أطلقت دائرة تنمية المجتمع الجهة المنظمة للقطاع الاجتماعي في أبوظبي، “قيم الروح الرياضية” بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي ودائرة التعليم والمعرفة ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، حيث تهدف المبادرة إلى خلق بيئة رياضية شاملة وإيجابية مبنية على قيمة الاحترام، لتشجيع الأفراد من مختلف الثقافات على التفاعل والمشاركة بنشاط في القطاع الرياضي والنشاط البدني، بما يسهم في تعزيز مجتمع صحي يتمتّع أفراده بأساليب حياة نشطة.

وتهدف هذه القيم إلى تعزيز ثقافة احترام القواعد والمسؤولين والمنافسين والمجتمع، وترسيخ الروح الرياضية، وتشجيع السلوك الرياضي والأخلاقي الإيجابي في جميع الأنشطة الرياضية سواء أكان الهدف منها المنافسة أو الترفيه، إلى جانب خلق بيئة رياضية تتبنى التنوع والشمول وتشجع المنافسة بنزاهة، وتوظيف الرياضة لبناء مجتمع متماسك وتمهيد الطريق أمام التميز الفردي والجماعي على المستوى الرياضي وخارجه، ما يعزز موقع إمارة أبوظبي وجهةً رائدة في المجال الرياضي.

وبهذا الصدد قال سعادة محمد البلوشي المدير التنفيذي لقطاع المشاركة المجتمعية والرياضة في الدائرة: “تعكس قيم الروح الرياضية، قيم مجتمع أبوظبي التي ترتكز على الاحترام والإيجابية والأخلاق الطيبة، وتجسّد رؤية قيادتنا الرشيدة التي تدعم الرياضة بمختلف أشكالها، وتشجّع الرياضيين وتتبّناهم وتساندهم في مشاركاتهم المحلّية والدولية، وتشجّع مختلف فئات المجتمع على ممارسة الأنشطة الرياضية، وتحرص على توفير منشآت وبنية رياضية متميزة، بما يسهم في تعزيز مكانة أبوظبي وجهةً رياضية رائدة”.

وأضاف: “يعدّ النشاط الرياضي من ركائز بناء مجتمع صحّي ونشط، لذلك فإنّ دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي تعمل بالتعاون مع شركائها في القطاع الرياضي، على تعزيز ثقافة الرياضة والنشاط، وتحرص على تشجيع الفعاليات الرياضية التي تقام بهدف الترفيه أو المنافسة، وهو ما يتطلّب وجود مبادئ توجيهيه، تضمن ممارسة الأنشطة الرياضية في إطار من المنافسة الإيجابية التي تسودها الروح الرياضية والاحترام والمودّة، وتسهم في توضيح مهام ومسؤوليات جميع مكوّنات وعناصر القطاع الرياضي فيما يتعلق بتعزيز وتشجيع وتنظيم معيار الروح الرياضية بما يتوافق مع السياسات والإجراءات والممارسات القائمة على جميع المستويات”.

وقال طلال الهاشمي المدير التنفيذي لقطاع التطوير الرياضي في مجلس أبوظبي الرياضي، أن المجلس يدعم ويساند كل ما من شأنه خلق بيئة تتسم بالروح الرياضية، التي يمكن أن تؤثر بالإيجاب على كل جوانب الحياة.

وأضاف الهاشمي: “نسعد بأن نقدم كل الدعم لهذا التوجه الذي يتوافق مع طبيعة الشعب الإماراتي، ويُترجم توجيهات القيادة الرشيدة في أن يكون المواطن نموذجاً في التسامح والتعايش، الذي يمكن أن تكون الأخلاق الرياضية أول طريق إلى تحقيقه، وانتشاره بين كل المقيمين على أرض الإمارات”.

وتابع: “يهتم مجلس أبوظبي الرياضي بكل ما من شأنه خدمة المجتمع، ودعم المبادرات الرياضية المجتمعية، وتنفيذ كل الأفكار التي ترتقي بالمجتمع في سلوكياته وكل جوانب الحياة”.

وبدوره أكد سعادة سليمان الكعبي المدير التنفيذي لقطاع جودة الحياة الطلابية حرص وزارة التربية والتعليم على تعزيز قيم الروح الرياضية لدى الطلبة لترسيخ مفاهيم تربوية ذات أولوية، مبيناً سعي الوزارة للمشاركة في كافة المبادرات التي تعزز المفاهيم القيمية لدى الطلبة ومنها مبادرة قيم الروح الرياضية والمساهمة من خلالها في بناء مجتمع أكثر صحة ونشاطاً، مضيفاً “نتطلع للعمل مع شركائنا لترسيخ مفهوم الرياضة ومبادئها ضمن منظومتنا التعليمية نظراً لدورها الإيجابي في تكوين شخصية الطلبة وتعزيز صحتهم النفسية والبدنية”.

نموذج الروح الرياضية في إمارة أبوظبي

تشجع الدائرة جميع الجهات الرياضية والمهنيين الرياضيين وجميع الأفراد المشاركين بالقطاع الرياضي في الإمارة على تبني تلك القيم. وتشمل قيم الروح الرياضية: الاحترام؛ الذي يتمّ تكريسه من خلال الإقرار والالتزام، والمساهمة والتقدير، والتصرف بمسؤولية ووعي، والسلامة؛ التي تترسّخ عبر التصرف بأمان ومسؤولية، والمشاركة في الممارسات الآمنة، وتعزيز الصحة الشاملة، والإنصاف؛ الذي يعني التصرف بنزاهة وأمانة، واحترام الفرص وتقديرها، وتعزيز المنافسة بنزاهة.

بالإضافة إلى الكرامة، التي يتمّ تعزيزها من خلال تكريس المساواة، وتعزيز الشمول والتنوع، والحفاظ على الخصوصية والعلاقات الإيجابية., والتكافل، عبر تعزيز الوحدة والتآزر، وتعزيز التعلم المشترك والنجاح الجماعي، وترسيخ التَّعاطُف والمَسْؤولِيَّة المجتمعيّة، وأخيراً التميز، الذي يتمّ تحقيقه من خلال الالتزام بالتطوير والتحسين، والحفاظ على السلوك الإيجابي والمحترم، ودعم القيم الأخلاقية.

وتعدّ أبوظبي نموذجاً رائداً في دعم الأنشطة الاجتماعية بمختلف أشكالها، ومن ضمنها الأنشطة الرياضية التي تلعب دوراً جوهرياً في تعزيز مجتمع حيوي وصحّي وسعيد، فالرياضة تتجاوز المفاهيم الخاصة بالصحّة البدنية، لتشمل الصحّة النفسية والتقارب الاجتماعي، لذلك فإنّ وضع قيم خاصة بالروح الرياضية، يعدّ ركيزة أساسية لخلق ثقافة رياضية قائمة على الاحترام والقيم الأخلاقية.

وستسهم هذه القيم في تعزيز البيئة الداعمة والوحدة بين الفرق الرياضية والمجتمع على نطاقٍ أوسع في إمارة أبوظبي، كما أنها تُعزّز سمعة الإمارة العالمية وتوضح التزامها بالحفاظ على أعلى المعايير في قطاع الرياضة، وتُرسّخ مكانتها بوصفها مركزاً عالمياً للرياضة.

وتلعب الرياضة أدواراً متعددة في مجتمع أبوظبي، فهي تسهم بشكل أساسي في نمو الفرد، وتماسك المجتمع، وتحقيق الحياة الصحية وتحفيز النمو الاقتصادي، ما يؤكّد أهمية الرياضة بوصفها جزءاً من النسيج الاجتماعي بدءاً من تمهيد الطريق لتطوير الشخصية وصقل المهارات الأساسية في الحياة، وصولاً إلى التأثير على وحدة المجتمع والحفاظ على الإرث الثقافي للإمارة.

مفهوم قائم على القيم

يذكر أنّ قيم الروح الرياضية تحدّد السلوكيات والأخلاقيات الواجبة في القطاع الرياضي والمعمول بها على الصعيدين المحلي والعالمي، بالتوازي مع احترام المبادئ السائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال نموذج الروح الرياضية في أبوظبي، لبناء تصميم مترابط يشجع ويفرض سلوكيات الحياة الإيجابية بشكل تدريجي داخل أرض الملعب وخارجها.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

"الروح الرياضية.. أهداف خارج الثلاث خشبات" لنجوى مصطفى في معرض الكتاب

شهدت قاعة الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، صباح اليوم، الخميس 30 يناير ندوة لمناقشة كتاب "الروح الرياضية.. أهداف خارج الثلاث خشبات" للكاتبة الصحفية والإعلامية الرياضية نجوى مصطفى، حيث أدار الندوة الناقد الرياضي إبراهيم مدكور، والإعلامية إنجي يحيى.

معرض الكتاب تُفند أكاذيب "الأفرو سنتريك" حول مصر فى ندوة إقبال متزايد على ركن متحف الطفل في معرض الكتاب

وتناولت الندوة، محاور الكتاب الذي صدر عن دار "إسكرايب" للنشر والتوزيع، حيث تم استعراض أهمية الروح الرياضية ودورها في غرس القيم النبيلة، بالإضافة إلى تأثيرها على حياة اللاعبين والمجتمع بشكل عام، وقد حضر الندوة نخبة من المثقفين والإعلاميين المهتمين بالشأن الرياضي.

وأوضحت الكاتبة نجوى مصطفى أن كتابها يوثق التأثير الإنساني والسياسي والاجتماعي لكرة القدم، بداية من أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه وصولًا إلى النجم المصري العالمي محمد صلاح.

كما أشارت إلى أن كرة القدم قد تجاوزت كونها مجرد لعبة ترفيهية، بل أصبحت قوة مؤثرة في حياة الشعوب، تساهم في تغيير حياة الملايين للأفضل.

وأشارت مصطفى إلى أن أحد أبرز الأمثلة التي تناولها الكتاب كان منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم 1998، والذي ضم لاعبين من أصول مهاجرة.

وأوضحت كيف ساهم هذا الفوز في تهدئة الأجواء الاجتماعية المتوترة في فرنسا آنذاك، والتي شهدت تصاعدًا في خطاب الكراهية ضد المهاجرين.

وأكدت الكاتبة أن اختيارها لنجوم الكتاب لم يعتمد فقط على إنجازاتهم الكروية، بل أيضًا على المعاني والقيم التي جسدتها مسيرتهم داخل وخارج الملعب، مستعرضةً قصصًا ملهمة لنجوم عالميين مثل مارادونا وكرويف وزيدان، بالإضافة إلى لاعبين قد لا يكونوا مشهورين عالميًا لكنهم تركوا بصمة كبيرة في مجتمعاتهم.

وأعربت مصطفى عن سعادتها بتقديم الناقد الرياضي الكبير حسن المستكاوي للكتاب، واصفةً إياه بأنه "كاتب تربت أجيال على مقالاته الرياضية"، مشيرة إلى أن شهادته تمثل "تكريمًا كبيرًا" لها.

من جانبه، أكد الكاتب الصحفي سامي عبد الراضي، رئيس تحرير موقع "تليجراف مصر"، أهمية الرسالة التي يحملها الكتاب، والتي تتمثل في إبراز الجانب الأخلاقي والإنساني للرياضة ودورها في نبذ التعصب والفتنة، خاصة في الملاعب المصرية.

وأشار عبد الراضي إلى أن الكتاب سلط الضوء على "الجانب الأسمى في الرياضة"، من خلال استعراض نماذج ملهمة للاعبين ساهموا في نشر قيم التسامح والمحبة داخل الملعب وخارجه.

كما شدد عبد الراضي على أن مسؤولية نبذ التعصب الرياضي هي مسؤولية جماعية، مشددًا على ضرورة تكاتف كافة الجهات المعنية مثل وزارة التربية والتعليم، والمؤسسات الرياضية، ورؤساء الأندية، ووزارة الشباب والرياضة، بالإضافة إلى الإعلام الرياضي في التوعية بأهمية الروح الرياضية.

كما انتقد ظاهرة التعصب في الملاعب المصرية، وأرجع أسبابها إلى عدة عوامل، مثل ضغط الجماهير على اللاعبين، مما يؤدي إلى تعزيز هذه الظاهرة.

وفي سياق متصل، أكدت الدكتورة رحاب الفخراني، المنسق العام لمبادرة "أنتِ الأهم"، على أهمية دور الرياضة في جمع الناس ونبذ التفرقة والعنف.

وأشارت إلى أن وزارة الشباب والرياضة أطلقت مبادرة "لا للتعصب" بهدف القضاء على ظاهرة العنف في الملاعب المصرية، وخلق بيئة رياضية صحية تسودها روح المنافسة الشريفة، كما دعت إلى ضرورة منع التمييز الجنسي في الرياضة وتمكين المرأة من المشاركة في جميع الأنشطة الرياضية.

من جهته، حذر أحمد عاطف البكري، رئيس الاتحاد المصري للألعاب الترفيهية، من انتقال ظاهرة التعصب الرياضي إلى الألعاب الفردية، مؤكدًا على ضرورة دعم الألعاب التي تساهم في تحقيق "الدمج المجتمعي".

وأضاف البكري أن الاتحاد المصري يسعى إلى نشر وتطوير الألعاب التي تجمع فئات المجتمع المختلفة، مثل "الدومينو" و"الطاولة"، كمنصات مثالية للتفاعل والتواصل بين الرجال والسيدات وذوي الهمم.

وروى البكري تجربة واقعية صادفها الاتحاد، حيث أبدى بعض لاعبي محافظات صعيد مصر عدم تقبل فكرة هزيمتهم من قبل سيدة، لكن حملات التوعية التي أطلقها الاتحاد ساهمت في تغيير الكثير من الأفكار المغلوطة، ونشر وعي أكبر بأهمية الروح الرياضية، والتعامل بمساواة مع جميع اللاعبين، بغض النظر عن جنسهم أو خلفيتهم الاجتماعية.

 

مقالات مشابهة

  • الروح الرياضية.. ندوة بمعرض الكتاب تناقش تأثير كرة القدم في المجتمع
  • "الروح الرياضية.. أهداف خارج الثلاث خشبات" لنجوى مصطفى في معرض الكتاب
  • قائد عام شرطة أبوظبي: “عام المجتمع” يرسخ قيم الإمارات في استدامة جودة الحياة
  • «تنمية المجتمع» تطلق جائزة أبوظبي للتميز في دمج أصحاب الهمم
  • تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. تنمية المجتمع تطلق جائزة أبوظبي للتميز في دمج أصحاب الهمم
  • تنمية المجتمع بأبوظبي دور رائد في بناء المجتمع
  • شرطة أبوظبي: “حماية الممتلكات .. مسؤوليتنا جميعًا”.
  • وزارة الرياضة تنظم «ملتقى الأسرة الرياضي» الثالث
  • «الرياضة للجميع»: «عام المجتمع» دفعة قوية لمسيرة الاتحاد
  • دائرة تنمية المجتمع: 7 محاور أساسية لتعزيز جودة الحياة