حركة الترجمة في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تشهد  حراكًا متميّزًا، حيث ترجمت العديد من الكتب التاريخية والأدبية والعلمية والثقافية إلى اللغة العربية من 12 لغة عالمية، فيما نقلت إلى عدد كبير من اللغات العالمية مجموعات كبيرة من الكتب التي تعنى بالثقافة والتاريخ السعودي والعربي والإسلامي.

اليوم العالمي للترجمة

 وبمناسبة اليوم العالمي للترجمة الذي يجري به الاحتفاء عالميا في 30 سبتمبر من كل عام، نقدم إضاءة على جوانب من مجالات الترجمة في  مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، إذ حرصت المكتبة على تفعيل هذا النشاط الكبير في مجال الترجمة، ونقل المعارف الإنسانية بمختلف توجهاتها العلمية إلى الحياة الثقافية العربية، والعمل على فتح نوافذ عالمية  تقدم كل جديد إلى القراء والباحثين والدارسين، حيث تضطلع المكتبة  بدور مهم يرسخ لحضور البعد الوطني في معايشة الثقافة العالمية، ويشير إلى ما تنهض به المملكة العربية السعودية للتعايش مع العصر، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ، حيث قامت المكتبة بترجمة أنواع عدة من الكتب من مختلف اللغات العالمية الرئيسة من الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والهندية والإسبانية واليابانية  والصينية وغيرها من اللغات.

ترجمة ثقافات العالم للعربية


ترجمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أكثر من 100 كتاب من مختلف اللغات العالمية، تدور حول ثلاثة مجالات: الأول: ترجمة الكتب الخاصة بتاريخ المملكة العربية السعودية وسيرة الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه - ، والثاني: ترجمة الكتب التي تعنى بالثقافة العربية والإسلامية، والثالث: ترجمة الكتب الأدبية والعلمية والفنية. 


ومن أبرز هذه الكتب: الجزيرة العربية حديقة الرسامين، لتييري موجيه، الرياض: المدينة القديمة من تأليف وليم فيسي، الطائف: التطور والبنية والمعمار في مدينة عربية ناهضة لهاينز غاوبة، ابن سعود ملك الصحراء من تأليف Yves Besson وكتاب: في شبه الجزيرة العربية المجهولة لـR.E. Cheesman و"ياباني في مكة" من تأليف: تاكيشي سوزوكي و"الطريق إلى مكة" لمحمد أسد وكتاب: "في شبه الجزيرة العربية المجهولة" من تأليف آر إي تشيزمان، و"فيلبي الجزيرة العربية" لإليزابيث مونر، وكتاب "شبه الجزيرة العربية في كتابات الرحالة الغربيين في مائة عام" لألبرخت زيمة، وكتاب "الحج إلى مكة" للمؤلفة الليدي إيفيلين كوبولد، وكتاب "شهور في ديار العرب" من تأليف العلامة مسعود عالم.


كما ترجمت كتاب "مشاهدة الحرمين الشريفين ومظاهر الحج من خلال عدسة الحاج أحمد مرزا" من تأليف الدكتور صاحب عالم الأعظمي الندوي ، وكتاب ( الحرمان الشريفان في ثقافة الطباعة الهندية المبكرة )  وكتاب : "دور العالم العربي الإسلامي في نهضة الغرب: الآثار المحتملة في العلاقات التثاقفية المعاصرة" من مراجعة وتحرير د. نايف بن رزق بن فارس الروضان، ومسارات الرحلة والترجمة في زمن العولمة لجيمس كليفورد، والإسلام: مستقبل السلفية بين الثورة والتغريب لشارل سان برو.


ومن الكتب العلمية والثقافية التي ترجمتها المكتبة كذلك : ( كأس الشوكران: سقراط أثينا والبحث عن الحياة الطيبة) ل بيتاني هيوز، و التمثيل الضوئي والتنفس وتغير المناخ) من تحرير : كاتي بيكلين، وجوي ك. وارد، وجوي أ. واي ، و ( ثقافة القهوة: التجارب المحلية ، الروابط العالمية ) من تأليف كاثرين .إم. تاكر و ( سعادةُ الإنسانِ مع الخيلِ ) من تأليف : إلمار شنتسر و( سقوط البرية) من تأليف بن إيه مينتير، وكتاب "المدير غير التقليدي" تأليف: لاريس كوليند ويعقوب بوتر، و"لو أبصرت ثلاثة أيام" لهيلين آدمز كيلر، و"الأساس الفكري لتنظيم المعلومات" لإلين إسفينونيس، وتقنيات المعلومات في المكتبات والشبكات لأودري جروش، وتقنيات الذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة ألانكستر وآمي وارنر وغيرها من الكتب.

 

جائزة عالمية للترجمة


و حققت جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العامة للترجمة حضورًا عالميًا نوعيًا، بعد مرور 18 عامًا على إنشائها، حيث أُقِرت الجائزة في شهر أكتوبر من عام 2006م، بمقر مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، حيث تمنح الجائزة سنويًا للأعمال المترجمة من اللغة العربية وإليها؛ لتعزيز التواصل بين الثقافة العربية والإسلامية والثقافات الأخرى، وإثراء المكتبة العربية باحتياجاتها من مصادر المعرفة التي تدعم خطط وبرامج التنمية والتعريف بالنتاج الثقافي والإبداعي والعلمي العربي على المستوى العالمي.
وعقدت الجائزة دوراتها السابقة في عواصم عالمية بدأت من الرياض ثم الدار البيضاء ثم باريس ثم بكين ثم برلين ثم ساوباولو ثم جنيف ثم طليطلة ثم الرياض، ثم القاهرة .  
وقد وصل إجمالي الترشيحات  في دوراتها العشر الماضية إلى (1500) عمل منذ انطلاق الجائزة، ونحو (41) لغة في مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية كافة، بمشاركة (60) دولة حول العالم ، و(475) محكمًا ، وفاز بالجائزة (123) فائزًا في فروعها الستة ، وسوف يتم قريبا الإعلان عن جوائز الدورة الحادية عشرة للجائزة التي بلغت ترشيحاتها (30) عملا لجهود المؤسسات في الترجمة و ( 226)  عملا لجهود الأفراد في الترجمة يمثلون (36) دولة و(12) لغة . 
 

جائزة عربية صينية

 
ويأتي إنشاء وزارة الثقافة ل (جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية ) وجعل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مقرا لها ، يأتي انعكاسًا للنهضة الثقافية التي تعيشها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -  وتحت مظلة رؤية المملكة 2030 التي خصت تطوير قطاع الثقافة بحيز من اهتمامها لتحويله إلى عنصر جاذب ومؤثر داخليًا وخارجيًا. وتهدف الجائزة إلى بناء الجسور بين البلدين وتطوير التبادل الثقافي والمعرفي ، وتعزيز حركة الترجمة ما بين اللغتين:  العربية والصينية والترويج للغة والآداب والفنون العربية في الصين .


 فضاء جديد 


من جانب آخر دخلت حركة الترجمة في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض فضاءً جديدًا ، حيث بدأت المكتبة في ترجمة مجموعات من الكتب الأدبية والتاريخية والعلمية ما بين اللغتين العربية والصينية، وعبر فرعها بجامعة بكين بجمهورية الصين الشعبية تقوم المكتبة بحركة ترجمة نشطة بين اللغتين وذلك لإثراء الثقافتين العربية والصينية، وللتعاون العلمي والمعرفي بين المملكة والصين، مع إقامة مجموعة من الندوات والفعاليات الثقافية والمسابقات الطلابية، وورش العمل، والدورات التدريبية لتعليم اللغة العربية.
قامت المكتبة بإطلاق المكتبة الرقمية العربية-الصينية، كما تجري ترجمة عدد من إصدارات مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض إلى الصينية؛ منها: موسوعة المملكة العربية السعودية، وكتاب صناعة السدو بين الماضي والحاضر، وكتاب ملامح وأماكن سعودية، وكتاب الحلي التراثية لنساء وسط الجزيرة العربية، ومجموعة أخرى تشمل قصص الأطفال. بالإضافة إلى  ترجمات متبادلة بين اللغتين لكتب : المرأة العصرية بالمملكة العربية السعودية (باللغة الصينية) قانون الأعمال السعودي (باللغة الصينية) و"على خطى المتنبي" مترجم من اللغة العربية إلى اللغة الصينية و"المائة الجديدة والصين الجديدة" من تأليف: تشانغ وي وي، ويعرف الكتاب بالصين للعالم من ناحية نهضة الصين الكبيرة وما حققته من تطورات ثقافية وتقنية واقتصادية، وكتاب ( العالم العربي في الكتب الصينية القديمة) ل دنغ سو نينغ ، وقد جمعت المؤلفة في هذا الكتاب نسبة كبيرة مما ذكر عن الدول العربية وثقافتها وتقاليدها من بين أكثر من (40) كتابا صينيًّا عريقًا، كما تقوم المكتبة بترجمة كتابين من الإنجليزية إلى اللغة الصينية وهما: Saudi Business Law in Practice – By Frank E Vogel
ويهدف الكتاب إلى تحديد الممارسة الفعلية للمحاكم، وفيه شرح للنظام القانوني، وهو وجه للعاملين في مجال القانون والأعمال التجارية Modern Woman in K.S.A – By Hend Al- Sudairy  وهو أول كتاب يضع المرأة السعودية في سياق ثقافي أوسع، ويهتم بمساهمات المرأة السعودية الاجتماعية والاقتصادية.
من جانب آخر قامت المكتبة بترجمة مجموعة من قصص الأطفال حيث ترجمت (11) قصة من اللغة العربية إلى اللغة الصينية تقدم معلومات عن تاريخ المملكة، وثقافتها . 
وتحرص  مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على إثراء المشهدين العربي والعالمي بمشاريع وبرامج ثقافية ومعرفية متميزة،  ومد جسور ثقافية عالمية تتواءم ورؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى ربط المشهد الثقافي السعودي بما تنتجه منجزات الثقافات والحضارات العالمية .

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مكتبة الملك عبدالعزيز حركة الترجمة اليوم العالمي للترجمة المملکة العربیة السعودیة الجزیرة العربیة اللغة العربیة اللغة الصینیة بین اللغتین الترجمة فی إلى اللغة من تألیف من الکتب

إقرأ أيضاً:

مجمع الملك سلمان للغة العربية يحتفي غدًا بالفائزين في مسابقة "حَرْف"

يحتفي مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية غدًا في الرياض بتكريم الفائزين بالنسخة الثانية من مسابقة "حَرْف" للطلاب غير العرب الناطقين باللغة العربية.
وانطلقت اليوم مرحلة التصفيات النهائيَّة لـ 70 متأهلًا من أصل 630 مشاركًا؛ استعدادًا لإعلان أسماء الفائزين منهم في الحفل الختامي، ويبلغ عددهم 12 فائزًا.
أخبار متعلقة مساندة فلسطين ولبنان.. 38 قرارًا في ختام أعمال القمة العربية والإسلامية غير العاديةطرطوس.. "الملك سلمان للإغاثة" يجري 54 جراحة ضمن المشروع الطبي التطوعيمجلس الوزراء يشيد بنتائج القمة العربية والإسلامية غير العادية بالرياضوتجري التصفيات النهائيَّة بمشاركة 12 محكِّمًا مختصًّا بمجالات اللغة العربية؛ ليكون لكل مجال من مجالات المسابقة 3 محكِّمين.

تتخطى 1.6 مليون ريال.. جوائز مسابقة مجمع الملك سلمان للغة العربية#اليوم
للتفاصيل..https://t.co/dXIa5FUULs pic.twitter.com/mVxIqIYa0p— صحيفة اليوم (@alyaum) November 2, 2023مسابقة حرفوتعد "حرف" مسابقة لغوية موجَّهة إلى الطلاب غير العرب الناطقين باللغة العربية المنتظمين في معاهد تعليم اللغة العربية ووحداتها في الجامعات السعودية الحكومية والخاصة، ومراكز تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ونحوها من الجهات.
وتسعى المسابقة إلى تحقيق أهداف المجمع الإستراتيجية في تعزيز نشر ثقافة اللغة العربية؛ تماشيًا مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية (أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030).
ويهدف المجمع بهذه المسابقة إلى إبراز جمال اللغة وثرائها، وتشجيع المتعلمين على استعمالها بطرقٍ إبداعية ومبتكرة، وتطمح المسابقة إلى إيجاد بيئة تنافسية بين المتعلمين تحثهم على التفوق في مهارات اللغة العربية؛ لإتقانها علمًا وتعلمًا وأداءً، وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي والعالمي.

بنسخة ثانية ومجالات أربع، #مسابقة_حرف استقبلت مشاركاتٍ جمّة من متعلمي اللغة العربية الناطقين بغيرها، الساعين لإتقانها علمًا وتعلّمًا وأداءً وممارسة.#مجمع_الملك_سلمان_العالمي_للغة_العربية#برنامج_تنمية_القدرات_البشرية pic.twitter.com/FrheFt1xwW— مجْمع الملك سلمان العالمي للغة العربية (@KSGAFAL) November 13, 2024
وتستهدف مخرجاتها تحسين مستوى إتقان اللغة العربية لدى المتعلمين بالتحديات والمسابقات، واكتشاف مواهبهم اللغوية وتنميتها، وتعزيز التواصل الثقافي والحضاري بمشاركة التجارب والمهارات.
وحُدِّدَت 3 فئات للمشاركة في المسابقة، وهي: الفئة المُتقدمة لطلبة الدراسات العليا (الماجستير وما فوق)، والفئة المتوسطة لطلبة البكالوريوس، والفئة الأوَّلية لأصحاب الأفكار الناشئة والمشاركات المبتدئة.
وللمسابقة أربعة مجالات متنوعة، وهي: القدرة المعجمية، واللغة والتقنية، واللغة والتواصل الثقافي، والورقة البحثية.
يُذكر أن المجمع سعى في تنظيمه النسخة الثانية من مسابقة (حَرْف) إلى تأكيد أهمية اللغة العربية، وإبراز دور المملكة العربية السعودية في نشرها وتعزيز مكانتها عالميًّا، وتعزيز العلاقات بين المؤسسات التعليمية المشاركة في المسابقة، وتعزيز رسالة المجمع في تعليم العربية للناطقين بغيرها، والمحافظة على سلامة اللغة العربية وهُويَّتها اللغوية، ودعمها نطقًا وكتابةً، وتيسير تعلّمها وتعليمها داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.

مقالات مشابهة

  • دارة الملك عبدالعزيز تعلن عن حزمة من الخدمات وأنظمة العمل
  • مجمع الملك سلمان للغة العربية يحتفي غدًا بالفائزين في مسابقة "حَرْف"
  • تكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في دورتها الـ11 بفيينا
  • تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. الاحتفاء بتكريم الفائزين بجائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في دورتها الـ 11 بفيينا
  • جامعة جدة تستعرض ابتكاراتها في التعليم الطبي بمؤتمر مستشفى الملك فهد العسكري
  • تخريج (259) طالبًا وطالبة.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية
  • «M42» تستعرض جهودها في الصحة الوقائية
  • “كفى” توعي 600 زائر بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية
  • ضبط مواطن لارتكابه مخالفة رعي بمحمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • "M42" تستعرض جهودها في الصحة الوقائية خلال ملتقى بلندن