موضوع عن معاناة أهل غزة
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
في عام 2023، شهدت غزة واحدة من أعنف الحروب التي أضافت إلى معاناة سكانها المستمرة منذ سنوات طويلة، تكررت المشاهد المأساوية التي عاشها أهل القطاع في الحروب السابقة، لكن هذه المرة كانت الآثار أكثر تدميراً نتيجة تصاعد العنف بشكل غير مسبوق، مما ألقى بظلاله على كافة جوانب حياتهم اليومية.
الخسائر البشرية والمادية في غزةبدأت الحرب في 7 أكتوبر عام 2023 بشن غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق سكنية ومراكز حيوية في قطاع غزة.
كانت الأحياء السكنية المكتظة، التي تأوي مئات الأسر، هدفًا للقصف الجوي، مما أدى إلى دمار واسع في المباني السكنية والبنية التحتية.
تحول الكثير من المنازل إلى أنقاض، مما ترك الآلاف من العائلات بلا مأوى، لتتكدس في مراكز إيواء مؤقتة غير مهيأة لاستقبال هذا العدد الكبير من الناس.
بالإضافة إلى الخسائر في الأرواح، شهدت غزة تدميرًا شاملاً للمستشفيات والمدارس ومحطات المياه والكهرباء. تسببت الغارات الجوية في توقف المرافق الحيوية عن العمل، حيث أصبحت المستشفيات عاجزة عن استقبال الجرحى بسبب نقص الإمدادات الطبية وانقطاع الكهرباء. هذا الوضع جعل من الصعب على الأطباء تقديم العناية الكافية للمصابين، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا.
الوضع الإنساني المتفاقممع استمرار الحرب، تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل خطير. الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة لسنوات طويلة تفاقم خلال الحرب، حيث تم منع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية والطبية. أدى هذا الحصار المشدد إلى نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، مما جعل الكثير من العائلات تكافح من أجل الحصول على لقمة العيش. الأسواق التي كانت تزود السكان باحتياجاتهم اليومية أغلقت أبوابها بسبب الدمار والخوف من القصف، وأصبح الوصول إلى المواد الغذائية والدوائية شبه مستحيل.
نتيجة لهذه الظروف، ازدادت معاناة الأطفال والنساء بشكل خاص. الأطفال الذين تعرضوا للصدمات النفسية نتيجة القصف المستمر والانفجارات العنيفة وجدوا أنفسهم في حالة من الذعر والخوف المستمر. كما أن العديد منهم فقدوا أقاربهم ومنازلهم، مما جعلهم يعانون من اضطرابات نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة. أما النساء، فقد تحملن عبئا إضافيًا في محاولة توفير الحماية والرعاية لأسرهن في ظل هذا الواقع الكارثي.
مع تدمير العديد من المرافق الحيوية، تدهورت الخدمات العامة بشكل كبير. انقطاع الكهرباء المستمر تسبب في شلل في الحياة اليومية، حيث لم يعد السكان قادرين على الحصول على مياه الشرب النظيفة أو تشغيل الأجهزة المنزلية الأساسية. كما تأثرت محطات الصرف الصحي، مما أدى إلى انتشار المياه الملوثة في الشوارع وزيادة خطر انتشار الأمراض والأوبئة.
المستشفيات التي بقيت تعمل جزئيًا كانت تواجه تحديات هائلة. نقص الأدوية والمعدات الطبية جعل تقديم الرعاية الطبية للمصابين شبه مستحيل. الجرحى الذين كانوا بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة لم يتمكنوا من الحصول على العلاج المناسب، مما أدى إلى وفاة العديد منهم نتيجة مضاعفات يمكن تجنبها. كما تفاقمت حالات المرضى المزمنين الذين يعتمدون على الأدوية والعلاجات الدورية.
معاناة أهل غزة خلال حرب 2023 كانت فصلًا آخر من فصول الألم والمأساة التي يعيشها السكان منذ سنوات. الحرب خلفت دمارًا هائلًا، وأثرت على كافة مناحي الحياة، لكنها لم تنل من إرادة وصمود أهل غزة الذين ما زالوا يتمسكون بالأمل رغم كل التحديات.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: مما أدى إلى
إقرأ أيضاً:
جحيم عدن..18 ساعة انقطاع للكهرباء والدولار 2558
متابعات/
شهدت مدينة عدن، الاثنين، احتجاجات غاضبة تخللتها أعمال قطع للشوارع وإحراق إطارات، على خلفية الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، وسط تزايد الغضب الشعبي تجاه حكومة المرتزقة.
وقال مصادر إعلامية إن العشرات من المواطنين نزلوا إلى الشوارع في عدد من مديريات عدن، أبرزها كريتر، والمعلا، والمنصورة، حيث قاموا بقطع الطرق الرئيسية وإشعال الإطارات، مرددين هتافات مناوئة لحكومة المرتزقة والمجلس الانتقالي المسيطر على المدينة والمدعوم اماراتيا مطالبين بتحسين خدمة الكهرباء التي تدهورت بشكل غير مسبوق مع دخول فصل الصيف.
ويأتي هذا الحراك الشعبي في وقت تشهد فيه عدن وعدد من المحافظات الواقعة تحت الاحتلال انقطاعًا قياسيًا للكهرباء، مما فاقم معاناة السكان الذين باتوا يقضون ساعات طويلة دون كهرباء، في ظل غياب حلول جذرية أو حتى إسعافية من الجهات المعنية.
وتشهد مدينة عدن أزمة كهرباء خانقة منذ أسابيع، تزامنت مع انهيار تدريجي في مختلف الخدمات الأساسية، وهو ما أثقل كاهل المواطنين، خصوصاً محدودي الدخل الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة، وتدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
وقال محتجون إن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يومياً، وصل أحياناً إلى أكثر من 18 ساعة متواصلة، مع انعدام برنامج واضح للتشغيل، مما زاد من تفاقم معاناة الأسر، خاصة المرضى وكبار السن والأطفال.
وأكد عدد من المواطنين أن هذه الأزمة باتت تهدد حياتهم اليومية، وتمنعهم من أداء أعمالهم، وتزيد من تكاليف تشغيل البدائل مثل المولدات الخاصة التي تفرض أسعاراً باهظة يصعب تحملها.
ويرجع مراقبون أسباب الأزمة إلى الفساد الإداري والمالي المستشري في قطاع الكهرباء، وسوء إدارة الموارد، إضافة إلى الاعتماد الكبير على الطاقة المشتراة من شركات خاصة، والتي تتطلب مبالغ مالية ضخمة لا تتوافر بانتظام، مع غياب الخطط المستدامة لبناء محطات توليد حكومية جديدة أو إصلاح الشبكات المتهالكة.
كما يشير اقتصاديون إلى أن تدهور قيمة الريال اليمني أسهم في زيادة تكلفة شراء الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، فضلاً عن الاعتماد شبه الكلي على مصادر خارجية في التمويل دون بناء حلول داخلية مستدامة.
ومع حلول الصيف، الذي عادةً ما ترتفع فيه درجات الحرارة في عدن إلى مستويات خانقة، يخشى كثيرون من تفاقم الأوضاع وحدوث انفجارات اجتماعية أكبر إذا لم تبادر السلطات إلى معالجة الأزمة بشكل جذري وسريع.
وفي السياق، حذر ناشطون ومراقبون من أن استمرار تجاهل مطالب المواطنين قد يدفع إلى مزيد من التصعيد الشعبي، في وقت تشهد فيه عدن تراجعًا اقتصاديًا وأمنيًا مقلقًا.
وتاتي الاحتجاجات أيضا مع استمرار انهيار أسعار الصرف حيث تم تسجيل ادنى مستوى للريال اليمني أمام العملات واصبح اليوم الدولار بـ 2558 والسعودي 676 وهو ما زاد من معاناة الناس حيث تشهد أسعار المواد الأساسية ارتفاعا جنونيا في الأسعار فوق طاقة المواطن الغلبان .