شعراء يعاينون احوال الحياة والذات والمرأة وفلسطين في مهرجان بيت سمر الثقافي الثاني
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
#سواليف – محمد الاصغر محاسنه/ اربد / سمر
وسط حضور لافت من المهتمين والمثقفين من مواطنين بلدة إربد، وبحضور #الشعراء المشاركين ، وتحت رعاية مدير ثقافة اربد عاقل خوالدة افتتحت امس فعاليات #مهرجان_بيت_سمر_الثقافي الثاني ضمن فعاليات لواء بني كنانة، لواء الثقافة الأردني، واستهل حفل الافتتاح الذي أدار مفرداته الأديب القاص الدكتور حسين منصور العمري على كلمة لمدير المهرجان الشاعر أحمد الكناني قال فيها “بلدة سمر التي تجمعنا اليوم على المحبة، هذه الجميلة التي سينها سلام ، وميمها محبة ، والراء رقي وثقافة .
واستهلت فعاليات المهرجان بقراءات شعرية للشاعر ” يوسف عبدالعزيز صاحب ديوان ذئب الأربعين، فقرا مجموعة من القصائد التي اتسمت بالدهشة والنضال وعالم السريالية ، ويوسف عبد العزيز في قصيدة ” ضحك اسود ” يفتح جوارير التشكيلي العالمي دالي يقول فيها:»فتحتُ الجارور الأوَّل
فطارتْ منهُ
سحابةٌ هائلة من الفراش وملأتِ الغرفة
من الجارورِ الثّاني قفزتْ أرانبُ بيضاء بمناقيرَ حادّة أَخذتْ تُنَقِّرني كما لو كنتُ تفاحَّةً كبيرة من الجارورِ الثالث هبطتْ غابةٌ كاملةٌ من الأشجار التي كانت بشفاهٍ كثيرةٍ حمراء وسيقانٍ لامعة إِنّها ألاعيبُ (دالي) قلت وواصلت بجنون فتحَ الجوارير
في الجارور قبل الأخير
كان ثمّة قوارير مملوءة بالدَّم
وفرشاة
وقميص ترشحُ منهُ النار
والظلال
فتحتُ الجارورَ الأخير
وأطلقتُ صرخةً مدوِّية
لقد وجدتُ جسدَ سلفادور دالي نفسه
بوجهِهِ الطَّويل
وشاربيهِ المعقوفين
وفُتاتِ ضحكٍ أسود
يسيلُ من زاويةِ فمِه .
وقرات الشاعرة مهى العتوم صاحبة ديوان “دوائر الظل” من قصائدها ، فهي شاعرة تجد في الشعر جمالا يخفي كل عيوب الحقد والكراهية ، شاعرة صاحبة احساس عالي . ومن قصيدة ” لغة البيوت ” تقول : البيوت التي عاشرتني تألفت منها / فلما مضت رحت خوفا عليها أوئلفها / واضيف عليها تفاصيل توجعني في الغياب / فازداد جهلا لمن هجر العتبات واعرفها . وقرأ الشاعر عمر العامري صاحب ديوان ” مثل غيم سكري ” قصائد عاينت رؤيته للحياة والطفولة والإنسانية، والمكان الذي احبه وذكرياته، بيت الاهل في بلدة القليعات ، امه ، ابيه ، الشبابيك ، أبواب الغياب ، صحو امه وابيه صباحا ، التلال الشرفات ، كل تفاصيل الجمال التي أصبحت ذكريات .يقول في قصيدة ” وجه أمي:
هذهِ الأشْجارُ أمّي
والعَصافيرُ على سُورِ الحَديقةِ
قلبُ أمّي
والمناديلُ الشّفيفةُ في أكفِّ العاشقاتِ
دُموعُ أمّي
البُكاءُ المُرُّ أمّي
ضِحكةُ الضَّوْءِ التي تلْصِفُ في حَقل البَنفْسجِ
وجْه أمّي
رَفّة الحَسّونِ فوْقَ الغُصْنِ
أمّي
دمْعةُ النّرْجسِ في حوْضِ التُّرابِ الحُرِّ
أمّي
والمَفاتيحُ المُعلّقةُ القديمَةُ
فوْقَ صَدْرِ الحَائطِ المنْسيِّ
أمّي
لثْغةُ الصُّبحِ على شُبّاكِنا
في بيْتِنا الطّينيِّ
أمّي
شتْلةُ الّليمونِ عندَ البابِ أمّي
غبشُ الفَجْرِ، البَخُورُ، تمَائمي
تأويلُ رُؤْيايَ وحَدْسُ القلْبِ
أمّي
شَجْرة اليَقطينِ
تنْبتُ فوقَنا في الحَرِّ
أمّي
بئريَ الأولى
وآخِرُ ومْضةٍ في الرّوحِ
أمّي
وأنا
ما زلْتُ، مُنذُ وُلدْتُ، أبْكي
خائفًا
منْ أنْ يَغيبَ الآنَ عنّي
وجْهُ أمّي
الشاعرة ايمان عبدالهادي ، صاحبة ديوان ” فليكن ” شاعرة عاينت في قصائدها حالات الذات والحياة والقلق ، شاعرة لها تجربتها الشعرية مبكرا ، صاحبة لغة ورؤيا عالية. ومن قصيدة نزهة المشتاق قرأت ” أمام الرحلة الكبرى وقفنا / يدوخنا التجلي والأفول / لجدتي التي نامت طويلا / ضحاها كم يليق به الخمول / لطفله منذ أن ألقيت يمي به / مذ فاض عن كفي نيل / لهاجسي البعيد سكنت نجما قصيا / سوف تذكره الحقول .
وفي نهاية حفل الافتتاح أعلن رئيس بيت سمر الثقافي الشاعر أحمد الكناني تسمية شخصية المهرجان الدكتور أحمد ملاعبة رئيسا فخريا للبيت . بدورة تحدث الدكتور الملاعبة عن تاريخ منطقة سمر وجوارها والدور التاريخي والتنويري لأهل المنطقة . وتم تكريم المشاركين من قبل راعي الحفل ورئيس بيت سمر .
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
عصر التاهو الثقافي!؟
كتب فلاح المشعل
يسأل المذيع الجوال الشابة (س) ما هي الأمنية التي تتمنين تحقيقها؟
فتجيب بعد لحظة صمت: سيارة تاهو ؟ وأخرى ترغب في سيارة مرسيدس، وثالثة تريد نوع "جي كلاس"!؟
أول الأمر تخيلت أن هذه الفيديوهات المبثوثة على وسائل التواصل الاجتماعي، إعلانات غير مباشرة جاء بها ذكاء صاحب الوكالة لهذه الأنواع من السيارات، لكن بعد أسئلة ومراجعات وتجوال الأسئلة في عالم المرأة وخصوصا الشابات، فإن امتلاك السيارة أصبحت أشبه بالموديل، وأحيانا تكون حاجة، وأهمية هذه الحاجة تتراوح من النقل أو التنقل الشخصي الخاص، بعد فشل وانهيار النقل العام في البلد، إلى مظاهر الترف وادعاء الثراء والغنى، وعادة ما تذهب عيون الشابات نحو ما هو أغلى، فهنا تصبح ال"التاهو" و"جي كلاس" وغيرها من النوعيات الغالية مطلباً يقترن بالأمنية!؟
في مرحلة شبابنا كانت أمنية الأغلبية من البنات تقترن بدورها المستقبلي للبلاد كأن تصبح طبيبة أو صيدلانية أو مهندسة أو صحفية أو محامية ونحو ذلك، والأمنية الأبعد أن تسافر خارج البلاد لتطّلع على العالم، وتتعرف على ثقافاتهم وعاداتهم، بدل مشاهدة ذلك في برنامج "عشر دقائق" الذي تقدمه المذيعة أمل المدرس من شاشة تلفاز العراق صباح كل يوم جمعة!
نحن أصبحنا "للأسف" في عصر"التاهو" الثقافي الذي تاهت به المعاني وأحلام الفتيات، في مظاهر زائفة لأنماط سلوكية شاذة استدرجت لها أعدادا من الشابات الفاقدات للثقافة والتربية النوعية، فسقطن في إغراءات التاهو، التي يتقنها المسؤولون والسياسيون الفاسدون في صيغة هدايا لمن يملكن الاستعداد لتقديم ما يطلب منها من امتهان وأدوار لقاء هذه الهدايا التي لا تزيد البنات جمالا ولا فخرا، بل تضعها في مثرامة الكرامة والتوصيف القبيح والاتهام بالسقوط الأخلاقي!
ينبغي الحذر من عالم التاهو والأنواع الغالية أيتها الصبايا، فالنظرة لدى الرجال تقوم على الشك والذم لمن تجلس خلف المقود لهذا النوع من السيارات الفاخرة، وبعد أن أصبحت إحدى علامات الفاشنستات وبائعات الهوى، فهي إما هدية من مسؤول فاسد أو واردة من صفقة فساد أو مال حرام، فلا تلوثي صورتك وأسمك وعائلتك بهذه المظاهر الزائفة.
*ختاما لا بد من الإشارة إلى أن ثمة عوائل ثرية أبا عن جد، وليست طارئة الثراء، عوائل معتادة بحكم ثرائها على استخدام السيارات الفارهة، أو نساء بوظائف مرموقة مثل أساتذة الجامعات، أو من هي بدرجة مدير عام أو وزيرة أو قاضية وبهذا المستوى، فإن واقع حياتهن ومعيشتهن يتوفر على ذلك، هذا النوع من النساء يختلف عن ما ذكرنا من نقد لثقافة التاهو !؟