أدت حالات الجفاف في البرازيل وفيتنام إلى رفع أسعار البن في السوق بنسبة 80% تقريباً، مما يثير قلق عشاق القهوة في العالم.
وقال خبراء إن سعر القهوة ارتفع بشكل كبير في أسواق السلع العالمية، وبينما لم يشعر المستهلكون بأي تحسن، فإن ضغط تغير المناخ على مزارع البن في العالم يضع الصناعة على حافة الهاوية.
ويبلغ سعر السوق الحالي لحبوب أرابيكا، التي تشكل حوالي 70 في المائة من سوق القهوة، حوالي 2.

70 دولار أمريكي للرطل الواحد. وفي هذا الوقت من العام الماضي، كان السعر حوالي 1.49 دولارًا أمريكيًا.
وفي الوقت نفسه، فإن سعر السوق لحبوب روبوستا الأرخص ثمناً، المفضلة في أوروبا ولدى صانعي القهوة الفورية، ارتفع إلى أكثر من الضعف في الأشهر الاثني عشر الماضية.
وتأتي هذه القفزات في الأسعار وسط موجات جفاف خطيرة في البرازيل وفيتنام، وهما من أكبر منتجي القهوة في العالم.
ومع تغير المناخ الذي يؤدي إلى زيادة وتيرة هذه الأحداث المناخية المتطرفة، يقول المطلعون على الصناعة إن الوضع قد يؤدي إلى ارتفاع سعر فنجان القهوة عدة مرات متتالية في المستقبل.
وقال روبرت كارتر، رئيس جمعية القهوة الكندية، إن تأثير تغير المناخ “أصبح أكثر وضوحا خاصة في بلدان المنشأ، لدينا تأثيرات أخرى مثل الآفات والأمراض في مناطق مثل كولومبيا وفيتنام. لذا، فإن جمع كل ذلك معًا، مرتبط باضطرابات سلسلة التوريد، مما يؤدي إلى ضغط الأسعار الذي نشهده على القهوة”.
وفي البرازيل، أكبر منتج للبن في العالم، يعاني المزارعون منذ أشهر من واحدة من أسوأ موجات الجفاف التي شهدتها المنطقة منذ عقود.
وقد تلقت مساحات شاسعة من البلاد مستويات منخفضة بشكل غير طبيعي من الأمطار منذ شهر مايو/أيار، بما في ذلك ولاية ميناس جيرايس في جنوب شرق البرازيل، والتي تحتوي على العديد من مزارع أرابيكا في البلاد.
وقال أحد المزارعين في كاكوندي، وهي بلدة تقع في إحدى مناطق الزراعة الرئيسية في ولاية ساو باولو، لوكالة أسوشيتدبرس في وقت سابق من هذا الشهر إنه يتوقع حصاد 120 شوالا من حبوب البن هذا الموسم، لكنه لم يتمكن من الحصول إلا على 100 كيس فقط بسبب الجفاف.
كما أدى خسارة المحاصيل في فيتنام هذا العام بسبب الجفاف إلى زيادة الضغط على البرازيل.
وفيتنام هي أكبر منتج لحبوب روبوستا الأقل وفرة. حيث تحول بعض المشترين التقليديين لروبوستا إلى شراء قهوة أرابيكا، التي يتم إنتاج معظمها في البرازيل.
وقد تسببت التأثيرات المجمعة للجفاف في البرازيل والإعصار في فيتنام في ارتفاع حاد في أسعار البن العالمية.
فقد أفادت المنظمة الدولية للبن (ICO)، وهي هيئة حكومية دولية تتكون من الدول المصدرة والمستوردة للبن، أن الأسعار ارتفعت بنسبة 20% تقريبًا في الربع الثالث من عام 2024، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عقد من الزمن.
وتشعر كاثرينا إرفورت، من شركة إدارة سلسلة التوريد الدولية Inverto، بالتشاؤم بشأن احتمال عودة الأسعار إلى وضعها الطبيعي على المدى القصير، حيث تقول “من غير المرجح أن يتعافى قطاع القهوة بسرعة، حتى مع التحسن المحتمل في العرض”.

العين الاخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی البرازیل فی العالم

إقرأ أيضاً:

القهوة.. قيم متوارثة

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
يشمل التراث غير المادي، حسب تعريف «اليونسكو» تقاليد أو أشكال التعبير الحية الموروثة من الأسلاف والتي يتناقلها الأحفاد، مثل التقاليد الشفهية، وفنون الأداء والممارسات الاجتماعية والطقوس والمناسبات الاحتفالية والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، أو المعارف والمهارات المرتبطة بإنتاج الصناعات الحرفية التقليدية.

كرم وحفاوة
لا تكمن أهمية التراث الثقافي غير المادي في مظهره الثقافي بحد ذاته، وإنما في المعارف والمهارات الغنية التي تنقل عبره من جيل إلى آخر، والقيمة الاجتماعية والاقتصادية التي ينطوي عليها هذا النقل للمعارف، وتعتبر القهوة العربية من أهم المفردات المرتبطة بالثقافة الإماراتية التي تعكس جانباً من قيم المجتمع، فهي ترمز للكرم والحفاوة، وتمثل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية الإماراتية، ووسيلة للتواصل بين الأجيال، هي حاضرة في المناسبات الخاصة مثل الأعياد، الأعراس، والمجالس العامة، لتسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والتقارب بين الأفراد.

أخبار ذات صلة «السدو».. أمانة «الحداء».. إيقاع الصحراء ووسيلة للتواصل مع الإبل رمضانيات تابع التغطية كاملة

تواصل وترابط
عن أهمية القهوة وارتباطها بالعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة ورمزيتها في الثقافة الإماراتية، قال راشد الحمادي، باحث في التاريخ والتراث، إن القهوة جزء أصيل من التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة، فهي رمز الكرم والضيافة والتقاليد العريقة التي ترسَّخت في المجتمع الإماراتي منذ القدم، كما أنها تعزز من قيم التواصل والترابط بين الناس، موضحاً أن تاريخ القهوة العربية في الإمارات يرتبط بتقاليد الضيافة العربية الأصيلة التي تعتمد على تقديم القهوة للضيوف كعلامة على الكرم والترحيب، أما تقليد إعداد القهوة فيعود إلى مئات السنين، حيث انتشر في أنحاء الجزيرة العربية، حتى أصبحت القهوة جزءاً رئيساً من حياة المجتمع.

دور محوري 
يرى الحمادي، أن القهوة تلعب دوراً محورياً في استقبال الضيوف، والمناسبات الاجتماعية خاصة حفلات الخِطبَة والزفاف واستقبال المولود والتجمعات القبلية، كما أنها تحضر في مجالس الشيوخ وكبار الشخصيات، ورغم التغيرات السريعة في المجتمع الإماراتي، تستمر القهوة كجزء أساسي من الهوية الوطنية، كما أن صناعة القهوة وإعدادها من العادات التي يتمسك بها العربي ويفتخر بها.

حضور دائم
وأورد الحمادي، أن أهل الإمارات يفضلون تناول القهوة يومياً، وأن إعدادها فن يجب تعلمه، باعتبارها من أساسيات مجالس الرجال في حلهم وترحالهم، فعندما كان الأجداد يفتقدون البن في فترات الأزمات في الماضي، كانوا يستعيضون عنها ببدائل أخرى، مثل نوى التمر ونباتات الصحراء، لذلك فهي لم تغب عن مجالسهم ولا عن الذاكرة الشعبية في قصصهم وحكاياتهم ولا تراثهم الثقافي، مشدداً على أهمية نقل معرفة أساسيات إعدادها وأدواتها لهذا لجيل، للسير على خطى آبائهم وأجدادهم، لافتاً إلى أن البدو في الماضي كانوا يمزجون القهوة مع الهيل والزعفران ويتم تحضيرها على موقد تقليدي الصنع مثبت في الأرض ثم يتم تقديمها في فناجين صغيرة، ومع الوقت بدأ العرب باستخدام «الكوار»، وهو حفرة من الطين مع موقد مصنوع من الحصى والحجارة، أما في البيوت أو الخيام فيتم وضع الكوار في ركن من أركان المجلس، بجانب صندوق حطب ومقعد للشخص الذي يقوم بإعداد القهوة.

تقاليد راسخة
أضاف الحمادي: «للقهوة تقاليد راسخة وتجليات واضحة وحضور مميز في تراث الإمارات، يتجلى في المناسبات وحل المشكلات وروتين الحياة اليومية، وقد بلغ من احترام البدو والعرب في السابق للقهوة أنه إذا كان لأحدهم طلب عند شيخ العشيرة أو المضيف كان يضع فنجانه وهو مليء بالقهوة على الأرض ولا يشربه، فيلاحظ المضيف ذلك، فيبادره بالسؤال حول حاجته فإذا قضاها له أمره بشرب قهوته اعتزازاً بنفسه، وإذا امتنع الضيف عن شرب قهوته وتجاهله المضيف ولم يسأله ما طلبه، فإن ذلك يُعد عيباً كبيراً في حقه، كما أن الضيف الذي لا تقدم له القهوة يشعر بالإهانة وعدم التقدير والاحترام».

أهمية ثقافية وتراثية
نظراً للأهمية الثقافية والتراثية التي تحظى بها القهوة العربية، قامت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان وقطر، بإدراج القهوة العربية عام 2015 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة «اليونسكو».

مقالات مشابهة

  • "الجنس مقابل السمك".. كيف تُستغلّ النساء في زامبيا بسبب الجفاف وقلة المساعدات الدولية
  • وكيل نيمار يعرض النجم البرازيلي على كبار أوروبا
  • من العالم.. حرائق تثير «الهلع» وصاعقة تقتل سيّدة وحادث «مأساوي» في البرازيل
  • نيمار يعود لقائمة منتخب البرازيل بعد غياب 17 شهرا
  • القهوة.. قيم متوارثة
  • منذ أكتوبر 2023.. نيمار يعود لقائمة منتخب البرازيل لتصفيات المونديال
  • مسلسل Pulse.. قصة مميزة لعشاق المسلسلات الطبية قادمة على نتفليكس
  • بعد غياب 18 شهراً.. نيمار يعود إلى منتخب البرازيل!
  • نيمار يعود إلى تشكيلة منتخب البرازيل رغم إصابته مع سانتوس
  • هل يمكن لمريض السرطان الصيام بشكل آمن؟