محلل سياسي: حزب الله يحتاج وقتا لاستيعاب غياب نصر الله وإعادة هيكلة قيادته
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
يواجه حزب الله تحديا غير مسبوق في تاريخه الحديث في أعقاب اغتيال أمينه العام حسن نصر الله باستهداف إسرائيلي، وهذا الأمر يثير تساؤلات عن مقدرة الحزب على استيعاب هذا الحدث وإعادة ترتيب صفوفه.
ووفقا للمحلل السياسي والكاتب واصف عوض، فإن غياب شخصية بحجم نصر الله يمثل خسارة كبيرة ليس فقط للحزب، بل للبيئة الحاضنة للمقاومة في لبنان والعالم.
وقال "السيد نصر الله كان بمثابة "الحسين" للطائفة الشيعية، وفقدانه يثير انفعالات وتوترات مشروعة"، ومع ذلك، أشاد عوض بضبط النفس الذي أظهره أنصار الحزب، حيث لم تسجل أي ردود فعل أمنية في الشارع.
وفيما يتعلق بعملية إعادة هيكلة قيادة الحزب، أشار عوض إلى أن الأمر يتطلب وقتا لتعيين أمين عام جديد ونائب له، إضافة إلى إجراء تغييرات في المجلس التنفيذي وتعويض الكوادر والقيادات العسكرية التي فقدت، وأضاف "أعتقد أن الحزب سيتأنى في هذه المسألة، وسيركز الآن على التصدي للعدوان العسكري".
وبشأن خيارات حزب الله في هذه المرحلة، أشار عوض إلى أن الحزب لا يزال يمتلك قدرات كبيرة، مستشهدا بتصريحات إسرائيلية تقدر أن 80% من قدرات الحزب لا تزال فاعلة، ومع ذلك، يرى أن هذه القدرات تحتاج إلى مراجعة في ضوء الاغتيالات الأخيرة.
جاهزية المقاومة
وفيما يخص الرد على اغتيال نصر الله، لفت عوض إلى أن ما يحدث حاليا هو الحد الأدنى من الرد، مشيرا إلى أن الرد الأقصى يحتاج إلى قرار كبير قد يفجر المنطقة بشكل كامل، منبها إلى أن الحزب يحتاج إلى التشاور مع حلفائه في محور المقاومة، وخاصة مع إيران.
وفي سياق متصل، تطرق عوض إلى الموقف الإسرائيلي، مبينا أن إسرائيل ترى فرصة سانحة للقضاء تماما على حركات المقاومة في المنطقة، وقال "هذا مشروع تقوم به إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، وهي ستواصل في هذا الطريق مهما كان الثمن".
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أشار عوض إلى الجهود الفرنسية لتحقيق وقف لإطلاق النار، لكنه اعتبر أن الدور الفرنسي "مطلوب ولكنه غير فاعل"، مؤكدا أن الدور الحقيقي الفاعل هو الدور الأميركي، رغم أن الولايات المتحدة "تخوض الحرب مباشرة وليس بالواسطة فقط".
وبشأن الموقف الرسمي اللبناني، لفت عوض إلى ضرورة التفريق بين الخطاب الرسمي وخطاب حزب الله، موضحا أن الخطاب الرسمي يؤكد تطبيق القرار 1701، في حين يتمسك حزب الله بموقفه كمقاومة، منوها إلى موقف حزب الله الذي يربط وقف إطلاق النار في لبنان بوقفه في غزة.
ورجح أن المنطقة سوف تتجه نحو تصعيد جديد، مؤكدا أن حزب الله والمقاومة سيكونان في كامل الجاهزية للرد في الوقت المناسب، وقال "باعتقادي، التحركات والنشاطات الدبلوماسية لن تؤدي إلى نتيجة، ونحن باتجاه تصعيد جديد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله نصر الله عوض إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: خطة أبو مازن لإعمار غزة تهدف لإنهاء الانقسام ومواجهة مخططات الاحتلال
قال المحلل السياسي الفلسطيني ماهر صافي، إن الخطة التي سيقدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة، تتم بالتنسيق الكامل مع مصر، وتشمل جميع العناصر الضرورية لحل الأزمة الفلسطينية وتحقيق الاستقرار في غزة، وفقا لحديث الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
وأوضح صافي لـ«الوطن» أن أحد المحاور الرئيسية للخطة بسط سيادة السلطة الفلسطينية على غزة، وهو مطلب أساسي لمواجهة مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى لفصل غزة عن الضفة الغربية للتهرب من أي استحقاقات سياسية مستقبلية.
الخطة ستتضمن رؤية متكاملة لإدارة غزةوأكد أن الخطة ستتضمن رؤية متكاملة لإدارة غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب، بحيث تشمل تشكيل سلطة فلسطينية قادرة على تلبية متطلبات الإصلاح وفقًا للمعايير الدولية، بعيدًا عن أي أجندات سياسية قد يستخدمها نتنياهو ذريعة لمواصلة احتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين.
وتابع صافي أن تحقيق هدنة شاملة تمتد إلى غزة والضفة الغربية والقدس يعد أمرًا ضروريًا للشعب الفلسطيني، الذي يحتاج إلى فرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب أوضاعه، وتحقيق التنمية في مختلف المجالات.
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني أن هذه الهدنة ليست فقط فرصة للفلسطينيين، بل يمكن أن تسهم أيضًا في تغيير المشهد السياسي الإسرائيلي، فالمجتمع الإسرائيلي بات أكثر تطرفًا ويمينية، ما يشكل عائقًا أمام أي فرصة للسلام.
وأضاف أن هدنة لمدة عشر سنوات قد تفتح المجال مجددًا للحديث عن فوائد السلام، وتعزز الأصوات التي تنادي بالحلول السياسية بدلاً من تلك التي تدفع نحو الحروب.
وأشار إلى أن الفلسطينيين سيكونون المستفيد الأكبر من هدنة طويلة الأمد، حيث ستوفر فرصة لإعادة البناء، وتعزيز الاستقرار، وتحقيق مكاسب استراتيجية قد تسهم في تغيير موازين القوى في المستقبل.
صافي: حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة خطوة حاسمة لإنهاء المطامع الصهيونيةونوه صافي إلى أن حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة سيمثل خطوة حاسمة لإنهاء المطامع الصهيونية واليمينية الإسرائيلية، حيث ستصبح فلسطين دولة تحت الاحتلال بحدود معترف بها دوليًا، ما يجعل أي حكومة إسرائيلية غير قادرة على تغيير الوضع القانوني لهذه الدولة، ويجبرها في النهاية على الدخول في مفاوضات جادة.
وأضاف أن هذا المسار خطة معقولة ومدروسة، مشيرًا إلى أن هناك بُعدًا آخر مهمًا يتمثل في خطة إعادة الإعمار، وهي الخطة المصرية التي تم تنسيقها مع الفلسطينيين، وتشمل جزئين: الأول للتعافي المبكر، والثاني للإعمار بشراكة دولية من خلال مؤتمر واسع برعاية الأمم المتحدة ومصر.
وذكر أن هذا المؤتمر، رغم أن هدفه الأساسي اقتصادي والمتمثل في تأمين المنح والتمويل اللازم، إلا أنه يحمل أبعادًا سياسية مهمة، فمشاركة الدول المانحة تعني دعمها الصريح لوجود الفلسطينيين على أرضهم ورفض أي محاولات لتهجيرهم، إضافة إلى تعزيز عملية السلام من خلال تثبيت الفلسطينيين في وطنهم وإعادة بناء ما دمره الاحتلال.
جاء ذلك في إطار الرؤية الفلسطينية التي سيقدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة 4 مارس القادم، والتي ستضمن العديد من العناصر وهي تمكين الحكومة الفلسطينية من تولي مسؤولياتها في غزة والضفة الغربية، وإعداد خطة للتعافي وإعادة الإعمار بالتعاون مع مصر والمنظمات الدولية، وتنفيذ برنامج الإصلاح والتطوير لضمان أفضل الخدمات للشعب الفلسطيني، والدعوة إلى هدنة شاملة ووقف السياسات التي تقوض حل الدولتين، ومواصلة التحرك السياسي والقانوني لتعزيز الاعتراف الدولي بدولة فلسطين.