«دم النار.. توقيعات على جدران غزة» .. أصدرت وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة الإبداع العربي، كتاب نصوص بعنوان «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» للكاتب المتوكل طه.

 

مشاهد من الوجع الكثيف


في مدينة تكاد تشبهها المعجزات، بينما ينهشها الخوف، يلتهمها الفقد وتتجدد فيها الفجيعة لا تزال تمارس الصبر، تهدهد الحزن وتربي الأمل.

. مشاهد من الوجع الكثيف، يوثقها الشاعر الفلسطيني المتوكل طه في هذه النصوص، ويخلد عبرها وحشية الحرب، وما تتجرعه غزة منذ اندلاعها من قتل، وخراب، وجوع، وخذلان في عالم لا يزال يلتزم الصمت، ويذعن لقانون الغاب.
وفضلا عما اكتست به نصوصه من صبغة سردية، وما انتهجه من لغة تصويرية، استطاع عبرهما تجسيد مشاهد من القصف العنيف، الجثث المحترقة واللهو الدموي الذي تجاوز أسوأ الكوابيس؛ فقد عمد الشاعر إلى السخرية لفضح نفاق الغرب ترهاته عن السلام، وادعاءات الإنسانية، التي دحضها تغافله عن عربدة الجيش الصهيوني، وما يمارسه من إبادة جماعية، ورغم كل ما رصده من خراب كان الافتتان بغزة جسرا شيده نحو الأمل، فحتما ستسقط نبتة لا جذور لها لا سيما وقد سقطت صورة الضحية، وانكشف الجزار.
المتوكل طه، من مواليد مدينة قلقيلية - فلسطين عام 1958 (دكتوراه في الآداب)، صدر له أكثر من خمسين كتابا في الشعر والسرد والنقد والفكر والإعلام، حاز العديد من الجوائز، منها: «جائزة الدولة التقديرية»، وجائزة «الحرية» و«القدس» و «إحسان عباس» و «زهرة المدائن» و «الإبداع المقاوم» وجائزة «عبد الرحيم محمود للشعر».
ومن بين إصداراته رمل الأفعى (سيرة كتسيعوت، معتقل أنصار 3)، عباءة الورد (نصوص الانتفاضة والشهداء)، طهارة الصمت (عن الكتابة وهموم الثقافة)، وقد صدرت الأعمال النثرية المذكورة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت العام 2003، سرديات الجنون – نصوص، كشكول الذهب- نصوص.

 

 

 «التأويل الثقافي.. مقاربات في السرد والنقد الشارح»

 

كما أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن إصدارات سلسلة دراسات أدبية كتاب «التأويل الثقافي.. مقاربات في السرد والنقد الشارح» للدكتور مصطفى بيومي عبد السلام.
الكتاب يضم مجموعة من المقاربات تعتمد على التأويل الثقافي، وتم تقسيمها إلى أقسام ثلاثة، اختص القسم الأول بالشعر، وقدم مقاربتين، الأولى منهما عن مقاومة السائد وتأسيس ثقافة الهامش في قافية ثابت بن جابر، والقصيدة موضع الدراسة تختلف في طبيعتها وبنيتها عن نصوص الثقافة السائدة، إنها تشير إلى الخروج والتمرد على تقاليد تلك الثقافة ونصوصها، مشكلة بذلك مجلى (تجلي) فني لرؤية الهامش للوجود والعالم، هذا المجلي الفني يقاوم السائد ويؤسس لثقافة الهامش؛ أما المقاربة الأخرى، فقد قدمت تشخيصا لفكرة استعادة الماضي في رائية الملك الضليل، للكشف عن الإشكالية المطمورة داخل النص، وليس البحث عن تصوير رحلة امرئ القيس (الشاعر الجاهلي) إلى قيصر الروم، كما طرح الشراح القدماء والمحدثون.
وانشغل القسم الثاني بالسرد، وقدم ثلاث مقاربات، ناقشت الأولى التجريب في المتخيل السردي من حيث هو محاولة للبحث عن طرق جديدة للمعرفة تتأبى على الطرق التقليدية وتقاومها وتقوضها، متسلحا بوعي ضدي يجعل الكتابة حالة من الإبداع الخلاق والابتكار غير المسبوق، الذي يتمرد على أسر الشكلية الضيقة، وينفتح على آفاق رحبة للتخييل الروائي، وقدمت قراءة الرواية «حديث الصباح والمساء» لـ نجيب محفوظ، ورواية «الثوب» لـ «طالب الرفاعي»؛ و عرضت المقاربة الثانية وجوه الآخر في رواية «الحب في المنفى» لـ «بهاء طاهر» وحددت مفهوما للآخر يتبلور في المختلف المغاير الذي لا أكونه، وهو أيضًا ذلك المختلف ثقافيًا، وعرقياً ودينيا، ومذهبياً واجتماعياً، وسياسيا، وطبقيا؛ وإذا كان هذا الآخر هو ما لا تكونه الذات، فإنه يمكن أن نتصور انقسام وعي الذات على نفسه عندما تصبح الذات ذاتا فاعلة للوعي، وذاتا منفعلة به؛ لقد رصدت الدراسة صورًا متنوعة من الآخر السياسي، والآخر الاجتماعي، والآخر العرقي؛ كما لم يفتها أن ترصد تحولات الآخر في الثنائية المتضادة للوطن والمنفى وكيف تحول الوطن إلى آخر وتحول المنفى إلى وطن. 
أما المقاربة الأخيرة فوقفت على ضفاف بحيرة الهايد بارك، لترصد مذكرات ضد الذكورة؛ هذه المذكرات تسيطر عليها حالة من الانتقاد الثقافي لأوجه الممارسات العامة في العالم العربي وهي ممارسة ثقافية دالة تقف ضد أنماط التفكير السائد، فتحرض على حوار الحضارات، وقبول الآخر المختلف عرقياً ودينيا، وترفض الإرهاب والعنف، وتخطو خطوة أساسية نحو فكرة التسامح الديني، وإضافة إلى ذلك تخترق وتدمر الثقافة الذكورية المهيمنة.
أما القسم الثالث والأخير، فقد توجه إلى النقد الشارح، وقدم مقاربة توجه هاجسها الأساسي إلى رصد المقدمات النظرية في كتاب الموازنة للآمدي، واكتشاف المبدأ النظري الحاكم لهذه الممارسة النقدية، أو المبدأ النظري التأسيسي الذي يقدم تصورات نظرية عن طبيعة الشعر على وجه العموم وشعر أبي تمام والبحتري على وجه الخصوص، ومن ثم عن عملية الموازنة بينهما، وهي بذلك تهدف إلى نوع من المعرفة المعممة التي تطمح إلى تفسير الجوانب المختلفة لهذه الممارسة.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دم النار جدران غزة وزارة الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب

إقرأ أيضاً:

كوادر تربية وهيئة الكتاب في الحديدة يدينون جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة

الثورة نت/ يحيى كرد

أدان قيادات وكوادر مكتب التربية والتعليم والبحث العلمي وفرع الهيئة العامة للكتاب بمحافظة الحديدة مساء اليوم، الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، جاء ذلك خلال الأمسية الرمضانية التي نظمتها كوادر التربية وهيئة الكتاب بالمحافظة.

وخلال الأمسية، بحضور مدير مكتب التربية عمر محمد بحر، ومدير عام فرع الهيئة محمد شنيني بقش، إلى جانب عدد من التربويين والمثقفين. حمل المشاركون في الأمسية العدو الصهيوني المدعوم أمريكيًا المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل في غزة،
مستنكرين الصمت العربي والدولي تجاه هذه الانتهاكات الجسيمة التي يرتكبهاالاحتلالالإسرائيلي . كما طالبوا الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتهم والقيام بواجبهم الأخلاقي والإنساني لوقف العدوان،

مشيرين إلى أن استمرار الصمت والتخاذل الغربي والاسلامي هو ما يشجع العدو على التمادي في جرائمه.

وعبّرت قيادات وكوادر مكتبي التربية وهيئة الكتاب عن فخرهم واعتزازهم بالموقف اليمني الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني، لا سيما أبناء غزة الذين يعانون من القتل والحصار والتجويع.
كما جدد المشاركون تفويضهم للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لأتخاذ اي قرار يدعم الشعب الفلسطيني،
معبرين عن تأييدهم المطلق لعمليات القوات المسلحة في مختلف الخيارات لنصرة غزة ومواجهة العدوان الأمريكي على اليمن.

كما ناقشت الأمسية سبل تعزيز التعاون المشترك بين مكتب التربية وهيئة الكتاب، وتوسيع مجالات التنسيق لتطوير الشراكة في مجالات التعليم والقراءة، مع التركيز على البرامج الخاصة بتنمية قدرات الأطفال وتعزيز وعيهم الثقافي.

تأتي هذه الفعالية تأكيدًا على الدور التربوي والثقافي في مواجهة التحديات الراهنة، وترسيخًا لموقف اليمن الثابت في دعم قضايا الأمة العادلة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: على حماس التفاوض أو قتل قياداتها واحدا تلو الآخر
  • حروب البحار.. والإرث الإنساني
  • «سيدات من مصر».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • كوادر تربية وهيئة الكتاب في الحديدة يدينون جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة
  • الكاتب أحمد طوسون: رمضان شهر إجازة من الإبداع.. وأخصص وقتى فيه للقراءات الدينية
  • المهذب بن الزبير.. حتى النسيم يخونني.. إصدار جديد بهيئة الكتاب
  • سفير مصر في كوت ديفوار يبحث مع وزيرة الثقافة والفرانكفونية تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين
  • ما الذي دار في أول اتصال هاتفي بين ترامب وزيلينسكي؟.. استمر 60 دقيقة
  • جناح المملكة “مغرس” يبرز ارتباط الإرث الثقافي الزراعي ضمن “ترينالي ميلانو” بإيطاليا
  • وزير الثقافة يلتقي السفير الأرميني لبحث سبل تعزيز التعاون الثقافي بين مصر وأرمينيا