تكنولوجيا حقن التربة تقود إلى ثورة زراعية في الوادي الجديد.. "بحوث الصحراء": المحافظة على أعتاب نهضة جديدة وفرصا واعدة في التصدير
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الزراعي في مصر، خاصة في المناطق الصحراوية، نجح "مركز بحوث الصحراء" في تحقيق إنجاز في تحسين التربة الصحراوية باستخدام تكنولوجيا حقن التربة الرملية بالطين.
هذا المشروع يأتي في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التنمية الزراعية في مصر، وخاصة في محافظة الوادي الجديد، التي تُعد واحدة من أكبر المحافظات المصرية وأكثرها اهتمامًا بالتوسع الزراعي.
الوادي الجديد.. أرض التحديات الزراعية:
تعتبر محافظة الوادي الجديد من المحافظات التي تتسم ببيئة صحراوية قاسية وموارد محدودة من حيث المياه والتربة الخصبة، هذه الصعوبات كانت تحديًا أمام المزارعين والمستثمرين الزراعيين، إلا أن مشروع حقن التربة الرملية بالطين جاء ليغير المعادلة تمامًا.
أوضح الدكتور علي عبد العزيز، رئيس مشروع حقن التربة الرملية بالطين، أن أراضي الوادي الجديد، وخاصة مناطق الفرافرة الجديدة والخارجة، تتسم بارتفاع نسبة الرمل فيها، حيث تصل نسبة الرمل إلى أكثر من 82%. هذه الأراضي ضعيفة البنية وتفقد كميات كبيرة من مياه الري والأسمدة بسبب تسرب المياه إلى أعماق كبيرة بعيدًا عن جذور النباتات.
كيف يعمل المشروع:
أوضح رئيس المشروع الدكتور عبد العزيز، أن المشروع يعتمد فيه حقن التربة الرملية بالطين على إدخال حبيبات الطين المشحونة بالعناصر الكبرى والصغرى إلى عمق التربة الرملية، هذه التقنية تعمل على تحسين خواص التربة من خلال زيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء والمواد الغذائية، ما يؤدي إلى تحسين إنتاجية الأراضي الزراعية بشكل كبير.
وذكر الدكتور عبد العزيز أن المشروع يعتمد على تحليل الخصائص الطبيعية والكيميائية للتربة لتحديد إمكانية تطبيق التقنية من عدمه، حيث أن التربة الرملية الخفيفة التي تعاني من ضعف البنية هي المستهدفة.
الفوائد الاقتصادية والبيئية، لم يكن تحسين التربة الهدف الوحيد للمشروع، بل هناك فوائد اقتصادية وبيئية كبيرة. أولاً، يوفر المشروع ما بين 35% إلى 50% من الأسمدة الكيميائية، والتي تمثل عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على المزارعين، كما أن هذه الأسمدة تُعد من المواد الملوثة للبيئة.
ثانيًا، في ظل أزمة الفقر المائي التي تمر بها مصر، يساهم المشروع في توفير حوالي 50% إلى 60% من مياه الري المستخدمة، مما يتيح للمزارعين في الوادي الجديد التوسع في مساحات الأراضي المزروعة، وهو ما ينعكس إيجابًا على زيادة الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي.
ثالثًا، يوفر المشروع أكثر من 75% من الأسمدة العضوية التي تكلف المزارعين مبالغ كبيرة، وتعتبر هذه التوفيرات المالية والبيئية حلاً مستدامًا لتطوير الزراعة في المناطق الصحراوية.
تجربة ناجحة في مرسى مطروح
تجربة حقن التربة بالطين ليست جديدة بالكامل، فقد جرى تنفيذها بنجاح في محافظة مرسى مطروح، بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، حيث تم إنشاء خط إنتاج بطاقة إنتاجية تصل إلى 1000 طن يوميًا لتكسير وطحن الطين وشحنه بالعناصر الغذائية قبل حقنه في الأراضي الرملية.
وأشار الدكتور علي عبد العزيز إلى أن تكلفة حقن فدان من المحاصيل الحقلية والخضروات تتراوح بين 20 إلى 30 ألف جنيه، بينما تكلفة حقن فدان الأشجار تصل إلى 21 ألف جنيه، وذلك بناءً على عدد الأشجار ومساحة الأرض المزروعة.
مستقبل المشروع في الوادي الجديد
يُعد المشروع خطوة مهمة نحو تعزيز التنمية الزراعية في الوادي الجديد، حيث من المتوقع أن يساهم في زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين جودة المنتجات الزراعية، مما يفتح الباب أمام المزيد من الاستثمارات الزراعية في المحافظة.
وأوضح الدكتور عبد العزيز أن إنشاء خط إنتاج مشابه لمرسى مطروح في الوادي الجديد سيكون له تأثير كبير على تحسين التربة الصحراوية، ما سيتيح فرصًا جديدة للمزارعين والمستثمرين على حد سواء.
براءات اختراع تعزز الاستدامة
أكد الدكتور عبد العزيز، أن من بين النجاحات التي حققها المشروع، حصوله على ثلاث براءات اختراع مسجلة من مكتب براءات الاختراع المصري التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، هذه البراءات تغطي تقنيات صديقة للبيئة تعتمد على خامات طبيعية مثل السلت والطين، التي تساهم في تحسين الأراضي الرملية المتدهورة والمملحة، وكذلك في تثبيت الكثبان الرملية.
البراءة الأولى (رقم 31153) تتعلق بتركيبة غروية عضوية معدنية تُحقن لمعالجة التربة الرملية، فيما تتعلق البراءة الثانية (رقم 31154) بتركيبة تعالج الأراضي الجيرية المتدهورة، والبراءة الثالثة (رقم 31210) تتعلق بتقنية تثبيت الكثبان الرملية باستخدام حبيبات الطين والسلت المعاد تدويرها.
التكنولوجيا الخضراء ومستقبل الزراعة
أكدت الدكتورة أحمد، باحث بمركز بحوث الصحراء ومسئول المركز الإعلامي، أنه تُعد هذه التكنولوجيا جزءًا من الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة في مصر، حيث تساهم في تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية المستوردة، كما تساعد في تقليل استهلاك المياه، مما يدعم الأهداف الوطنية لمواجهة التحديات البيئية، وحقق المشروع فوزًا في فئة المشروعات المتوسطة في الدورة الثالثة للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية لعام 2024، حيث جرى تكريمه في مؤتمر يضم محافظات الإسكندرية والبحيرة ومطروح.
التنمية الزراعية في الوادي الجديد
أضافت الدكتورة دينا، أنه تعتبر محافظة الوادي الجديد من المناطق التي تحمل إمكانيات زراعية واعدة، خاصة في ظل المشروعات القومية التي تهدف إلى تحويل مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية إلى أراضٍ زراعية منتجة، بفضل مشروع حقن التربة الرملية بالطين، يبدو أن المحافظة على أعتاب نهضة زراعية جديدة، حيث يساهم المشروع في استصلاح المزيد من الأراضي، وتحقيق نقلة نوعية في الإنتاج الزراعي، الأمر الذي يعزز من فرص التصدير ويوفر المزيد من فرص العمل للمزارعين والشباب.
جذب الاستثمارات.. خطوة نحو الأمام
ومن جانبه أشار الدكتور عبد العزيز إلى أن التوسع في تطبيق هذه التقنية من فئة المشروعات المتوسطة إلى المشروعات الكبرى يمكن أن يجعلها واحدة من أهم المشاريع القومية في مجال استصلاح الأراضي الصحراوية.
لفتت دكتورة دينا ، إلى أنه تُعد هذه التقنية فرصة حقيقية لجذب المستثمرين إلى محافظة الوادي الجديد. إن تطوير هذه التكنولوجيا وتحويلها إلى مشروع قومي يمكن أن يساهم في تحقيق مكاسب اقتصادية ضخمة لمصر، حيث يمكن تصدير هذه التقنية إلى الدول التي تعاني من مشاكل في التربة والمياه.
وأكدت دكتورة دينا، أن مشروع حقن التربة الرملية بالطين يمثل نموذجًا رائدًا لحل مشاكل التربة في الوادي الجديد، إن هذه التجربة الناجحة ليست فقط حلاً مستدامًا للتحديات البيئية والزراعية، بل تفتح الباب أمام مزيد من الفرص الاقتصادية والزراعية لمستقبل مشرق في مصر.
تنفيذ تجارب حقن التربة وتحسين الانتاجية (1) تنفيذ تجارب حقن التربة وتحسين الانتاجية (2) تنفيذ تجارب حقن التربة وتحسين الانتاجية (3) تنفيذ تجارب حقن التربة وتحسين الانتاجية (4) تنفيذ تجارب حقن التربة وتحسين الانتاجية (5) تنفيذ تجارب حقن التربة وتحسين الانتاجية (6) تنفيذ تجارب حقن التربة وتحسين الانتاجية (7) جانب من تنفيذ المشروع والأجهزة والمعدات المستحدمة (1) جانب من تنفيذ المشروع والأجهزة والمعدات المستحدمة (2) جانب من تنفيذ المشروع والأجهزة والمعدات المستحدمة (3) جانب من تنفيذ المشروع والأجهزة والمعدات المستحدمة (4) دكتورة دينا أحمد باحث بمركز بحوث الصحراءالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تربة زراعة مشروع مركز أرض محافظة الوادی الجدید الدکتور عبد العزیز فی الوادی الجدید بحوث الصحراء هذه التقنیة الزراعیة فی زراعیة فی التی ت فی مصر
إقرأ أيضاً:
محافظ الوادي الجديد لـ رئيس الوزراء: 100 مليار جنيه حجم الاستثمارات بالمحافظة
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لقاء جماهيريا، ضم أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وعددا من العمداء، والمشايخ، ومجموعة من القيادات التنفيذية بالوادي الجدد وذلك عللى هامش زيارته اليوم للمحافظة.
حضر اللقاء كل من الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، وعلاء الدين فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومحمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، واللواء دكتورمحمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، واللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، والدكتورخالد عبدالحليم، محافظ قنا، وحنان مجدي، نائبة محافظ الوادي الجديد.
وخلال اللقاء، رحب اللواء الدكتور محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، برئيس مجلس الوزراء، في زيارته الثالثة للمحافظة، كما رحب المحافظ بالوزراء الحضور، مؤكدا أن كل ما يتم إنجازه على أرض المحافظة وتشهده جميع المدن بها، كان بفضل توجيهات رئيس الجمهورية، وبدعم من رئيس مجلس الوزراء، وبالتعاون والتنسيق المستمر مع الوزراء، وبدعم كامل من أهل الوادي الجديد.
وقدم المحافظ عرضا حول الجهود التي تبذلها المحافظة في مختلف القطاعات، مشيرا في هذا الصدد إلى أن إجمالي مساحة المحافظة يبلغ 440098 كم2، حيث تمثل 44% من مساحة الجمهورية و67% من مساحة الصحراء الغربية، وتتكون المحافظة من 5 مراكز إدارية، بإجمالي عدد سكان يصل إلى نحو 280 ألف نسمة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن المحافظة شهدت إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، عن المشروع القومي لاستصلاح مليون ونصف المليون فدان، من مدينة الفرارة في 2016، وهو من المشروعات الرائدة في مجال التنمية الزراعية لتأمين الغذاء وإنشاء مجتمعات عمرانية وخلق فرص عمل لقطاع الشباب.
كما أشار المحافظ إلى أن محافظة الوادي الجديد فازت في العديد من المسابقات المحلية والعالمية، من بينها إعلان المحافظة أول مدينة خضراء صديقة للبيئة والمناخ بإعلان مدينة الخارجة وفوزها على مستوى الجمهورية، كما فازت مدينة الخارجة بالمحافظة بلقب عاصمة البيئة العربية للوطن العربي، فضلا عن اختيار المحافظة كعضو مؤسس في اتحاد طريق الحرير للمدن السياحية، وغيرها.
و سلط المحافظ الضوء على جهود المحافظة في مجال تسويق التمور، مشيرا في هذا الصدد إلى تسجيلها أطول سلسلة فاكهة (تمور) بموسوعة جينيس للأرقام القياسية تضم 100 ألف تمرة في 2022، كما تم تنفيذ 3 ملتقيات دولية للتمور برعاية فخامة الرئيس، والتوسع في زراعة النخيل بزراعة 2.5 مليون نخلة، فضلا عن إنشاء أول مجمع مميكن ( العاصمة الإدارية للمحافظة)، متطرقا إلى الجهود المبذولة في مجال تطوير البنية الأساسية، والتنمية المحلية، وموقف تقنين أراضي وضع اليد، وموقف الأحوزة العمرانية، إضافة إلى جهود المحافظة في ضبط أسعار السلع.
كما عرض المحافظ الموقف التنفيذي للمبادرة الرئاسية " حياة كريمة" لتطوير قرى الريف المصري بقرى ومركز مدينة الفرافرة بإجمالي مشروعات وصلت إلى 321 مشروعا، تم تنفيذ 308 مشروعات منها، ويتبقى 13 مشروعا جار استكمالها، بمعدل 97%، وذلك في مجالات التعليم، والصحة، والشباب والرياضة، والزراعة واستصلاح الأراضي، والإجراءات التي تم اتخاذها لزيادة الرقعة الزراعية بتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية، فضلا عن قطاع الموارد المائية والري، والتضامن الاجتماعي، إلى جانب جهود المحافظة في مجال المشاركة المجتمعية
وأشار المحافظ إلى أن حجم الاستثمارات في المحافظة يصل إلى 100 مليار جنيه فى مختلف المشروعات التى تمثل كل أوجه الحياة لتلك المحافظة، وجميع القطاعات التنموية بها، مؤكدا أن ذلك يعد جزءا من عملية تنموية مستدامة ومستمرة خلال الفترة القادمة.
وعقب رئيس مجلس الوزراء بأن عنوان تلك الاستثمارات والمشروعات هو التنمية المتكاملة، وكيفية مراعاة مصلحة المواطن المصري، وحرص الدولة على وضع المواطن في قلب ومحور عملية التنمية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: اسمحوا لي أن أنقل إليكم تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتمنياته للمحافظة بكل الخير والبركة، مشيرا إلى المشروع العملاق بزراعة أكثر من 2 مليون ونصف المليون نخلة جديدة، والتطلع لأن يصل عدد النخيل المزروع في المحافظة إلى أكثر من 5 ملايين نخلة، قائلا: هذا مشروع عالمي بكل المقاييس ويرتبط بقطاعات كثيرة جدا، لافتا إلى أن مشروعات التنمية الزراعية العملاقة التي تتم في توشكى وشرق العوينات وغيرهما ستكون مشروعات إيجابية لمصر كلها.
وأضاف رئيس الوزراء: الأهم أننا نربط هذه المحافظة بشبكة كبيرة جدا من الطرق المتطورة ووسائل النقل، وكذلك مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، بالإضافة إلى مشروعات الصحة والتعليم والشباب والرياضة وغيرها من المشروعات الكبيرة التي نشهدها اليوم، لافتا إلى أن النشاط الرئيسي لهذه المحافظة يقوم على الاستصلاح الزراعي ومشروعات الري والاستفادة من الموارد المائية، وكل ذلك يبعث على التفاؤل.
وقال رئيس الوزراء: زيارتي لمحافظة الوادي الجديد تمثل لي طاقة إيجابية كبيرة لمستقبل مشرق لبلدنا، معربا عن شكره وتقديره لكل الجهود المبذولة على أرضها في مختلف القطاعات، ومؤكدا أن كل ما يحدث هو بجهد أبناء المحافظة وعلى رأسهم محافظ الوادي الجديد وكل القائمين على العمل، متمنيا كل الخير للمحافظة ولمصر خلال الفترة القادمة.