بقلم : سمير السعد ..

في قلب ضاحية بيروت الجنوبية، تبرز حكايات من الشجاعة والتضحية ترويها أرواح الشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن الوطن والأرض. هؤلاء الشهداء لم يكونوا مجرد أرقام تُذكر في السجلات أو أسماء تُتلى في المناسبات، بل هم رمز للمقاومة والكرامة، وسطروا بدمائهم ملاحم الصمود ضد الاحتلال والعدوان.
الضاحية الجنوبية لطالما كانت في صدارة المشهد المقاوم، ومنطلقاً لقوة سياسية وعسكرية تتجسد في حزب الله، الذي تصدى للاعتداءات الكيان الصهيونى المتكررة على لبنان.

وفي ظل تلك الهجمات، برزت تضحيات الشهداء من أبناء الضاحية كعنوان لرفض الذل والاستسلام.
رغم الدمار الذي لحق بالضاحية الجنوبية نتيجة العدوان الصهيوني ، إلا أن الإصرار على النصر من جديد كان حاضراً في نفوس سكانها. كذلك الإصرار بعد النصر بإذن الله تعالى سوف لم يكن و يقتصر على إعادة بناء المنازل والشوارع، بل كان ينعكس في التمسك بخيار المقاومة كسبيل وحيد لتحرير الأرض وحماية الكرامة.
الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الضاحية والجنوب اللبناني ليسوا مجرد أفراد، بل هم نماذج للتضحية الكبرى في سبيل القيم والمبادئ. ومن أبرز ما يميز هؤلاء الشهداء هو تمسكهم بالعقيدة الوطنية والإيمان بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحقيق النصر. كل شهيد كان يحمل في قلبه رسالة تتجاوز الحدود الشخصية، لتصبح رسالة أمة بأكملها، أمة تؤمن بالحرية والكرامة.
بفضل تضحيات الشهداء وصمود المقاومة، سوف تتمكن الضاحية من الوقوف على قدميها مرة أخرى. ومع كل اعتداء جديد، كانت الضاحية تقدم المزيد من الشهداء، وكأنها تبرهن للعالم أن النصر هو قدر الأشراف والمقاومين. هؤلاء الشهداء هم حجر الزاوية في الانتصارات التي تحققت في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها الانتصار في حرب تموز 2006.
اليوم، تقف الضاحية الجنوبية كرمز حي للصمود والعزة. تضحيات الشهداء كانت ولا تزال ملهمة للأجيال الصاعدة، التي ترى في دمائهم عنواناً للمقاومة ودرعاً يحمي الوطن. إن الشهداء لم يذهبوا عبثاً، بل هم نجوم مضيئة في سماء النصر، يضيئون الطريق للأمة نحو الحرية والسيادة.
“النصر يولد من رحم التضحية، والشهداء هم نبض هذا الطريق.”
خلاصة القول. إن تضحيات شهداء الضاحية الجنوبية ليست مجرد ذكرى نتوقف عندها، بل هي شعلة الأمل التي تتقد في صدور كل من يؤمن بالحرية والسيادة. هؤلاء الشهداء لم يرتقوا فقط دفاعاً عن تراب وطنهم، بل رسموا بدمائهم خارطة المستقبل، مستقبل الحرية الذي لا يتحقق إلا بالصمود والإصرار.
اليوم، ونحن نشاهد الاعتداءات والإبادة الإنسانية إلا أن الانتصارات سوف تتحق بفضل تضحياتهم، ندرك أن كل قطرة دم سالت كانت لبنة في بناء النصر. إن روحهم تعيش فينا، في كل خطوة نتقدم بها نحو التحرير، وفي كل موقف تقف فيه دفاعاً عن كرامة وطنها .
لن يكون هناك تراجع، فالمسيرة مستمرة، والضاحية الجنوبية وكل شبر من أرض لبنان الشموخ سيظل شاهداً على أن الشعب الذي يحتضن الشهداء هو شعب لا يُهزم. إن طريق النصر طويل، لكن شعلة المقاومة التي أوقدها الشهداء لن تنطفئ أبداً، وستظل تضيء لهم درب التحرير، حتى يتحقق الوعد ويزهر الوطن من جديد.

“فلنكن أوفياء لدمائهم، ولنواصل الطريق في دعم النصر بقلبٍ لا يعرف الخوف، وبعزيمةٍ لا تنكسر. النصر آتٍ، والشهداء هم من يصنعون فجره المشرق.”

سمير السعد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الضاحیة الجنوبیة هؤلاء الشهداء

إقرأ أيضاً:

التجمع العالمي لدعم المقاومة يدين العدوان الصهيوني الغادر على الضاحية الجنوبية لبيروت

الثورة نت/..
أدان التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة فرع اليمن العدوان الصهيوني الغادر على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت .

وأوضح التجمع في بيان  أن استهداف الأحياء السكنية والأعيان المدنية أسلوب جيش الإرهاب الصهيوني، لإجبار المقاومة اللبنانية على التوقف عن دعم ومساندة قطاع غزة الذي يتعرض منذ12 شهرا لعمليات إبادة جماعية أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا لوقف كل المجازر.

وحمل البيان كيان الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية عواقب هذه الجرائم الوحشية، مطالباً في الوقت ذاته المجتمع الدولي بإجراءات حاسمة تجاه الجرائم الإسرائيلية.

وأشار إلى أن العدو الصهيوني من خلال إقدامه على هذا العدوان الغادر يحاول عابثا تحقيق نصر زائف، بعد فشله في هزيمة المقاومة في لبنان ووقف عمليات الإسناد لجبهة غزة، مؤكداً أن المقاومة ستبقى خنجرا مسموما في قلب العدو الصهيوني حتى تحرير كل فلسطين وإقامة دولتها المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

ودعا البيان كل أحرار العالم إلى دعم المقاومة، خاصة أن هذا العدو لا يعرف سوى لغة القوة والمقاومة، وحيا مختلف عمليات الدعم والإسناد لجبهة غزة سواء في لبنان أو اليمن أو العراق والتي توجه ضربات مركزة وقاسية إلى قلب العدو في فلسطين المحتلة.

مقالات مشابهة

  • "الشعبية" تنعى شهداء مجازر العدوان الإسرائيلي على لبنان
  • حمدان بن محمد: تضحيات شهداء الوطن أوسمة شرف لأجيال الحاضر والمستقبل
  • اتحاد الكتاب العرب في سورية: استشهاد سيد المقاومة مهد بدمه الزكي طريق النصر الآتي
  • حماس تنعى الشهيد السيد نصرالله وتؤكد أن اغتياله لن يزيد المقاومة إلاّ إصراراً على مواصلة طريق الجهاد والصمود حتى النصر
  • التجمع العالمي لدعم المقاومة يدين العدوان الصهيوني الغادر على الضاحية الجنوبية لبيروت
  • “حزب الله” يصدر بيانا هاما بشأن هجوم الضاحية الجنوبية
  • فصائل تعقب على قصف الضاحية الجنوبية
  • مبان استهدفتها إسرائيل في الضاحية الجنوبية كانت مليئة بالسكان وهناك قتلى وجرحى / شاهد
  • السفارة الإيرانية في بيروت تعتبر الغارات التي استهدفت الضاحية الجنوبية “تصعيدا خطيرا يغير قواعد اللعبة”