جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@11:19:19 GMT

للتسامح أوجه أخرى

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

للتسامح أوجه أخرى

 

أمينة أحمد

العائلة الدمشقية في البيئة الشامية غالبًا ما تكون على توافق مع معظم أهالي الحي الذي يقطنون به ولكن لا تخلو من بعض  المناقشات والخلافات بين عائلة وأخرى لأسباب قد تكون وجيهة أو أسباب غير منطقية من وجهة نظر الآخرين.

ودومًا تمتد أيادي الخير لإزالة الخلافات بين عائلة وأخرى حتى لو كان بينهم دم (أي زهق روح من أحدهما على يد الآخر) مرات تنجح المحاولات في إبرام عقد الصلح، ولكن مرات عديدة تخفق لأن الطرف المتضرر لا يملك قوة المسامحة على الأذى الذي لحق به، هذا حال البيئة الشامية من مئات السنين والأصح هذه الحياة البشرية من أول الخلق لها.

فماذا عن حالنا في عصر الرقميات وبرامج التواصل الاجتماعي التي أصبحت معيارا لمقدار اهتمام أو محبة الآخر لنا أو أساس العلاقة التي تربطنا ببعض خاصة بالنسبة للجيل الناشىء في عصر التكنولوجيا؟

على سبيل المثال لا الحصر، لو دار خلاف بين صديقين وربما أخوين على أمر ما واشتد الخلاف لحظر أحدهما الآخر من مواقع التواصل الاجتماعي بغرض التعبير عن الغضب منه وإعلامه بقطع العلاقة معه.. كما لو أن أحدا نشر صورة له على تلك المواقع وآخر لسبب ما لم يعلق أو يرسل رمزا تعبيريا عن إعجابه أو تعاطفه كلما نشر.. فينتظر الآخر بدوره أن يبادله نفس التصرّف في حالة مُماثلة... ومرات يكتب أحدهم تعليقا ما يعتبره صاحب المنشور نوعا من السخرية أو تقليلا شأن لما نشر.. علمًا بأن الأول لم يعلّق إلا بما يقتنع من أفكار في هذا الخصوص.

في مقلب آخر من الموضوع ماذا لو كان الأمر أكثر جدية من وضع إعجاب أو تعليق؟ ماذا لو كان من حجبك عن صفحاته فعلًا قد تأذى منك لسبب وجيه؟ ماذا لو كان لا يملك القدرة على مسامحتك لما فعلت معه على أرض الواقع؟ ماذا لو انتهكت خصوصيته أو جرحته بتصرفاتك؟

لنتذكر أنَّ البشر ليسوا ملائكة فإذا أنت تملك من السلم النفسي والتصالح الإنساني مع نفسك ما يجعلك تنسى أو تتغاضى عن أذية الآخر.. فربما الآخر لا يملك تلك المرونة في علاقاته وعواطفه فلا يمكن أن ألومه بمجرد أن أتيته معتذرًا.. ونعلم أن لكل إنسان بصمته الوراثية وطباعه الخاصة به.

وهنا نقف أمام مشكلة تقييم العلاقات بالآخر من خلال تلك المواقع التي تنقل الصورة وترسل الكلمات الخالية من المشاعر والأحاسيس والتي تحمل في معظم حالاتها طابع المجاملة والملاطفة الخادعة أو الكاذبة أو النقد غير البناء واللاذع والمكتوب بغير محله المناسب؛ فالبعض ينسى أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست المكان المناسب لتبادل الآراء أو حل الخلافات أو توطيد العلاقات، وهذه من أهم مشاكل العصر مع جيل قديم عاصر التكنولوجيا على كبر وجيل شاب خُلق في عصر أصبحت التكنولوجيا جزء أساس من حياته.

مفاد الكلام.. لا تجعل تلك التكنولوجيا معيارا لعلاقات الإنسانية، ولتكن جسر عبور لا محطة انتظار ولا تعتبرها وقفة إنجاز في حياتك؛ فالمشاعر والأحاسيس والأفعال هي معيار الإنسان لإنسانيته، ولو استطعت أن تسامح فـأنت إنسان رائع تحمل بين طيات نفسك الكثير من الخير وتسعى في أعماقك للأمان النفسي. لكن تذكر أنك لا تستطيع دومًا فعل ذلك دون أن تأخذ وقتك وتراجع حساباتك ومدى تأثر علاقتك بمن تنوي مسامحته .. مرات نخفق في ذلك لأننا بشر  وهكذا لو أحد أحجم عن مسامحتنا فلندع الأمر للأيام وللوقت فالوقت كفيل بكل شيء.. لا تفرض نفسك على غيرك.

وتذكر ما يمكن أن تتخطاه أنت بكرم أخلاقك، قد يصعب على الآخر الذي تحيط به ظروف نجهلها أن يتخطّاه.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ليفربول يصعق توتنهام ويضرب موعداً مع نيوكاسل


لندن (أ ف ب)

أخبار ذات صلة أموريم: حالة مدافع مانشستر يونايتد «صعبة»! أرتيتا: أرسنال يقاتل على الكثير في الموسم!


لحق ليفربول حامل اللقب بنيوكاسل إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس رابطة الأندية الإنجليزية لكرة القدم، بفوزه الساحق على ضيفه توتنهام 4-0، في إياب الدور نصف النهائي.
وقلب ليفربول بالتالي خسارته 0-1 ذهاباً وبلغ المباراة النهائية للمرة الخامسة عشرة، حيث يلتقي نيوكاسل الفائز على أرسنال 2-0 إياباً على غرار الذهاب، في 16 مارس على ملعب ويمبلي.
وسجل الهولندي كودي خاكبو (34)، والمصري محمد صلاح (51 من ركلة جزاء)، والمجري دومينيك سوبوسلاي (75)، والهولندي الآخر فيرجيل فان دايك (80) الأهداف الأربعة لليفربول.
وأشرك المدرب الاسترالي توتنهام بوستيكوجلو مدافعه النمسوي الجديد كيفن دانسو المنضم إليه في الأيام الأخيرة من لنس الفرنسي في سوق الانتقالات الشتوية، في حين جلس الوافد الآخر المهاجم الفرنسي ماتيس تيل القادم من بايرن ميونيخ الألماني على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين، لكنه حصل على فرصته بسرعة أواخر الشوط الأول، إثر إصابة البرازيلي ريشارليسون.
وكانت الفرصة الأولى لصلاح بين يدي حارس توتنهام التشيكي الشاب أنتونين كينسكي (6)، ثم أخرى للأوروجوياني داروين نونييز (27).
وسجل سوبوسلاي هدفاً، إثر كرة أمامية متقنة من صلاح لكنه ألغي بداعي التسلل (29).
ونجح ليفربول في التقدم، عندما مرر صلاح كرة بخارج قدمه داخل المنطقة مرت من أمام الجميع، وتهيأت أمام خاكبو الذي سددها داخل المرمى(34).
والهدف هو الخامس لخابكو في هذه المسابقة هذا الموسم.
وحصل ليفربول على ركلة جزاء مطلع الشوط الثاني، إثر اعاقة حارس مرمى توتنهام كينسكي لنونييز داخل المنطقة، تصدى لها صلاح، وسددها قوية في الزاوية اليمنى العليا (51).
وهو الهدف الـ26 لصلاح في 34 مباراة في مختلف المسابقات هذا الموسم.
وسدد الهولندي الآخر راين خرافنبرخ كرة قوية من خارج المنطقة ارتدت من القائم (74).
وحسم ليفربول النتيجة بعد لعبة مشتركة رائعة، وصلت فيها الكرة الى سوبوسلاي داخل المنطقة، سددها زاحفة داخل الشباك مسجلاً الهدف الثالث لفريقه (75).
واختتم القائد فان دايك مهرجان الأهداف بتسجيله الهدف الرابع مستغلاً ركلة ركنية، فارتقى فوق الجميع، وتابعها في الشباك (80).
وكان ليفربول تغلب على تشيلسي في نهائي العام الماضي 1-0 بعد التمديد، في حين خسر نيوكاسل أمام مانشستر يونايتد 0-2 عام 2023.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي عاقبها ترامب؟
  • نهيان بن مبارك: التنوع قوة إيجابية في مجتمعاتنا
  • ليفربول يصعق توتنهام ويضرب موعداً مع نيوكاسل
  • «إذا وعد أخلف».. كيف كشفت القضية الفلسطينية الوجه الآخر لـ ترامب؟!
  • بعد تهديدات ترامب بإرسال قواته لقطاع غزة.. ما هي أبرز التفويضات التي أقرها الكونجرس؟
  • قائد في البحرية الامريكية: اسطولنا يحتاج لدمج التكنولوجيا التي يستخدمها “الحوثيون”  
  • الشيخ الخليلي.. حكمة تجمع الأمة وصوتٌ للتسامح
  • ‎مشاجرة عنيفة بين سائقي حافلتين تنتهي بمقتل أحدهما .. فيديو
  • سيمون تحيي حفل عيد الحب وتطرح أغنيتها الجديدة ‘كلمني عن نفسك’
  • لو عندك Gmail.. إلحق نفسك! هجوم بالذكاء الاصطناعي يهدد بيانات 2.5 مليار مستخدم