جاسوس أم تكنولوجيا... كيف اغتالت إسرائيل نصرالله؟
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
ذكر موقع "الجزيرة" أنّه ما إن أكد حزب الله إستشهاد أمينه العام حسن نصر الله حتى ضجت الضاحية الجنوبية في بيروت بالصرخات المتألمة ورشقات الرصاص المليئة بالغضب. وستبقى واقعة الاغتيال محل تساؤل كبير، وفي محاولة لفهم ما جرى تمت الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وتمّ طرح مجموعة من الأسئلة على برنامج "شات جي بي تي" لفهم كيف استطاعت إسرائيل اختراق الحزب واغتيال نصرالله.
والهجوم الذي استهدف نصرالله كان شديد الدقة، مما يدل على استخدام تكنولوجيا متطورة مثل الطائرات من دون طيار أو الصواريخ الموجهة بدقة. الهجمات على ضاحية بيروت الجنوبية أظهرت أن إسرائيل كانت قادرة على تنفيذ ضربات مركزة استهدفت مواقع محددة بدقة عالية، مما يدل على تخطيط محكم وتنفيذ تقني متطور.
وبعض المحللين يشيرون إلى احتمال أن تكون إسرائيل قد نفذت هجمات سيبرانية على أنظمة الاتصالات داخل حزب الله، مما سمح لها بتحديد تحركات نصرالله والتوقيت المناسب للهجوم.
وإذا كان اغتيال نصرالله ناتجًا عن معلومات زوّد بها جاسوس إسرائيل، فمن المرجح أن يكون هذا الشخص في مستوى قيادي أو قريب من الدائرة الضيقة التي تحيط بنصرالله. حزب الله يعتمد على هيكل أمني محكم للغاية، مما يعني أن الشخص الذي يوفر معلومات دقيقة حول تحركات نصر الله يجب أن يكون في موقع قريب ومطلع على تفاصيل حياته اليومية.
هناك عدة احتمالات حول مستوى هذا الجاسوس:
المستوى الأمني: قد يكون الجاسوس أحد الأفراد في الدائرة الأمنية المحيطة بنصر الله. هذه الدائرة تتضمن أفرادًا مسؤولين عن تأمين تحركاته ومواقع إقامته. قد يكون الجاسوس مسؤولاً عن نقل المعلومات الحساسة المتعلقة بالتحركات أو اللقاءات الأمنية السرية.
المستوى السياسي: من الممكن أن يكون الجاسوس في مستوى سياسي كأحد القادة أو المستشارين داخل الحزب. هؤلاء الأفراد لديهم وصول إلى خطط الحزب الإستراتيجية وتحركات القادة.
المستوى الاستخباراتي أو اللوجستي: حزب الله يعتمد على جهاز استخبارات داخلي، وقد يكون الجاسوس جزءًا من هذا الجهاز، مما يتيح له الوصول إلى معلومات حساسة حول تحركات نصرالله والعمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل.
السيناريو الأكثر احتمالا هو أن الجاسوس يتمتع بمكانة كبيرة داخل الحزب، حيث تتطلب مثل هذه العمليات الثقة والقدرة على الوصول إلى معلومات عالية السرية، مثل توقيتات الاجتماعات أو الأماكن السرية التي يوجد فيها نصر الله.
وفي حالة فرضية الاختراق التقني والسيبراني، يمكن لإسرائيل أن تصل إلى موقع حسن نصرالله وتحركاته عبر عدة وسائل تكنولوجية متقدمة، بالاعتماد على مجموعة من الأدوات الاستخباراتية التي تطورت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
التنصت على الاتصالات: يمكن لإسرائيل استخدام أدوات تجسس سيبرانية متقدمة لاختراق أنظمة الاتصالات الخاصة بحزب الله. قد يشمل ذلك اعتراض المكالمات الهاتفية المشفرة أو التنصت على أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها نصر الله أو حراسه.
برامج التجسس المتطورة مثل "بيغاسوس" التي طورتها شركات إسرائيلية مثل "مجموعة إن إس أو"، تُعرف بقدرتها على اختراق الهواتف المحمولة وجمع بيانات دقيقة عن موقع الشخص وتحركاته.
الهجمات السيبرانية: من خلال اختراق أنظمة الحاسوب الخاصة بحزب الله، يمكن لإسرائيل الحصول على معلومات حساسة عن تحركات نصرالله، وتوقيتات اجتماعاته، أو حتى رسائل البريد الإلكتروني السرية التي يستخدمها الحزب لتنظيم أنشطته. هذا النوع من الاختراق قد يتم عبر استهداف البنية التحتية الرقمية لحزب الله أو أجهزته المركزية.
استخدام الطائرات المسيّرة وتقنية المراقبة الجوية: الطائرات الإسرائيلية من دون طيار تراقب المناطق التي يعتقد أن نصر الله يتحرك فيها، خصوصًا الضاحية الجنوبية من بيروت. الطائرات المسيّرة يمكنها جمع معلومات استخباراتية حية وتحديد التحركات، وذلك باستخدام تقنيات مثل الكاميرات الحرارية والتصوير بالأشعة تحت الحمراء، مما يتيح تتبع الأشخاص حتى في الليل أو في المناطق المغلقة.
تقنيات تحديد الموقع الجغرافي "جي بي إس" عبر اختراق الأجهزة الشخصية: في حال استخدام نصرالله أو فريقه أجهزة محمولة أو تكنولوجيا تعتمد على "جي بي إس"، يمكن لإسرائيل استغلال ذلك لاختراق تلك الأجهزة وتحديد موقعه بدقة. حتى لو كانت تلك الأجهزة مؤمنة بشدة، يمكن للتقنيات الإسرائيلية المتقدمة تجاوز مستويات الحماية وجمع البيانات حول مواقع الأهداف.
استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات: يمكن لإسرائيل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من البيانات التي يتم جمعها من مختلف المصادر، مثل المكالمات، والاتصالات الإلكترونية، وتحركات المركبات. الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكشف عن أنماط سلوك أو تحركات غير عادية تدل على وجود نصر الله في مكان معين.
الشبكات الاجتماعية وتحليل البيانات المفتوحة: رغم السرية التي يحيط بها حزب الله قيادته، قد تتمكن إسرائيل من تتبع معلومات حساسة عن طريق التحليل السيبراني للمصادر المفتوحة، بما في ذلك مراقبة الأشخاص المقربين من نصرالله أو المناطق التي يتردد عليها. استخدام البيانات المفتوحة يمكن أن يكشف أحيانًا عن معلومات حساسة بطريقة غير مباشرة.
عبر دمج هذه التقنيات، تستطيع إسرائيل تكوين صورة دقيقة عن تحركات نصرالله، مما مكنها من تنفيذ عملية استهداف دقيقة للغاية. عمليات مشابهة تعتمد على تكنولوجيا متقدمة تعتبر محورًا في النزاعات الحديثة، خاصة ضد قادة ذوي حماية عالية مثل نصر الله.
ورغم أن الاختراقات التقنية والسيبرانية تعد أداة قوية وفعالة، فإنه من غير المرجح أن تعتمد إسرائيل بشكل كامل على هذه الوسائل دون وجود عنصر بشري أيّ جاسوس في تنفيذ عملية اغتيال حساسة ومعقدة مثل تلك التي تستهدف نصرالله. (الجزيرة)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: معلومات حساسة یمکن لإسرائیل تحرکات نصر حزب الله نصر الله قد یکون الله أو
إقرأ أيضاً:
تحقيق أميركي: روسيا حصلت سرا على تكنولوجيا غربية لحماية غواصاتها
في تحقيق استقصائي مثير نشرته صحيفة واشنطن بوست، كشف الصحفي غريغ ميلر أن روسيا تمكنت من الحصول سرا على تكنولوجيا غربية متقدمة لبناء شبكة مراقبة تحت سطح البحر بهدف حماية أسطول غواصاتها النووية في القطب الشمالي من الرصد.
وأوضح التحقيق، استنادا إلى وثائق قضائية ألمانية وسجلات مالية ومصادر استخباراتية غربية، أن روسيا أنشأت سرا شبكة مراقبة بحرية متطورة تُعرف باسم "هارموني" باستخدام معدات تكنولوجية عالية الحساسية، حصلت عليها موسكو بطرق خاصة من شركات أميركية وأوروبية عبر منظومة معقدة من الشركات الوهمية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2روسيا تجري تدريبات نووية ضخمة وتعلن السيطرة على مواقع جديدة بأوكرانياlist 2 of 2خبير نووي: العالم في خطر أعظم من أزمة الصواريخ الكوبيةend of listوتتألف شبكة "هارموني" -وفق التحقيق الصحفي- من أجهزة استشعار وأرصاد صوتية مزروعة في قاع البحر، وأنظمة سونار متقدمة، وطائرات مسيّرة تحت الماء، وكابلات ألياف ضوئية تنقل البيانات إلى محطات تحليل سطحية.
رصد الغواصات الأميركيةوتهدف المنظومة إلى رصد الغواصات الأميركية عند اقترابها من "قلاع" الأسطول الروسي في بحر بارنتس، وهي مناطق تحتمي بها الغواصات الروسية الحاملة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والتي تمثل ركيزة أساسية لقدرة الردع النووي الروسية.
ومن خلال هذه المنظومة تستطيع الغواصات الروسية الدخول إلى قواعدها في القطب الشمالي والخروج منها دون أن تُكتشف، مما يزيد من صعوبة مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في تعقّبها خلال الأزمات.
وتتوسط العملية شركة "موستريلو كوميرشيال المحدودة" المسجلة في قبرص، والتي تبين أنها كانت واجهة تابعة للمجمّع الصناعي العسكري الروسي.
وبحسب التحقيق الصحفي، فإن السجلات المالية تُظهر أن تلك الشركة أنفقت عشرات ملايين الدولارات على معدات بحرية حساسة من شركات غربية، بينها أجهزة سونار للكشف عن الأجسام تحت الماء أو في البيئة المحيطة، وتحديد مسافاتها واتجاهاتها من شركتي "إيدج تيك" (EdgeTech) و"آر2 سونيك" (R2Sonic) الأميركيتين، وأنظمة تموضع صوتي عالية السرعة من شركة كونغسبرغ النرويجية.
من خلال "هارموني" تستطيع الغواصات الروسية الدخول إلى قواعدها في القطب الشمالي والخروج منها دون أن تُكتشف، مما يزيد من صعوبة مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في تعقّبها خلال الأزمات.
محاكمة بألمانياوعلى الرغم من تأكيد تلك الشركات التزامها بالقوانين، فإنه قد تبيّن أن بعض العقود المبرمة تضمنت بنودا باللغة الروسية وعناوين لشركات مقرها موسكو، مما كشف حجم الارتباط الحقيقي بالجهات الروسية.
إعلانوجاء الكشف عن الدور الروسي خلال محاكمة في ألمانيا للمواطن الروسي ألكسندر شنياكين، الذي أُدين بانتهاك قوانين التصدير عبر شراء تقنيات حساسة لصالح شركة موستريلو كوميرشيال.
وأفاد الصحفي ميلر بأن السلطات الألمانية تدخلت بعد أن حذّرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) عام 2021، مما أدى لاحقا إلى مداهمات واعتقالات وفرض عقوبات أميركية على الشركة والشبكة المرتبطة بها. وعندما زار صحفيون مقر الشركة في قبرص في سبتمبر/أيلول المنصرم، وجدوه مهجورا وفي حالة من الفوضى.
وأبانت واشنطن بوست أنها أجرت التحقيق الصحفي ضمن مشروع دولي استقصائي بعنوان "أسرار روسيا"، بالتعاون مع العديد من المؤسسات الإعلامية الأوروبية واليابانية، تتبعت من خلاله معاملات شركة موستريلو على مدى عقد من الزمن شملت دولا أعضاء في حلف الناتو، بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج وإيطاليا والسويد.
فشل غربيوأكدت العديد من الشركات الغربية المعنية أنها لم تكن على علم بالاستخدامات العسكرية للمعدات، بعدما تلقت ضمانات بأن الغرض منها مدني أو بحثي.
ويقول خبراء ومسؤولون بحريون حاليون وسابقون إن فشل الحكومات والشركات الغربية في منع روسيا من الحصول على مثل هذه التكنولوجيا البحرية الحساسة قد قوّض أمن الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو.
وفي الوقت نفسه، حذر خبراء الدفاع من أن نظام "هارموني" يعزز القدرات الإستراتيجية الروسية بشكل كبير. ونقلت الصحيفة عن براين كلارك من معهد هدسون في واشنطن، أن النظام يسمح لروسيا "بإخراج غواصاتها النووية ودخولها إلى الموانئ دون اكتشافها أو اعتراضها".
وتشير المعلومات إلى أن نطاق الشبكة يمتد شرقا من مدينة مورمانسك في أقصى شمالي غربي روسيا عند الدائرة القطبية الشمالية، وشمالا حتى أرخبيل فرانس يوزف لاند، ليشكل بذلك حاجزا دفاعيا يقي مواقع الأسطول الشمالي الروسي من رصد الدول الغربية لها.
شبكة "هارموني"، التي تم تشييدها بتكنولوجيا غربية وبسرية تامة، تمثل اليوم رمزا لتحدٍّ متصاعد يواجه حلف الناتو أمام صعود قوة عسكرية روسية أكثر تطورا في أعماق القطب الشمالي.
كما تساعد أجهزة الاستشعار قادة الغواصات الروسية على معرفة ما إذا كانت غواصاتهم تتعرض للملاحقة، ومن ثم القيام بمناورات مراوغة تُعرف في المصطلح البحري باسم "إزالة التتبع".
وطبقا للصحيفة، فإن هذا المشروع يكشف كيف استغلت موسكو الابتكارات الغربية لتعزيز قدرتها على الردع النووي، في وقت كانت فيه أنظمة الرقابة على الصادرات في الغرب متأخرة عن مواكبة ذلك.
ويخلص تحقيق ميلر إلى أن المشروع يُظهر بوضوح قدرة روسيا على استغلال الثغرات القانونية والتقاعس الغربي لتعزيز قوتها النووية.
فشبكة "هارموني"، التي تم تشييدها بتكنولوجيا غربية وبسرية تامة، تمثل اليوم رمزا لتحدٍّ متصاعد يواجه حلف الناتو أمام صعود قوة عسكرية روسية أكثر تطورا في أعماق القطب الشمالي.