حزما بلدة الحجارة والأودية على جوار القدس تحولت إلى زنزانة!
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
تعد حزما بلدة مقدسية لكنها خارج القدس جغرافيا، نتيجة جدار الفصل العنصري والحواجز، وهي معزولة عن محيطها الفلسطيني بشكل كامل بحواجز وبوابات حديدية ومستوطنات وشوارع التفافية، كأنها زنزانة صغيرة.
وتقع حزما إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس، وتبعد عنها مسافة 8 كيلومترات، وفي منتصف الطريق بين جبع من الشمال والشرق، وعناتا من الجنوب، وأراضي بيت حنينا من الغرب، فيما تبلغ مساحة أراضيها الأصلية 10,438 دونما.
تخنقها 4 مستوطنات وجدار وحواجز فصلتها عن القدس.
وتتعدد تأويلات في معنى اسم حزما، إذ يرجح أهالي القرية معناها إلى العزيمة والحزم وقوة الإدارة، بينما يرجح باحثون أن اسم قرية حزما آرامي، وقد تكون مأخوذة من العربية، من كلمة حزم، وهو المكان المرتفع عن الأودية الكثير الحجارة، وهو ما يلائم المكان إذ تحيط بالقرية الأحزمة الصخرية من كل جانب، وفي الجزيرة العربية أمكنة عديدة تحمل اسم حزم، بمعنى المرتفع المليء بالحجارة الغليظة، وهو ما يؤكد الهوية العربية لاسم المكان .
كان عدد سكان حزما في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي ما يقارب 521 نسمة، أما اليوم، فيسكن حزما ما يقارب 10 آلاف نسمة. واعتمدت القرية في معيشتها على زراعة القمح والشعير كمحصولين أساسيين في فصل الشتاء، والحبوب في فصل الصيف، بالإضافة إلى الزراعة، كانت المهنة الأكثر انتشارا في القرية هي قص الحجر من المحاجر.
وتتبع للقرية عين فارة ذات المياه الغزيرة، والتي كانت تعد إلى فترة الحكم الأردني، أي قبل احتلال القرية عام 1967، مصدرا مهما من مصادر المياه لمدينة القدس، إذ كانت تسحب المياه منها باتجاه المدينة منذ عشرينيات القرن الماضي.
وعين فارة هي إحدى عيون وروافد وادي القلط الذي يمتد من شرق القدس إلى غرب أريحا على مسافة 45 كم. ووادي القلط هو أحد الروافد الغربية لنهر الأردن، ويحمل مياه الأمطار والعيون من السفوح الشرقية لجبال القدس والبيرة باتجاه النهر ويشكل مقصدا لهواة المشي والمغامرة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وتسيطر "سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية" على عين فارة وعلى مسار وادي القلط والأراضي المحيطة به، مما يعني حرمان أهالي حزما من أهم المعالم الطبيعية الواقعة في أراضيهم والتي اعتادوا دخولها يوميا دون عوائق.
ووفقا لاتفاقية أوسلو، قسمت الأراضي في حزما إلى مناطق (ب) و(ج)، يقع ما يقارب 90% من أراضي القرية في منطقة (ج) أي ما بعادل 9500 دونم، مما يعني أنها تحت الإدارة العسكرية والمدنية لسلطات الاحتلال.
وشأن باقي أراض الضفة الغربية فقد أقيمت على أراضيها عدة مستعمرات وفي مرحلة مبكرة، فقد أنشأ الصهاينة في عام 1924 مستعمرة "كفار عبري" التي تعرف بـ"نفيه يعكوف" على أراضي بيت حنينا وحزما، والتي صادرت من أراضيها 385 دونما.
وفي بداية وأواسط ثمانينات القرن الماضي، صادر الاحتلال أراضي القرية لبناء مستعمرة "جيفع بنيامين/آدم"، ، و"بسجات زئيف"، و"بسجا تعمير"، ومستعمرة "ألمون/أناتوت" (علمون).
وصادرت قوات الاحتلال مساحات من حزما لشق طريق التفافية لربط مستعمراتها بعضها ببعض.
وصادر جدار الفصل العنصري مساحات من أراضي حزما فهو يحيط القرية من الجهة الغربية والشمالية، كما يخترق الجدار مساحات واسعة من الجزء الشمالي للقرية. وفي المجمل، أدى الجدار إلى عزل 4000 دونم، ما يشكل 40% من أراضي حزما، عن مركز القرية، كما أن الحاجز العسكري يحول ما بينها وبين مدينة القدس.
كما أن بعض العائلات من حزما، وقعت بيوتها بعد بناء الجدار على الطرف الإسرائيلي من الجدار، وبالقرب من مستعمرة "بسجات زئيف"، مما يعني عزل تلك العائلات عن امتدادها المجتمعي الأساسي في مركز قرية حزما.
الماء النقي في وادي وعين الفارة بلدة حزما.
ولم يعد لسكانها إلا نحو 950 دونما فقط، من أصل 18 ألف دونم أي أن الاحتلال نهب قرابة 95% من أراضيها، وتبقى نحو 5% للمخطط الهيكلي للبلدة، الذي يسمح الاحتلال للبلدية بالعمل فيه، لخدمة سكانها.
وكحال أغلب القرى في حرب عام 1967، لجأ سكان حزما والقرى المجاورة لها إلى عين فارة، ومكثوا فيها لفترة ثم عادوا بعدها إلى قريتهم. وشهدت هذه الفترة استشهاد 3 جنود أردنيين لم تعرف هويتهم ودفنوا في مقبرة حزما، وتطوع الكثير من شبان حزما مع الجيش الأردني، وكثيرون منهم استقروا في الأردن بعد نكسة67.
وقد شاركت حزما في المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني، و قدمت شهداء ارتقوا بدايةً من ثورة عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني، وما زالت تقدم الشهداء والمعتقلين والجرحى خلال الاحتلال الإسرائيلي المستمر.
ويقيم الاحتلال حواجز دائمة عند مدخلي حزما الشمالي والجنوبي، وبوابات حديدية تقطع أي طرق تؤدي إلى البلدة، ويتواجد الجنود بشكل دائم على هذه الحواجز، وهم دائما مستعدون لعمليات الاقتحام والاعتقال التي تتم بشكل شبه يومي في حزما. إضافة إلى هدم بعض المنازل والمنشآت وتوزيع إخطارات لعدد آخر، ومحاولات تغيير جغرافيا البلدة عبر الاستيلاء على الأراضي.
المصادر:
ـ أنس عدنان، "بلدة حزما..السجن الكبير"، وكالة الصحافة الوطنية (نبأ)، 29/5/2021.
ـ مصطفى الدباغ، "بلادنا فلسطين" . ـ
ـ "دليل قرية حزما"، معهد الأبحاث التطبيقية (أريج).
ـ فادي العصا، "حزما بلدة مقدسية بلا تواصل جغرافي ومحاصرة بجدار وأسلاك وحواجز وطرق"، الجزيرة نت، 16/6/2021.
ـ "بلدة حزما تحت مجهر مخططات الاحتلال"، شبكة قدس الإخبارية، 18/2/2017.
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الفلسطيني الهوية فلسطين تاريخ هوية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من أراضی
إقرأ أيضاً:
من أسرى القدس المتوقع تحررهم بصفقة غزة؟
القدس المحتلة- مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حيز التنفيذ صباح غد الأحد، ستكون عشرات العائلات الفلسطينية بالقدس على موعد قريب من لقاء أبنائها المغيبين منذ أشهر أو سنوات خلف قضبان سجون الاحتلال، وسيبزغ فجر الحرية على أكثر من 80 أسيرا وأسيرة من القدس ضمن المرحلة الأولى من الصفقة التي ستمتد على مدار 42 يوما.
وفي التفاصيل، قال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب للجزيرة نت إن 9 نساء و8 قاصرين، بالإضافة إلى 31 أسيرا مقدسيا سيتحررون من السجون إلى منازلهم.
أما بخصوص الأسرى الذين سيتحررون مع عقوبة الإبعاد عن القدس إلى الخارج، فقال إن عددهم 26 أسيرا جميعهم من أصحاب المؤبدات باستثناء الشاب عبد دويّات المحكوم بالسجن الفعلي لمدة 18 عاما، وينحدر من بلدة صور باهر (جنوب القدس).
ويضاف إلى هؤلاء 8 أسرى تحرروا في صفقة تبادل الأسرى عام 2011 والمعروفة فلسطينيا بصفقة "وفاء الأحرار"، وبعد تحريرهم من السجون أعاد الاحتلال اعتقالهم.
الأسير المقدسي سامر العيساوي تحرر عام 2011 وأعيد اعتقاله وهو مرشح للإبعاد (الجزيرة)ويؤكد رئيس لجنة أهالي الأسرى أن أسماء المعاد اعتقالهم أُدرجت ضمن الأسرى الذين سيتم إبعادهم، وهم: عدنان مراغة وإسماعيل حجازي وسامر العيساوي وناصر عبد ربه وعلاء البازيان وجمال أبو صالح ورجب الطحان، بالإضافة إلى أسير يحمل هوية الضفة الغربية وينحدر من بلدة بئر نبالا (شمال غربي القدس).
إعلانوتابع أبو عصب أنه "بين الصفقة الجديدة وصفقة وفاء الأحرار سيبعَد 34 أسيرا خارج البلاد، ولا أحد من ذويهم يعلم حتى اللحظة الوجهة التي سيبعدون إليها، لكنهم يرجحون أن تكون تركيا أو قطر، ويحمل 6 من هؤلاء الأسرى الهوية الفلسطينية (لا يُعترف بهم كمقيمين، وهي الصفة التي تُطلق على فلسطينيي القدس)".
ولا تشمل المرحلة الأولى من الصفقة 3 أسيرات، هن: هديل محيي الدين من مخيم شعفاط، وتسنيم عودة من بلدة عناتا، بالإضافة إلى الأسيرة شادن قوس من البلدة القديمة في القدس.
كما لا تشمل المرحلة الأولى من الصفقة الأسيرين المريضين أحمد مناصرة وأيمن الكرد اللذين يعدان من أصحاب الحالات المرضية الأصعب بين صفوف الأسرى المقدسيين في سجون الاحتلال.
ووفق بيانات لجنة أهالي الأسرى، يقبع في سجون الاحتلال 440 أسيرا مقدسيا بين شاب ومسن، ويضاف إليهم 12 أسيرة، و70 قاصرا، 6 منهم يقبعون في المؤسسات الداخلية الأشبه بالسجون حتى يبلغوا السن التي تسمح بها القانون لنقلهم إلى السجون.
ويعد الأسير المقدسي وائل قاسم صاحب أطول حكم، إذ يقضي حكما بالسجن لمدة 3515 عاما، ولم تتضمن المرحلة الأولى من الصفقة اسمه، كما يقبع في السجون 42 أسيرا محكوما بالسجن مدى الحياة.
أحمد مناصرة اعتقل طفلا عام 2015 ومحكوم بالسجن 12 عاما ولم يرد اسمه في قوائم الإفراجات (الجزيرة نت)وأعلنت وزارة العدل الإسرائيلية -اليوم السبت- أنه سيتم الإفراج عن 735 أسيرا فلسطينيا مقابل إطلاق سراح أول دفعة من المحتجزين الإسرائيليين، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويأتي الاتفاق بعد جهود مكثفة بذلتها قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. ويتألف الاتفاق من 3 مراحل، تتضمن المرحلة الثانية منه عودة الهدوء المستدام وتبادل المزيد من الأسرى والمعتقلين.
إعلانووفقا لمؤسسات حقوقية، يقبع أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 5150 اعتُقلوا منذ بدء الحرب على غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 157 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.