صدمة لعشاق البن البرازيلي.. الجفاف يضرب المحصول وارتفاع قياسي في الأسعار
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
أدت حالات الجفاف في البرازيل وفيتنام إلى رفع أسعار البن في السوق بنسبة 80% تقريباً، مما يثير قلق عشاق القهوة في العالم.
وقال خبراء إن سعر القهوة ارتفع بشكل كبير في أسواق السلع العالمية، وبينما لم يشعر المستهلكون بأي تحسن، فإن ضغط تغير المناخ على مزارع البن في العالم يضع الصناعة على حافة الهاوية.
ويبلغ سعر السوق الحالي لحبوب أرابيكا، التي تشكل حوالي 70 في المائة من سوق القهوة، حوالي 2.
وفي الوقت نفسه، فإن سعر السوق لحبوب روبوستا الأرخص ثمناً، المفضلة في أوروبا ولدى صانعي القهوة الفورية، ارتفع إلى أكثر من الضعف في الأشهر الاثني عشر الماضية.
وتأتي هذه القفزات في الأسعار وسط موجات جفاف خطيرة في البرازيل وفيتنام، وهما من أكبر منتجي القهوة في العالم.
ومع تغير المناخ الذي يؤدي إلى زيادة وتيرة هذه الأحداث المناخية المتطرفة، يقول المطلعون على الصناعة إن الوضع قد يؤدي إلى ارتفاع سعر فنجان القهوة عدة مرات متتالية في المستقبل.
وقال روبرت كارتر، رئيس جمعية القهوة الكندية، إن تأثير تغير المناخ “أصبح أكثر وضوحا خاصة في بلدان المنشأ، لدينا تأثيرات أخرى مثل الآفات والأمراض في مناطق مثل كولومبيا وفيتنام. لذا، فإن جمع كل ذلك معًا، مرتبط باضطرابات سلسلة التوريد، مما يؤدي إلى ضغط الأسعار الذي نشهده على القهوة”.
وفي البرازيل، أكبر منتج للبن في العالم، يعاني المزارعون منذ أشهر من واحدة من أسوأ موجات الجفاف التي شهدتها المنطقة منذ عقود.
وقد تلقت مساحات شاسعة من البلاد مستويات منخفضة بشكل غير طبيعي من الأمطار منذ شهر مايو/أيار، بما في ذلك ولاية ميناس جيرايس في جنوب شرق البرازيل، والتي تحتوي على العديد من مزارع أرابيكا في البلاد.
وقال أحد المزارعين في كاكوندي، وهي بلدة تقع في إحدى مناطق الزراعة الرئيسية في ولاية ساو باولو، لوكالة أسوشيتدبرس في وقت سابق من هذا الشهر إنه يتوقع حصاد 120 شوالا من حبوب البن هذا الموسم، لكنه لم يتمكن من الحصول إلا على 100 كيس فقط بسبب الجفاف.
كما أدى خسارة المحاصيل في فيتنام هذا العام بسبب الجفاف إلى زيادة الضغط على البرازيل.
وفيتنام هي أكبر منتج لحبوب روبوستا الأقل وفرة. حيث تحول بعض المشترين التقليديين لروبوستا إلى شراء قهوة أرابيكا، التي يتم إنتاج معظمها في البرازيل.
وقد تسببت التأثيرات المجمعة للجفاف في البرازيل والإعصار في فيتنام في ارتفاع حاد في أسعار البن العالمية.
فقد أفادت المنظمة الدولية للبن (ICO)، وهي هيئة حكومية دولية تتكون من الدول المصدرة والمستوردة للبن، أن الأسعار ارتفعت بنسبة 20% تقريبًا في الربع الثالث من عام 2024، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عقد من الزمن.
وتشعر كاثرينا إرفورت، من شركة إدارة سلسلة التوريد الدولية Inverto، بالتشاؤم بشأن احتمال عودة الأسعار إلى وضعها الطبيعي على المدى القصير، حيث تقول “من غير المرجح أن يتعافى قطاع القهوة بسرعة، حتى مع التحسن المحتمل في العرض”.
العين الاخبارية
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی البرازیل فی العالم
إقرأ أيضاً:
الجفاف يهدد محاصيل المغرب ويعصف الاقتصاد الوطني
يمر المغرب موجة جفاف شديدة دفعت الملك المغربي، محمد السادس، إلى دعوة المغاربة للاستغناء عن أضحية عيد الأضحى هذا العام نظراً لانخفاض أعداد رؤوس الماشية بسبب الجفاف.
اذ قبل عام التقط قمر صناعي تابع لوكالة ناسا صوراً تُظهر مدى تضرر مدينة الدار البيضاء المغربية الواقعة على المحيط الأطلسي من آثار الجفاف، إذ اختفت المساحات الخضراء وحل بدلاً منها.
ورغم أن البيانات أظهرت ارتفاعاً في معدل ملء السدود إذ بلغ 28.44 في المئة في يناير كانون الثاني 2025 مقابل 23.27 في المئة في الفترة نفسها من العام الماضي، ووفقاً لوزارة التجهيز والماء المغربية، فإن التوقعات تشير إلى تراجع كبير في محاصيل الحبوب بالمغرب خلال الموسم 2024-2025.
كما لفت إدريس عيسوي المحلل الاقتصادي المغربي، إن نحو 60 في المئة من قطاع الفلاحة بالمغرب تضرر بسبب الجفاف المتواصل على مدار 6 سنوات, وأضاف أن هذا العام الأمطار لم تأتِ بالشكل المناسب، لذا ستتراكم تداعيات الجفاف لعام جديد
اذ تشير توقعات وزارة الزراعة الأميركية إلى أن إنتاج المغرب من الحبوب في الموسم الجاري 2024-2025 سينخفض مقارنة بمتوسط مستوى الخمس سنوات الماضية منذ 2019 إلى 2023.
وبحسب التوقعات، فإن إنتاج القمح سينخفض 40 في المئة، والشعير سينخفض 50 في المئة، والذرة سينخفض 46 في المئة خلال الموسم 2024-2025.
ويقول محلل الاقتصاد المغربي، إن محصول هذا العام قد لا يزيد على 20 في المئة ما يحتاج إليه المغرب.
وعلى مدار السنوات الماضية حاولت الحكومة المغربية التقليل من وطأة الجفاف عن طريق عدة مبادرات تهدف إلى اتباع نمط معين في مجال تربية المواشي، وإبعاد المحاصيل الزراعية كلّها المستهلكة للمياه، إلّا أن الأرقام تقول إن الاقتصاد المغربي تضرر بشكلٍ كبير من الجفاف، وفقاً لعيسوي.
ومع انخفاض إنتاج الحبوب، يتوقع أن يزيد المغرب من وارداته السنوية من الحبوب خلال الموسم الجاري.
وتنبأت وزارة الزراعة الأميركية أن يزيد المغرب من وارداته السنوية من القمح إلى 7.5 مليون طن متري في موسم 2024-2025 بزيادة 52 في المئة على متوسط واردات المغرب في 10 سنوات.
ويقول عيسوي إن المغرب لجأ للاستيراد الحبوب من دول مثل أوروبا وأوكرانيا، لكن عملية الاستيراد كانت تحدث دون تأثير في الميزانية العمومية للبلاد، ومن خلال مؤسسة حكومية تتابع من كثب الأسواق وتُتيح فرص الشراء وفقاً لمواردها المالية.
وفي محاولة لتخفيف وطأة الجفاف على المستهلكين، منحت الحكومة المغربية المستوردين دعماً مالياً لاستيراد ما يلزم من الحبوب لتفادي انخفاض الإنتاج.
لكن صندوق النقد الدولي صنّف قبل أشهر قليلة نوبات الجفاف والانخفاض في الإنتاج الزراعي في المغرب بأنهما أكبر خطر سلبي على النمو الاقتصادي في البلاد.
فيما توقعت ميزانية المغرب عام 2025 أن ينمو الاقتصاد بنحو 4.6 في المئة مقابل 3.3 في المئة كانت متوقعة في 2024، لكن في حال استمرار الجفاف من المحتمل أن يفقد الاقتصاد ما لا يقل عن 0.8 في المئة من النمو.
حبث يعتمد المغرب بشكلٍ كبير على القطاع الزراعي، حتى ولو كان يمثّل نحو 14 في المئة من الناتج المحلي للبلاد وربع صادرات السلع.
ف بحسب صندوق النقد، فإن نحو ثلث القوى العاملة المغربية تعمل في القطاع الزراعي كما أن التضخم في المغرب حساس للغاية للتغيرات في أسعار المواد الغذائية التي تمثّل نحو 40 في المئة من سلة مؤشر أسعار المستهلك.
وفي نهاية عام 2024 ارتفع معدل البطالة إلى 13.3 في المئة، وفقاً لبيانات المندوبية السامية للتخطيط المغربية، وهو أعلى معدل منذ عام 1999، مع تسبب الجفاف لفقدان المزارعين المتضررين وظائفهم.
كلمات دالة:سوق العملصندوق النقد المغربالقطاع الزراعيالمغربالجفافمشروعات الطاقة المتجددةالقطاع الزراعي في المغربسلسلة موجات الجفافازمةاخبار المغرب© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن