تعثر مبيعات السيارات الكهربائية.. ما الأسباب؟
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
تشهد مبيعات السيارات الكهربائية، التي كانت تسير في طريق واعد، علامات تراجع، مما يثير مخاوف إزاء استمرار توسعها وفقا لتقرير حديث صادر عن بلومبيرغ. وتشير البيانات الأخيرة إلى مواجهة الصناعة تحديات، أبرزها تراجع الدعم الحكومي أو إلغاؤه، وضعف إقبال المستهلكين، مما يدفع شركات تصنيع السيارات إلى إعادة التفكير في إستراتيجياتها وتوقعاتها.
وعلى الرغم من البداية القوية للصناعة خلال السنوات الماضية، فإن العامين الماضي والحالي شهدا تراجعا ملحوظا للطلبات على السيارات الكهربائية في الأسواق الرئيسية مثل أوروبا وأميركا الشمالية.
وحسب التقرير، سجلت المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية والهجينة ارتفاعا بنسبة 62% في عام 2022 بعد تضاعفها في عام 2021. ومع ذلك، تباطأ النمو إلى 31% في العام الماضي، حيث كانت الصين المحرك الرئيسي، مستحوذة على 59% من المبيعات عالميا، باستثناء المركبات التجارية.
وشهدت أوروبا والولايات المتحدة انخفاضا في حصة السوق للسيارات الكهربائية، حيث تراجعت الحصة في أوروبا إلى 14% في أغسطس/آب الماضي، مقارنة بـ15% قبل عام.
وفي ألمانيا، أكبر سوق في القارة، انخفضت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 69%.
وفي الولايات المتحدة، توقعت شركة الأبحاث "جيه دي بور" أن تشكل النماذج الكهربائية 9% فقط من المبيعات هذا العام، مقارنة بتقدير سابق عند مستوى 12.4%، وفقا لما نقلته بلومبيرغ.
أوروبا والولايات المتحدة شهدتا انخفاضًا في حصة السوق للسيارات الكهربائية (رويترز) ما الذي يسبب هذا التباطؤ؟وتشير الوكالة إلى أن عدة عوامل ساهمت في هذا الانخفاض في مبيعات السيارات الكهربائية، وتتلخص فيما يلي:
واحدة من كبرى المشكلات هي إلغاء الدعم الحكومي، وكان هذا الدعم سببا في جعل السيارات الكهربائية أقل تكلفة مقارنة بنظيراتها التي تعمل بالوقود. وأشار تقرير بلومبيرغ إلى أن السيارات الكهربائية الكاملة لا تزال أغلى بنسبة 30% و27% في أوروبا والولايات المتحدة على التوالي مقارنة بالسيارات التي تعمل بالوقود. هذا الحاجز المالي أعاق المستهلكين الأكثر حرصا على التكاليف من التحول إلى السيارات الكهربائية. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، خاصة في الولايات المتحدة، أُضيف إلى تردد المشترين. إعادة تقييمواستجابة لهذه التحديات في السوق، قامت العديد من شركات تصنيع السيارات الكبرى بتعديل أهدافها المتعلقة بالسيارات الكهربائية. على سبيل المثال، ألغت شركة فورد الأميركية العملاقة خططها لإنتاج سيارة دفع رباعي كهربائية بثلاثة صفوف، وأجلت إصدار شاحنة جديدة، مما أدى إلى خفض إنفاقها على السيارات الكهربائية إلى 30% من الإنفاق الرأسمالي السنوي مقارنة بنسبة 40% سابقا.
وبالمثل، تواجه فولكسفاغن -وهي أكبر شركة لتصنيع السيارات في أوروبا- مفاوضات متوترة بشأن إمكانية إغلاق مصنعين في ألمانيا بسبب تراجع مبيعات السيارات الكهربائية. وبشكل عام، تستهدف شركات تصنيع السيارات الآن بيع 23.7 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2030، وهو أقل بأكثر من 3 ملايين وحدة عما كان متوقعا في العام السابق.
حتى شركة تسلا، التي تُعدّ رائدة في صناعة السيارات الكهربائية، توقفت عن الإشارة إلى هدفها الطموح المتمثل في تسليم 20 مليون سيارة كهربائية سنويًا بحلول عام 2030، مما يشير إلى أن أقوى لاعب في سوق السيارات الكهربائية يعيد النظر في وتيرة التحول نحو الكهرباء.
صناعة السيارات والمناخالتباطؤ في مبيعات السيارات الكهربائية يثير قلقا كبيرا وفق الوكالة، لأن النقل البري يمثل حوالي 15% من انبعاثات الغازات الدفيئة عالميا، مما يجعل التحول إلى السيارات الكهربائية ركيزة أساسية لتحقيق أهداف المناخ الصافي.
وقد أثر التراجع في الطلب أيضا على الصناعات المرتبطة بها، مثل شركة "نورث فولت إيه بي" الشركة الأوروبية الرائدة في تصنيع البطاريات، والتي أعلنت مؤخرا عن خفض 20% من القوى العاملة العالمية وأوقفت خطط التوسع بسبب تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية. وهو ما يبرز التأثير المحتمل على فقدان الوظائف والتأثير الاقتصادي المرتبط بصحة سوق السيارات الكهربائية.
تدرس بعض الحكومات إعادة تقديم الحوافز المالية لتعزيز مبيعات السيارات الكهربائية (رويترز) الصين والميزة التنافسيةواكتسبت الصين ميزة كبيرة في تكنولوجيا وتصنيع السيارات الكهربائية متفوقة على شركات تصنيع السيارات في أوروبا والولايات المتحدة. حيث انخفضت تكلفة بطاريات السيارات الكهربائية في الصين إلى 126 دولارا لكل كيلووات ساعة في المتوسط، مقارنة بزيادة بنسبة 11% في الولايات المتحدة و20% في أوروبا. هذا التفوق في التسعير سمح للشركات الصينية، مثل "بي واي دي"، بإطلاق تقنيات بطاريات أكثر تقدما وأقل تكلفة، مما عزز قبضتها على سوق السيارات الكهربائية العالمي، وفق تقرير بلومبيرغ.
هل هناك أمل في الأفق؟وفي ضوء التباطؤ الأخير، تدرس بعض الحكومات إعادة تقديم الحوافز المالية لتعزيز مبيعات السيارات الكهربائية. من ناحية أخرى، تعمل شركات تصنيع السيارات على تقديم نماذج أكثر تكلفة لجذب المشترين المترددين.
وتوقعت مجموعة "ترانسبورت آند إنفيرونمنت" أن تصل 7 نماذج كهربائية جديدة بتكلفة أقل من 25 ألف يورو (27 ألفا و810 دولارات) إلى السوق الأوروبية بنهاية هذا العام وفي العام المقبل، مما قد يعزز حصة السيارات الكهربائية في السوق الأوروبية إلى 24% في عام 2025، مقارنة بـ12.5% خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مبیعات السیارات الکهربائیة أوروبا والولایات المتحدة شرکات تصنیع السیارات فی أوروبا
إقرأ أيضاً:
بغض النظر عن الفائز.. حلفاء أمريكا الأوروبيون يواجهون أوقاتاً صعبة
يستعد حلفاء واشنطن في أوروبا، لاستقبال دولة أمريكية ستصبح أقل اهتماماً بهم بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية، وعودة الصدمات القديمة والمشاكل الجديدة حال عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض.
مركزية أوروبا في السياسة الخارجية لأمريكا اختلفت عما كانت عليه في سنوات بايدن
وتأتي الانتخابات بعد أكثر من عامين ونصف العام من الحرب الروسية على أوكرانيا، والذي قدمت فيه واشنطن أكبر مساهمة في الدفاع عن كييف.
وهناك علامات استفهام حول ما إذا كان ذلك سيستمر في عهد ترامب، ومدى التزامه بحلفاء الناتو بشكل عام.
مخاوف أوروبيةوكشفت وكالة "أسوشييتد برس"، أنه من المتوقع أن يؤدي فوز نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى استمرار السياسة الحالية، على الرغم من معارضة الجمهوريين والتعب المتزايد من الحرب بين الجمهور الأمريكي، فضلاً عن مخاوف أوروبا من تضاءل الدعم.
وأوضحت أن شهية ترامب لفرض الرسوم الجمركية على شركاء الولايات المتحدة، تسبب القلق في أوروبا التي تعاني بالفعل من تباطؤ النمو الاقتصادي. ولكن ليس احتمال فوزه برئاسة ثانية هو ما يجعل القارة قلقة، بشأن الأوقات الصعبة المقبلة.
ويعتقد المسؤولون الأوروبيون، أن أولويات الولايات المتحدة تكمن في مكان آخر، بغض النظر عمن سيفوز. حيث يتصدر الشرق الأوسط قائمة الرئيس جو بايدن الآن، لكن الأولوية طويلة الأجل هي للصين.
مكانة أوروبا عند واشنطنووفق الوكالة، قالت راشيل تاوسيندفرويند، الباحثة البارزة في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية في برلين: "إن مركزية أوروبا في السياسة الخارجية الأمريكية مختلفة عما كانت عليه في سنوات تكوين بايدن. وبهذه الطريقة، من الصحيح أن بايدن هو آخر رئيس عبر الأطلسي".
وأضافت أن "الولايات المتحدة ستواصل التحول نحو آسيا. وهذا يعني أن أوروبا لابد أن تزيد من دورها. ويتعين عليها أن تصبح شريكاً أكثر قدرة على إدارة منطقتها الأمنية الخاصة".
وقال إيان ليسر، وهو زميل بارز في صندوق مارشال الألماني في بروكسل، إن "أوروبا تبحث قبل كل شيء عن القدرة على التنبؤ من جانب واشنطن".
وأضاف أن "هذا أمر نادر في عالم مضطرب، حيث ستواجه أي إدارة مطالب أخرى تستدعي اهتمامها. لكن احتمالات الاضطراب أكبر في حالة إدارة ترامب المحتملة".
ترامب وهاريس: معركة الأسبوع الأخير في السباق الرئاسي - موقع 24تجوب المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسية الأمريكية كامالا هاريس، أمس الإثنين، ولاية ميشيغن، فيما توجه منافسها دونالد ترامب إلى جورجيا، الولاية المتأرجحة أيضاً والحاسمة في هذا السباق الرئاسي المحموم. التحول عن أوكرانياوفي حين ركزت الولايات المتحدة وأوروبا بشكل متزايد على المنافسة مع آسيا، فإن الحرب الدائرة في أوروبا تعني أن التكاليف المحتملة للتحول بعيداً عن الأمن الأوروبي على الجانب الأمريكي، أصبحت اليوم أعلى كثيراً مما كانت عليه قبل بضع سنوات.
فحسب الوكالة، لقد أزعج تأخر الإنفاق الدفاعي في أوروبا الإدارات الأمريكية من كلا الحزبين لسنوات، على الرغم من أن أعضاء الناتو، بما في ذلك ألمانيا، رفعوا من مستوى أدائهم بعد غزو أوكرانيا عام 2022.
ويتوقع الناتو أن يحقق 23 من الحلفاء البالغ عددهم 32، هدفه بإنفاق 2% أو أكثر من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع هذا العام، مقارنة بـ3 فقط قبل عقد من الزمان.
ويرى الأوروبيون أن الحرب في أوكرانيا تشكل تحدياً وجودياً على نحو قد لا تراه الولايات المتحدة في نهاية المطاف، حتى مع ظهور بعض علامات التعب من الحرب في أوروبا نفسها.
وقال تاوسيندفروند إنه "إذا فاز ترامب، فإن كل الدلائل تشير إلى أنه ليس لديه أي مصلحة في مواصلة دعم أوكرانيا في هذه الحرب، وسيدفع بسرعة نحو التوصل إلى نوع من وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام قد لا يعجب كييف، وقد لا تكون أوروبا مستعدة له".
كما أوضح ليسر، قائلاً: "حتى مع إدارة هاريس، هناك نقاش متزايد ومتغير - بصراحة، على جانبي الأطلسي - حول ما سيأتي بعد ذلك في الحرب في أوكرانيا، وما هي اللعبة النهائية".
وأضاف "بغض النظر عمن سيفوز بالبيت الأبيض، فإن السنوات المقبلة قد تكون مليئة بالتحديات"، مشيراً إلى أن هناك احتمالات كبيرة لانقسام الحكومة في واشنطن. وتابع "ستواجه أوروبا أمريكا فوضوية للغاية، وغير فعالة في بعض الأحيان".