الولايات المتحدة تدعم حلفاءها بالأسلحة والصواريخ بمليارات الدولارات
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
تستمر الولايات المتحدة في لعب دور محوري على الساحة الدولية من خلال تقديم مساعدات عسكرية لحلفائها، ما يعكس استراتيجيتها لحماية مصالحها الخاصة وتعزيز نفوذها في مختلف المناطق، ويظهر هذا الدعم بشكل واضح في الحروب والنزاعات الجارية، حيث يتم توجيه المساعدات إلى أوكرانيا وإسرائيل ورومانيا وتايوان، بهدف تعزيز قدراتهم في مواجهة التهديدات الإقليمية والأمنية.
تساهم الولايات المتحدة باستمرار في الدعم العسكري لأوكرانيا في الحرب المستمرة مع روسيا، حيث وافقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن علي حزمة مساعدات عسكرية مستقبلية تتجاوز قيمتها 2.7 مليار دولار، والتي ستشمل الذخائر ومجموعة واسعة من الأسلحة، وأنظمة صواريخ الدفاع الجوي «الباتريوت» المتطورة، كما تم تقديم حزمة مساعدات فورية بقيمة 375 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي، تتضمن قنابل انزلاقية ومجموعة واسعة من الصواريخ والقذائف والمدفعية، وفقًا لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية.
المساعدات المستقبلية لإسرائيلتواصل الولايات المتحدة دعمها العسكري لإسرائيل عبر حزم مساعدات ضخمة تشمل الأسلحة والمعدات المتقدمة، ومن المقرر أن تقدم الولايات المتحدة 3.5 مليار دولار لإسرائيل، وفقًا لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، كما أن واشنطن وافقت على بيع طائرات إف-15 بقيمة 19 مليار دولار ودبابات وصواريخ هاون بقيمة تتجاوز 60 مليون دولار، ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 20 مليار دولار لإسرائيل بحلول عام 2026، كما قال مسؤولون أمريكيون في يونيو أن الولايات المتحدة أرسلت لإسرائيل أكثر من 10 آلاف قنبلة شديدة التدمير تزن أطنان وآلاف صواريخ هيلفاير منذ بدء الحرب علي غزة في أكتوبر الماضي، وفقًا لموقع «أكسيوس» الأمريكي.
المساعدات إلى رومانياكما أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن قرض مباشر بقيمة 920 مليون دولار إلى رومانيا، بهدف تعزيز وتحديث قدراتها الدفاعية، حيث تعتبر رومانيا شريكاً في تعزيز أمن البحر الأسود وتقديم الدعم لأوكرانيا، من خلال نقل أنظمة الدفاع الجوي وتدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات F-16، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، بحسب وكالة «رويترز».
المساعدات الجديدة لتايوانفي ظل التوترات المتزايدة مع الصين، أعلنت الولايات المتحدة عن أكبر حزم المساعدات الأمنية لتايوان، والتي تقدر قيمتها بـ570 مليون دولار، حيث ستوفر واشنطن لتايوان مواد دفاعية متقدمة وأسلحة مضادة للدروع وأنظمة الدفاع الجوي، وذلك بموجب «قانون العلاقات التايوانية لعام 1979»، الذي يلزم واشنطن بتزويد تايوان بالأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها، وفقًا لوكالة «رويترز».
ومن المتوقع أن تؤدي هذه المساعدات إلى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة والصين، خصوصًا في ظل التحركات العسكرية الصينية المتزايدة في المياه والمجال الجوي القريب من تايوان، حيث طالبت الصين الولايات المتحدة بوقف مبيعات الأسلحة إلى تايوان، معتبرة أنها جزء لا يتجزأ من الصين، في الصراع المستمر منذ عقود.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اسرائيل تايوان أوكرانيا الولايات المتحدة مساعدات عسكرية الولایات المتحدة ملیار دولار ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
الحرب بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو التوسع
الولايات المتحدة – تمتلك الولايات المتحدة بوضوح أحدث التقنيات المتعلقة بصناعة الرقائق في سياق “الحرب” الدائرة بين واشنطن وبكين، ولكن ربما تكتسب الصين ميزات قد تؤدي إلى توسعة نطاق الصراع.
ففيما أعاقت قيود التصدير الأمريكية تقدم الصين في مجال الرقائق المتقدمة، لجأت بكين بقوة إلى توسيع رقعة إنتاجها الرقائق. وهي ليست متطورة مثل رقائق الذكاء الاصطناعي من إنفيديا (Nvidia)، ولكنها ضرورية للسيارات والأجهزة المنزلية، وفق تقرير نشرته “وول ستريت جورنال”. وقد تسبب انقطاع إمدادات هذه الرقائق في حدوث فوضى في سوق السيارات في أثناء الوباء الكوفيدي.
أنفقت الصين 41 مليار دولار على معدات تصنيع الرقائق في عام 2024، أي بزيادة قدرها 29% على أساس سنوي، وفقا لبنك “مورغان ستانلي”، ويمثل هذا ما يقرب من 40% من الإجمالي العالمي، ويقارن بمبلغ 24 مليار دولار المنفق في عام 2021.
وكان جزء من هذا الضخ محاولة من الشركات الصينية لتخزين الأدوات اللازمة التي لا يزال بإمكانها الحصول عليها قبل تشديد القيود بشكل أكبر. لكن الكثير يأتي أيضاً من شركات صينية مثل شركة Semiconductor Manufacturing International، أو SMIC، وHua Hong Semiconductor لصناعة الرقائق القديمة.
ومن جانبها، أنفقت SMIC، أكبرُ مسبك للرقائق في الصين 7.5 مليار دولار على الاستثمار الرأسمالي في عام 2023، مقارنة بحوالي 2 مليار دولار قبل عام من الوباء.
وتعكس الاستراتيجيةَ الشاملة أصداءُ النجاحات الصينية المماثلة في قطاعات مثل الألواح الشمسية التي تتمتع بالدعم الحكومي الهائل، والتسعير، والرغبة في لعب اللعبة الطويلة التي قد لا يرغب اللاعبون الآخرون في القيام بها.
لكن هذه الصناعة لم تصل إلى مستوى الهيمنة على السوق، على الرغم من أن الشركات الصينية تحقق بالتأكيد تقدما. فقد زادت المسابك الصينية حصتها في السوق العالمية في العُقَد الناضجة من 14% في عام 2017 إلى 18% في عام 2023، وفقا لـ “برنشتاين”.
وقد ساعد العملاء الصينيون في هذا على وجه الخصوص، حيث حصلوا على 53% من إمداداتهم من الرقائق الناضجة من المسابك الصينية في عام 2023، وذلك ارتفاعا من 48% في عام 2017. ومن شأن التوترات الجغراسياسية المتزايدة أن تدفع العملاء الصينيين إلى البحث عن مورّدين في الداخل الصيني.
لم تجتح الرقائق الصينية القديمة الطراز العالم بعد، لكن هناك خطر واضح، خاصة بالنسبة للاعبين الأمريكيين، بما في ذلك شركة Texas Instruments وGlobal Foundries، المنافسة في صناعة هذا النوع من الرقائق. وهذا بدوره يمكن أن يشكل صداعا لواشنطن وهدفها المتمثل في الحفاظ على المرونة في سلسلة توريد الرقائق.
قد لا يكون من العملي تمديد القيود لتشمل الرقائق ذات الجودة المنخفضة، لكن الشركات المنتجة لهذه الرقائق قد تحتاج إلى مساعدة الدولة للتنافس مع الصين.
وقد وصفت الولايات المتحدة استراتيجيتها بشأن الضوابط التقنية بأنها نهج يشبه “ساحة صغيرة ذات سياج عال” مع فرض قيود صارمة على عدد محدود من التقنيات المتقدمة، لكن الحَد من حِدة الصراع بهذه الطريقة قد لا يكون بهذه السهولة.
في حرب الرقائق العالمية، كما هو الحال في أي صراع، تميل محاور النزاعات إلى التوسع، ومحاور الاشتباكات ستكون متعددة بين الولايات المتحدة والصين.
المصدر: CNBC