3 مكاسب مهمة.. كيف يستفيد نتنياهو من جلب غدعون ساعر إلى حكومته؟
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
انضم رئيس حزب "اليمين الرسمي"، غدعون ساعر أخيرا إلى حكومة بنيامين نتنياهو، حاسما بذلك الجدل بشأن هذه الخطوة التي طالما سعى إليها بنيامين نتنياهو، بهدف توسيع الائتلاف الحاكم.
وأعلن نتنياهو، الأحد، انضمام ساعر، إلى حكومته، كوزير بلا حقيبة، مشيرا إلى أنه بات عضوا في المجلس السياسي والأمني المصغر، "الكابينيت ".
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترَك مع ساعر: "مع اندلاع الحرب، شرعت على الفور في تشكيل حكومة واسعة ومستقرّة قدر الإمكان؛ لذلك، أقدر بشدة انضمام بيني غانتس وغدعون ساعر إلى الحكومة، وكنت آسفًا عندما غادروا، وللسبب نفسه، أقدّر استجابة ساعر لطلبي، وموافقته اليوم على العودة إلى الحكومة".
من هو غدعون ساعر؟
ساعر سياسي ينتمي إلى حزب الليكود اليميني قبل أن ينسحب منه لاحقا، وعضو في الكنيست، تولى حقائب وزارية مثل الداخلية والتربية والتعليم في حكومات نتنياهو.
استقال ساعر من منصب وزير الداخلية عام 2014، وانتُخب عام 2019 كعضو كنيست بعد ترشحه ضمن قائمة الليكود.
انسحب ساعر من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو في 2020 لتشكيل حزبه الخاص، "اليمين الرسمي"، لكنه فشل في تحقيق قاعدة شعبية مستقرة، ثم انضم إلى حكومة الطوارئ بعد هجوم طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لكنه استقال هذا الربيع.
ومنذ ذلك الحين كان في محادثات مع نتنياهو لإعادة الانضمام إلى الحكومة لبعض الوقت.
كيف يستفيد نتنياهو من انضمام ساعر؟
الخبير في الشؤون الإسرائيلية حسن مرهج، قال إن انضمام ساعر إلى الحكومة الجديدة، يأتي في إطار توسيع إمكانية اتخاذ قرارات مصيرية ومهمة من قبل نتنياهو، من خلال إيجاد أغلبية مريحة في الكنيست (البرلمان).
وأضاف مرهج في حديث خاص لـ"عربي21"، إن نتنياهو يحتاج إلى توسيع حضوره في الكنيست من خلال ضم ساعر، مشيرا إلى أن الخطوة هي نوع من التكتيك السياسي، ذلك أن بعض الأحزاب اليمينية الموجودة داخل الائتلاف لا تستطيع بمفردها تحقيق أغلبية في تصويت الكنيست حيال قرارات قد تطرحها الحكومة، وقد تمتنع عن التصويت أيضا، ولكن بوجود ساعر فإن أغلبية مريحة يحظى بها نتنياهو الآن.
وشدد على أن نتنياهو يريد أن يحافظ على الحكومة واستقرارها إلى أبعد وقت ممكن، وذلك ليستطيع الاستمرار في كل ما يقوم به في معركته مع لبنان في قطاع غزة.
وذكر أن هذه الخطوة جاءت في هذا التوقيت استباقا لانتهاء إجازة الكنيست الإسرائيلي، حيث يتوقع أن تعود القضايا الداخلية الملحة إلى الواجهة من جديد، بينما يستعد نتنياهو لمواجهتها بأريحية في ظل أغلبية قد تصل إلى 68 صوتا، وهذا يحفظ له مكانته في البيئة الحزبية.
ورأى مرهج أن انضمام ساعر يأتي أيضا في إطار الضغط على وزير الحرب الحالي يؤاف غالانت، والتهديد باستبداله حال رفضه تنفيذ أوامر وقرارات نتنياهو.
في السياق ذاته، عددت قناة "مكان" الرسمية وعلى لسان مراسلها ثلاث مكاسب لنتنياهو من انضمام ساعر، هي:
أولا: التهديد الدائم لوزير الحرب يوآف غالانت باستخلافه بساعر، وهذا سيجعل غالانت أقل معارضةً وتحديا لنتنياهو في إدارة الحرب.
ثانيا: إضعاف مكانة وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير الذي كان يهدّد بإسقاط حكومة نتنياهو في حال عدم الاستجابة لمطالبه.
ثالثا: استقرار وتوسيع الحكومة ما سيضمن لنتنياهو إمكانية استمرار هذه الحكومة حتى الانتخابات القادمة في 2026.
أحزاب الائتلاف
تتكون الحكومة الائتلافية بقيادة نتنياهو من ستة أحزاب يمينية، هي: الليكود (32 مقعدا)، يهدوت هتوراه (7 مقاعد)، شاس (11 مقعدا)، وحزب الصهيونية الدينية و"يشمل اندماج أحزاب دينية" (14 مقعدا).
تشغل كتلة الأحزاب اليمينية هذه بقيادة بنيامين نتنياهو، 64 من أصل 120 مقعدًا في الكنيست، وهذا الائتلاف يعطي حكومة نتنياهو أغلبية مريحة في الكنيست، لكن تبقى تحت التهديد في حال قرر أحد أحزاب اليمين المتطرف الانسحاب أو رفض تمرير قرارات معينة في الكنيست.
مع انضمام غدعون ساعر وحزبه، فإن ائتلاف نتنياهو يحظى بأربعة مقاعد جديدة لتصبح 68 في الكنيست، وبالتالي الاستغناء عدديا عن دعم إيتمار بن غفير الذي يملك حزبه "القوة اليهودية" ستة نواب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية نتنياهو الائتلاف الحكومة نتنياهو الحكومة الائتلاف دولة الاحتلال جدعون ساعر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انضمام ساعر إلى الحکومة نتنیاهو فی فی الکنیست غدعون ساعر نتنیاهو من
إقرأ أيضاً:
محللون: هكذا أسقط سموتريتش ملف الأسرى بغزة من أجندة حكومته
القدس المحتلة- في تصريح أثار جدلا واسعا داخل إسرائيل، أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أن إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة ليست أولوية قصوى، مشددا على ضرورة "قول الحقيقة" وعدم خداع الجمهور، كما نقلت القناة 13 الإسرائيلية.
وأكد سموتريتش أن الهدف الأهم في نظره هو القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رافضا الدعوات الإسرائيلية المتزايدة لإبرام صفقة تبادل أسرى مع الحركة ووقف الحرب على غزة، من أجل إعادة 59 أسيرا إسرائيليا، بينهم 24 يُعتقد أنهم أحياء.
أثارت تصريحات الوزير موجة غضب لدى عائلات الأسرى الإسرائيليين، الذين وصفوا كلامه بأنه "عار"، معتبرين أنه يمثل اعترافا صريحا من الحكومة بالتخلي المتعمد عن أبنائهم المحتجزين. وقالوا في بيان لهم إن "التاريخ سيسجل لسموتريتش أنه أغلق قلبه أمام معاناة إخوته وأخواته، واختار أن يتركهم يواجهون مصيرهم المجهول".
موقف الحكومةورغم أن هذه التصريحات لا تشكل سابقة في مواقف سموتريتش، فإن توقيتها الحالي يكتسب أهمية خاصة، في ظل تصاعد الانتقادات داخل المجتمع الإسرائيلي ضد أداء حكومة نتنياهو في ملف الأسرى، وتزايد القناعة لدى قطاعات واسعة من المعارضة بأن بقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته في السلطة بات أولوية تتقدم على استعادة المحتجزين.
إعلانوأثار تصريح سموتريتش، موجة من التحليلات والتعليقات في أوساط المحللين والكتاب، الذين اعتبروا أن هذا الموقف يعكس سياسة الحكومة الحالية ويكشف عن أولوياتها الحقيقية.
وبينما رأى البعض أن سموتريتش عبَّر بصراحة عن موقف طالما كان سائدا داخل الحكومة، رأى آخرون أن توقيت التصريح يحمل رسائل سياسية ومجتمعية خطيرة، حيث جاء في لحظة مفصلية تشهد تصاعدا في الضغط الشعبي على الحكومة، خاصة من عائلات الأسرى.
واعتبر محللون أن ما قاله الوزير يعكس بوضوح أولويات حكومة نتنياهو، التي تضع بقاءها السياسي واستمرار المعركة ضد حماس فوق ملف الأسرى، رغم الوعود المتكررة باستعادتهم.
ويُتوقع، أن تُصعِّد التصريحات احتجاجات عائلات الأسرى، وربما تدفع قطاعات أوسع من المجتمع المدني للانضمام إلى موجة الغضب الشعبي.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "معاريف" بن كسبيت، أن تصريحات سموتريتش، وما حملته من رسائل واضحة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العائق الحقيقي أمام إتمام المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى هو سموتريتش نفسه، إضافة لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
ولفت إلى أن ما قاله سموتريتش ليس مجرد موقف شخصي، بل يعكس توجها حكوميا أعمق، وهو فحوى الخطاب الأخير المسجل لنتنياهو، الذي كان فارغا من أي مضمون، وبمثابة معركة احتواء ضد الانتقادات الموجهة بسبب تهربه من إتمام صفقة التبادل.
ويعتقد أن الرسائل التي تحملها هذه التصريحات تزيد من حالة الانقسام، وتعمق الشرخ بين الحكومة وشرائح واسعة من الإسرائيليين، كما ستكون التصريحات محطة بارزة في مسار الصراع السياسي والاجتماعي داخل إسرائيل في المرحلة المقبلة.
ورغم أن نتنياهو هو من صمّم تلك الصفقة ووقع عليها، فإنه اختار التراجع عنها، مفضلا التضحية بالأسرى لدى حماس في سبيل البقاء في الحكم، وهذا التناقض -حسب بن كسبيت- "يفضح أولويات نتنياهو الحقيقية".
إعلانمن جانبه، يرى الكاتب الإسرائيلي سامي عوفر، أن الشعار الذي أطلقته حكومة نتنياهو بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "معًا سوف ننتصر"، حمل في بداياته معنى كبيرا لمجتمع كان يحاول استيعاب واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخه.
ولفت في مقال له في صحيفة "هآرتس" إلى أن الشعار جاء ليرمز إلى وحدة الهدف، في ظل تحديات كبرى تشمل إعادة المحتجزين، والقضاء على حماس، واستعادة الأمن، وإعادة إعمار ما تهدَّم.
ويعتقد عوفر أن الهدف من الشعار كان توحيد الصفوف، لا سيما بين أطراف المجتمع الإسرائيلي التي كانت في حالة صراع داخلي شديد خلال الأشهر التسعة التي سبقت الهجوم المفاجئ على مستوطنات "غلاف غزة".
وأوضح أن الهجوم شكل صدمة دفعت الكل الإسرائيلي لتجاوز الخلافات، والاتحاد في وجه "العدو" المشترك، دون الحاجة إلى كثير من الإقناع أو التحفيز، وقال "كانت الرغبة في القتال والخروج من الصدمة جماعية وفورية".
لكن -يتابع عوفر- بعد قرابة عام ونصف على تلك اللحظة المفصلية، يبدو الشعار الآن خاويا من أي مضمون، ويضيف "نحن لم نعد معا".
وقال إن النصر لا يزال بعيد المنال، بل إن إسرائيل لا تبدو في طريقها لتحقيق أي نصر حقيقي، فالانقسام عاد، بل وتعمق، والتصدعات التي حاول الشعار تجاوزها اتسعت أكثر، كما عكست تصريحات سموتريتش بشأن الأسرى.
"أكبر كارثة"
بدوره، شن يوناتان شمريز، شقيق ألون شمريز الذي أُسر خلال عملية "طوفان الأقصى" وقتل لاحقا بالخطأ بنيران الجيش الإسرائيلي إلى جانب يوتام حاييم وسامر الطلالقة، هجومًا حادا على سموتريتش، منتقدا تصريحاته بشأن الأسرى الإسرائيليين.
وقال، إن أي أمل في تعافي الدولة ومؤسساتها لن يكون ممكنا ما لم يتم أولًا إعادة جميع المحتجزين، ثم تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وإجراء انتخابات جديدة تعيد ثقة الجمهور في النظام.
إعلانوتساءل شمريز في حديث لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الجرأة التي دفعت سموتريتش، الذي وصفه بأنه "عضو في حكومة 7 أكتوبر المرتجفة كأوراق في مهب الريح"، إلى الحديث علنا رغم فشله في أداء واجبه كوزير خلال واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ إسرائيل، حسب تعبيره.
وأضاف "هذه الحكومة التي يتحدث باسمها سموتريتش مسؤولة عن أكبر كارثة حلَّت بالشعب اليهودي، ببساطة، لا يحق لها البقاء في الحكم، لقد جلبت على هذا المجتمع انهيارا أخلاقيا وقيميا غير مسبوق، وضيَّعت جوهر قيمة الحياة، بكل ما تحمله من تفاصيل".
وختم شمريز أن إعادة بناء إسرائيل "كدولة قائمة على القيم"، تبدأ أولا بإعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم، مشددا أن ذلك "لا يمكن أن يحدث بوجود أشخاص مثل سموتريتش في سدة الحكم".