العلاقات الإماراتية الأمريكية... الاستثمار في المستقبل
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
تميَّزت الدبلوماسية والسياسة الخارجية الإماراتية بالحكمة والاعتدال، كما ارتكزت على قواعد استراتيجية ثابتة، وأثبتت تفانيها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة الساعية إلى صيانة واستقرار السلم والأمن الدوليين؛ لأن هناك علامات فارقة في تاريخ الشعوب والدول.
وقد حقَّقت دبلوماسية دولة الإمارات انفتاحًا واسعًا على العالم الخارجي، أثمر عن إقامة شراكات استراتيجية سياسية، تستمرُّ في ديمومة الانضباط، انطلاقًا من فلسفة الإمارات الَّتي تقوم على مفهوم الحوار القائم على الاحترام المتبادَل، وتعزيز القيم المشتركة؛ ولهذا فهي تمدُّ يدها لجيرانها وللعالم من أجل وضع حجر الزاوية لقيم التسامح السلام، ومن أجل النهضة الشاملة في المنطقة، وبهذه الرؤية تخطت كل الصعاب، وتجاوزت كل الحساسيات والعقبات التي يمكن أن تُعقِّد مساعي المصالحة، أو تُزعزع أركان الأمن، وبهذا تصدَّرت الإمارات المشهد السياسي السِّلمي بكلِّ عنفوان وقوَّة، وهو ما عزز المكانة المرموقة التي تتبوأها في المجتمع الدولي.ولذا فإن الزيارة الحالية التي يقوم بها صاحب السموِّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات للولايات المتحدة الأمريكية، هي أول زيارة لرئيس الدولة منذ توليه مقاليد الحكم، وقد جاءت هذه الزيارة لتعميق العلاقات الإستراتيجية الممتدة بين البلدين، كما تأتي امتدادًا للشراكة الإستراتيجية بين البلدين، إذ إن الإمارات تعدُّ من أبرز الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة بل في العالم، وإن البلدين يرتبطان بعلاقات اقتصادية واستثمارية.
وهذه الزيارة التي شهدت لقاءً تاريخيًّا بين سموِّه والرئيس الأميركي جِو بايدن، تعدُّ خطوة مهمة ومنعطفًا خطيرًا للشراكة الإستراتيجية، في فترة تشهد المنطقة توترات إقليمية حادَّة، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وأهمية العمل على منع توسُّع بؤرة الصراع فيها، بما يهدد الأمن والسلام الإقليميين، كما أن هناك تغيرات في السياسة الأمريكية ظهرت من خلال تعاطيها ومدى استجابتها للتعامل مع الأزمات المحدقة في المنطقة؛ وهذا يؤكد أننا نشهد حقبة جديدة، وبحاجة إلى توافقًا في وجهات النظر بين البلدين الصديقين حول القضايا الإقليمية والدولية.
وما زالت الرؤية السديدة للإمارات في الكثير من القضايا العالمية تحظى بالقبول والرضا من جميع الأطراف، ونشير هنا إلى أن هناك قرارًا إماراتيًّا- منذ التأسيس- يقضي بالتصالح مع العصر وثوراته العلمية والتكنولوجية، بعيدًا عن الجمود الأيديولوجي، والانخراط في معركة التنمية والتطوير، ويمكن قراءة عمليات التحديث والإصلاح، وإن الاستمرار على هذا النهج هو حارس الاستقرار لتحقيق الأهداف الحضارية والتنموية التي تعتبر المسرِّع الاقتصادي نحو التطوير الصحيح، خصوصًا وأن المنطقة العربية تشهد تحولات كبرى، ويشلُّ العجزُ حكوماتِها، وبعضها على عتبة الانحدار والإخفاق، وبعضها على حافة الانهيار.
الحقيقة أننا نعيش في عالم يشهد تقدمًا كبيرًا في الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والفضاء، إضافة إلى الطاقة المتجددة، ومواجهة التغير المناخي، وحلول الاستدامة، وغيرها من الجوانب الاقتصادية والبيئية والتنموية؛ ولهذا يلتقي رئيس الدولة- حفظه الله- خلال الزيارة عددًا من المسؤولين الأمريكيين؛ لبحث آفاق تطور العلاقات الاقتصادية والاستثمارية الإماراتية – الأمريكية.
إن القدرة على تحويل التكنولوجيا إلى سلاح في معركة التقدم، مرهونة بوجود سياسة واضحة ومفتوحة على المستقبل، ودور الإمارات بوصفها شريكًا في البنية التحتية العالمية لمجموعة السبع؛ ولهذا كان لا بدَّ من مدِّ جسور التواصل على كل الأصعدة والمحاور.
الحفاوة التي قوبل بها سموُّه من قِبَل الإدارة الأمريكية، والإشادة التي حصل عليها من كل الجهات الرسمية والشعبية، تدلُّ على المستوى المتميز والمكانة الرفيعة التي تحتلها الإمارات لدى الحكومة الأمريكية، وقد بدا هذا واضحًا خلال هذه المباحثات والنقاشات بين الطرفين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات
إقرأ أيضاً:
بنك الاستثمار الأوروبي يعيد إطلاق عملياته في تركيا
أنقرة (زمان التركية) – يستعد بنك الاستثمار الأوروبي (EIB) والذي يوفر التمويل للمشاريع المشتركة، لإعادة إطلاق عملياته في تركيا.
وقال المتحدث باسم بنك الاستثمار الأوروبي في بيان له: ”تمت دعوة بنك الاستثمار الأوروبي من قبل مجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية لمراجعة علاقاته مع تركيا”.
وأشار المتحدث إلى أن بنك الاستثمار الأوروبي قد دخل في عملية استئناف أنشطته في تركيا، مضيفا: ”لقد بدأت هذه العملية من أجل إعادة الانخراط المحتمل مع تركيا بطريقة تدريجية ومتناسبة وقابلة للعكس على النحو المقترح في قرارات مجلس الاتحاد الأوروبي”.
وأشار المتحدث إلى أنه تماشيًا مع سياسة الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن تركز الأنشطة الجديدة لبنك الاستثمار الأوروبي على المجالات المهمة ذات الاهتمام المشترك لتركيا والاتحاد الأوروبي، ولا سيما دعم العمل المناخي والتحول الأخضر والتعافي بعد الزلزال والهجرة.
وقال المتحدث: ”قدم بنك الاستثمار الأوروبي العالمي أكثر من 30 مليار يورو من التمويلات منذ أن بدأ عمله في تركيا في عام 1965. آخر عمليات البنك كانت اتفاقية قرض بقيمة 400 مليون يورو لتجديد البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في المحافظات المتضررة من الزلازل التي ضربت تركيا في 6 فبراير 2023″.
وعلّق بنك الاستثمار الأوروبي، المؤسسة المالية التابعة للاتحاد الأوروبي ومقرها لوكسمبورغ، عملياته في تركيا في عام 2019.
وكانت دول الاتحاد الأوروبي قد اتخذت هذا القرار وإجراءات مختلفة انعكست على العديد من مجالات العلاقات في ظل التوترات التي شهدتها العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بسبب أنشطة التنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقد أدت هذه القرارات، بما في ذلك وقف مفاوضات الانضمام، وعدم العمل على تحديث الاتحاد الجمركي، ووقف آليات الحوار رفيع المستوى، وتقليص أموال المساعدة المالية ما قبل الانضمام لتركيا، وتجميد قروض بنك الاستثمار الأوروبي، ووقف مفاوضات الطيران الشامل، إلى إغلاق العلاقات.
وعلى الرغم من أن التطورات الدبلوماسية الأخيرة خلقت جوًا من التفاؤل بشأن مستقبل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، إلا أن التأثير السلبي لقرارات الاتحاد الأوروبي المتخذة في عام 2019 لا يزال مستمرًا.
وفي نطاق هذه القرارات، قام بنك الاستثمار الأوروبي بتعليق جزء كبير من القروض الجديدة المزمع تقديمها لتركيا في عام 2019.
قبل هذه الفترة، كان بنك الاستثمار الأوروبي يقدم لتركيا في المتوسط حوالي 1-2 مليار يورو سنويًا لمشاريع مختلفة. وفي عام 2016، قدم البنك أكثر من 2 مليار و135 مليون يورو لمشاريع مختلفة في تركيا.
Tags: البنك الأوروبيبنك الاستثمار الأوروبيتركيامجلس الاتحاد الأوروبي