يواجه حزب الله تحديا غير مسبوق في تاريخه الحديث في أعقاب اغتيال أمينه العام حسن نصر الله باستهداف إسرائيلي، وهذا الأمر يثير تساؤلات عن مقدرة الحزب على استيعاب هذا الحدث وإعادة ترتيب صفوفه.

ووفقا للمحلل السياسي والكاتب واصف عوض، فإن غياب شخصية بحجم نصر الله يمثل خسارة كبيرة ليس فقط للحزب، بل للبيئة الحاضنة للمقاومة في لبنان والعالم.

وقال "السيد نصر الله كان بمثابة "الحسين" للطائفة الشيعية، وفقدانه يثير انفعالات وتوترات مشروعة"، ومع ذلك، أشاد عوض بضبط النفس الذي أظهره أنصار الحزب، حيث لم تسجل أي ردود فعل أمنية في الشارع.

وفيما يتعلق بعملية إعادة هيكلة قيادة الحزب، أشار عوض إلى أن الأمر يتطلب وقتا لتعيين أمين عام جديد ونائب له، إضافة إلى إجراء تغييرات في المجلس التنفيذي وتعويض الكوادر والقيادات العسكرية التي فقدت، وأضاف "أعتقد أن الحزب سيتأنى في هذه المسألة، وسيركز الآن على التصدي للعدوان العسكري".

وبشأن خيارات حزب الله في هذه المرحلة، أشار عوض إلى أن الحزب لا يزال يمتلك قدرات كبيرة، مستشهدا بتصريحات إسرائيلية تقدر أن 80% من قدرات الحزب لا تزال فاعلة، ومع ذلك، يرى أن هذه القدرات تحتاج إلى مراجعة في ضوء الاغتيالات الأخيرة.

جاهزية المقاومة

وفيما يخص الرد على اغتيال نصر الله، لفت عوض إلى أن ما يحدث حاليا هو الحد الأدنى من الرد، مشيرا إلى أن الرد الأقصى يحتاج إلى قرار كبير قد يفجر المنطقة بشكل كامل، منبها إلى أن الحزب يحتاج إلى التشاور مع حلفائه في محور المقاومة، وخاصة مع إيران.

وفي سياق متصل، تطرق عوض إلى الموقف الإسرائيلي، مبينا أن إسرائيل ترى فرصة سانحة للقضاء تماما على حركات المقاومة في المنطقة، وقال "هذا مشروع تقوم به إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، وهي ستواصل في هذا الطريق مهما كان الثمن".

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أشار عوض إلى الجهود الفرنسية لتحقيق وقف لإطلاق النار، لكنه اعتبر أن الدور الفرنسي "مطلوب ولكنه غير فاعل"، مؤكدا أن الدور الحقيقي الفاعل هو الدور الأميركي، رغم أن الولايات المتحدة "تخوض الحرب مباشرة وليس بالواسطة فقط".

وبشأن الموقف الرسمي اللبناني، لفت عوض إلى ضرورة التفريق بين الخطاب الرسمي وخطاب حزب الله، موضحا أن الخطاب الرسمي يؤكد تطبيق القرار 1701، في حين يتمسك حزب الله بموقفه كمقاومة، منوها إلى موقف حزب الله الذي يربط وقف إطلاق النار في لبنان بوقفه في غزة.

ورجح أن المنطقة سوف تتجه نحو تصعيد جديد، مؤكدا أن حزب الله والمقاومة سيكونان في كامل الجاهزية للرد في الوقت المناسب، وقال "باعتقادي، التحركات والنشاطات الدبلوماسية لن تؤدي إلى نتيجة، ونحن باتجاه تصعيد جديد".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله نصر الله عوض إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

حزب الله ينفي اتخاذ إجراءات تنظيمية داخل قيادته

نفى حزب الله اللبناني أن يكون اتخذ إجراءات تنظيمية داخل قيادته عقب مقتل أمينه العام حسن نصر الله وقادة آخرين في غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال الحزب في بيان مقتضب نشره مكتبه الإعلامي في وقت متأخر من مساء الأحد إن الأنباء التي تم تداولها بهذا الشأن لا يبنى عليها ما لم يصدر بيان رسمي.

وعقب تأكيد مقتل نصر الله تحدثت تقارير إسرائيلية وغربية عن تعيين القيادي البارز هاشم صفي الدين خلفا له في قيادة الحزب.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صفي الدين تولى زمام الأمور عقب اغتيال العديد من القادة السياسيين والميدانيين، وبدأ إعادة تنظيم صفوف الحزب.

وتقول إسرائيل إن الهجوم الجوي الواسع الذي بدأته قبل أيام على لبنان يهدف إلى ضرب القدرات العسكرية لحزب الله وإبعاده عن الحدود، بهدف السماح بعودة سكان المستوطنات في الشمال.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: حركة أمل تشكل مع حزب الله تحالفا قويا واستراتيجيا
  • محلل سياسي أردني: “الضاحية الجنوبية” رخوة أمنيا ويجب إخلاؤها
  • بعد انهيار حزب الله.. محلل سياسي يكشف عن اتفاقات دولية مع إيران ستنهي الحوثيين: وعلى حزب الإصلاح تجهيز ‘‘كبش فداء’’
  • حزب الله ينفي اتخاذ إجراءات تنظيمية داخل قيادته
  • محلل سياسي: طارق صالح سيدخل صنعاء ”فاتحا على ركام البيجرات”
  • محلل سياسي: قد لا نرى حزب الله بعد نصر الله مثلما كان من قبل
  • محلل سياسي: حزب الله يحتاج إلى إعادة ترتيب داخلي بعد اغتيال حسن نصر الله
  • محلل سياسي: حزب الله في أسوء أوضاعه.. وإسرائيل تريد الحسم العسكري
  • محلل سياسي لبناني: اغتيال «نصرالله» يقود إلى تغييرات جذرية في لبنان ويمهد لحرب شاملة