• كتبت: باربرا بليت أشر
• مراسلة بي بي سي في أفريقيا، أم درمان
في إحدى تلك النقاط، لاقيت مجموعة من النساء اللائي قدمن من منطقة تسمى “دار السلام” تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وسرنّ لأربع ساعات إلى سوق في منطقة تسيطر عليها القوات المسلحة على حافة أم درمان.
أخبرنني أن أزواجهن لم يعد بإمكانهم مغادرة منازلهم؛ خوفاً من مقاتلي قوات الدعم السريع الذين يوسعونهم ضرباً ويأخذون ما بحوزتهم من مال، أو يحتجزونهم ويطالبون بدفع أموال نظير إطلاق سراحهم.


سألت النساء، هل تتمتعن بأمان أكبر من الرجال؟ ماذا عن الاغتصاب؟!
خيّم الصمت على المكان، ثم انفجرت إحداهن.
“أين العالم؟ لماذا لا تساعدوننا؟” تساءلت إحدى السيدات والكلمات تخرج من فمها في انفعال والدموع تنهمر على خديها كالسيل.
وأضافت: “العديد من النساء هنا واجهن انتهاكات، لكنهن لا يتحدثن عن ذلك. ما جدوى الحديث على أية حال؟!”.
وتابعت قائلة:”بعض الفتيات تجبرهن قوات الدعم السريع على الاستلقاء في الشوارع ليلاً. وإن عُدنَ متأخرات من السوق، تحتجزهن قوات الدعم لخمسة أو ستة أيام”.
بينما كانت تتحدث، جلست والدتها واضعة رأسها بين كفيها وانهارت باكية، لتنهمر بعدها دموع نساء أخريات.
ألقت إحدى النساء اللاتي تحدثت إليهن بي بي سي باللوم على قوات الدعم السريع في اغتصابها.
كانت مريم، وهو اسم مستعار، قد فرت من منزلها في دار السلام بالسودان للجوء إلى شقيقها. وهي تعمل الآن في كشك لبيع الشاي.
في وقت مبكر من الحرب، تقول إن رجلين مسلحين اقتحما منزلها وحاولا اغتصاب ابنتيها، إحداهما تبلغ من العمر 17 عاماً والأخرى ذات 10 أعوام.
وقالت: “طلبتُ من الفتاتين الوقوف خلفي، وقلت لقوات الدعم السريع: إذا كنتم تريدون اغتصاب أحد، فليكن أنا”.
“ضربوني وأمروني بخلع ملابسي. قبل أن أخلعها، طلبت من فتياتي المغادرة. أخذوا الأطفال الآخرين وقفزوا فوق السياج. ثم استلقى أحد الرجال فوقي”.
جلست فاطمة، وهو اسم مستعار، على كرسي منخفض في ظل بعض الأشجار، وأخبرتني أنها جاءت إلى أم درمان لتضع توأماً، وأنها تخطط للبقاء.
وحكت لي أن إحدى جاراتها، وهي فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً، حملت هي أيضاً بعد أن اغتصبها أربعة جنود من قوات الدعم السريع هي وأختها البالغة من العمر 17 عاماً.
قالت إن الناس استيقظوا على صوت صراخهما، وخرجوا لتفقّد الأمر، لكنهم فوجئوا برجال مسلحين هددوهم بإطلاق الرصاص إذا لم يعودوا إلى منازلهم.
وفي صباح اليوم التالي، وجدوا الفتاتين وقد بدت علامات الاعتداء على جسديهما، في حين حُبس شقيقهما الأكبر في إحدى الغرف.
قالت فاطمة: “خلال الحرب، منذ وصول قوات الدعم السريع، بدأنا نسمع عن حالات اغتصاب، إلى أن شهِدناها بأنفسنا عند جيراننا. كانت تساورنا الشكوك في البداية [حول التقارير] لكننا نعلم أن قوات الدعم السريع هي التي اغتصبت الفتاتين”.

صحيفة السوداني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

«مقاومة حجر العسل»: موجة نزوح واسعة للأهالي خوفاً من انتقام الدعم السريع

اللجان أعربت عن مخاوفها من انتقام قوات الدعم السريع من المدنيين العزل، مطالبة بوقف الانتهاكات التي تمارسها القوات، كما دعت حكومة الولاية إلى التدخل العاجل وتوفير وسائل نقل وحماية للسكان.

الخرطوم: التغيير

قالت لجان مقاومة “حجر العسل” بولاية نهر النيل، إن مناطقها الجنوبية والغربية تشهد موجة نزوح وأسعة من الأهالي جراء تدهور الأوضاع الأمنية والإقتصادية.

وذكرت لجان المقاومة في منشور لها على منصة (فيسبوك) الإثنين، أن موجة النزوح جاءت عقب انسحاب الجيش من المنطقة، مما ترك السكان في مواجهة مصير مجهول.

وأعربت اللجان عن مخاوفها من انتقام قوات الدعم السريع من المدنيين العزل، مطالبة بوقف الانتهاكات التي تمارسها القوات.

كما دعت حكومة الولاية إلى التدخل العاجل وتوفير وسائل نقل وحماية للسكان الذين يعانون من ضغوط النزوح القاسية.

واشارت اللجان إلى أن الأهالي يواجهون خيارين صعبين وهما الإذلال على أيدي قوات الدعم السريع أو الموت نتيجة الغرق أو الإرهاق خلال رحلة النزوح.

وقالت إن قوات الدعم السريع هاجمت مستشفى (السقاي) الريفي باستخدام 3 سيارات مسلحة تقل «13» فردا حيث نهبت مقتنيات الأطباء العاملين وذوي المرضى.

وبحسب اللجان، بررت القوات هجومها على المستشفى بزعم استقباله لعدد من مصابي الجيش خلال العمليات الأخيرة التي نفذتها القوات المسلحة في مختلف أنحاء السودان.

ومنذ اندلاع الحرب منتصف أبريل 2023 يواصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع استهداف الأهداف العسكرية بشكل عشوائي مما أدى إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين.

و تقع منطقة “حجر العسل” على الضفة الشرقية لنهر النيل في أقصى جنوب ولاية نهر النيل شمالي السودان وهي وحدة إدارية تتبع لمحلية شندي .

وينظم الجيش السوداني في ولاية نهر النيل حملة استنفار شعبي مكثفة لحماية تلك المناطق من هجمات قوات الدعم السريع.

و تعاني ولاية نهر النيل هذا العام من آثار السيول والفيضانات التي تفاقمت مع موسم الخريف وتستضيف أعدادا كبيرة من النازحين الذين فروا من مناطق الاشتباكات في العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة ومناطق الوسط الأخرى.

الوسومآثار الحرب في الس انتهاكات الدعم السريع حجر العسل حرب الجيش والدعم السريع ولاية نهر النيل

مقالات مشابهة

  • «مقاومة حجر العسل»: موجة نزوح واسعة للأهالي خوفاً من انتقام الدعم السريع
  • السودان.. مقتل أكثر من 48 شخصا بقصف لقوات «الدعم السريع»
  • لجان مقاومة: الدعم السريع ينهب ويروع المدنيين في حجر العسل
  • حكايات مُفجعة.. كيف بات اغتصاب النساء سلاحا في الحرب الأهلية بالسودان؟
  • معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع بشمال الخرطوم
  • «فيسبوك» يصنف الدعم السريع «منظمة خطرة»
  • 100 قتيل وعشرات المصابين في قصف للدعم السريع على الفاشر
  • عشرات القتلى في هجمات نفذها الدعم السريع في السودان.. ومعارك بالخرطوم
  • 18 قتيلا في هجوم للدعم السريع في الفاشر غرب السودان