على مدار سنوات روج ما يسمى "محور المقاومة" لفكرة وحدة الساحات والقتال نحو الهدف المشترك في تدمير إسرائيل إلا أن التطورات الأخيرة في لبنان كشفت ما هو عكس ذلك تماما.

استجابة إيران للضربات الإسرائيلية التي استهدفت حزب الله في لبنان في الأسابيع الأخيرة كانت ضعيفة حتى الآن، مما يشير إلى أن المحور أضعف وأكثر تفتتا مما توقعه الكثيرون وأن إيران تخشى أن يؤدي توسيع الحرب إلى تحول القوة النارية لإسرائيل إلى طهران.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" قال علي ألفونة، من معهد دول الخليج العربية في واشنطن: "كان ما يسمى بمحور المقاومة منذ بدايته خيالا دعائيا تم إنشاؤه لتعزيز هيبة إيران، في السنوات الأخيرة، حقق أعضاء المحور بعض الانتصارات العسكرية الصغيرة، ولكن عندما يتعلق الأمر بخصوم أكثر جدية، أو جهة فاعلة مثل إسرائيل، فإن اللعبة مختلفة".

حزب الله، الذي تشكل في لبنان بتوجيه إيراني مباشر في أوائل الثمانينيات، كان لفترة طويلة العضو الأقدم في المحور، وبسبب تاريخه الطويل وارتباطاته بإيران، حيث تلقى العديد من قادته التدريب، يتمتع حزب الله بمهارات قتالية تكتيكية أفضل وأسلحة متفوقة على الأذرع الأخرى مثل الصواريخ الموجهة.

وعلى عكس الإيرانيين، يتحدث المقاتلون اللبنانيون اللغة العربية، مما يسمح لحزب الله بإرسال خبرائه لمشاركة المهارات مع الجماعات الأخرى.

كما أقام السيد نصر الله علاقات شخصية مع قادة الجماعات الأخرى، حيث عمل كمستشار ونموذج يحتذى به.

إن سلسلة الهجمات الإسرائيلية السريعة على حزب الله على مدى الأسبوعين الماضيين، كانت سبباً لتعرض أعضاء المحور الآخرين لهزة شديدة، ويبدو أنهم لم يكونوا مستعدين لاحتمال أن يتكبد حزب الله مثل هذه الخسائر الفادحة.

ولا يزال من غير الواضح لماذا لم يهبوا لمساعدة حزب الله في الأسابيع التي كثفت فيها إسرائيل هجومها أو في الأيام التي أعقبت مقتل نصر الله، ولكن يبدو أن هناك اعتقادا راسخا بينهم بأن حزب الله قادر على الصمود في مواجهة إسرائيل.

كما أن تحفظ إيران بشأن توجيه رد فوري، على الأقل حتى الآن، جعل الخطوات العسكرية التالية غير واضحة.

ويبدو أن طهران ممزقة بين الرغبة في الانتقام من إسرائيل والخوف من أن يؤدي ذلك إلى قيام إسرائيل بمهاجمة إيران بشكل مباشر.

كان التحالف دائما فضفاضا، حيث تركت إيران أعضاء المحور أحرارا إلى حد كبير في اتخاذ قراراتهم الخاصة، حتى عندما كان ذلك يعني بدء معارك تسبب لإيران صداعا.

فقد خالف الحوثيون نصيحة إيران وحاولوا الاستيلاء على كل اليمن، ولم تنسق حماس مع إيران قبل شن هجوم 7 أكتوبر.

ومنذ اغتيال نصر الله يوم الجمعة، قال قادة مجموعتين مسلحتين في العراق لصحيفة "نيويورك تايمز" إنهم لم يتلقوا أي تعليمات من إيران بشأن كيفية الرد.

يقتصر الرد الإيراني حتى اليوم على التصريحات والتحذيرات الكلامية دون أي رد ملموس على الأرض، وبيدو أن الحسابات السياسية الخاصة بطهران قد تلغي تاريخ طويل من الشعارات لم يثمر حتى اللحظة إلا خسائر مادية وبشرية لا يمكن تعويضها.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حزب الله إيران حزب الله إسرائيل اليمن حزب الله إسرائيل لبنان حزب الله إيران حزب الله إسرائيل اليمن شرق أوسط حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تتوقع "موقفاً حازماً" من ترامب ضد إيران

قال وزير في مجلس الوزراء الأمني إن إسرائيل تتوقع أن تتخذ إدارة الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب موقفاً متشدداً ضد إيران وطموحاتها النووية، مما سيتيح الفرصة لإبرام مزيد من اتفاقيات السلام مع دول عربية.

وذكر وزير الطاقة إيلي كوهين أن إسرائيل أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق ينهي القتال في لبنان، ويبعد حزب الله المدعوم من إيران عن حدودها، بينما أصر على ضرورة أن تحتفظ إسرائيل بحق القيام بعمل عسكري، في حالة انتهاك الاتفاق.
وتخوض إسرائيل حرباً على جبهات متعددة منذ أن شنت حركة حماس، المتحالفة مع إيران أيضاً، هجوماً عليها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

هل يكون الشرق الأوسط "أرض الفرص" لترامب على حساب إيران؟ - موقع 24كان الشرق الأوسط مصدر بؤس لواشنطن لفترة طويلة، وقد يكون أرض الفرص لدونالد ترامب.

وبدأ حزب الله في اليوم التالي شن هجمات على إسرائيل التي ردت بشن حملة جوية وبرية مدمرة على غزة، وكثفت عملياتها في جنوب لبنان خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأطلقت فصائل مدعومة من إيران النار مراراً على إسرائيل من اليمن والعراق، وتبادلت إسرائيل وإيران الضربات المباشرة.
وذكر كوهين أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عين موظفين كباراً "يدعمون بالتأكيد العمل بحزم ضد إيران".
وأضاف "فترة إدارة ترامب السابقة اتسمت باستقرار إقليمي أكبر، وفي نهاية فترة رئاسته، كادت إيران أن تغير سلوكها بشأن القضية النووية بسبب العقوبات".
ومضى يقول: "وبالتالي نتمنى ونعتقد بالتأكيد أن سياسة إدارة ترامب ستستمر على هذا المنوال، وأولاً وقبل كل شيء، نرى أن القضية الأكثر أهمية هي التعامل بحزم مع إيران".
وقال ترامب، خلال حملته الانتخابية إن سياسة الرئيس جو بايدن المتمثلة في عدم فرض عقوبات صارمة على صادرات النفط الإيراني أضعفت واشنطن وشجعت طهران وجعلتها تبيع النفط وتجمع الأموال، وتزيد من محاولاتها النووية ونفوذها عن طريق الجماعات المسلحة.

صحيفة أمريكية تكشف هدية نتانياهو لترامب.. فهل تنتهي حرب غزة ولبنان؟ - موقع 24كشفت صحيفة أمريكية، نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أنه من المحتمل أن "رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يجهز هدية جديدة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أثناء وجود بايدن في منصبه"، مشيرين لتحقيق "انتصار مبكر" في السياسة الخارجية لترامب.

واختار ترامب السناتور الأمريكي ماركو روبيو، الذي يؤيد اتباع سياسة خارجية صارمة ضد إيران، لمنصب وزير الخارجية. كما دعا مايك والتز، الذي من المقرر أن يصبح مستشار ترامب للأمن القومي، إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً ضد إيران.
وقال كوهين "نعتقد أن ترامب يستهدف تحقيق الهدف النهائي، وهو كبح جماح العناصر، التي تشكل تهديداً، وتكوين تحالفات إقليمية جديدة، وهو أمر مهم جداً".

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: إسرائيل دمرت منشأة تستخدم لأغراض البحث النووي العسكري في إيران
  • تقرير: إسرائيل دمّرت منشأة سرية لأبحاث الأسلحة النووية في إيران بالهجوم الأخير
  • إيران أجّلت الردّ على إسرائيل .. تغييرٌ في الاستراتيجية بعد فوز ترامب؟
  • إسرائيل تتوقع "موقفاً حازماً" من ترامب ضد إيران
  • الصحف الأوروبية صباح اليوم.. لاجازيتا: رانييري  يبدأ الإصلاح في روما.. ماركا: ديشامب يترك مبابي وحيدا
  • يبقي الخيال واقع حي بتفاصيله في الصور القديمة
  • ليلة من الخيال.. إيلي صعب يجمع نجوم العالم في الرياض
  • إيران تتراجع عن الرد على إسرائيل "بعد فوز ترامب"
  • إيران تخسر حرب الجواسيس مع إسرائيل
  • في اليوم الـ51 لمعركة “أولي البأس”.. المقاومة تُحكم الطوق على العدو.. تصعيد نوعي يضاعف خسائر الكيان الصهيوني