صدر حديثًا عن الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي، كتاب بعنوان: "الاقتصاد العالمي تحت ظلال المخدرات .. دراسة للاتجاهات وتوصيات عامة لرؤى عربية"، من تأليف الدكتور علي محمد الخوري، وبالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية، وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة .

ويعد الكتاب بمثابة دعوة صريحة للعمل على المستوى الوطني والتعاون الدولي، حيث يسعى المؤلف من خلاله إلى كشف الأبعاد الاقتصادية لتجارة المخدرات، والبحث في السياسات والأطر القانونية الوطنية والدولية والاستراتيجيات والتحديات في البلدان العربية بهدف استخلاص الدروس المستفادة وتحديد أفضل الممارسات.

ويُركز الدكتور علي محمد الخوري مؤلف الكتاب، على العالم العربي وتحديدًا في الإمارات والسعودية ومصر، ويسد فجوة مهمة في الأدبيات العربية الحالية، ويُقدم توصيات مهمة لصانعي السياسات والمختصين، والمهتمين بالتقاطعات بين المخدرات والاقتصاد والمجتمع في نطاقها العالمي، كما يطرح بعض التوصيات حول الأساليب المبتكرة والاتجاهات المستقبلية في الوقاية والعلاج.

ويحاول الدكتور علي الخوري، تسليط الضوء على الطبيعة المتعددة الأوجه لتعاطي المخدرات وتداعياتها، وينسج من خلال المشهد العالمي لاقتصاد المخدرات غير المشروعة، حجم الخسائر الاقتصادية التي تتحملها الدول، ومآلاتها في تفكيك النسيج الاجتماعي، ومتطلبات العمل على تطوير السياسات الوطنية والدولية.

ويدعو مؤلف الكتاب، إلى التساؤل وإعادة التفكير في أساليب التعامل الحالية مع مشكلة تفشي آفة المخدرات، والبحث عن حلول مبتكرة وجديدة أكثر فعالية واستدامة على أمل شق طريق نحو مجتمعات واقتصادات أكثر مرونة، تضمن تقدم عجلة التنمية داخل العالم العربي وخارجه.

خطورة انتشار المخدرات 

ويقول الدكتور علي الخوري في مقدمته للكتاب، إن قضية انتشار المخدرات وحالات الإدمان تتجاوز الحدود والثقافات والاقتصادات، وأصبحت تمثل تحديًا معقدًا للمجتمعات على مستويات متعددة، مشيرًا إلى أن ظاهرة التعاطي المنتشرة بين المراهقين والشباب، والتي كانت تعتبر في السابق قضية صحية محلية أو فردية، تطورت إلى أزمة عالمية ذات آثار بعيدة المدى على الاقتصادات الوطنية وأصبح هناك إجماع واضح على التداعيات الوخيمة والواسعة النطاق والآثار السلبية والعميقة لانتشار المخدرات من تكاليف الرعاية الصحية وفقدان الإنتاجية، وتقويض الأهداف الأمنية وأجندات التنمية.

وأوضح الدكتور علي الخوري، أن الكتاب اعتمد على مجموعة كبيرة من المصادر والدراسات البحثية، والبيانات الإحصائية من التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية حيث تمحورت البيانات الرئيسية في هذه الدراسة حول التقارير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، واستكملت الدراسة بياناتها الأساسية من المراجع الأكاديمية، والتقارير الحكومية ومنشورات المنظمات الدولية، كما تم الاعتماد على تقديم البيانات المتوفرة الأكثر حداثة وموثوقية حول انتشار المخدرات على مستوى العالم، وأنواع المخدرات المستخدمة، واتجاهات الإدمان، والتركيز بشكل خاص على المجتمعات العربية.

جدير بالذكر أن الدكتور علي محمد الخوري هو مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية ورئيس الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي بجامعة الدول العربية، وأحد كبار المسؤولين في وزارة الداخلية بدولة الإمارات العربية المتحدة، كما يُعد أحد أبرز الباحثين في مجال الأمن الاقتصادي والاجتماعي، وتمتد مسيرته المهنية لأكثر من 30 عامًا؛ أشرف خلالها على تنفيذ عدد كبير من المشاريع والسياسات الاستراتيجية الحكومية على مستوى دولة الإمارات والمنطقة العربية والأفريقية، وله أكثر من 140 كتاب وبحث علمي عمل من خلالها على تحليل وطرح الحلول لمعالجة القضايا الاقتصادية المعقدة والشائكة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المخدرات الاتحاد العربي للاقتصاد الاقتصاد الاقتصاد العالمي المنظمة العربية للتنمية جامعة القاهرة الدکتور علی

إقرأ أيضاً:

قراءة في كتاب عصر مابعد الحداثة والتغير الجزري للوعي العالمي

محمد عبد المنعم صالح

إن المتأمل في سرعة التحولات التي تصيب عالمنا الحالي ليقف متعجبا مما تغير و يتغير خاصة في العقد الأخير، بدءا من أواخر التسعينات إلي يومنا هذا. فالتغيير يمس كل مناحي الحياة و يلمسه الصغير قبل الكبير، بما له من بالغ التأثير في الفكر و الطبائع و التوجهات، قبل أن يكون في التقنيات أو السياسات أو التشريعات. إنه حقا عالم متسارع لم يشهد له مثيل من قبل، بل و تزداد وتيرة تسارعه بنسب مطردة كلما تقدم بنا الزمان. و لا داعي هنا لسرد أشكال ما تم من تغيير فالكل يعيشه بالفعل، بإجابياته و سلبياته. و كذلك لا داعي لطرح تصور لعالم ما بعد الحداثة و العولمة, و نا بعد التواصل الإجتماعي و بدء عالم الذكاء الإصطناعي الذي سيقوم بإسراع وتيرة التغيير بشكل فوق الحدي, الذي لا يمكن توقعه أو وضع إطارا له. و لكن ما يهمنا في هذا الكتاب هو الإنسان، ذلك المخلوق المُكرم من قبل الخالق و لكنه أصبح هدفا للعبث بمكوناته الإنسانية المحضة من نفس و روح و عقل و قلب. فكل تغيير يتم من حوله يمس بشدة هذه المكونات التي تمثل أصل فطرته، فإما تسمو به إلي إصلاحه و خلاصه، أو تهوي به إلي ضلاله و هلاكه.

هذا الكتاب لا يُعد كتابًا تقليديًا يناقش جوانب محددة من العلوم الإنسانية أو الإقتصاد السياسي أو العقائد أو حتي علوم الإدارة و القيادة, بل هو محاولة متعددة الجوانب و متسعة الرؤى تشمل كل هذه الأبعاد, و تهدف للتنقيب بعمق في عالم الإنسانية ككل، سعياً لإستكشاف القوى الخفية أو الروح المُشَكلة للفلسفة القائمة و الوعي الإدراكي الحالي الذي يحرك البشرية، لا سيما في العصر الأخير. إنه بحث نموذجي شامل لتحليل ما يشكل مصيرنا و النظام الفكري الذي يحكمنا و يساهم بشكل كبير في تطوير ثقافاتنا، و تشكيل وجهات نظرنا، و دوافعنا، و مواقفنا، و سلوكياتنا. ثم يقدم نموذجاً فكرياُ جديداُ، يجمع بين الأبعاد الفلسفية و الروحية و الإجتماعية و النفسية و الإدارية, بل و الأخلاقية و الثقافية. هذا النموذج الإنساني الأصيل هو جديد في طريقة الطرح, و لكنه قديم أو أصيل في الجوهر و المضمون. و غايته هي نقض النظام العالمي الحالي و قيادته و قيمه السائدة، و تقديم مقدمات لحلول جذرية يمكن أن تُحدِث تغييراً جذرياً في النظام العالمي بأكمله, بل و تغير القواعد نحو واقع مختلف, يتسم بالوفرة و الفضيلة و الرحمة و السلام.

و بالرغم إدراكنا أن هذا قد الطرح قد يبدو للبعض تقديراً خياليًا أو حلماً يوطوبياًوياً، إلا أننا نؤمن بأن البحث عن الجوهر الإنساني الأصيل هو سر صلاحه. و هذا السر هو روحه, التي هي مكون الإنساني الأول وجوداً و الأكثر نقاءً, فهي تحمل كل الخير في خلقية نشأتها، لأن الله قد نفخها في الإنسان الأول من روحه القدوس المطهرة, فلا تحمل إلا الخير و الطهر و الصفاء, لأنه تحمل جميع معاني أسماء الجلال و الجمال و الكمال. فبدون العودة إلى هذا الأصل الإنساني الأصيل الذي هو الروح, و بعث نورها في الإنسانية, ففرص البقاء و الإستمرار في هذا العالم الذي تحكمه الأنانية و البراغماتية المفرطة سيكون ضئيلاً جداً. فنحن نتجه بسرعة كبيرة نحو واقع من التدمير الذاتي، و إن لم نترك القيادة للروح و قواعدها الأصيلة، فإننا حتماً سوف نفقد الخلاص و حتماً سنصل إلى الفناء الكارثي.

قراءة في كتاب عصر ما بعد الحداثة و التغيير الجذري للوعي العالمي

إن المتأمل في سرعة التحولات التي تصيب عالمنا الحالي ليقف متعجبا مما تغير و يتغير خاصة في الأعوام الأخيرة، بدءا من أواخر التسعينات إلي يومنا هذا. فالتغيير يمس كل مناحي الحياة و يلمسه الصغير قبل الكبير، بما له من بالغ التأثير في الفكر و الطبائع و التوجهات، قبل أن يكون في التقنيات أو السياسات أو أو أو ... إنه حقا عالم متسارع لم يشهد له مثيل من قبل، بل و تزداد وتيرة تسارعه بنسب مطردة كلما تقدم بنا الزمان. و لا داعي هنا لسرد أشكال ما تم من تغيير فالكل يعيشه بالفعل، بإجابياته و سلبياته. و كذلك لا داعي لطرح تصور لعالم ما بعد الحداثة و العولمة, و ما بعد التواصل الإجتماعي و بدء عالم الذكاء الإصطناعي الذي سيقوم بإسراع وتيرة التغيير بشكل فوق المتخيل , الذي لا يمكن توقعه أو وضع إطارا له. و لكن ما يهمنا في قراءة هذا الكتاب هو الإنسان، ذلك التناول للمخلوق المُكرم من قبل الخالق و لكنه أصبح هدفا للعبث بمكوناته الإنسانية المحضة من نفس و روح و عقل و قلب. فكل تغيير يتم من حوله يمس بشدة هذه المكونات التي تمثل أصل فطرته، فإما تسمو به إلي إصلاحه و خلاصه، أو تهوي به إلي ضلاله و هلاكه.

هذا الكتاب في تقديري لا يُعد كتابًا تقليديًا يناقش جوانب محددة من العلوم الإنسانية أو الإقتصاد السياسي أو العقائد أو حتي علوم الإدارة و القيادة, بل هو محاولة متعددة الجوانب و متسعة الرؤى تشمل كل هذه الأبعاد, و تهدف للتنقيب بعمق في عالم الإنسانية ككل، سعياً لإستكشاف القوى الخفية أو الروح المُشَكلة للفلسفة القائمة و الوعي الإدراكي الحالي الذي يحرك البشرية، لا سيما في العصر الأخير. إنه بحث نموذجي شامل لتحليل ما يشكل مصيرنا و النظام الفكري الذي يحكمنا و يساهم بشكل كبير في تطوير ثقافاتنا، و تشكيل وجهات نظرنا، و دوافعنا، و مواقفنا، و سلوكياتنا. ثم يقدم نموذجاً فكرياُ جديداُ، يجمع بين الأبعاد الفلسفية و الروحية و الإجتماعية و النفسية و الإدارية, بل و الأخلاقية و الثقافية. هذا النموذج الإنساني الأصيل هو جديد في طريقة الطرح, و لكنه قديم أو أصيل في الجوهر و المضمون. و غايته هي نقض النظام العالمي الحالي و قيادته و قيمه السائدة، و تقديم مقدمات لحلول جذرية يمكن أن تُحدِث تغييراً جذرياً في النظام العالمي بأكمله, بل و تغير القواعد نحو واقع مختلف, يتسم بالوفرة و الفضيلة و الرحمة و السلام.

و بالرغم إدراكنا أن هذا قد الطرح قد يبدو للبعض تقديراً خياليًا أو حلماً طوبياًوياً، إلا أننا نؤمن بأن البحث عن الجوهر الإنساني الأصيل هو سر صلاحه. و هذا السر هو روحه, التي هي مكون الإنساني الأول وجوداً و الأكثر نقاءً, فهي تحمل كل الخير في خلقية نشأتها، لأن الله قد نفخها في الإنسان الأول من روحه القدوس المطهرة, فلا تحمل إلا الخير و الطهر و الصفاء, لأنه تحمل جميع معاني أسماء الجلال و الجمال و الكمال. فبدون العودة إلى هذا الأصل الإنساني الأصيل الذي هو الروح, و بعث نورها في الإنسانية, ففرص البقاء و الإستمرار في هذا العالم الذي تحكمه الأنانية و البراغماتية المفرطة سيكون ضئيلاً جداً. فنحن نتجه بسرعة كبيرة نحو واقع من التدمير الذاتي، و إن لم نترك القيادة للروح و قواعدها الأصيلة، فإننا حتماً سوف نفقد الخلاص و حتماً سنصل إلى الفناء الكارثي..

mohamed79salih@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • «معلومات الوزراء»: الخدمات تشكل 51% من مساهمة القطاعات الاقتصادية في الناتج المحلي
  • خبير اقتصادي يكشف تأثير الحرب التجارية بين أمريكا والصين على الاقتصاد المصري
  • استمرار ارتفاع التجارة العربية الإسرائيلية
  • وفد "الغرفة" يشارك في "المنتدى العالمي للمحاسبين" بالهند
  • القبض على عاطلين بتهمة غسل 50 مليون جنيه حصيلة تجارة المخدرات
  • قراءة في كتاب عصر مابعد الحداثة والتغير الجزري للوعي العالمي
  • ضبط عاطلين غسلا أموال تجارة المخدرات بـ 50 مليون جنيه
  • ما تأثير عوائد سندات الخزانة على أداء الاقتصاد الأمريكي؟
  • تفكيك خطاب الإقصاء والتكفير في كتاب "الفرقة الناجية.. وهم الاصطفاء".. جديد الدكتور محمد بشاري في معرض الكتاب
  • ضبط شخص غسل 50 مليون جنيه حصيلة الاتجار بالمخدرات في الجيزة