علاج التوحد .. 4 مجالات ينبغي العمل عليها
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
يعد مرض التوحد من أخطر الأمراض التي تصيب الأطفال وتؤثر على صحتهم ومستقبلهم وطريقة معيشتهم.
ويعد التوحد من الأمراض المزمنة ولكن هناك بعض التقنيات التي تساعد في السيطرة على الأعراض وجعل الطفل يعيش حياة شبه طبيعية
وقسم مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي علاج مرض التوحد إلى 4 مجالات رئيسية ،وهى:
العلاقات الاجتماعية
تركز علاجات العلاقات الاجتماعية على تحسين المهارات الاجتماعية وبناء الروابط العاطفية، وتتضمن بعض مناهج العلاقات الاجتماعية الآباء أو الموجهين الأقران.
يشجع النموذج التنموي ، الفروق الفردية ، القائم على العلاقة (ويسمى أيضًا "وقت الأرضية") الآباء والمعالجين على متابعة اهتمامات الفرد لتوسيع فرص التواصل.
يتضمن نموذج تدخل تطوير العلاقة (RDI) أنشطة تزيد من الحافز والاهتمام والقدرات على المشاركة في التفاعلات الاجتماعية المشتركة.
تقدم القصص الاجتماعية أوصافًا بسيطة لما يمكن توقعه في المواقف الاجتماعية.
توفر مجموعات المهارات الاجتماعية فرصًا للأشخاص المصابين بالتوحد لممارسة المهارات الاجتماعية في بيئة منظمة.
الأدوية
لا توجد أدوية تعالج الأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد ولكنها تعالج بعض الأدوية الأعراض المصاحبة التي يمكن أن تساعد الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد على أداء وظيفتهم بشكل أفضل.
على سبيل المثال ، قد تساعد الأدوية في إدارة مستويات الطاقة العالية ، أو عدم القدرة على التركيز ، أو سلوك إيذاء النفس ، مثل ضرب الرأس أو عض اليد.
يمكن أن تساعد الأدوية في إدارة الحالات النفسية المصاحبة ، مثل القلق أو الاكتئاب ، بالإضافة إلى الحالات الطبية مثل النوبات أو مشاكل النوم أو مشاكل المعدة أو غيرها من مشاكل الجهاز الهضمي.
من المهم العمل مع طبيب لديه خبرة في علاج الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد عند التفكير في استخدام الأدوية.
هذا الأمر ينطبق على كل من الأدوية الموصوفة والأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية و يجب أن يتعاون الأفراد والعائلات والأطباء معًا لمراقبة التقدم وردود الفعل للتأكد من أن الآثار الجانبية السلبية للدواء لا تفوق الفوائد.
العلاج النفسي
يمكن أن تساعد الأساليب النفسية الأشخاص المصابين بالتوحد في التعامل مع القلق والاكتئاب ومشكلات الصحة العقلية الأخرى والعلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو أحد الأساليب النفسية التي تركز على تعلم الروابط بين الأفكار والمشاعر والسلوكيات.
أثناء العلاج السلوكي المعرفي ، يعمل المعالج والفرد معًا لتحديد الأهداف ثم تغيير طريقة تفكير الشخص في الموقف لتغيير طريقة تفاعله مع الموقف.
العلاجات التكميلية والبديلة
يستخدم بعض الأفراد والآباء علاجات لا تتناسب مع أي فئة من الفئات الأخرى. تُعرف هذه العلاجات بالعلاجات التكميلية والبديلة و غالبًا ما تُستخدم العلاجات التكميلية والبديلة لتكملة الأساليب التقليدية.
قد تشمل الأنظمة الغذائية الخاصة ، والمكملات العشبية ، والعناية بتقويم العمود الفقري ، والعلاج بالحيوان ، والعلاج بالفنون ، واليقظة ، أو علاجات الاسترخاء ويجب على الأفراد والعائلات دائمًا التحدث إلى الطبيب قبل البدء في العلاج التكميلي والبديل.
قد تكون هناك علاجات أخرى متاحة للأفراد المصابين بالتوحد وتحدث إلى طبيب أو مقدم رعاية صحية لمعرفة المزيد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التوحد
إقرأ أيضاً:
قصة هنا وعمر.. من كوب قهوة إلى قلوب الملايين
تحولت سلسلة من المقاطع القصيرة بعنوان "هنا وعمر" عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى حديث الملايين، حيث تظهر الشابة هنا إلى جانب شقيقها عمر، المصاب بالتوحد، وهما يتشاركان شغفه الكبير بتذوق المشروبات، خاصة القهوة. وتعمل هنا على دعم شقيقها ومساعدته في تنفيذ أفكاره المختلفة، ليتحول هذا المحتوى البسيط والعفوي إلى ظاهرة رقمية حصدت ملايين المشاهدات في وقت قياسي، وصلت إلى إطلاق "خلطة قهوة" تحمل اسم "عمر". وقد أثارت هذه المقاطع إعجاب المتابعين بعفويتها، وبالعلاقة الإنسانية الدافئة التي تجمع بين الشقيقين، إلى جانب الفكرة المبتكرة للمحتوى.
بدأت القصة بمقطع واحد نشرته الشابة المصرية هنا زهير في أغسطس/آب 2025، ظهرت فيه مع شقيقها وهما يتذوقان القهوة ويقيّمان مذاقها، مع الإشارة إلى حب عمر الشديد للقهوة وتفضيله لإضافة الكراميل إليها. وقد عرّفت هنا شقيقها بأنه شاب مصاب بالتوحد ويعاني أيضا من الإبراكسيا (عسر النطق الحركي)، مؤكدة أن الهدف من هذه المقاطع هو رفع الوعي حول التوحد وصعوبات الكلام.
لكن هنا، وهي في العشرينيات من عمرها، لم تكن تتوقع أن يتحول هذا المقطع الذي صوّرته بدافع المحبة والدعم إلى موجة انتشار واسعة، وأن يصبح موضوعا لتفاعل ضخم على مواقع التواصل، مع إشادات من مئات المؤثرين الذين أثنوا على قوة العلاقة بينهما.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ملك فياض.. طالبة من غزة انتزعت الامتياز من قلب النزوح والجوعlist 2 of 2مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة باليمنend of listوتقول رضوى الطنب، والدة هنا وعمر، للجزيرة نت "اعتدنا تصوير عمر عندما يحقق نجاحا صغيرا أو يقوم بشيء جميل، ونشارك هذه اللحظات داخل العائلة فقط. وفي إحدى المرات تحدثت مع هنا واقترحت عليها نشر الفيديو على نطاق أوسع، لكننا لم نتخيل أبدا أن يحب الناس عمر بهذا الشكل، أو أن تصل المقاطع إلى هذا الكم الهائل من المشاهدات والتعليقات. أقرأ كل تعليق، وأبكي كلما سمعت كلمة طيبة عن عمر أو هنا. هذا يلامس قلبي بشدة.
@hanaandomarzOmar making iced coffee at home????
♬ original sound – hana & omar
قصة محنة تحولت إلى منحة
بينما ينشغل الملايين بمقاطع عمر وهو يتذوق القهوة ويبتكر وصفات لمشروباته وأطعمه المفضلة، يغيب عن المشهد بطل آخر من خلف الكاميرا، والدته رضوى الطنب، المرأة التي استطاعت أن تحوّل رحلة ابنها مع التوحد إلى قصة نجاح ملهمة.
إعلانتعود القصة إلى عام 2003، حين كان عمر في عامه الأول والنصف. تروي والدته: "لاحظنا أن طريقة لعبه مختلفة. كان يضع المكعبات بجانب بعضها دون أن يبني بها، يصفّ الأشياء بنفس النسق، ويدور في دوائر. كان يضحك كثيرا، لكن ليس لنا أو معنا، وكأنه يتذكر شيئا ما. لم يكن ينتبه للآخرين أو يتفاعل مع الضيوف. بدأ ينطق كلمات قليلة ثم اختفت. عندها أدركنا أن هناك شيئا غير طبيعي، وبدأنا رحلة البحث".
لم تكن رضوى، خريجة إدارة الأعمال من جامعة حلوان، تعرف شيئا عن التوحد قبل أن تخبرها طبيبة نفسية بأن ابنها مصاب به. تقول "بدأنا العلاج منذ أن كان عمر عاما ونصف، لكننا كنا ما زلنا غير متأكدين. بدأنا جلسات تخاطب على أمل أن يتحسن، لكن اكتشفنا لاحقا أنه يعاني أيضا من الإبراكسيا، ما جعل مهمته في الكلام أصعب. كان علينا أن نجد طريقة أخرى ليعبر عن نفسه، فتعلم لغة الإشارة والصور أولا، ثم بدأت الكلمات تعود تدريجيا".
تغيرت حياة رضوى بالكامل. من جلسات لا تنتهي في مصر، إلى قرار مصيري بالانتقال إلى الولايات المتحدة، حيث أعادت تشكيل مسارها العلمي والمهني من أجل ابنها. هناك حصلت على أعلى شهادة مهنية في تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، وأصبحت محللة سلوك معتمدة دوليا، قبل أن تكمل رسالة الماجستير في التوحد وتحليل السلوك بجامعة راسل سيج في نيويورك.
تقول الأم "تعلمت كل ذلك لأجل عمر، وتعلمت أيضا كيف أساعد إخوته على اللعب معه والتواصل معه. في البداية لم يشعروا بوجود مشكلة، فقد كنا دائما معا في المنزل والنادي والمناسبات. نحن أسرة شديدة الترابط، لكن مع الوقت فهموا التحدي، وأحبوه أكثر، وتطوعوا لدعمه. هم صبورون للغاية ومهتمون به بشكل يفوق الوصف".
لا يتحدث عمر عن إنجازاته، لكنها تتحدث عنه. فالشاب الذي أسر قلوب المتابعين على منصات التواصل، وأطلقت باسمه خلطة قهوة خاصة، هو أبعد ما يكون عن مجرد ظاهرة اجتماعية مؤقتة. وراء هذه الابتسامة الهادئة حكاية مثابرة وصعود، بدأت مع طفل كان يخشى ملامسة الماء، وانتهت بسبّاح ماهر يحصد البطولات ويعتلي منصات التتويج بميداليات ذهبية وفضية وبرونزية.
تقول والدته رضوى الطنب للجزيرة نت "كان أقصى ما أتمنى في مرحلة ما أن ينطق كلمة ماما. لكن اليوم، عمر يكتب، ويعبر عمّا يريد، وهو بطل في السباحة، ويساعدني في عملي كما يساعد والده منذ ثلاث سنوات. نعتمد عليه في إدخال البيانات، فهو يجيد استخدام الكومبيوتر، كما أنه شديد التنظيم. وحين تكون البيئة مناسبة، يحقق إنجازات لا تُتوقع".
لا تزال تتذكر رحلتها معه إلى الولايات المتحدة، ليتعلم مهارات أساسية مثل التواصل، وانتظار الدور، وضبط الانفعالات. هناك، عرفت كيف يمكن أن يتحول التحدي إلى فرصة، والأم إلى قوة تغيير.
وفي عام 2020، افتتحت مركزا متخصصا في تقديم الخدمات السلوكية لأطفال التوحد وفرط الحركة وصعوبات اللغة والسلوك. تقول "في البداية كان كل شيء من أجل عمر، لكن اليوم الأمر لم يعد يقتصر عليه وحده. أصبحت أملك القدرة على مساعدة المزيد من الأطفال، وهذه أعظم خطوة في حياتي".
إعلان