأصلية بشكل مباشر، ودعم جهودهم للحصول على مخصصات تمويلية جديدة خلال COP30، موضحة أن الشعوب الأصلية مسؤولة عن إدارة وحماية ربع مساحة اليابسة وتتصدر جهود مواجهة تغيرات المناخ؛ مما يستوجب أن تكون الطبيعة والشعوب الأصلية في صدارة التزامات وتعهدات التمويل الجديدة.
وشددت على ضرورة الاستمرار في المطالبة بتعزيز ارتباط الشعوب الأصلية بمصادر ومؤسسات التمويل الحالية والمستقبلية المكلفة بتوفير الدعم المالي لمجتمعاتهم، لافتةً إلى أنها ستكثف جهودها لتعزيز هذه المحادثات والشراكات الاستراتيجية حتى مؤتمر COP29، الذي يشكل محطة مهمة في مسار العمل المطلوب لتحقيق تقدم ملموس في هذه الأجندة.

خطاب النوايا

كما حضرت في 27 سبتمبر مراسم توقيع خطاب النوايا بين دولة الإمارات وغانا، في إطار شراكة بقيمة 30 مليون دولار لدعم التنمية المجتمعية المستدامة والحلول المناخية القائمة على الطبيعة عبر ستة مجالات استثمارية حددها الخطاب منها إعادة التشجير، وممرات التنوع البيولوجي، والزراعة البيئية.
ووقّع على الخطاب كلٌ من الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، وزيرة التغير المناخي والبيئة وصموئيل أبو جينابور، وزير الأراضي والموارد الطبيعية في غانا، بحضور رزان المبارك، التي تتولى مسؤولية تمثيل دولة الإمارات في قيادة شراكة قادة الغابات والمناخ، و عبدالله بالعلاء مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة.

إجراءات حفظ الطبيعة

وفي ختام مشاركتها في أسبوع المناخ في نيويورك، شاركت رزان المبارك في استضافة حلقة نقاشية رفيعة المستوى مع ماريا سوزان امحمد غونزاليس، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في كولومبيا ورئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي لعام 2024 "COP16".
وجمعت الجلسة عدداً من رواد العمل المناخي من الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية، بهدف تعزيز جهود وضع الطبيعة في صميم العمل المناخي، بناءً على ما تحقق في COP28 واستعداداً لمؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي "COP16" الذي ينعقد بمدينة كالي في كولومبيا الشهر المقبل.
كما شهدت الجلسة إطلاق أمانة لمنصة تنسيق جهود حفظ الطبيعة ومواجهة تغير المناخ، دعماً للبيان المشترك الصادر عن COP28، بشأن حماية المناخ والطبيعة والبشر، بالتنسيق مع صندوق المناخ الأخضر.
وفي هذا الإطار أكدت المبارك أهمية إدراج إجراءات حفظ الطبيعة ضمن النسخة القادمة من المساهمات المحددة وطنياً، انطلاقاً من الدور المحوري الذي تقوم به هذه الإجراءات في جهود التخفيف من تداعيات تغيّـر المناخ والتكيّـف معها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات القائمة على الطبیعة للتنوع البیولوجی الحیاد المناخی المتحدة للمناخ الشعوب الأصلیة حمایة الطبیعة الأمم المتحدة رزان المبارک تغیر المناخ بحلول عام

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ.. خطوات للمقاومة بالزراعة والنظم الغذائية المرنة (مقال)

مقالات مشابهة توضيح مهم من “الضمان الاجتماعي” بشأن آلية الاستفادة من مبادرة حليب الأطفال المخفض

‏11 دقيقة مضت

فيفا يكشف عن الموعد المبدئي لإجراء قرعة كاس العالم للاندية 2025 والفرق المشاركة

‏39 دقيقة مضت

“رسمياً” الحكومة تُعلن إلغاء اشتراطات البناء 2021 وكيفية استخراج تراخيص المباني الجديدة

‏44 دقيقة مضت

استقبل الآن.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2024 الجديد على الأقمار الصناعية

‏48 دقيقة مضت

وزارة التربية الوطنية الجزائرية تعلن خطوات التسجيل في مسابقة توظيف مستشار التوجيه 2024

‏53 دقيقة مضت

إيطاليا تتأهب لإنشاء محطات نووية جديدة.. وتخفض دعم الطاقة الشمسية

‏ساعة واحدة مضت

تعدّ قضايا تغير المناخ من أبرز التحديات التي تواجه البشرية في الوقت الراهن، ومع تزايد تأثيرات هذه الظاهرة بالبيئة والاقتصاد والصحة العامة، يصبح من الضروري البحث عن حلول فعالة ومستدامة.

ويأتي دور الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة في هذا السياق بصفتها أدوات حيوية يمكن أن تسهم كثيرًا في النهوض بالعمل المناخي.

وتسعى الزراعة المستدامة إلى تحسين إنتاج المحاصيل مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، مما يقلل من الانبعاثات الكربونية ويعزز التنوع البيولوجي، بما يكفل مواجهة أزمة تغير المناخ بفعالية.

في الوقت نفسه، تركّز النظم الغذائية المرنة على توفير غذاء آمن وكافٍ للجميع، إلى جانب التكيف مع تغير المناخ والتحديات الاقتصادية. ومن خلال دمج هذه الممارسات يمكننا بناء مستقبل أكثر استدامة، يحقق الأمن الغذائي ويحمي البيئة.

في هذا المقال، سنستعرض كيف يمكن للزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة أن تؤدي دورًا محوريًا في مواجهة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة.

تعريف الزراعة المستدامة

هي نظام زراعي يهدف إلى إنتاج الغذاء بطرق تحافظ على البيئة وتدعم التنوع البيولوجي وتضمن العدالة الاجتماعية والاقتصادية. تشمل الزراعة المستدامة استعمال ممارسات مثل الزراعة العضوية، وإدارة المياه، وتقنيات الزراعة الدقيقة، مما يساعد على تقليل الأثر البيئي وتعزيز صحة التربة.

أهمية الزراعة المستدامة

الحفاظ على الموارد الطبيعية: تعدّ الزراعة المستدامة أسلوبًا يعتمد على استعمال الموارد الطبيعية بطريقة تضمن استدامتها للأجيال القادمة، ويشمل ذلك إدارة التربة والمياه بشكل فعال، واستعمال تقنيات مثل الزراعة العضوية، ويمكن تقليل الاعتماد على السماد الكيميائي، مما يحمي التنوع البيولوجي والنظم البيئية.

تقليل الانبعاثات الكربونية: تسهم الزراعة التقليدية كثيرًا في انبعاثات غازات الدفيئة، ولكن يمكن للزراعة المستدامة تقليل هذه الانبعاثات، على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي ممارسات مثل تناوب المحاصيل إلى تحسين صحة التربة، مما يزيد من قدرتها على تخزين الكربون، كما أن تقليل استعمال الأسمدة الكيميائية يمكن أن يقلل من الانبعاثات.

تعزيز التنوع البيولوجي: تسهم الزراعة المستدامة في تعزيز التنوع البيولوجي من خلال دعم الأنظمة البيئية الصحية.

تعريف النظم الغذائية المرنة: تشير إلى الأنظمة الغذائية التي تستطيع التكيف والتعافي من التغيرات البيئية والاجتماعية، مثل تغير المناخ أو الأزمات الاقتصادية، وتتميز هذه النظم بالقدرة على توفير غذاء كافٍ ومغذٍّ للجميع، مع تقليل الفاقد وتحسين الكفاءة في استعمال الموارد.

أمثلة على استعمال الزراعة المستدامة للنهوض بالعمل المناخي:

• الزراعة العضوية: تقليل استعمال المبيدات والأسمدة الكيميائية، مما يسهم في تقليل انبعاثات الكربون، ويحافظ على صحة التربة والمياه.

• الزراعة المتنوعة: زراعة أنواع متعددة من المحاصيل في الأرض نفسها، مما يعزز التنوع البيولوجي، ويقلل من مخاطر الآفات والأمراض.

• التقنيات الزراعية الذكية: استعمال تقنيات مثل الزراعة الدقيقة التي تعتمد على التكنولوجيا لتحسين كفاءة استعمال المياه والموارد.

• إعادة تدوير المياه: استعمال نظم الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط، لتقليل استهلاك المياه وتحسين كفاءة استعمالها.

• التسميد الحيوي: استعمال المخلفات الزراعية والسماد العضوي لتحسين خصوبة التربة، مما يقلل الحاجة للأسمدة الكيميائية.

• تطوير محاصيل: تطوير محاصيل مقاومة للجفاف والآفات، مما يساعد المزارعين على التكيف مع تغير المناخ .

أهمية النظم الغذائية المرنة

تنويع مصادر الغذاء: تعدّ النظم الغذائية المرنة ضرورية لمواجهة تغير المناخ، ومن خلال تنويع مصادر الغذاء، يمكن تقليل الاعتماد على محاصيل معينة، مما يزيد من القدرة على التكيف مع تغير المناخ.

تقليل الفاقد من الطعام: يُعدّ الفاقد من الطعام أحد أكبر التحديات التي تواجه النظم الغذائية العالمية، ومن خلال تحسين سلاسل الإمداد، يمكن تقليل الفاقد وزيادة كفاءة استعمالها، يمكن أن تسهم تقنيات التخزين الحديثة والتوزيع الفعال في تقليل الهدر.

دعم المزارعين المحلي: تعدّ الأسواق المحلية أداة قوية لدعم المزارعين والمجتمعات المحلية، ومن خلال تعزيز الزراعة المحلية، يمكن تقليل الاعتماد على الواردات، مما يعزز الأمن الغذائي، ويقلل من الانبعاثات الناجمة عن نقل الغذاء.

استعمال الطاقة الشمسية في ألمانيا بقطاع الزراعة- الصورة من The Agritect Chronoclesأمثلة على الأنظمة الغذائية المرنة للنهوض بالعمل المناخي

• زيادة استهلاك الأطعمة النباتية: تقليل استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان لصالح الخضروات والفواكه والبقوليات، مما يقلل من انبعاثات غازات الدفيئة.

• الزراعة المحلية: دعم الزراعة المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات، مما يقلل من انبعاثات النقل، ويعزز الاقتصاد المحلي.

• تقليل الفاقد من الطعام: تحسين سلسلة الإمداد وتقنيات التخزين لتقليل الفاقد من الطعام، مما يسهم في تقليل الهدر والانبعاثات الناتجة عن تحلل الطعام.

• اختيار المنتجات الموسمية: تناول الأطعمة المتاحة في موسمها، مما يقلل من الحاجة للاحتباس الحراري وتكاليف النقل.

• التغذية المستدامة: اعتماد أنظمة غذائية متوازنة وصحية تشمل الحبوب الكاملة والمكسرات، مما يعزز الصحة العامة، ويقلل من الانبعاثات الناتجة عن الأغذية المصنّعة.

• التشجيع على زراعة الحدائق المنزلية: دعم الزراعة المنزلية، مما يقلل من الاعتماد على الأسواق، ويعزز من الأمن الغذائي.

التحديات التي تواجه الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة

1- تغير المناخ: يؤثّر مباشرةً في الإنتاج الزراعي، حيث تتعرض المحاصيل لظروف غير متوقعة مثل الجفاف والفيضانات، ويتطلب ذلك من المزارعين اعتماد ممارسات زراعية أكثر مرونة وقابلية للتكيف.

2- التوجهات الاقتصادية: تؤثّر التوجهات الاقتصادية العالمية والمحلية في الزراعة المستدامة، وقد يواجه المزارعون صعوبات في الحصول على التمويل اللازم لتبنّي أساليب الزراعة المستدامة.

3- نقص المعرفة والتوعية: تعدّ المعرفة والتوعية من العوامل الأساسية التي تسهم في نجاح الزراعة المستدامة، ويحتاج المزارعون إلى التدريب والدعم لتطبيق ممارسات الزراعة المستدامة بشكل فعال.

الخطوات اللازمة للنهوض بالعمل المناخي من خلال الزراعة المستدامة

أولًا: تطوير السياسات الداعمة

يتطلب النهوض بالزراعة المستدامة دعمًا سياسيًا قويًا، يجب على الحكومات وضع سياسات تشجع على استعمال الممارسات المستدامة من خلال تقديم الحوافز للمزارعين وتسهيل الوصول إلى التمويل.

ثانيًا: تعزيز البحث والتطوير

يجب دعم الأبحاث التي تركّز على تطوير تقنيات زراعية جديدة ومستدامة، ويمكن أن تسهم الابتكارات في تحسين الإنتاج وتقليل الأثر البيئي.

ثالثًا: تعزيز التعاون الدولي

تعدّ التحديات المناخية عالمية، لذا يجب تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات، ويمكن لتبادل المعرفة والخبرات بين الدول المختلفة أن يسهم في تطوير إستراتيجيات فعالة.

تعدّ الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة أدوات حيوية في النهوض بالعمل المناخي، ومن خلال تبنّي ممارسات زراعية مستدامة، يمكن تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الأمن الغذائي، ودعم التنوع البيولوجي.

إن العمل الجماعي من الحكومات، والمزارعين، والمجتمعات المحلية هو المفتاح لتحقيق هذه الأهداف، وإن التحديات التي تواجه هذا التحول كبيرة، ولكن الفرص المتاحة تفتح آفاقًا جديدة لمستقبل أكثر استدامة.

دور الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة في مواجهة تغير المناخ

1. تقليل انبعاثات الكربون: من خلال اعتماد ممارسات زراعية مستدامة مثل الزراعة العضوية، يمكن تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يسهم في التخفيف من آثار تغير المناخ.

2. تحسين صحة التربة: الزراعة المستدامة تعزز من صحة التربة، مما يزيد من قدرتها على تخزين الكربون ويحسّن من إنتاج المحاصيل.

3. تنويع المحاصيل: النظم الغذائية المرنة تشجع على زراعة محاصيل متنوعة، مما يعزز من الأمن الغذائي، ويقلل من الاعتماد على أنواع محددة من المحاصيل التي قد تتأثر بالتغير المناخي.

4. إدارة المياه: استعمال تقنيات إدارة المياه المستدامة يساعد في الحفاظ على الموارد المائية، خاصة في المناطق المعرّضة للجفاف.

5.تعزيز المجتمع المحلي: من خلال دعم الزراعة أو الممارسات المستدامة، يمكن تعزيز المجتمعات المحلية، وزيادة قدرتها على التكيف مع التغيرات البيئية.

6. زيادة الوعي والتعليم: تعزيز التعليم حول الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة يمكن أن يزيد من الوعي العام، ويساعد في تغيير العادات الغذائية نحو خيارات أكثر استدامة.

أدوات حيوية لمواجهة التحديات

تعدّ الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة من الأدوات الحيوية لمواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة، ومن خلال تحسين الإنتاج الزراعي، وتقليل الفاقد، وتعزيز التنوع البيولوجي، يمكن لهذه الأنظمة أن تسهم في بناء مستقبل غذائي مستدام وآمن للجميع.

كما تعدّ أنظمة الغذاء المرنة أداة حيوية في مواجهة التحديات المناخية، إذ تسهم في تقليل الانبعاثات وتعزيز القدرة على التكيف، ومن خلال تبنّي هذه الأنظمة يمكن تحقيق توازن أفضل بين احتياجات الغذاء وحماية البيئة، مما يسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة.

يتضح أن النهوض بالعمل المناخي من خلال الزراعة المستدامة وأنظمة الغذاء المرنة ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحّة لمواجهة التحديات البيئية المتزايدة، وتمثّل هذه الأساليب استجابة فعالة للتغيرات المناخية، إذ تسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز التنوع البيولوجي، وتحسين الأمن الغذائي.

إن التحول نحو الزراعة المستدامة يتطلب التعاون بين الحكومات، والمجتمعات المحلية، والقطاع الخاص، ويجب أن نعمل معًا على تطوير السياسات المناسبة، وتوفير التعليم والتدريب، وتعزيز الابتكار في هذا المجال.

من خلال اعتماد الممارسات الزراعية المستدامة والمرنة، يمكننا تحقيق توازن بين احتياجاتنا الغذائية وحماية كوكبنا للأجيال القادمة.

إن التزامنا بهذا الاتجاه سيفتح آفاقًا جديدة لمستقبل أكثر استدامة، إذ يمكننا جميعًا الإسهام في بناء عالم أفضل وأكثر مرونة في مواجهة التحديات المناخية.

* المهندسة هبة محمد إمام – خبيرة دولية واستشارية بيئية مصرية

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link ذات صلة

مقالات مشابهة

  • سلطان الجابر يدعو لتنفيذ «اتفاق الإمارات» المناخي
  • سلطان الجابر يدعو قادة العالم إلى تنفيذ “اتفاق الإمارات” التاريخي والاستفادة من الفرص الاقتصادية للعمل المناخي
  • تغير المناخ.. خطوات للمقاومة بالزراعة والنظم الغذائية المرنة (مقال)
  • مركز الزبير يشارك في ورشة حول "طرق التمويل بصندوق المناخ الأخضر"
  • رئاستا مؤتمر الأطراف COP28 وCOP29 تستضيفان حدثاً رفيع المستوى لدعم العمل المناخي
  • الإمارات: الاستثمار المناخي في الدول الأكثر ضعفاً أولوية
  • قرض من "صندوق أوبك" لتعزيز معالجة تغير المناخ في أرمينيا
  • قرض من "صندوق أوبك" لتعزيز معالجة تغير المناخ في أرمينيا
  • COP28 وCOP29 يبحثان سبل دعم الدول الأكثر تضرراً من تغير المناخ