CNN Arabic:
2025-01-05@05:22:38 GMT

الاستعداد لنهاية العالم..إليكم سبب أهمية التعاون بين البشر وقت الكوارث

تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا قمت بمشاهدة أي فيلم خيال علمي عن الموتى الأحياء، أو كما يُعرفون بـ"الزومبي"، فمن المرجح أن ترى مشاهد لأشخاص في حالة ذعر وهلع يهاجمون بعضهم البعض في سبيل الهرب من وحوش "الزومبي" قبل أن تلتهم أدمغتهم. 

لكن، يُدرك الباحثون أن مثل هذه الاستجابات ليست أكثر من مجرد خرافات.

وخلال الأزمات، يستجيب غالبية الناس بالتعاطف، والرعاية، والتعاون. وقد تبيّن أن البشر كانوا يتعاونون للتعامل مع الكوارث منذ الأيام الأولى للحضارة. وقد وجد الباحثون أمثلة عبر التاريخ على "التعاطف مع الكوارث" الذي يدفع الناس إلى التطوع أثناء وقوعها.

وأوضحت أثينا أكتيبيس في كتابها بعنوان "دليل ميداني لنهاية العالم: دليل جاد نوعا ما للنجاة خلال أوقاتنا الموحِشة" أنه "في أوقات الكوارث، غالبًا ما يلجأ الناس إلى موقف تعاوني للغاية بشكل غريزي". 

وتابعت: "انظر إلى أي كارثة حديثة، وسترى أن المزيد من الناس يتدخّلون للمساعدة وتقديم يد العون، وأن الفوضى والاستفادة من الآخرين تُعتبر الاستثناء وليست القاعدة".

وتحدثت CNN مع أكتيبيس، وهي أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة ولاية أريزونا، التي تحث الناس على تذكّر ذلك عند الاستعداد لجميع أنواع الكوارث. 

وأكتيبيس عالمة نفس اجتماعية درست التعاون والكرم البشري والصراع لأكثر من 20 عامًا. ورغم جديتها في الاستعداد للكارثة الكبرى، إلا أنها عازمة أيضًا على "جعل نهاية العالم ممتعة مرة أخرى". 

وتأمل أن ينقل كتابها القرّاء من "الشعور بالخوف بشأن عدم اليقين في المستقبل إلى الشعور بالاستعداد لإعادة هيكلة حياة الشخص لخلق مستقبل أكثر استدامة ومرونة لجميع البشر".

CNN: ماذا تقصدين بنهاية العالم؟

 أثينا أكتيبيس: التعريف اليوناني القديم لنهاية العالم يتمثل بـ"الكشف عن ما نواجهه"، لذا فإن نهاية العالم هي أي حدث يكشف عن المخاطر التي نواجهها. وتوفر لنا هذه الأحداث فرصًا للتعلّم وتعزيز نقاط ضعفنا حتى نتمكن من البقاء والازدهار في أوقات تزداد سوءًا.

إننا لا نعيش في مستقبل كارثي فحسب، بل نعيش أيضًا في حاضر كارثي. وتحدث نهاية العالم في جميع الأماكن طوال الوقت، إذ دائمًا ما تكون الأوضاع مأساوية في مكان ما من العالم.

ويمنحنا التعامل نفسيا مع نهاية العالم فرصة لمعرفة ما هو مهم حقًا بالنسبة لنا وبناء مجتمع يساعدنا في الحماية من المخاطر، سواء كانت هذه المخاطر كارثية أو يومية.

CNN: ما الذي علمك إياه عملكِ عن كيف ومتى يساعد الناس بعضهم بعضا؟

 أثينا أكتيبيس: من خلال العمل الميداني والتجارب التي أجريتها مع المشاركين من البشر في المختبر وفي النمذجة الحاسوبية التي أقوم بها، رأينا أن المواقف التي يسودها عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ والأزمات تبرِز غرائز الناس لمساعدة بعضهم البعض، من دون توقع أي مقابل.

CNN: هل يعني هذا أن البشر يميلون إلى العناصر الجماعية بطبيعتهم؟

 أثينا أكتيبيس: هذا الاتجاه يحتوي على عناصر من الجماعية والفردية. وعلى سبيل المثال، قمنا  بدراسة مربي الماشية في جنوب أريزونا ونيو مكسيكو والذين يعيشون في مساحات شاسعة، على بعد أميال من جيرانهم، هم بمثابة نموذج للاستقلال، ويعتقدون بشدة أنه يجب عليك أن تعتني بتحدياتك الخاصة. 

ولكن إذا نشأت مشكلة غير متوقعة، إذا أصيب شخص ما أو مرض، أو حدثت وفاة، أو فشل في المعدات لا يمكن التنبؤ به، فإنهم يتدخلون لمساعدة بعضهم البعض من دون قيود.

غالبًا ما تستند رغبتنا في المساعدة إلى المعرفة البسيطة بأن لدينا القدرة على تخفيف الحاجة التي نراها. وعندما نشعر بالترابط مع الأشخاص من حولنا، فإن هذا يجعل التدخّل أسهل.

CNN: ما الدور الذي لعبته نهاية العالم عبر التاريخ في ما تسميه "مقاومة نهاية العالم" لدى البشر؟

 أثينا أكتيبيس: لقد تعاملنا مع مواقف نهاية العالم على مر تاريخنا، حتى قبل أن نصبح بشرًا. تطورت جميع الكائنات الحية للتعامل مع المخاطر. كانت التغيرات البيئية والهجرات والحروب جزءًا من مجتمعاتنا لفترة طويلة، وقد تطوّر البشر للتعامل مع المخاطر معًا وبشكل جماعي.

نحن لا نتكيف فقط عندما تتغير المواقف في بيئتنا، ولكننا نتعلم أيضًا بمجرد خروجنا من الأزمة. وتعد أهم قدرة بشرية للتعامل مع الأزمات هي التعاون، بعد ذلك تأتي قدراتنا على التواصل وتبادل المعلومات والترابط مع بعضنا البعض، والاهتمام الحقيقي برفاهية بعضنا البعض. 

CNN: في خضم الأزمات التي يواجهها العالم اليوم، كيف نتجاوز الشعور بالعجز الذي يمكن أن يمنعنا من اتخاذ أي إجراء؟

 أثينا أكتيبيس: من المهم أن يكون لديك حس المغامرة! من السهل أن نستسلم لحالة من الخوف من التغيرات التي تطرأ على العالم، ولكن يمكننا أن ننظر إلى هذه التحديات باعتبارها فرصًا للتعلّم والنمو، وفهم عالمنا بشكل أفضل، والتغلب عليه. 

وبدلًا من انتظار وقوع الأحداث السيئة، يمكننا أن نفكر مسبقًا في بعض الأمور البسيطة التي يمكننا القيام بها لنكون أكثر مرونة. ويمكن أن يؤتي هذا ثماره بشكل كبير عند وقوع حدث سيئ.

غالبًا ما يُطلب من الناس إدارة الضغوط الخاصة بهم باليقظة، لكننا نحتاج إلى آليات للتعامل معًا مع الضغوط الجماعية التي يشعر بها الكثير منا. ويعد التعاون والتواصل والعمل معًا في المجتمع أمرًا ضروريًا. تعد الفنون كذلك وسائل رائعة ومهمة للغاية للناس للتعامل مع الغموض والقلق وتخيل مستقبل جماعي محتمل معًا. وتقدم القصص طريقة رائعة لجذب الانتباه المشترك إلى الحقائق البديلة والمستقبل والاحتمالات التي تساعدنا في تنسيق الحركة المحتملة في اتجاهات جديدة.

CNN: هل ستكون مقاومتنا التطورية لنهاية العالم كافية لمواجهة الكوارث اليوم؟

 أثينا أكتيبيس: تحدث نهاية العالم اليوم على نطاق هائل، ولم نتطوّر بعد لإدارتها. وتبرز المخاطر الوجودية التي نواجهها على نطاق لا يمكننا التعامل معه كأفراد. ومن أجل البقاء على قيد الحياة في مواجهة التحديات، يجب أن نواجهها بمستوى من التعاون البشري والتواصل بما يتناسب مع ضخامة المشاكل. 

ويتطلب تعلّم تنسيق قدراتنا والعمل معًا لإيجاد حلول بطريقة إيجابية.

نحن بحاجة ماسّة إلى التعاون بين الناس الذين لديهم أساليب مختلفة للغاية لفهم العالم، حتى يتمكن العلماء، والفنانون، والأطباء، وصنّاع السياسات من تبادل الأفكار حول كيفية تغيير سلوكنا الجماعي. نحن نتمتع بأدمغة مذهلة في معالجة المعلومات، لذا نمتلك عدداً هائلاً من القدرات، سواء كأفراد أو كمجموعات، التي لم نستغلها بالكامل للتعامل مع التحديات التي نواجهها، وهناك فرصة هائلة في هذا السياق.

ومن بين الأمور الرائعة في التطوّر البشري أننا تطورنا للقيام بأشياء لم نقم بها من قبل، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. وفي نهاية المطاف هذا يعد سببا يدعونا إلى التفاؤل الشديد بالمستقبل.

كوارثنشر الاثنين، 30 سبتمبر / ايلول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: كوارث لنهایة العالم نهایة العالم للتعامل مع ا

إقرأ أيضاً:

ما قلّ ودل

#ما_قل_ودل

د. #هاشم_غرايبه

لا شك في أن حال أمتنا في هذا الزمان مؤلم، كثيرون منا مطمئنون الى أنه عُسرٌ من بعده يسر، وقليلون انهزموا من داخلهم فاستسلموا للأمر الواقع، لكن الفريقين كليهما في واقع الأمر لم يفعلوا شيئا باتجاه الخروج من هذا الحال، فالمطمئنون قعدوا ينتظرون نصر الله الموعود لأمته، ومن غير أن يقدموا ما أوجبه الله عليهم وفق سنته الكونية لشروط تغيير الحال، الخاضعة لقاعدتين: القاعدة العامة لكل البشر: ” إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”، والقاعدة الخاصة بالمؤمنين: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.
وأما الإنهزاميون فكانوا يطمعون بأن ينصر الله الأمة مجانا، ويعتقدون أنهم كونهم يؤدون الفرائض فقد استحقوا من الله النصر، فلما لم يحققه لهم انقلبوا على أعقابهم، والتحقوا بالغالب الكافر، بل بالغ بعضهم في غيّهم، فأخذوا يصدون عن دين الله ويحاربون منهجه.
خطأ الفريقين أنهم اعتقدوا أن الله تعالى عندما نصر المؤمنين الأوائل على قلتهم وضعفهم حينئذ، فتغلبواعلى الذين كفروا رغم كثرتهم وقوتهم، كان مكافأة فقط من الله لهم على إيمانهم، وليس لأنهم أخذوا بالأسباب المؤدية الى النصر أيضا.
أولئك النفر الذين أنشأوا المشروع العالمي الأهم في تاريخ البشرية، كانوا تلاميذ نجباء للمعلم الأكبر “محمد” صلى الله عليه وسلم، الذي تلقى الحكمة والعلم الخالص من لدن الخالق مباشرة، وليس من المدارس التجريبية التي تعتمد على التجربة والخطأ، فعلّمهم أن الكون يسير وفق كلمة من الله سبقت، وهي سنن إلهية ناظمة لسيرورة الأحداث، وتكون فيها النتائج مبنية على المدخلات العملية، وهي ثابتة ماضية في كل خلق الله، لا يغيرها ولا يعدلها لمصلحة أحد من البشر مهما علا شأنه وارتفع مقامه، فلا مبدل لكلماته، ولا راد لحُكمه.
فهمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتزم بها، فعندما هاجر الى المدينة، ورغم أنه كان مطمئنا إلى أن الله حاميه “ما ظنك باثنين الله ثالثهما”، إلا أنه أخذ بأقصى ما استطاع من إجراءات التخفي عن عيون مطارديه.
وفي بدر كان الدرس الأبلغ، فعلّم المسلمين أن عليهم الإيفاء بشرطين: الأول جمع ما امكنهم من قوة، وليس شرطا القوة المكافئة، إذ لم تبلغ ثلث قوة قريش، والثاني صدق النية في نصرة منهج الله، وليس تحصيل المكاسب (التي هي غاية الحروب)، عندها يستحق العون الإلهي، أما بيان تفصيلات ذلك فقد أوضحه تعالى في سورة الأنفال:-
1 – من أوفى بما اشترطه الله استجاب لدعائه: “إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ”، والمدد هنا ليس المهم فيه العدد، فواحد من الملائكة كاف لهزيمة جيش من البشر، لكن رقم الألف لكي يبين الله أنه خصص لكل جندي من المشركين ملَكاً.
2 – الغاية من الإمداد بالملائكة ليس القتال نيابة عن المؤمنين، بل لتطمينهم بأن الله معهم: “وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.
3 – لكن ما تكفل الله به هو ما لا يمكن لأحد فعله إلا هو، هو إرعاب الكافرين: “سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ” لأنه لا يتحكم بقلوب البشر غير الله، أما دور الملائكة فكان للمسلمين دعما معنويا: “إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ”، وللكافرين إحباطا لفعلهم: “فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ”، وما فوق الأعناق فهي الرؤوس، وضربها لا يعني قطعها بل تشتيت الذهن وإذهاب التركيز، وضرب البنان الذي يتم فيه توجيه الفعل، يعني أن تطيش السهام والرماح بعيدا عن هدفها وتضعف ضربة السيف ولا تؤدي فعلها.
هكذا رأينا أن الملائكة لا تقاتل بالنيابة عن المؤمنين، كما أن الله لا يغير في سننه، ورغم أنه لا يخلف وعده: “إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ” [غافر:51]، وحتى بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم قائدا، إلا أن نصره بقي موقوفا على الإيفاء التام بالأمرين: بذل قصارى الجهد في إعداد القوة، وإخلاص النية بالدفاع عن منهج الله، فعندما طمع المسلمون بالغنائم هُزموا في أحد، وعندما غرّتهم الكثرة هُزموا في حنين.

مقالات ذات صلة سياسة الاستبغال في زمن الاستغفال . . ! 2025/01/03

مقالات مشابهة

  • ما قلّ ودل
  • الرئيس يؤكد على أهمية تطوير الآبار الجديدة وزيادة الإنتاج المحلي من البترول والغاز
  • من السعودية إلى سوريا.. إليكم عدد الطائرات الإغاثية التي وصلت دمشق للآن
  • بولندا تعد خطط إجلاء في حالة الكوارث الطبيعية
  • إليكم مواعيد أبرز الظواهر الفلكية التي ستُزيّن العام 2025
  • خبير: القرصنة تؤرق البشر حول العالم.. ويجب زيادة الوعي بكيفية الحماية
  • خبير: القرصنة تؤرق البشر حول العالم.. ويجب زيادة الوعي بكيفية حمايتنا
  • خبير: القرصنة تؤرق البشر حول العالم.. ويجب زيادة الوعي بكيفية حمايتها
  • انتبه، نشال!: المرأة التي غزت الانترنت لمكافحتها الجريمة بشوارع البندقية
  • تعرف على الدول التي تمتلك أقوى الطائرات بدون طيار في العالم: هذا ترتيب تركيا