الاستعداد لنهاية العالم..إليكم سبب أهمية التعاون بين البشر وقت الكوارث
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا قمت بمشاهدة أي فيلم خيال علمي عن الموتى الأحياء، أو كما يُعرفون بـ"الزومبي"، فمن المرجح أن ترى مشاهد لأشخاص في حالة ذعر وهلع يهاجمون بعضهم البعض في سبيل الهرب من وحوش "الزومبي" قبل أن تلتهم أدمغتهم.
لكن، يُدرك الباحثون أن مثل هذه الاستجابات ليست أكثر من مجرد خرافات.
وخلال الأزمات، يستجيب غالبية الناس بالتعاطف، والرعاية، والتعاون. وقد تبيّن أن البشر كانوا يتعاونون للتعامل مع الكوارث منذ الأيام الأولى للحضارة. وقد وجد الباحثون أمثلة عبر التاريخ على "التعاطف مع الكوارث" الذي يدفع الناس إلى التطوع أثناء وقوعها.
وأوضحت أثينا أكتيبيس في كتابها بعنوان "دليل ميداني لنهاية العالم: دليل جاد نوعا ما للنجاة خلال أوقاتنا الموحِشة" أنه "في أوقات الكوارث، غالبًا ما يلجأ الناس إلى موقف تعاوني للغاية بشكل غريزي".
وتابعت: "انظر إلى أي كارثة حديثة، وسترى أن المزيد من الناس يتدخّلون للمساعدة وتقديم يد العون، وأن الفوضى والاستفادة من الآخرين تُعتبر الاستثناء وليست القاعدة".
وتحدثت CNN مع أكتيبيس، وهي أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة ولاية أريزونا، التي تحث الناس على تذكّر ذلك عند الاستعداد لجميع أنواع الكوارث.
وأكتيبيس عالمة نفس اجتماعية درست التعاون والكرم البشري والصراع لأكثر من 20 عامًا. ورغم جديتها في الاستعداد للكارثة الكبرى، إلا أنها عازمة أيضًا على "جعل نهاية العالم ممتعة مرة أخرى".
وتأمل أن ينقل كتابها القرّاء من "الشعور بالخوف بشأن عدم اليقين في المستقبل إلى الشعور بالاستعداد لإعادة هيكلة حياة الشخص لخلق مستقبل أكثر استدامة ومرونة لجميع البشر".
CNN: ماذا تقصدين بنهاية العالم؟أثينا أكتيبيس: التعريف اليوناني القديم لنهاية العالم يتمثل بـ"الكشف عن ما نواجهه"، لذا فإن نهاية العالم هي أي حدث يكشف عن المخاطر التي نواجهها. وتوفر لنا هذه الأحداث فرصًا للتعلّم وتعزيز نقاط ضعفنا حتى نتمكن من البقاء والازدهار في أوقات تزداد سوءًا.
إننا لا نعيش في مستقبل كارثي فحسب، بل نعيش أيضًا في حاضر كارثي. وتحدث نهاية العالم في جميع الأماكن طوال الوقت، إذ دائمًا ما تكون الأوضاع مأساوية في مكان ما من العالم.
ويمنحنا التعامل نفسيا مع نهاية العالم فرصة لمعرفة ما هو مهم حقًا بالنسبة لنا وبناء مجتمع يساعدنا في الحماية من المخاطر، سواء كانت هذه المخاطر كارثية أو يومية.
CNN: ما الذي علمك إياه عملكِ عن كيف ومتى يساعد الناس بعضهم بعضا؟أثينا أكتيبيس: من خلال العمل الميداني والتجارب التي أجريتها مع المشاركين من البشر في المختبر وفي النمذجة الحاسوبية التي أقوم بها، رأينا أن المواقف التي يسودها عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ والأزمات تبرِز غرائز الناس لمساعدة بعضهم البعض، من دون توقع أي مقابل.
CNN: هل يعني هذا أن البشر يميلون إلى العناصر الجماعية بطبيعتهم؟أثينا أكتيبيس: هذا الاتجاه يحتوي على عناصر من الجماعية والفردية. وعلى سبيل المثال، قمنا بدراسة مربي الماشية في جنوب أريزونا ونيو مكسيكو والذين يعيشون في مساحات شاسعة، على بعد أميال من جيرانهم، هم بمثابة نموذج للاستقلال، ويعتقدون بشدة أنه يجب عليك أن تعتني بتحدياتك الخاصة.
ولكن إذا نشأت مشكلة غير متوقعة، إذا أصيب شخص ما أو مرض، أو حدثت وفاة، أو فشل في المعدات لا يمكن التنبؤ به، فإنهم يتدخلون لمساعدة بعضهم البعض من دون قيود.
غالبًا ما تستند رغبتنا في المساعدة إلى المعرفة البسيطة بأن لدينا القدرة على تخفيف الحاجة التي نراها. وعندما نشعر بالترابط مع الأشخاص من حولنا، فإن هذا يجعل التدخّل أسهل.
CNN: ما الدور الذي لعبته نهاية العالم عبر التاريخ في ما تسميه "مقاومة نهاية العالم" لدى البشر؟أثينا أكتيبيس: لقد تعاملنا مع مواقف نهاية العالم على مر تاريخنا، حتى قبل أن نصبح بشرًا. تطورت جميع الكائنات الحية للتعامل مع المخاطر. كانت التغيرات البيئية والهجرات والحروب جزءًا من مجتمعاتنا لفترة طويلة، وقد تطوّر البشر للتعامل مع المخاطر معًا وبشكل جماعي.
نحن لا نتكيف فقط عندما تتغير المواقف في بيئتنا، ولكننا نتعلم أيضًا بمجرد خروجنا من الأزمة. وتعد أهم قدرة بشرية للتعامل مع الأزمات هي التعاون، بعد ذلك تأتي قدراتنا على التواصل وتبادل المعلومات والترابط مع بعضنا البعض، والاهتمام الحقيقي برفاهية بعضنا البعض.
CNN: في خضم الأزمات التي يواجهها العالم اليوم، كيف نتجاوز الشعور بالعجز الذي يمكن أن يمنعنا من اتخاذ أي إجراء؟أثينا أكتيبيس: من المهم أن يكون لديك حس المغامرة! من السهل أن نستسلم لحالة من الخوف من التغيرات التي تطرأ على العالم، ولكن يمكننا أن ننظر إلى هذه التحديات باعتبارها فرصًا للتعلّم والنمو، وفهم عالمنا بشكل أفضل، والتغلب عليه.
وبدلًا من انتظار وقوع الأحداث السيئة، يمكننا أن نفكر مسبقًا في بعض الأمور البسيطة التي يمكننا القيام بها لنكون أكثر مرونة. ويمكن أن يؤتي هذا ثماره بشكل كبير عند وقوع حدث سيئ.
غالبًا ما يُطلب من الناس إدارة الضغوط الخاصة بهم باليقظة، لكننا نحتاج إلى آليات للتعامل معًا مع الضغوط الجماعية التي يشعر بها الكثير منا. ويعد التعاون والتواصل والعمل معًا في المجتمع أمرًا ضروريًا. تعد الفنون كذلك وسائل رائعة ومهمة للغاية للناس للتعامل مع الغموض والقلق وتخيل مستقبل جماعي محتمل معًا. وتقدم القصص طريقة رائعة لجذب الانتباه المشترك إلى الحقائق البديلة والمستقبل والاحتمالات التي تساعدنا في تنسيق الحركة المحتملة في اتجاهات جديدة.
CNN: هل ستكون مقاومتنا التطورية لنهاية العالم كافية لمواجهة الكوارث اليوم؟أثينا أكتيبيس: تحدث نهاية العالم اليوم على نطاق هائل، ولم نتطوّر بعد لإدارتها. وتبرز المخاطر الوجودية التي نواجهها على نطاق لا يمكننا التعامل معه كأفراد. ومن أجل البقاء على قيد الحياة في مواجهة التحديات، يجب أن نواجهها بمستوى من التعاون البشري والتواصل بما يتناسب مع ضخامة المشاكل.
ويتطلب تعلّم تنسيق قدراتنا والعمل معًا لإيجاد حلول بطريقة إيجابية.
نحن بحاجة ماسّة إلى التعاون بين الناس الذين لديهم أساليب مختلفة للغاية لفهم العالم، حتى يتمكن العلماء، والفنانون، والأطباء، وصنّاع السياسات من تبادل الأفكار حول كيفية تغيير سلوكنا الجماعي. نحن نتمتع بأدمغة مذهلة في معالجة المعلومات، لذا نمتلك عدداً هائلاً من القدرات، سواء كأفراد أو كمجموعات، التي لم نستغلها بالكامل للتعامل مع التحديات التي نواجهها، وهناك فرصة هائلة في هذا السياق.
ومن بين الأمور الرائعة في التطوّر البشري أننا تطورنا للقيام بأشياء لم نقم بها من قبل، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. وفي نهاية المطاف هذا يعد سببا يدعونا إلى التفاؤل الشديد بالمستقبل.
كوارثنشر الاثنين، 30 سبتمبر / ايلول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: كوارث لنهایة العالم نهایة العالم للتعامل مع ا
إقرأ أيضاً:
إليك أغرب أشكال الاحتجاج التي شهدها العالم على مر التاريخ (صور)
تنوعت أشكال الاحتجاج التي عرفتها البشرية على مر التاريخ، وبرزت أنواع غريبة منها تختلف عن الأساليب التقليدية التي تعتمد على المظاهرات والإضرابات، ولجأ المحتجون في بعض الأحيان للتعبير عن احتجاجاتهم بوسائل مبتكرة لجذب الانتباه.
وارتبطت بعض هذه الاحتجاجات بأسباب سياسية، واقتصادية، وشكّلت أداة قوية للتعبير عن الرأي، وكانت أكثر فعالية في إيصال الرسالة من أشكال الاحتجاج التقليدية.
ونستعرض في التقرير الآتي، أبرز الاحتجاجات الغريبة التي شهدتها دول العالم على مر التاريخ، والتي بدأت مبكرا حينما خرجت مسيرة سلمية في الهند لمسافة 240 ميلا لصنع الملح من مياه البحر، وذلك عام 1930.
احتجاجات الملح
في 12 مارس 1930 بدأ زعيم الاستقلال الهندي موهانداس غاندي مسيرة تحدٍ إلى البحر، احتجاجًا على احتكار بريطانيا للملح، وهو أجرأ أعمال عصيان مدني ضد الحكم البريطاني في الهند.
ومنعت قوانين الملح البريطانية الهنود من جمع أو بيع الملح، وهو عنصر أساسي في النظام الغذائي الهندي، وأُجبر المواطنون على شراء الملح من البريطانيين، الذين بالإضافة إلى احتكارهم لتصنيع وبيع الملح فرضوا أيضا ضريبة ملح باهظة.
احتجاجات الرجل الواحد في الصين
وقف رجل صيني مجهول الهوية أمام رتل من الدبابات كانت في طريقها لمغادرة ساحة "تيان آن وسط العاصمة الصينية بكين في الخامس من شهر يونيو عام 1989، أي في اليوم التالي لحادثة قمع الجيش الصيني لاحتجاجات ساحة "تيان آن" بالقوة.
تحركت الدبابة التي تقود الرتل العسكري مرارا وتكرارا في محاولة لمناورة الرجل المجهول، الذي غيّر من موقع وقوفه بشكل متكرر بهدف عرقلة مسير الدبابة، وصُورت الحادثة وسُربت إلى الجمهور العالمي.
على الصعيد الدولي، تعتبر صورة رجل الدبابة واحدة من أشهر الصور في التاريخ، وتخضع صورة رجل الدبابة، إضافة إلى الأحداث التي أدت لها، داخل الصين إلى رقابة حكومية شديدة.
ولا توجد معلومات موثقة حول هوية الرجل أو حول المصير الذي لاقاه بعد عرقلته لرتل الدبابات، ويعتبر مصير طاقم الدبابة مجهولا أيضا.
ذكر شاهد واحد على الأقل أن "رجل الدبابة" لم يكن الشخص الوحيد الذي اعترض مسير رتل الدبابات أثناء الاحتجاج، وقال شاو جيانغ، الذي كان زعيمًا طلابيًا: "لقد رأيت العديد من الأشخاص يقفون في وجه الدبابات"، ويعتبر رجل الدبابة استثنائيًا لأنه الوحيد الذي صُوِّر وسُجِّل بالفيديو.
احتجاجات الثورة البرتقالية في أوكرانيا
وقعت عام 2004، واستخدم فيها المتظاهرون اللون البرتقالي كرمز للوحدة والاحتجاج ضد تزوير الانتخابات الرئاسية، وكانت تهدف إلى جعل الاحتجاجات سلمية وملفتة للنظر، ما ساعد في جذب الدعم الدولي.
واندلعت عبر سلسلة من الاحتجاجات والأحداث السياسية وقعت في أوكرانيا من أواخر نوفمبر 2004 حتى يناير 2005، في أعقاب جولة إعادة التصويت على الانتخابات الرئاسية الأوكرانية 2004 والتي كانت تحوم حولها شبهات بالفساد الواسع، وترهيب الناخبين، والفساد الانتخابي المباشر.
كانت العاصمة الأوكرانية كييف، هي النقطة المركزية لتحركات آلاف المحتجين يوميا، وقد اندلعت في أوكرانيا بسبب الصراع على السلطة.
انطلقت الاحتجاجات إثر تقاريرٍ من عدة مراقبين محليين وأجانب للانتخابات، وكذلك إثر تصوّرٍ شعبي واسع الانتشار بأن نتائج الاقتراع التفضيلي الجاري في 21 نوفمبر 2004 بين المرشحين الرئيسيين فيكتور يوشتشينكو وفيكتور يانوكوفيتش كانت قد زوِّرت من قبل السلطات لمصلحة الأخير.
نجحت الاحتجاجات التي عمّت البلاد حينما ألغي الاقتراع الأصلي، وحكمت المحكمة الأوكرانية العليا بإعادة التصويت في 26 ديسمبر، تحت مراقبة مشدَّدة من قبل مراقبين محليين ودوليين، أُعلِن أن التصويت الثاني سيكون «نزيهًا وحرًا».
وأظهرت النتائج النهائية نصرًا واضحًا ليوشتشينكو، الذي حصل على ما يقارب 52% من الأصوات، مقابل 44% حصل عليها يانوكوفيتش، وتم إعلان يوشتشينكو فائزا رسميا، وانتهت الثورة البرتقالية مع تنصيبه رئيسًا في 23 يناير 2005 في كييف.
احتجاجات السيارات البطيئة في إيطاليا
خرجت احتجاجات في إيطاليا عام 2007، رفضا لارتفاع أسعار الوقود، وقرر سائقو السيارات تنظيم هذه الاحتجاجات بشكل مختلف عن الوسائل التقليدية.
نظم سائقون السيارات احتجاجات عن طريق القيادة ببطء شديد على الطريق السريعة، ما أدى إلى أزمة مرورية هائلة وغير مسبوقة.
احتجاجات الأبقار في سويسرا
شعّر المزارعون في سويسرا عام 2014 بالمخاطر التي تهدد الزراعة في بلادهم، وعدم إيلاء المسؤولين اهتمام في الأجندة الاقتصادية السويسرية.
وقرر المزارعون السويسريون التعبير عن احتجاجاهم وغضبهم من سياسات الحكومة، لكن بطريقة مبتكرة، تمثلت في إخراج أبقارهم إلى الشوارع، وذلك تنديدا بخفض الدعم الحكومي للزراعة.
احتجاجات الكلاب في روسيا
عبّر محتجون في روسيا عام 2011، عن رفضهم لقانون أصدرته السلطات يمنع تربية الكلاب الكبيرة في المدن.
وقام المتظاهرون بإحضار كلابهم للاحتجاج على القانون، وإظهار أن الكلاب ليست خطيرة كما يصورها القانون.