وحيدا في الساحة يقاتل.. حزب الله أسير "الخيال الدعائي"
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
على مدار سنوات روج ما يسمى "محور المقاومة" لفكرة وحدة الساحات والقتال نحو الهدف المشترك في تدمير إسرائيل إلا أن التطورات الأخيرة في لبنان كشفت ما هو عكس ذلك تماما.
استجابة إيران للضربات الإسرائيلية التي استهدفت حزب الله في لبنان في الأسابيع الأخيرة كانت ضعيفة حتى الآن، مما يشير إلى أن المحور أضعف وأكثر تفتتا مما توقعه الكثيرون وأن إيران تخشى أن يؤدي توسيع الحرب إلى تحول القوة النارية لإسرائيل إلى طهران.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" قال علي ألفونة، من معهد دول الخليج العربية في واشنطن: "كان ما يسمى بمحور المقاومة منذ بدايته خيالا دعائيا تم إنشاؤه لتعزيز هيبة إيران، في السنوات الأخيرة، حقق أعضاء المحور بعض الانتصارات العسكرية الصغيرة، ولكن عندما يتعلق الأمر بخصوم أكثر جدية، أو جهة فاعلة مثل إسرائيل، فإن اللعبة مختلفة".
حزب الله، الذي تشكل في لبنان بتوجيه إيراني مباشر في أوائل الثمانينيات، كان لفترة طويلة العضو الأقدم في المحور، وبسبب تاريخه الطويل وارتباطاته بإيران، حيث تلقى العديد من قادته التدريب، يتمتع حزب الله بمهارات قتالية تكتيكية أفضل وأسلحة متفوقة على الأذرع الأخرى مثل الصواريخ الموجهة.
وعلى عكس الإيرانيين، يتحدث المقاتلون اللبنانيون اللغة العربية، مما يسمح لحزب الله بإرسال خبرائه لمشاركة المهارات مع الجماعات الأخرى.
كما أقام السيد نصر الله علاقات شخصية مع قادة الجماعات الأخرى، حيث عمل كمستشار ونموذج يحتذى به.
إن سلسلة الهجمات الإسرائيلية السريعة على حزب الله على مدى الأسبوعين الماضيين، كانت سبباً لتعرض أعضاء المحور الآخرين لهزة شديدة، ويبدو أنهم لم يكونوا مستعدين لاحتمال أن يتكبد حزب الله مثل هذه الخسائر الفادحة.
ولا يزال من غير الواضح لماذا لم يهبوا لمساعدة حزب الله في الأسابيع التي كثفت فيها إسرائيل هجومها أو في الأيام التي أعقبت مقتل نصر الله، ولكن يبدو أن هناك اعتقادا راسخا بينهم بأن حزب الله قادر على الصمود في مواجهة إسرائيل.
كما أن تحفظ إيران بشأن توجيه رد فوري، على الأقل حتى الآن، جعل الخطوات العسكرية التالية غير واضحة.
ويبدو أن طهران ممزقة بين الرغبة في الانتقام من إسرائيل والخوف من أن يؤدي ذلك إلى قيام إسرائيل بمهاجمة إيران بشكل مباشر.
كان التحالف دائما فضفاضا، حيث تركت إيران أعضاء المحور أحرارا إلى حد كبير في اتخاذ قراراتهم الخاصة، حتى عندما كان ذلك يعني بدء معارك تسبب لإيران صداعا.
فقد خالف الحوثيون نصيحة إيران وحاولوا الاستيلاء على كل اليمن، ولم تنسق حماس مع إيران قبل شن هجوم 7 أكتوبر.
ومنذ اغتيال نصر الله يوم الجمعة، قال قادة مجموعتين مسلحتين في العراق لصحيفة "نيويورك تايمز" إنهم لم يتلقوا أي تعليمات من إيران بشأن كيفية الرد.
يقتصر الرد الإيراني حتى اليوم على التصريحات والتحذيرات الكلامية دون أي رد ملموس على الأرض، وبيدو أن الحسابات السياسية الخاصة بطهران قد تلغي تاريخ طويل من الشعارات لم يثمر حتى اللحظة إلا خسائر مادية وبشرية لا يمكن تعويضها.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حزب الله إيران حزب الله إسرائيل اليمن حزب الله إسرائيل لبنان حزب الله إيران حزب الله إسرائيل اليمن شرق أوسط حزب الله
إقرأ أيضاً:
إيران تؤكد موافقتها على تكثيف الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهام التفتيش
أكدت إيران، موافقتها على تكثيف الوكالة الدولية للطاقة الذرية مهام التفتيش.
وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.
وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.
هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.